الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
من اسمه
بلاد وبلال
778 -
قد:
بلاد بن عصمة
(1) :
سمعت ابْن مسعود (قد) يَقُولُ: إن أصدق القول، قول اللَّه..الحديث (2) . موقوف.
رَوَى عَنه: أسلم المنقري (قد) ، وزرعة غير منسوب (3) .
روى له أَبُو دَاوُدَ فِي كتاب"القَدَر"هذا الحديث الواحد.
779 -
خت ت: بلال بن أَبي بردة بن أَبي موسى الاشعري (4)
(1) هكذا قيده المؤلف، أما في طبقات ابن سعد فهو: بلاز"بالزاي، وليس هو من التصحيف، إذ قيده كذلك ابن نقطة في "إكمال الاكمال.
وبلاد أو بلاز هذا ترجمه ابن سعد في طبقاته (6 / 204)، وابن حبان في ثقاته (1 / الورقة: 56) ، والذهبي في التذهيب (1 / الورقة: 91) ، ومغلطاي في إكماله (2 / الورقة: 30) وانظر تهذيب ابن حجر: 1 / 500.
(2)
ليس بحديث وإنما هو من قول ابن مسعود، وكتاب القدر لابي داود لا يوجد.
(3)
وَقَال ابن سعد: وكان قليل الحديث"، وَقَال ابن حبان حينما ذكره في كتاب الثقات": روى عن ابن مسعود: شر الامور محدثاتها.
(4)
تاريخ خليفة: 351، 358، 361، وتاريخ البخاري الكبير: 2 / 1 / 109، والمعرفة ليعقوب: 2 / 63، وأخبار القضاة لوكيع: 2 / 22 - 48 (وهي ترجمة حافلة) وسؤلات الآجري لابي داود، الورقة: 2، والجرح والتعديل لابن أَبي حاتم: 1 / 1 / 397، وثقات ابن حبان: 1 / الورقة: 56، والمشاهير: 53، وتاريخ دمشق لابن عساكر (وهي ترجمة جيدة، انظر تهذيبه: 3 / 321 - 324)، وتذهيب الذهبي: 1 / الورقة: 91 - 92، والكاشف: 1 / 165، وتاريخ الاسلام: 5 / 48 - 50، وإكمال مغلطاي: 2 / الورقة: 30، وتهذيب ابن حجر: 1 / 500 - 501، وخزانة البغدادي: =
أَبُو عَمْرو، ويُقال: أَبُو عَبْد اللَّهِ الكوفي، ويُقال: البَصْرِيّ، أمير البصرة وقاضيها، أخو سَعِيد بْن أَبي بردة، وعم بريد بْن عَبْد اللَّهِ بْن أَبي بردة.
رَوَى عَن: أنس بْن مالك، فيما قيل، وأبيه أبي بردة بْن أَبي مُوسَى (ت) ، وعمه أَبِي بَكْرِ بْن أَبي مُوسَى (1) .
رَوَى عَنه: ثابت البناني، وداود بْن سُلَيْمان، وسهل بْن عطية، عَلَى خلاف فيه، وسوادة بْن أَبي العالية القطعي، وعَبْد اللَّهِ بْن عَبْد اللَّهِ، والد سَعِيد بْن عَبْد اللَّهِ البَصْرِيّ، جار أبي الوليد الطيالسي، وعقبة بْن أَبي ثبيت، وعلي بْن زيد بْن جدعان، والفضل بْن عبد الرحمن بْن عباس، وقتادة بْن دعامة، ومحمد بْن الزبير الحنظلي، ومعاوية بْن عبد الكريم الثقفي المعروف بالضال (2)(خت) ، وأَبُو غانم البَصْرِيّ، وأَبُو الوليد مولى قريش من رواية سهل بْن عطية عنه، وقيل: عَنْ سهل بْن عطية عَنْ بلال.
وروى عُبَيد اللَّه بْن الوازع، عَنْ شيخ من بني مرة، عنه.
قال خليفة بْن خياط: ولى خالد بْن عَبْد اللَّهِ، يَعْنِي قضاء البصرة - ثمامة بْن عَبْدِ اللَّهِ بْن أنس بْن مالك، ثم عزله سنة تسع ومئة. وجمع القضاء لبلال بْن أَبي بردة، فلم يزل قاضيا حَتَّى قدم
= 1 / 425، وله أخبار كثيرة في كتب الادب والاسمار مثل طبقات الشعراء لابن سلام الجمحي وعيون الاخبار لابن قتيبة، والكامل للمبرد، والعقد الفريد لابن عبد ربه الاندلسي، وفي كتب التاريخ: كالطبري، وابن الاثير، وأنساب الاشراف للبلاذري وغيرها.
