الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
[أحكام إذ حين تجيء ظرفا وغير ظرف]
قال ابن مالك: (فصل: وفي الظّروف ظروف مبنية لا لتركيب؛ فمنها «إذ» للوقت الماضي لازمة الظّرفية إلّا أن يضاف إليها زمان، أو تقع مفعولا بها، وتلزمها الإضافة إلى جملة، وإن علمت حذفت وعوّض منها تنوين، وكسرت الذّال لالتقاء السّاكنين لا للجرّ، خلافا للأخفش، ويقبح أن يليها اسم بعده فعل ماض، وتجيء حرفا للتّعليل وللمفاجأة، وليست حينئذ ظرف مكان ولا زائدة؛ خلافا لبعضهم، وتركها بعد «بينا» و «بينما» أقيس من ذكرها وكلاهما عربي، ويلزم بينما وبينا الظّرفيّة الزّمانية والإضافة إلى جملة، وقد تضاف «بينا» إلى مصدر).
ــ
بذلك في شرح المقرب (1)، والحق خلاف ذلك، ولهذا لم يقيد المصنف الإضافة بشيء دون شيء، وفي كتاب سيبويه شهر ذي القعدة (2)، ومثل ابن أبي الربيع بشهر المحرم وشهر صفر، ولم يتعرض إلى شيء مما ذكره أرباب هذه المقالة (3).
قال ناظر الجيش: لما فرغ من الكلام على معربات ظروف الزمان ومبنيّاتها المركبة شرع في الكلام على مبنياتها
غير المركبة، والذي تضمنه الفصل كلمات عشر وهي: إذ وإذا وبينا وبينما ومذ ومنذ والآن وقط وعوض وأمس.
فمن الظروف المذكورة «إذ» ويدل على اسميتها أنها تدل على الزمان دلالة لا تعرض فيها للحدث، وأنها تخبر بها مع دخولها [2/ 416] على الأفعال نحو:
قدم زيد إذ قدم عمرو، وأنها تبدل من اسم نحو: رأيتك أمس إذ جئت. وأنها تنون في غير ترنم، ويضاف إليها بلا تأويل نحو: يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبارَها (4)، وأنها -
(1) ينظر مثل: المقرب لابن عصفور، والمقرب (1/ 146) حيث أشار إلى هذا الرأي بقوله:«وقد يكون الظرف مختصّا ومعدودا فيقع في جواب كم ومتى نحو: المحرم، وسائر أسماء الشهور إذا لم تضف إلى شيء منها شهرا؛ فإن أضفته إلى ما تصح إضافته إليه منها كان في جواب متى وصار مختصّا نحو شهر رمضان» اه.
(2)
ينظر: الكتاب (2/ 217).
(3)
ينظر: الهمع (1/ 199) ففيه إشارة إلى هذا الرأي، يقول السيوطي:«إلا أن في كلام سيبويه ما يخالف هذا، فإنه أضاف شهر إلى ذي القعدة، وبهذا أخذ أكثر النحويين فأجازوا إضافة شهر إلى أعلام الشهور ولم يخصّوا ذلك بالثلاثة التي ذكرناها» اه. وهذا القول لأبي حيان في: التذييل (3/ 300).
(4)
سورة الزلزلة: 4.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ــ
تقع مفعولا بها نحو قوله تعالى: وَاذْكُرُوا إِذْ أَنْتُمْ قَلِيلٌ مُسْتَضْعَفُونَ فِي الْأَرْضِ (1)، ولبنائها سببان كل واحد منهما كاف لو انفرد:
أحدهما: وضعها على حرفين لا ثالث لهما بوجه.
والثاني: لزوم افتقارها إلى جملة أو عوض منها (2)، وهو التنوين اللاحق في نحو: يومئذ، وحق تنوين العوض أن يكون عوضا من بعض كلمة، كتنوين «يعيل» (3) مصغر يعلى، فإنه عوض من لام الكلمة، وكتنوين جندل فإنه عوض من ألف جنادل (4)، فلما كانت الكلمة التي تضاف إليها «إذ» بمنزلة الجر منها وحذفت عوملت في التعويض منها معاملة جزء حقيقي. وفعل بذال إذ مع هذا التنوين ما فعل بهاء «صه» مع تنوين التنكير، فقيل:«إذ» كما قيل «صه» (5)، وزعم الأخفش: أن كسرة «إذ» كسرة إعراب بالإضافة (6)، وأظن حامله على ذلك أنه جعل بناءها نائبا عن إضافتها إلى الجملة، فلما زالت من اللفظ صارت معربة، ورد بعض النحويين عليه بقول العرب: كان ذلك إذ بالكسر دون مضاف إلى «إذ» (7). ولم يغفل الأخفش هذا بل ذكره وأنشد (8):
1515 -
نهيتك عن طلابك أمّ عمرو
…
بعافية وأنت إذ صحيح (9)
-
(1) سورة الأنفال: 26. ينظر التذييل: (3/ 308)، ورصف المباني للمالقي (ص 60)، والمطالع السعيدة (ص 221).
