الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وقال ابن خلدون في تاريخه: «إن دولة معاوية وأخباره كان ينبغي أن تلُحق بدول الخلفاء الراشدين وأخبارهم فهو تاليهم في الفضل والعدالة والصحبة» . (1)
فكان الأولى بالشيخ محمد رشيد رضا جهة الصحابة أن يقول بجملة ما قاله ابن تيمية في الصحابة، لا سيما وأن ما قاله ابن تيمية هو قول أهل السنة والجماعة، وأن يبتعد عن اثاره ما جرى من الفتن والقتال بين الصحابة، والطعن والتقليل من شأن معاوية- رضي الله عنه، لا سيما أن الكلام في هذه المسألة لا يستفاد منه في شيء سوى إثارة النعرات الطائفية والخلافات بين عامة الناس، ويكون مدعاةً لسب معاوية والتنقص منه من من لا يمنعه من ذلك دينٌ ولا تقوى.
5 - إنكاره أن للسحر حقيقة:
فالشيخ محمد رشيد رضا لا يرى أن للسحر حقيقةً مطلقاً. (2)
حيث يعرفه فيقول «والمعنى الجامع للسحر أنه أعمال غريبة من التلبيس والحيل تخفى حقيقتها على جماهير الناس لجهلهم بأسبابها فمن عرف سبب شيءٍ منها بطل إطلاق اسم السحر عليه
…
». (3)
وهذا مخالف لما عليه أهل السنة والجماعة.
(1)(مقدمة ابن خلدون) للعلامة عبد الرحمن ابن خلدون المغربي، دار الكتاب اللبناني، بيروت، 1967 م (1/ 104)، وما بعدها.
(2)
للاستزادة أنظر تفسيره لقوله تعالى ((قال الملأ من قومِ فرعون إن هذا لساحرٌ عليم)) في سورة الأعراف.
(3)
تفسير المنار (9/ 45).
فالذي عليه أهل السنة والجماعة أن السحر ثابت وله حقيقة، والذين قالوا بأن السحر لا حقيقة له هم المعتزلة وبعض من شذ من أهل السنة.
قال الخطابي: «أنكر قومٌ من أصحاب الطبائع السحر، وأبطلوا حقيقته والجواب أن السحر ثابت وحقيقته موجودة
…
». (1)
قال النووي رحمه الله: «الصحيح أن السحر له حقيقة، وبه قطع الجمهور، وعليه عامة العلماء ويدل عليه الكتاب والسنة الصحيحة المشهورة» . (3)
وقال ابن قدامه: «والسحر له حقيقة، فمنه ما يقتل وما يُمرض، وما يأخذ الرجل عن امرأته فيمنعه وطأها، ومنه ما يفرق بين المرء وزوجه» . (4)
وقال أبو العز الحنفي: «وقد تنازع العلماء في حقيقة السحر وأنواعه والأكثرون يقولون، إنه قد يؤثر في موت المسحور ومرضه من غير وصول شيءٍ ظاهرٍ إليه» . (5)
(1)(شرح السنة) للعلامة محمد ابن الحسين البغوي، تحقيق شعيب الأرناؤوط، المكتب الإسلامي، بيروت، الطبعة الأولى، 1390 هـ (12/ 188).
(2)
تفسير القرطبي (2/ 46).
(3)
نقلا عن شرح النووي على مسلم (10/ 222).
(4)
المعني (10/ 106).
(5)
شرح الطحاوية لابن أبي العز الحنفي، ص 505، طبعة المكتب الإسلامي 1996 م.