(1)
زاد ابن أَبي حاتم أنه رَوَى عَن: عبد الاعلى الثعلبي.
(2)
هذا الرجل الصدوق ضل في طريق مكة فعرف بالضال.
يُوسُف بْن عُمَر سنة عشرين ومئة (1) ، فولى عَبْد اللَّهِ بْن يزيد السلمي.
وَقَال الأَصْمَعِيّ، عَنْ سلمة بْن بلال، عَنْ مجاهد: ولي العراق خالد بْن عَبْد اللَّهِ القسري، فكان عَلَى شرطته بواسط عَمْرو بْن عبد الأعلى الحكمي،. واستعمل عَلَى الكوفة العريان بْن الهيثم، واستعمل عَلَى البصرة مالك بْن المنذر بْن الجارود العبدي، ثم عزله، واستعمل بعده مسمع بْن مالك بْن المنذر بْن الجارود، ثم عزله، واستعمل بلال بْن أَبي بردة، وكان عَلَى الأحداث والصلاة والقضاء، ثم ولي العراق يُوسُف بْن عُمَر.
وَقَال سَعِيد بْن عامر الضبعي: دخل مُحَمَّد بْن واسع عَلَى بلال ابن أَبي بردة، فدعاه إِلَى طعامه فأبى، واعتل عليه، فغضب بلال، وَقَال: إني أراك تكره طعامنا، فقَالَ: لا تقل ذلك أيها الأمير، فوالله لخياركم أحب إلينا من أبنائنا.
أخبرناه بِذَلِكَ أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ أَبي الخير، قال: أَنْبَأَنَا القاضي أبو المكارم اللَّبَّانُ - إِذْنا، قال: أخبرنا أَبُو عَلِيّ الحداد، قال: أَخْبَرَنَا أَبُو نعيم، قال: حَدَّثَنَا عَبْد اللَّهِ بْن مُحَمَّد، قال: حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن الْحُسَيْن، قال: حَدَّثَنِي أَحْمَد بْن إبراهيم، قال: حَدَّثَنِي غسان بْن المفضل، قال: أَخْبَرَنَا سَعِيد بْن عامر. فذكره
وَقَال أَبُو سُلَيْمان الخطابي: أَخْبَرَنِي أَحْمَد بْن إبراهيم بْن
(1) تحرف ذلك في بعض الكتب، ومنها تهذيب ابن حجر، إلى:(125) ، وهو وهم تنافله الناس الذين اعتمدوا هذه الكتب، كما حصل للعلامة خير الدين الزركلي رحمه الله في كتابه النفيس"الاعلام"(1 / 72) .
مالك، قال: حَدَّثَنَا الدغولي (1)، قال: حَدَّثَنَا المظفري، يَعْنِي مُحَمَّد بْن حاتم، قال: حَدَّثَنَا أبوبهز بْن أَبي الخطاب السلمي، قال: كان زريع أَبُو يزيد بْن زريع عَلَى عسس بلال بْن أَبي بردة، قال: فقَالَ لَهُ: بلغني أن أهل الأهواء يجتمعون فِي المسجد، ويتنازعون، فاذهب فتعرف ذاك، قال: فذهب ثم رجع إليه، فقَالَ: ما وجدت فيه إلا أهل العربية حلقة حلقة، فقَالَ لَهُ: ألا جلست إليهم حَتَّى لا تقول: حلقة حلقة. قال أَبُو سُلَيْمان: وإنما هي الحلقة، حلقة القوم، وحلقة القرط، ونحوها.
أَخْبَرَنِي أَبُو عَمْرو، قال: أَخْبَرَنَا ثعلب، عَنْ عَمْرو بْن أَبي عَمْرو الشيباني، عَن أبيه، قال: لا أقول حلقة، إلا فِي جمع حالق (2) .
وَقَال سيار بْن حاتم، عَنْ جعفر بْن سُلَيْمان الضبعي: قال بلال بْن أَبي بردة: لا يمنعنكم سوء ما تعلمون منا، أن تقبلوا منا أحسن ما تسمعون.
وَقَال أَبُو بَكْر بْن أَبي الدنيا: حدثني أَبُو عَبْد اللَّهِ البَصْرِيّ (3)، قال: حَدَّثَنَا ابن عائشة، قال: قال بلال بْن أَبي بردة: رأيت عيش الدنيا فِي ثلاثة: امرأة تسرك إذا نظرت إليها وتحفظ غيبتك إذا غبت
(1) جاء في حواشي النسخ من قول المؤلف: اسم الدغولي هذا محمد بن عبد الرحمن". قلت: راجع (الدغولي) من"أنساب"السمعاني.