(2)
ينظر: الهمع (1/ 204)، والمطالع السعيدة (ص 221)، وابن يعيش (4/ 95).
(3)
«يعيل» : اسم رجل.
(4)
ينظر: شرح الألفية للمرادي (1/ 24).
(5)
شرح التسهيل للمصنف (2/ 207).
(6)
ينظر: الارتشاف (ص 562)، والمغني (1/ 85، 86)، والهمع (1/ 205).
(7)
ينظر: التذييل (3/ 311)، والهمع (1/ 205)، والمغني (1/ 85، 86).
(8)
البيت لأبي ذؤيب الهذلي، وهو خويلد بن خالد بن محرث، شاعر جاهلي إسلامي.
(9)
البيت من الوافر، وهو في: الخصائص (2/ 376)، وابن يعيش (3/ 29، 9/ 31)، والمخصص (14/ 56)، وشرح التسهيل (2/ 207)، والأشموني بحاشية الصبان (1/ 26)، وحاشية يس (2/ 39)، واللسان مادة الألف اللينة.
اللغة: الطلاب بمعنى الطلب.
والشاهد فيه: تنوين «إذ» وكسرها دون أن يضاف إليها شيء، وقد رد بهذا البيت على الأخفش.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ــ
ثم قال: أراد: وأنت حينئذ صحيح، فحذف المضاف وأبقى الجر به (1)، وهذا منه غير مرضي؛ لأن المضاف لا يحذف ويبقى الجر به إلا إذا كان المحذوف معطوفا على مثله، كقولهم: ما مثل أبيك وأخيك يقولان ذلك، و «ما كل بيضاء شحمة ولا سوداء تمرة» (2)، فحذف مثل المضاف إلى أخيك، وكل المضاف إلى سوداء لدلالة ما قبلهما عليهما، و «إذ» في البيت المذكور بخلاف ذلك، فلا يحكم لها بحكمه. وأيضا فإن حذف المضاف وإعراب المضاف إليه بإعرابه أكثر من حذف المضاف وجر المضاف إليه، ومع أنه أكثر هو مشروط بعدم صلاحية الباقي لما صلح له المحذوف كالقرية بالنسبة إلى الأهل، فلو صلح الباقي لما صلح له المحذوف امتنع الحذف (3)، فلأن يمتنع عند ذلك حذف المضاف وبقاء المضاف إليه مجرورا أحق وأولى، ومعلوم أن «إذ» من حينئذ صالح لما تصلح له حين، فلا يجوز فيها الحذف المذكور كما لا يجوز في غلام زيد، وأيضا فإن المضاف إلى «إذ» قد يبنى كقراءة نافع (4): وَهُمْ مِنْ فَزَعٍ يَوْمَئِذٍ آمِنُونَ (5)، ولا علة لبنائه إلا إضافته إلى مبني، فبطل قول من قال: إن كسرة «إذ» كسرة إعراب،
ولم أقيد الجملة التي تضاف إليها «إذ» بكونها اسمية ولا فعلية؛ ليشعر ذلك أن للمتكلم أن يضيفها إلى ما شاء منهما (6)، ثم أشرت إلى استقباح تقديم اسم بعدها على فعل ماض نحو: كان ذلك إذ زيد قام، فعلم أن غير ذلك حسن نحو: كان ذلك إذ قام زيد [2/ 417]، -
(1) معاني القرآن للأخفش (2/ 484) بتحقيق عبد الأمير محمد أمين الورد.
(2)
مثل يضرب في موضع التهمة: «وأصله: أنه كانت هند بنت عوف بن عامر تحت ذهل بن ثعلبة بن عكاية، فولدت له عامرا وشيبان، ثم هلك عنها ذهل فتزوجها بعده مالك بن بكر، فولدت له ذهل بن مالك، فكان عامر وشيبان مع أمهما في بني ضبة، فلما هلك مالك انصرفا إلى قومهما، وكان لهما مال عند عمهما قيس بن ثعلبة فوجداه قد أخفاه فوثب عامر بن ذهل فجعل يخنقه، فقال قيس: يا ابن أخي دعني فإن الشيخ متأوه، ثم قال هذا المثل، ومعناه أنه وإن أشبه أباه خلقا فلم يشبهه خلقا» اه. مجمع الأمثال (2/ 281، 282).
(3)
ينظر: التذييل (3/ 311).
(4)
ينظر: الحجة لابن خالويه (ص 275)، وتحبير التيسير (ص 153)، والإتحاف (ص 340)، والقراءة في الآية هي بفتح «ميم» يومئذ لإضافتها إلى غير متمكن، ووافق نافعا في هذه القراءة عاصم وحمزة والكسائي وأبو جعفر. أما غيرهم فيقرأ بكسر الميم على أنها معربة.
(5)
سورة النمل: 89.
(6)
ينظر: شرح قواعد الإعراب للأزهري (ص 182).
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ــ
وإذ زيد يقوم زيد. كل ذلك حسن إذ لا محذور فيه بخلاف: إذ زيد قام، فإنه قبيح لأن مدلول «إذ» وقام من الزمان واحد، وقد اجتمعا في كلام، فلم يحسن الفصل بينهما بخلاف ما سواه، فإن الذي بعد «إذ» في جميعه غير موافق «لإذ» في مدلولها، فاستوى اتصالها وانفصالها عنه (1).
وتجيء «إذ» للتعليل (2)، كقوله تعالى: وَإِذِ اعْتَزَلْتُمُوهُمْ وَما يَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ فَأْوُوا إِلَى الْكَهْفِ (3)، وكقوله تعالى: وَإِذْ لَمْ يَهْتَدُوا بِهِ فَسَيَقُولُونَ هذا إِفْكٌ قَدِيمٌ (4)، وكقوله تعالى: وَلَنْ يَنْفَعَكُمُ الْيَوْمَ إِذْ ظَلَمْتُمْ (5)، ومثله قول الشاعر:
1516 -
فأصبحوا قد أعاد الله نعمتهم
…
إذ هم قريش وإذ ما مثلهم بشر (6)
وأشار إليها سيبويه فقال في باب ما ينتصب على إضمار الفعل المتروك إظهاره في غير الأمر والنهي: إن (أن) في قولهم: أمّا أنت منطلقا انطلقت بمعنى «إذ» ، و «إذ» بمعنى «أن» إلا أن إذ لا يحذف فيها الفعل، وأما «لا» يذكر بعدها الفعل المضمر (7). هذا نصه.
وتجيء «إذ» أيضا للمفاجأة كقول عمر رضي الله عنه: بينما نحن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ طلع علينا
رجل (8).
فهذا مثال وقوعها بعد بينما، ومثله قول الشاعر (9): - -
(1) ينظر: شرح المفصل لابن يعيش (4/ 96).
(2)
مجيء «إذ» للتعليل هو خلاف ما يراه الجمهور. ينظر: الهمع (1/ 205)، والمطالع السعيدة (ص 223).
(3)
سورة الكهف: 16.
(4)
سورة الأحقاف: 11.
(5)
سورة الزخرف: 39.
(6)
تقدم في باب «ما» العاملة عمل ليس.
(7)
الكتاب (1/ 294).
(8)
جزء من حديث شريف رواه عبد الله بن عمر عن أبيه رضي الله عنهما فقال: حدثني أبي عمر بن الخطاب قال: بينما نحن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم إذ طلع علينا رجل شديد بياض الثياب شديد سواد الشعر لا يرى عليه أثر السفر ولا يعرفه منا أحد حتى جلس إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأسند ركبتيه إلى ركبتيه ووضع كفيه على فخذيه، قال: يا محمد أخبرني عن الإسلام .... إلخ الحديث، والحديث أخرجه مسلم في كتاب الإيمان، باب: تعريف الإسلام والإيمان (ص 133) الحديث الأول. طبعة الشعب.
(9)
هو جميل بن عبد الله بن معمر والمعروف بجميل بثينة، أحد عشاق العرب المشهورين.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ــ
1517 -
بينما هنّ بالأراك معا
…
إذ أتى راكب على جمله (1)
ومثله: -
1518 -
استقدر الله خيرا وارضينّ به
…
فبينما العسر إذ دارت مياسير (2)
ومثال تركها قول الشاعر: -
1519 -
فبينا نحن نرقبه أتانا
…
معلّق وفضة وزناد راعي (3)
وتركها أقيس؛ لأن المعنى المستفاد معها مستفاد بتركها، وكلاهما مروي عن العرب نظما ونثرا، وكان الأصمعي (4) يؤثر تركها على ذكرها (5)، وحكى السيرافي أن بعضهم يجعلها ظرف مكان (6)، وأن بعضهم يجعلها زائدة (7)، -
(1) البيت من الخفيف، وهو في: معاني القرآن للفراء (1/ 459)، وشرح الجمل لابن عصفور (2/ 325)، وشرح التسهيل للمصنف (1/ 209)، والتذييل (3/ 314)، والمغني (1/ 311)، وشرح شواهده:(1/ 366)، (2/ 722)، والخزانة (4/ 199)، وديوان جميل (ص 52). ويروى البيت برواية «بينما نحن» مكان «بينما هن» .