(2)
أي الذي يحلق الشعر، وقول أبي عَمْرو هذا في معجمات اللغة.
(3)
جاء في حواشي النسخ من قول المؤلف: أبو عبد الله البَصْرِيّ هذا سوار بن عَبْد اللَّهِ العنبري القاضي". قلت: كان من نبلاء القضاة، روى عنه إسماعيل بن علية وبشر بن المفضل وغيرهما، وكان ورعا، ولكن قال الثوري: ليس بشيءٍ. توفي سنة 156 (الميزان 1 / 245 - 246 وغيره) .
عنها، ومملوك لا تهتم بشيءٍ معه، قد كفاك جميع ما ينوبك فهو يعمل عَلَى ما تهوى كأنه قد علم ما فِي نفسك، وصديق قد وضع مؤنة التحفظ عنك فيما بينك وبينه، فهو لا يتحفظ فِي صداقتك، ما يرصد بِهِ عداوتك، يخبرك بما فِي نفسه، وتخبره بما فِي نفسك.
وَقَال مُحَمَّد بْن زكريا الغلابي: حَدَّثَنَا ابن عائشة، عَنْ جويرية بْن أسماء: لما ولي عُمَر بْن عبد العزيز الخلافة، وفد عليه بلال بْن أَبي بردة، فهنأه، فقَالَ: من كانت الخلافة يا أمير المؤمنين شرفته، فقد شرفتها، ومن كانت زانته، فقد زنتها، وأنت والله كما قال مالك بْن أسماء:
وتزيدين طيب الطيب طيبا • إن تمسيه أين مثلك أينا (1)
وإذا الدر زان حسن وجوه • كان للدر حسن وجهك زينا
فجزاه عُمَر خيرا، ولزم بلال المسجد يصلي ويقرأ ليله ونهاره، فهم عُمَر أن يوليه العراق، ثم قال: هذا رجل لَهُ فضل، فدس إليه ثقة، فقَالَ لَهُ: إن عملت لك فِي ولاية العراق، ما تعطيني؟ فضمن لَهُ مالا جليلا، وأخبر بذلك عُمَر، فنفاه وأخرجه، وَقَال: يا أهل العراق، إن صاحبكم أعطي مقولا، ولم يعط معقولا، وزادت بلاغته، ونقصت زهادته.
وَقَال العباس بن الفرح الرياشي، عَنِ الأَصْمَعِيّ: وفد بلال
(1) في تهذيب ابن عساكر: وتزيد من"بدلا من"وتزيدين"، و"تمشيه"بدلا من"تمسيه"، وكله ليس بشيءٍ.
ابن أَبي بردة عَلَى عُمَر بْن عبد العزيز، وهو بخناصرة (1) ، فلزم سارية من المسجد، يصلي إليها، يحسن السجود والركوع والخشوع، وعُمَر ينطر إليه، فقَالَ عُمَر للعلاء بْن المغيرة البندار، وكان خصيصا بعُمَر: إن يكن سر هذا كعلانيته فهو رجل أهل العراق غير مدافع عَنْ فضل. فقَالَ لَهُ العلاء بْن المغيرة: إنا آتيك يا أمير المؤمنين بخبره. فأتاه وهو يصلي بين المغرب والعشاء، فقَالَ لَهُ: اشفع صلاتك (2) ، فإن لي حاجة، فلما سلم من صلاته، قال لَهُ العلاء: تعلم منزلتي وموضعي من أمير المؤمنين، وحالي، فإن أشرت عليه أن يوليك العراق، ما تجعل لي؟ قال: عمالتي سنة، وكان مبلغها عشرين ومئة ألف درهم، قال: فاكتب لي بذلك خطا.
فقام من وقته فكتب لَهُ خطا بذلك. فحمل ذلك الخط إِلَى عُمَر بْن عبد العزيز، فلما قرأه عُمَر، كتب إِلَى عبد الحميد بْن عَبْد الرحمن بْن زيد بْن الخطاب، وكان واليا عَلَى الكوفة: أما بعد، فإن بلالا غرنا بالله، فكدنا أن نغتر به، ثم سبكناه، فوجدناه خبثا كله.
وَقَال أَبُو الْحَسَنِ المدائني: نظر خالد إِلَى بلال، يطيل الصلاة، فأرسل إليه: والله لو صليت حَتَّى تموت، ما وليتك شيئا. قال بلال للرسول: قل لَهُ: والله لئن وليتني، لا تعزلني أبدا، قال: فأرسل إليه فولاه.