والشاهد فيه: مجيء «إذ» للمفاجأة في قوله: «إذ أتى» .
(2)
البيت لعثير بن لبيد العذري أو عثمان بن لبيد أو لحريث بن حيلة العذري وهو من بحر البسيط، وينظر: في الكتاب (3/ 528)، والتذييل (3/ 316، 322)، وأمالي الشجري (2/ 209، 307) ومجالس ثعلب (1/ 220)، وابن القواس (ص 186)، وشرح التسهيل للمصنّف (1/ 209)، والمغني (1/ 83)، والمطالع السعيدة (ص 223)، والهمع (1/ 205، 211)، والدرر (1/ 173، 187)، وشذور الذهب (ص 168)، واللسان «دهر» .
والشاهد فيه: مجيء «إذ» للمفاجأة بعد «بينما» .
(3)
البيت من الوافر، وهو لنصيب أو قيس عيلان وينظر في: الكتاب (1/ 171)، ومعاني القرآن للفراء (1/ 346) وابن يعيش (4/ 97)، (6/ 11)، والغرة لابن الدهان (2/ 21)، والتذييل (3/ 315)، وابن القواس (ص 898)، وشرح التسهيل للمصنف (1/ 209)، ومنهج السالك لأبي حيان (ص 218)، والمغني (1/ 377)، وشرح شواهده (2/ 798)، والهمع (1/ 211)، واللسان «بين» .
اللغة: الوفضة: ما يحمل فيها الراعي متاعه وزاده. والشاهد فيه: ترك مجيء إذ بعد بينا.
(4)
هو عبد الملك بن قريب اللغوي المشهور توفي سنة 216. سبقت ترجمته.
(5)
ينظر: شرح المفصّل لابن يعيش (4/ 99).
(6)
ينظر: شرح السيرافي (6/ 470، 471).
(7)
ذكر أبو حيان في التذييل (3/ 315): «أن أبا عبيدة ذهب إلى زيادة «إذ» وحمل عليه «إذ» في قوله «إذ قلنا» حيث وقع في أول الكلام، ورده الزجاج وقال: هذا إقدام منه في القرآن». اه. -
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ــ
والمختار عندي الحكم بحرفيتهما (1)، وقد حدث لبين إذ قيل فيها: بينما وبينا الاختصاص بالزمان والظرفية والإضافة إلى الجمل، وقد تضاف «بينا» إلى مصدر كقوله: -
1520 -
بينا تعانقه الكماة وروعه
…
يوما أتيح له كميّ سلفع (2)
ويروى تعنقه بالرفع على الابتداء والخبر محذوف. هذا كلام المصنف رحمه الله تعالى (3)، واستفيد منه أن «إذ» لها استعمالات ثلاثة:
1 -
أن تكون ظرفا ماضيا (4).
2 -
وأن تكون للتعليل.
3 -
وأن تكون للمفاجأة (5).
وأن التي هي ظرف قد تخرج عن الظرفية، فيضاف إليها زمان أو تقع مفعولا بها، وسيذكر لها استعمالا رابعا.
وهو أن تكون ظرفا مستقبلا عند الكلام على إذا (6).
ثم الكلام في مباحث: -
- وينظر: مجاز القرآن لأبي عبيدة (1/ 36، 37، 183)، ومعاني القرآن وإعرابه للزجاج:(1/ 75، 403).
(1)
ينظر: شرح التسهيل للمصنف (2/ 210).
(2)
البيت من الكامل، وهو لأبي ذؤيب الهذلي وهو في: الخصائص (3/ 122)، والغرة لابن الدهان (2/ 21)، والتذييل (3/ 319، 320)، وابن يعيش (4/ 34، 99)، وجمهرة القرشي (ص 132)، والمفضليات (ص 428)، والخزانة (3/ 183)، والمغني (1/ 371)، (2/ 572)، وشرح شواهده (1/ 263)، (2/ 791)، والهمع (1/ 211)، والدرر (1/ 179)، وديوان الهذليين (1/ 18)، واللسان «بين» .
اللغة: الكماة: جمع كمي بمعنى شجاع. السلفع: الجريء الواسع الصدر.
والشاهد فيه: إضافة «بينا» إلى المصدر وجره بها.
(3)
شرح التسهيل للمصنف (2/ 210).
(4)
ينظر: المفردات في غريب القرآن (ص 15)، وابن يعيش (4/ 96)، ورصف المباني (ص 60).
(5)
ينظر: شرح قواعد الإعراب للأزهري (ص 183).
(6)
ينظر: المنصف من الكلام على المغني للشمني، وشرح الدماميني على المغني (1/ 172).