وَقَال عُمَر بْن شبة بْن عُبَيدة النميري: كان بلال ظلوما جائرا، لا يبالي ما صنع فِي الحكم، ولا فِي غيره.
(1) موضع بالقرب من حلب.
(2)
أي اجعلها شفعا وسلم حتى لا تكون وترا.
وَقَال: حَدَّثَنَا أَبُو عاصم النبيل، قال: أوصى يزيد بْن طلحة الطلحات، فجعل للإناث من ولده مثل ما للذكور، ولعن فِي وصيته من غيرها، فأتى بها بلالا، فقَالَ: أنا أول من غيرها، فعلى يزيد لعنة اللَّه والملائكة والناس أجمعين.
وَقَال أيضا: حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن أيوب بْن عقيل، عَن أبي عُمَر الضرير - إن شاء اللَّه، قال: أمر بلال داود بْن أَبي هند، أن يحضره عند تقدم الخصوم إليه، فإن حكم بخطأ رمى بحصاة، فيرجع بلال عَنْ خطئه، وينظر حَتَّى يصيب، قال: فتقدم إليه موملى لَهُ ينازع رجلا فحكم لمولاه ظلما، فرمى داود بحصاة، فلم يرجع بلال، ثم عاد فرمى، حَتَّى رمى بحصيات، فقَالَ لَهُ بلال: قد فهمت ما تريد، ولكن هذا ليس ممن يرمى لَهُ بالحصى، هذا مولاي!
قال: وقدم عليه رجل بكتاب شفاعة من بعض أصحاب خالد، فحكم لَهُ عَلَى رجل، بأرض واسعة، انتزعها من يد الرجل ظلما، فمكثت فِي يد المستشفع عليه زمانا، ثم أتى بلالا فقَالَ لَهُ: خذه لي بغلاتها، فقَالَ: ما ترضى أن أخذت لك الأرض منه بغير حق ثبت لك عليه، حَتَّى تطالبه بغلاتها؟ فانتزعها من يده، وردها عَلَى الأول.
قال: وحَدَّثَنِي محدث أصدقه، ذهب اسمه عني: أن رسولا لخالد قدم عَلَى بلال، والرسول يريد السند، فنظر الرسول إِلَى رجل قاعد قبالة دار بلال، فِي ظل وعليه مظلة، فأقبل عَلَى بلال، فقَالَ: ما ترى الرجل الجالس فِي الظل، وعليه مظلة؟ قال: بلى. قال: فإني أحب أن تأمر بحبسه، فأمر من أخذ بيده، فانطلق بِهِ إلى
السجن، ولم يأت بِهِ بلالا، فأقام فِي السجن، لا يسمع منه شيء، حَتَّى قدم الرسول من السند، فقَالَ لبلال: ما فعل الرجل المحبوس؟ قال: عَلَى حاله، قال: فأرسل إليه، فأرسل، فأتي بِهِ، فقَالَ لبلال: عَلَى ما حبستني أصلحك اللَّه؟ قال: لا أدري والله، سل هذا. فقال للرجل: لم أمرت بحبسي؟ قال: لأنك كنت قاعدا فِي ظل، وعليك مظلة.
قال: وحَدَّثَنِي عَلِيّ بْن مُحَمَّدٍ، وهو أَبُو الْحَسَنِ المدائني، قال: كان أَبُو مُوسَى استرضع لابنه أبي بردة فِي بني فقيم، فِي آل الغرق، فلما قدم بلال البصرة، قيل لبلال: لو استعملت أبا العجوز ابن أَبي شيخ بْن الغرق؟ فقَالَ: إني رأيت مه خلالا، رأيته يحتجم فِي بيوت إخوانه، ورأيته جالسا فِي الظل وعليه مظلة، ورأيته يبادر بيض البقيلة، قال: وكان بخيلا عَلَى المال والطعام، يعمل لَهُ الطعام الكثير، فإذا غربت الشمس، أو كادت تغرب، وضعت الموائد، فإذا مد الناس أيديهم، أذن المؤذن، فقام، وقام الناس، فانتبهت الموائد، فأصبح جيرانه يشترون ذلك الطعام ممن انتهبه.
وَقَال: حَدَّثَنَا أَبُو عاصم النبيل، عَن أبيه، قال: أقطر كاتب عَلَى ثوب بلال، قطرة سوداء. فقَالَ: أتراني أحبك بعد هذا أبدا؟.
قال: وحَدَّثَنِي المدائني، قال: كان بلال قد خاف الجذام، فوصف لَهُ السمن، يستنقع فيه، فكان يفعل، ثم يأمر بذلك السمن فيباع، فتنكب الناس شراء السمن بالبصرة.