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ــ
الأول:
إن قول المصنف: إلا أن يضاف إليها زمان أو تقع مفعولا بها؛ ينافي قوله قبل ذلك: إنها لازمة الظرفية؛ لأن ما لزم شيئا، لا ينفك عنه، وإلا فليس بلازم، فكان الأولى أن يقول:«غالبة الظرفية» [2/ 418] أو يقول: وأكثر استعمالها ظرفا، ونحو ذلك.
الثاني:
أن لقائل أن يقول: إن إضافة الزمان إليها لا يخرجها عن الظرفية؛ وذلك لأن إضافة الزمان إليها كلّا إضافة؛ لأنها
باقية على دلالتها لم يتغير بالإضافة لها معنى، وكأنّ الزمان المضاف إليها إنما هو مضاف إلى الجملة الواقعة بعد «إذ» . وإذا كان كذلك فمثل هذه الإضافة لا تخرج الكلمة عن الظرفية، وأما وقوعها مفعولا بها فليس أمرا مجمعا عليه (1)، وما استدل به المصنف على مفعوليتها وهو قوله تعالى:
وَاذْكُرُوا إِذْ أَنْتُمْ قَلِيلٌ مُسْتَضْعَفُونَ فِي الْأَرْضِ (2) محتمل أن يكون المفعول فيه غيرها، وتكون «إذ» باقية على ظرفيتها، التقدير: واذكروا حالكم إذ أنتم أو واذكروا فضل الله عليكم إذ أنتم، وكذا يكون التقدير في نظائر هذه الآية الشريفة كقوله تعالى: وَإِذْ قالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ (3)، وَإِذْ قُلْنا لِلْمَلائِكَةِ (4)، وَإِذْ فَرَقْنا بِكُمُ الْبَحْرَ (5)، وقول من قال من المعربين: إن العامل «اذكر» مقدر مع كون «إذ» ظرفا ظاهر الفساد (6)، وكذا يكون التقدير في قوله تعالى: وَاذْكُرْ فِي -
(1) وقوع «إذ» مفعولا بها هو مذهب الأخفش والزجاج وجماعة من المعربين، وقد خالفهم في ذلك أبو حيان حيث قال: والذي أذهب إليه أن استعمال «إذ» مفعولا بها لا يجوز، إذ لا يوجد من كلامهم نحو: أحببت إذ قدم زيد ولا كرهت إذ قدم، وإنما ذكروا ذلك مع «اذكر» لما اعتاص عليهم ما ورد من ذلك في القرآن. اه، التذييل (3/ 309). وينظر: معاني القرآن للأخفش (ص 69)، ومعاني القرآن وإعرابه للزجاج:(1/ 100، 112).
وكأن ناظر الجيش يوافق أبا حيان في هذه المسألة.
(2)
سورة الأنفال: 26.
(3)
سورة البقرة: 30.
(4)
سورة البقرة: 34.
(5)
سورة البقرة: 50.
(6)
في معاني القرآن للزجاج (1/ 403): «وقال غير أبي عبيدة منهم أبو الحسن الأخفش وأبو العباس محمد بن يزيد: المعنى اذكروا إذ قالت امرأة عمران، والمعنى - والله أعلم - غير ما ذهبت إليه هذه الجماعة، -
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ــ
الْكِتابِ مَرْيَمَ إِذِ انْتَبَذَتْ (1) أن إذ ظرف لمضاف محذوف، التقدير:«واذكر قصة مريم» (2) ويدل على صحة هذا التقدير في مثل هذه الآيات الشريفة ظهور مثله في قوله تعالى: وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْداءً (3).
المبحث الثالث:
إذا أفادت «إذ» التعليل فهل هي حرف كلام التعليل أو هي باقية على ظرفيتها، واستفيد التعليل من سياق الكلام؟.
ذكروا أن في ذلك خلافا (4)، ولم يشعر كلام المصنف بشيء من القولين، بل إذا حمل على ظاهره وجب القول بأنها باقية على الظرفية عنده؛ لأن الضمير المستتر في قوله:«وتجيء للتعليل» يرجع إلى «إذ» المتقدمة الذكر المحكوم باسميتها.
والذي تركن إليه النفس القول بحرفيتها، ويؤيد ذلك قوله تعالى: وَلَنْ يَنْفَعَكُمُ الْيَوْمَ إِذْ ظَلَمْتُمْ (5) فإن التعليل يستفاد من الآية الشريفة بلا شك، قال بعض المصنفين (6): إذا حملنا «إذ» على الوقت كان المعنى: «ولن ينفعكم اليوم وقت ظلمكم الاشتراك في العذاب، وحينئذ لا يستفاد التعليل، لاختلاف زمني الفعلين، ويبقى إشكال في الآية وهو أن «إذ» لا تبدل من اليوم لاختلاف الزمانين ولا تكون ظرفا «لينفع» ؛ لأنه -
- وإنما العامل في «إذ» معنى الاصطفاء. اه. وقد رد ابن هشام هذا المذهب أيضا في المغني (1/ 80).
(1)
سورة مريم: 16.
(2)
جوّز الزمخشري إعراب «إذ» في مثل هذه الآية بدلا، وقد ذكر هذا الرأي في إعرابه لقوله تعالى:
وَلُوطاً إِذْ قالَ لِقَوْمِهِ في سورة الأعراف. وردّ عليه أبو البقاء هذا الرأي في إعرابه لآية سورة مريم التي معنا حيث قال: وهو بعيد - أي إعرابها بدلا - لأن الزمان إذا لم يكن حالا من الجثة ولا خبرا عنها ولا وصفا لها لم يكن بدلا منها. اه.
ينظر: الكشاف (1/ 270)، وإملاء ما من به الرحمن (2/ 111)، وشرح الدماميني للمغني (1/ 172).
(3)
سورة آل عمران: 103.
(4)
ينظر: شرح قواعد الإعراب (ص 183، 184)، والمغني (1/ 82)، وشرح الدماميني على المغني (1/ 176).
(5)
سورة الزخرف: 39.
(6)
ذكر الجزء الأول من هذا النص ابن هشام في المغني (1/ 82)، وذكر الجزء الثاني منه من أول قوله: وقال ابن جني .... إلخ - أبو البقاء العكبري في إملاء ما من به الرحمن (2/ 227، 228) مع إيراده الجزء الأول من النص بالمعنى. فلعل المقصود بقول الشارح هنا: بعض المصنفين - أحدهما. وأرجح أبا البقاء لسبقه.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ــ
لا يعمل في ظرفين، ولا «المشتركون» لأن معمول «أن» لا يتقدم عليها، ولأن معمول الصلة لا يتقدم على الموصول، ولأن اشتراكهم في الآخرة لا في زمن ظلمهم، وقال ابن جني: راجعت أبا علي مرارا في قوله تعالى: وَلَنْ يَنْفَعَكُمُ الْيَوْمَ
…
الآية مستشكلا إبدال «إذ» من اليوم، فآخر ما تحصل منه أن الدنيا والآخرة متصلتان، وأنهما في حكم الله تعالى سواء: فكأنّ اليوم ماض أو كأنّ إذ مستقبلة (1). انتهى.
ومقتضى كلام أبي علي أن «إذ» التعليلية لا تخرج عن الظرفية، والظاهر أن الجمهور على ذلك، ومن ثم قال [2/ 419] الشلوبين: قال بعض المتأخرين: إن إذ تستعمل لمجرد السببية معراة عن الظرفية، وزعم أنه مراد سيبويه بقوله: لأنها يعني «أن» في معنى «إذ» وإذ في معناها أيضا (2)، واستشهد على ذلك بقوله تعالى: وَلَنْ يَنْفَعَكُمُ الْيَوْمَ إِذْ ظَلَمْتُمْ (3) وقال: محال أن تكون ظرفا؛ لأن الفعل المستقبل لا يقع في الظرف الماضي فإنما هي لمجرد التسبيب قال: والجواب: أن كلام سيبويه لا دليل فيه على ما ذكروا، إنما معناه، لأنها في معنى «إذ» في السببية ليس غير، بل ظاهر الكتاب في غير هذا الموضع يدل على أنها لا تخرج عن الظرفية، قال: وأما الآية الشريفة فلا دليل فيها؛ لأن العامل في «إذ» محذوف، والتقدير: ولن ينفعكم اليوم اشتراككم في العذاب، وجب لكم ذلك إذ ظلمتم أنفسكم بالكفر والطغيان، فإذ ظرف ماض فيه معنى التسبيب (4)، قال: وكذا يقدر في قول الشاعر (5): -
1521 -
ألا رجلا أحلوه رحلي وناقتى
…
تبلغ عني الشعر إذ مات قائله (6)
انتهى.
ولم يظهر لي قول الشلوبين: إن كلام سيبويه لا دليل فيه، بل كلام سيبويه -
(1) ينظر: إملاء ما منّ به الرحمن (2/ 227، 228)، والمغني (1/ 82)، وشرح الدماميني على المغني (1/ 176).
(2)
ينظر: الكتاب: (1/ 294).
(3)
سورة الزخرف: 39.
(4)
ينظر: التذييل (3/ 313) حيث أورد هذا النص للشلوبين.
(5)
هو علقمة الفحل التميمي، شاعر جاهلي.