قال: وطالت ولايته. فمدحته الشعراء، منهم: رؤبة، وذو الرمة، وقد ذكره الفرزدق فِي شعره. ودخل عليه غير مرة. وَقَال لَهُ مرة: إني رأيت شيخا وشيخة من الاشعريين بطوفان بالبيت، والشيخ يقول:
أنت هبت زائدا ومزيدا وكهللة أسلك فيها الأجردا
وهي تقول: إذا شئت! إذا شئت!
فقَالَ بلال: اسكت، أسكتك اللَّه!
قال: ومدحه الفرزدق، فقَالَ (1) :
إني (2) والذي حجت قريش • لَهُ الأيام تابعة الليالي
سأترك باقيا لك من ثنائي • بما أبليت (3) فِي الحقب الخوالي
وكم لك من أب يعلو وينمي • وخال (4) - يا بلال - إِلَى المعالي وَقَال أيضا (5) : -
ومظلمة عَلِيّ من الليالي • جلا ظلماءها عني بلال
يخير يمين مدعو لخير • تعاونها، إذا نهضت، شمال
بحقي أن أكون إليك أسعى • وفي يدك العقوبة والنوال
(1) ديوان الفرزدق: 2 / 116 وهذه الابيات الثلاثة من أصل قطعة من ستة ابيات. وهي الابيات: اثاني، والخامس، والسادس، والسادس، وأولها: رأيتك قد نضلت وأنت تنمي • إلى الاحساب أصحاب النضال
(2)
في الديوان: وإني
(3)
في الديوان: أوليت.
(4)
في الديوان: وخال.
(5)
ديوانه: 2 / 135 وهي الابيات الأربعة الاولى من قصيدة تتكون من تسعة ابيات.
ترى الأبصار شاخصة (1) إليه • كما ينظرن (2) حين يرى الهلال
قال: وَقَال لَهُ ذو الرمة (3) :
إِلَى ابْن أَبي مُوسَى بلال طوت بنا قلاص، أبوهن الجديل وداعر (4)
أقول لها إذ شمر السير واستوت بنا البيد، واستنت عليها الحرائر
إذا ابن أَبي مُوسَى بلال، بلغته فقام بفأس بين وصليك جازر
وأنت امرؤ من أهل بيت ذؤابة لهم قدم معلومة، ومفاخر (5)
يطيب تراب الأرض إن ينزلوا بها وتختال - إن يعلوا عليها - المنابر (6)
(1) في الديوان: خاشعة.
(2)
في الديوان: يشخصن.
(3)
ديوانه 2 / 1041 بشرح الباهلي من قصيدة مطلعها:
لمية أطلال بحزوى دواثر • عفتها السوافي بعدنا والمواطر
(4)
جديل: فحل لمهرة بن حيدان. وقولهم في الابل: جدلية، فقيل: هي منسوية إلى هذا الفحل، وقيل: إلى جديلة طئ، وداعر: فحل منجب أو قبيلة من بني الحارث بْن كعب هو داعر بن الحماس، والابل الداعرية تنسب إلى هذا الفحل أو إلى القبيلة. انظر"اللسان": جدل، وشرح ديوان ذي الرمة.
(5)
قال الباهلي: قوله: بيت ذؤابة"يقول: من أهل بيت فرع، يقول: ليس بذنب هو رأس. وقوله: لهم قدم"أي: سابقة أمر تقدموا فيه.
(6)
رواية البيت في الديوان:
يطيب تراب الارض ان تنزلوا بها • وتختال ان تعلو عليها المنابر
قال الباهلي: يقول: المنبر يختال كأن له بهجة.
وما زلت تسمو للمعالي وتبتني بنى المجد، مذ شدت عليك المآزر (1)
إِلَى أن بلغت الأربعين فألقيت إليك جماهير الأمور الأكابر
فأحكمتها لا أنت فِي الحكم عاجز ولا أنت فيها عَنْ هدى الحق جائر
قال: ومدحه رؤبة فِي أرجوزة يَقُولُ فيها:
بلال يا ابن الشرف الامحاض • وأنت يا ابن القاضيين قاض
معتزم عَلَى الطريق الماضي • وثابت النعل عَلَى الدحاض
أنت ابْن كل سيد فياض
وَقَال: حَدَّثَنَا معافى بْن نعيم بْن مورع بْن توبة العنبري، قال: غصب المهدي عَلَى شبيب بْن شَيْبَة، فِي أمر ذكره، فأمر بحجابه، ثم رضي عنه.
فأمر بالإذن لَهُ. فقَالَ شبيب: يا أمير المؤمنين، إنما مثلي ومثلك مثل ما قال رؤبة لبلال بْن أَبي بردة (2) .
إني وقد تعني أمور تعتني • عَلَى طريق العذر إن عذرتني
فلا ورب الآمنات القطن • يعُمَرن أمنا بالحرام المأمن
بمحبس الهدي ورب المسدن (3) • ورب وجه من حراء منحني
(1) في الديئوان: وتجتني
…
جبا المجد
…
قال الباهلي: قوله: وتجتبي أي: تجمعه وتكسبه، وجبا: ما اجتمع من الماء في الحوض، وقوله: من شدت عليك المآزر أي: مذ خرجت من حد الصبيان.
(2)
أوردها وكيع في أخبار القضاة: 2 / 26.
(3)
في أخبار القضاة: البدن.
ما آيب سرك، إلا سرني • شكرا، وإن غرك أمر غرني (1)
ما الحفظ أم ما النصح إلا أنني • أخوك، الراعي لما استرعيتني
إني إذا لم ترني كأنني • أراك بالغيب وإن لم ترني.
قال: وَقَال يَحْيَى (2) بْن نوفل الحميري، لو امتدحت أحدًا، لا متدحت بلالا، وكان يأتيهم عَلَى وجه الصداقة والزيارة، فقَالَ مرة وأتى بلالا (3) :
كل (4) زمان الفتى قد لبست خيرا وشرا وعدما ومالا
فلا الفقر كنت لَهُ ضارعا • ولا المال أظهر مني اختيالا
وقد طفت للمال شرق البلا د • وغربيها وبلوت الرجالا
وزرت الملوك أهل الندى • أزول إِلَى ظلهم حيث زالا
فلو كنت ممتدحا للنوال • فتى، لا متدحت عليه بلالا
ولكنني لست ممن يريد • بمدح الملوك عليه السؤالا
سيكفي الكريم إخاء (5) الكريم • ويقنع بالود منه نوالا
قال: ثم نقضها بقوله:
أما بلال فبئس البلال (6) • أراني بِهِ اللَّه داء عضالا
فلو إنه قد كساه الجذام • فجلله من أذاه جلالا
(1) وكيع: إن عرك أمر عرني.
(2)
يحيى هذا أصله من اليمن وشهرته في العراق، وكان في أيام الحجاج، وهو شاعر هجاء لا يكاد يمدح أحدا.
(3)
أوردها وكيع في أخبار القضاة: 2 / 32 - 33.
(4)
وكيع: لكل.
(5)
وكيع: أخا.
(6)
البلال: الشفاء من المرض.
ولو قد جرى فِي عروق الش • ؤون (1) فأورثه بحثة أو سعالا
لعاد بلال لى أمه • مبقعة وضحيا خبالا (2)
هما المعجبان فأما العجوز • فتؤوي (3) النساء معا والرجالا
وأما بلال فذاك الذي • يميل مع الشرب حيث استمالا
فيصبح مضطربا ناعسا • تخال (4) من السكر فيه احولالا
ويمشي ضعيفا (5) كمشي النزيف (6) • كان بِهِ حين يمشي شكالا (7)
قال وَقَال أيضا:
أقول لمن يسائل عَنْ بلال • وعَبْد اللَّهِ عند نثا (8) الرجال
بلال، كان ألأم من رأينا • وعَبْد اللَّهِ ألأم من بلال
هما أخون، أما ذا فجون (9) • وأما ذا فأصهب ذو سبال
فجونهما (10) يشبه نسل حام • وأصهبهم يشبه (11) بالموالي
وكان أبوهما فيما رأينا • أسيل الخد مكتسي الجمال (12) .
(1) الشؤون: مجاري الدمع في العين.
(2)
وكيع: مقفعة ومخا خبالا"وليس بشيءٍ.
(3)
وكيع: فتؤتي.
(4)
وكيع: فمال.
(5)
وكيع: يريف.
(6)
النزيف ز"السكران، قال تعالى: لا يصدعون عنها ولا ينزفون"أي لا يسكرون، يريد: لا تنزف عقولهم.
(7)
وكيع: كسالا"
(8)
وكيع: ثنا"
(9)
وكيع: فجور"خطأ، والجون من الاضداد ابيض وأسود، وهو هنا أسود لان أخاه أصهب، أي ابيض أحمر.
(10)
وكيع: فجويهما"خطأ.
(11)
وكيع: وأمهم تشبه.
(12)
وكيع: أسيل الوجه منسي الجمال".