(6)
البيت من الطويل، وهو في: التذييل (3/ 313)، وإصلاح المنطق (ص 175، 210)، والاشتقاق لابن دريد (ص 536) برواية:(فمن راكب) مكان (ألا رجلا) وينظر أيضا: ديوان علقمة (ص 147).
اللغة: أحلوه: من حلوته: إذا وهبت له شيئا على شيء فعله. الرحل: مركب البعير.
والشاهد فيه: مجيء «إذ» للتسبيب؛ لأن الفعل قبلها مضارع.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ــ
ظاهر الدلالة على ما ساقه المصنف له، والحق الوقوف معه إلى أن يؤتى لسيبويه بنص آخر يقتضي مخالفة ما ذكره في هذا الموضع، فحينئذ يجب الانقياد إليه، وأما التخريج الذي ذكره في الآية الشريفة، فلا يخفى بعده ....
المبحث الرابع:
قد عرفت ما ذكره المصنف في «إذ» التي للمفاجأة من أن بعضهم يجعلها ظرف مكان، وبعضهم يجعلها زائدة، وأنه هو يختار الحكم بحرفيتها.
قال الشيخ: والذي نختاره نحن خلاف قوله، وأنها ظرف زمان على حالها التي استقرت لها، ولا يخرجها إلى الزيادة ولا إلى الحرفية، ولا إلى كونها ظرف مكان، لأنه يمكن إقرارها ظرف زمان (1). انتهى.
ولم أر في كلامه دليلا على هذه الدعوى، ثم كلام المصنف يقتضي أن «إذ» لا تكون للمفاجأة إلا بعد بينما وبينا، وهذا هو الظاهر، واعلم أن العامل في بينما وبينا، هو ما يشبه الجواب في نحو: بينما زيد قائم أقبل عمرو، فالناصب لبينما هو أقبل، قال الشيخ: وبعضهم يطلق عليه جوابا وليس بجيد؛ لأن الأول ليس بشرط. ولو كان شرطا لم يسغ أن يقال: إنه يعمل فيه الجواب، أما إذا وجدت «إذ» نحو: بينما زيد قائم إذ أقبل عمرو، فعلى القول بأنها زائدة يكون الأمر كما كان؛ فيكون العامل في بينما هو أقبل، وإن كانت زائدة فلا يمكن عمل ما بعدها فيما قبلها؛ لأنها إن كانت حرفا للمفاجأة فلا يعمل ما بعد المفاجأة فيما قبلها، وإن كانت ظرفا، فما بعدها مضاف إليه، والمضاف إليه لا يعمل فيما قبله، وحينئذ يتعين أن يكون [2/ 420] الناصب لبينما ولبينا عاملا مقدرا، يفسره ما بعد «إذ» فإذا قلت: بينما أو بينا زيد قائم إذ أقبل عمرو، كان العامل في بينما أو بينا أقبل محذوفة يفسرها «أقبل» الموجودة بعد «إذ» وأما العامل حينئذ في «إذ» فقال ابن جني: العامل فيها الفعل الذي بعدها؛ لأنها غير مضافة إليه، وهذا دليل ابن جني على أنه جعلها للمفاجأة ولم يجعلها ظرفا (2)، وأما الشلوبين فإنه حكم بإضافتها إلى الجملة بعدها، وإذا كان كذلك امتنع عمل الفعل الذي بعدها فيها كما -
(1) التذييل (3/ 314).
(2)
التذييل (3/ 314، 315) بالمعنى.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ــ
امتنع عمله في بينما وبينا. وإذا امتنع عمل الفعل وجب الحكم على «إذ» بالبدلية من بينما وبينا (1)، والذي يحصل من كلام الشلوبين أن العامل في بين ما يفهم من معنى الكلام، وأن «إذ» بدل من بين، أي حين أنا كذلك حين جاء زيد، ومما ينبّه عليه أنه قد يذكر بعد «إذ» كلمة مفرد، فيظن أن «إذ» مضافة إليها، وليس كذلك؛ لأنك قد عرفت أنها يلزمها الإضافة إلى جملة، وعلى هذا يتعين تقدير كلمة أخرى منضمة إلى الكلمة الواقعة بعدها لينتظم منها جملة، فإذا قلت: قمت إذ ذاك وفعلت إذ ذاك كان التقدير: إذ ذاك كذلك (2)، ومنه قول الشاعر (3): -
1522 -
هل ترجعنّ ليال قد مضين لنا
…
والعيش منقلب إذ ذاك أفنانا (4)
التقدير: إذ ذاك كذلك، وقال الأخطل: -
1523 -
كانت منازل ألّاف عهدتهم
…
إذ نحن إذ ذاك دون النّاس إخوانا (5)
ألاف بضم الهمزة جمع آلف بالمد مثل كافر وكفار، ونحن، وذاك مبتدآن حذف خبراهما، والتقدير: عهدتهم إخوانا إذ نحن متآلفون إذ ذاك كائن، وأنشدوا للخنساء بيتا وهو: -
1524 -
كأن لم يكونوا حمى يتّقى
…
إذ النّاس إذ ذاك من عزّ بزّا (6)
-
(1) ينظر: المغني (1/ 83)، والهمع (1/ 205).