فقد فضحا أبا مُوسَى وشانا • بنيه بالبهول (1) وبالضلال
قال: وَقَال أيضا:
تقول هشيمة فيما تقول • مللت الحياة أبا معمر
وما لي أن (2) لا أمل الحياة • وهذا بلال عَلَى المنبر
وهذا أخوه يقود الجيوش • عظيم السرادق والعسكر
رقيقين (3) لا حرمة يعرفان • لجار ولا سائل معتري
وَقَال:
أشبهت أمك يا بلال لأنها • نزعتك، والأم اللئيمة تنزع
أشبهتها شبه العُبَيد أمه • فمبثل ما صنع العُبَيد تصنع
ولدتك إذ ولدتك لا متكرما • عفا، ولا بحال (ط) ربك تقنع
ووليت مصرا لم تكن أهلا لَهُ • ومن الولاية ما يضر وينفع
قال: وكانت أم بلال، أم ولد.
وَقَال: حَدَّثَنِي عباس بْن الوليد النرسي، قال: حَدَّثَنَا مُحَمَّد أَبُو عَبْد اللَّهِ، عَنْ رجل من بني صبير قال: كان بين بني صبير وبني ربيع نزغ (5) ، فصرنا إلى دار بلال، فجئ بابن عون، فتحَدَّثَنَا بيننا: إنما جئ بِهِ بسبب قتادة، فجاء قتادة، فقام إليه ابْن عون، فقَالَ:
(1) وكيع: بالتهود.
(2)
وكيع: إذا.
(3)
وكيع: دقيقين.
(4)
وكيع: بجلال.
(5)
نزغ: الكلام الذي يغري بين الناس ويفسدهم ويحمل بعضهم على بعض.
يا أبا الخطاب، اتق اللَّه. فقَالَ: وجدتها بدار مضيعة:
تعدو الذئاب عَلَى من لا كلاب لَهُ •
وتتقي حوزة المستنفر الحامي (1)
وجدتها بدار مضيعة، ثم دخل، فلم نلبث أن دخلنا عَلَى بلال، فقَالَ لنا: اخرجوا، وبقي ابن عون وقتادة، فقَالَ لَهُ بلال: طلقها. فقَالَ: هي طالق، فقَالَ: طلقها ثلاثاً: فقال: واحدة تبينها مني، فقَالَ: أتعلمني، وأنا ابن أَبي مويس، صاحب رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فقَالَ: هي طالق ثلاثا، فقَالَ: يا أبا الخطاب، فِي هذا شيء أكبر من هذا؟ فقَالَ: قد كانت الولاة تؤدب فِي هذا وتعزر فِي هذا. فأمر بضربه، ونحن نراه يضربه سوطين أو ثلاثة، فضربه أربعة وأربعين سوطا. ونحن نعدها، ثم خرج، قال: قال أَبِي: وكان عليه إزار صغير. فكنت آوي لَهُ من قصره وإذا الدم يسيل.
قال: وحَدَّثَنَا خلاد بْن يزيد قال: حَدَّثَنِي يونس بْن حبيب قال: أمر بلال، فنودي: الصلاة جامعة"، فرأيت ابن عون يزاحم عَلَى باب المقصورة، وقد ضربه بلال، وصنع بِهِ ما صنع، فاغتظت عليه، وقلت في نفسي: دق اللَّه جنبيك.
قال: وحَدَّثَنِي من لا أحصي من علمائنا، أن قتادة لما ضرب ابن عون، قال: أنت أيضا فتزوجها سدوسية.
قال: ويُقال: إن بلالا تعصب لقتادة للسدوسية، لأن بني
(1) البيت من قصيدة للنابغة الذبياني في "شرح الاشعار الستة"للاعلم الشنتمري مطلعها:
قالت بنو عامر خالوا بني أسد • يا بؤس للجهل ضرارا لاقوام.
سدوس ناقلة إِلَى بكر بْن وائل، انتقلوا فِي الجاهلية، وأصلهم من الأشعريين.
قال: وختن ابنيه عُمَرا وبرادا، فعمل طعاما كثيرا، ودعا الناس، ووضعت الموائد، وكان يجلس معه عَلَى مائدته أربعة، فجاء أعرابي فجلس معه، فأكل فشرق (1) فمات، فأمر بِهِ بلال، فحمل إِلَى أهله، وأرسل إليهم بأربعة وعشرين درهما لكفنه، وتفرق الناس عَنِ الطعام، فلم يؤكل.
قال: وَقَال المدائني: ووضع طعامه مرة، فجلس الناس يأكلون ومعهم قتادة، معه قائد لَهُ، فلما وضع الطعام، أذن المؤذن للمغرب، فقام الناس، وقعد قتادة فلم يقم، ولبث معه قائده، فلحظهما بلال، وهو مغيظ، فلما كان بعد أيام، استعدت امرأة قائد قتادة عليه، فقَالَت: إنه يضربني، فقَالَ: صدقت، وأمر بِهِ فضرب أربعين سوطا، فكان القائد يَقُولُ: ما ضربني إلا لقعودي عَلَى طعامه آكله مع قتادة. إِلَى هنا عن عُمَر بْن شبة.