(2)
ينظر: المطالع السعيدة للسيوطي (ص 322، 323).
(3)
هو الأعلم بن جرادة السعدي أو عبد الله بن المعتز.
(4)
البيت من البسيط، وهو في: التذييل (3/ 309)، والارتشاف (ص 562)، والأمالي الشجرية (2/ 198)، وابن القواس (ص 188)، وتعليق الفرائد (ص 1551)، ونوادر أبي زيد (ص 494)، والمغني (1/ 84)، وشرح شواهده (1/ 247)، والمطالع السعيدة (ص 222)، والهمع (1/ 205)، والدرر (1/ 173)، وحاشية يس (2/ 39).
والشاهد في قوله: (إذ ذاك) حيث أضيفت «إذ» إلى كلمة «ذاك» مع تقدير كلمة أخرى متضمنة إليها؛ لتكون «إذ» حينئذ مضافة إلى جملة، والتقدير: إذ ذاك كذلك.
(5)
البيت من البسيط للأخطل، وهو في: الأمالي الشجرية (1/ 200)، والمغني (1/ 84)، وشرح شواهده (1/ 248).
والشاهد في قوله: «إذ نحن إذ ذاك» كالذي قبله.
(6)
البيت من المتقارب للخنساء، وهو في: الأمالي الشجرية (1/ 241)، والمغني (1/ 85)، وشرح شواهده:(1/ 249)، وديوان الخنساء (ص 81).
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ــ
وتكلم عليه بعض الفضلاء (1) قال: فإذ الأولى ظرف ليتقى أو لحمى أو ليكونوا، إن قيل: إن لكان الناقصة مصدرا، وهو الصحيح، والثانية ظرف لبزّ، ومن مبتدأ موصول لا شرط؛ لأن بزّ عامل في «إذ» الثانية، ولا يعمل ما في حيّز الشرط فيما قبله عند البصريين، و «بز» خبر «من» والجملة خبر الناس، والعائد إليهم محذوف أي: من عز منهم كقولهم: السمن منوان بدرهم، ولا تكون «إذ» الأولى ظرفا «لبزّ» لأنه جزء الجملة التي أضيفت «إذ» الأولى
إليها، ولا يعمل شيء من المضاف إليه في المضاف، ولا «إذ» الثانية بدلا من الأولى لأن الأولى إنما تكمل بما أضيفت إليه، ولا يتبع اسم حتى يكمل، ولا خبرا عن الناس؛ لأنها زمان والناس اسم عين، وذلك مبتدأ محذوف الخبر أي كائن (2).
المبحث الخامس:
الجملة التي تضاف بينما وبينا إليها تارة تكون اسمية، كالأمثلة المتقدمة، وتارة تكون فعلية، لكن ذلك قليل، تقول: بينما أنصفني ظلمني، وبينما اتصل بزيد قطعه، حتى زعم ابن الأنباري أن «بين» يشرط بها في هذين المثالين (3)، قال الشيخ:
واختلفوا في الجملة الواقعة بعد بينما وبينا، على ثلاثة مذاهب [2/ 421]:
فقيل: موضع خفض بالإضافة، وقيل:«ما» في «بينما» والألف في «بينا» كافتان والجملة بعدهما لا موضع لها من الإعراب، وقيل:«ما» كافة بدليل عدم الخفض بعدها، والجملة التي تليها لا موضع لها من الإعراب، وأما ألف «بينا» فإشباع والجملة التي بعدها في موضع خفض بالإضافة، وليست الألف كافة خلافا لمن زعم ذلك؛ لأن كون الألف كافة لم يثبت، وثبت كونها إشباعا في رواية من روى:
1525 -
بينا تعانقه الكماة
…
... .... (4)
قال: وهذا هو المذهب المختار عند أصحابنا (5). انتهى.
ومما يدل على اختلاف بينما وبينا في الحكم أن بينا قد تضاف إلى مصدر كما -
- والشاهد في قوله: «إذ ذاك» كالبيتين السابقين.
(1)
هو ابن هشام في: المغني (1/ 85).
(2)
مغني اللبيب (1/ 85).
(3)
ينظر: الارتشاف (ص 564)، والتذييل (3/ 318).
(4)
تقدم ذكره.
(5)
التذييل (3/ 319).