وَقَال أَبُو بكر بْن الأَنْبارِيّ: حَدَّثَنَا أَبِي، قال: حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن عُبَيد، قال: قال المدائني: أرسل بلال إِلَى قصاب فِي جواره فِي السحر، قال: فدخلت عليه، وبين يديه كانون، وفي صحن الدار تيس ضخم. فقَالَ: أخرج الكانون، واذبح التيس، واسلخه، وكبب لحمه، ففعلت، ودعا بخوان فوضع بين يديه، وجعلت أكبب اللحم، فإذا انشوى منه شيء وضعته بين يديه، فأكله
(1) شرق: غص.
حَتَّى تعرقت (1) لحم التيس، ولم يبق إلا بطنه وعظامه، وبقيت بضعة (2) عَلَى الكانون فقَالَ لي: كلها، فأكلتها، وجاءت جارية بقدر فيها دجاجتان وناهضان (3) ، ومعها صحفة (4) مغطاة لا أدري ما فيها، فقَالَ: ويحك ما فِي بطني موضع، فضعيها عَلَى رأسي، فضحك إِلَى الجارية وضحكت إليه، ورجعت، ثم دعا بشراب، فشرب منه خمسة أقداح، وأمر لي بقدح، فشربته، ثم قال: الحق بألك.
وَقَال ابن الأَنْبارِيّ أيضا: حَدَّثَنَا ابْن المرزبان، عَنْ عُمَر بْن الحكم بْن النضر، قال: سمعت من يَقُولُ: إنما قتل بلالا دهاؤه، وذاك إنه قال للسجان: خذ مني مئة ألف درهم، وتعلم يُوسُف بْن عُمَر، أني قدمت، وكان يُوسُف إذا أخبر عَنْ محبوس إنه قد مات، أمر بدفعه إِلَى أهله، فطمع بلال أن يأمر بدفعه إِلَى أهله، قال السجان: كيف تصنع إذا دفعت إِلَى أهلك؟ قال: لا يسمع لي يُوسُف بخبر ما دام واليا. فأتى السجان يُوسُف بْن عُمَر، فقَالَ: إن بلالا قد مات. فقَالَ: أرنيه ميتا، فإني أحب أن أراه ميتا، فجاء السجان فألقى عليه شيئا غمه حَتَّى مات، ثم أراه يُوسُف.
ذكره الْبُخَارِيّ فِي "الأحكام.
وروى له التِّرْمِذِيّ حديثا واحدا، عَن أَبِيهِ، عَنْ جده، عَنْ
(1) العرق: العظم عليه بقايا اللحم المنزوع.
(2)
البضعة: القطعة من اللحم.
(3)
الناهض: فرخ الطائر.
(4)
الصحفة: كالقصعة، والجمع: صحاف. قال الكسائي: أعظم القصاع الجفنة، ثم القصعة تليها تشبع العشرة، ثم الصحفة تشبع الخمسة، ثم المئكلة تشبع الرجلين والثلاثة، ثم الصحيفة تشبع الرجل.
النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: لا تصيب عبدا نكبة فما فوقها أو دونها إلا بذنب" (1) .
780 -
4: بلال بن الحارث المزني (2) ، أَبُو عبد الرحمن المدني، صاحب النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم، وهو: بلال بْن الحارث بْن عكيم بْن سعد، ويُقال: عصيم (3) بْن سَعِيد بْن قرة بْن مازن بْن خلاوة (4) بْن ثعلبة بْن ثور بْن هدمة بْن لاطم بْن عثمان بْن عَمْرو بْن أد بْن طابخة بْن إلياس بْن مضر بْن نزار. ومزينة هي: أم عثمان بْن عَمْرو، وهي مزينة بنت كلب بْن وبرة.
رَوَى عَن: الني (4) صلى الله عليه وسلم، وعَن: عَبْد اللَّهِ بْن مسعود، وعُمَر بْن الخطاب.
رَوَى عَنه: ابنه الحارث بْن بلال بْن الحارث المزني (د س ق) ، وعبد الرحمن بْن عطية بْن دلاف، وعلقمة بْن وقاص الليثي (ت سى ق) ، وعَمْرو بْن عوف المزني - إن كان محفوظا - والمغيرة بْن عَبْد اللَّهِ اليشكري.
(1) قال شعيب: هو في سنن التِّرْمِذِيّ (3249) في التفسير: باب ومن سورة الشورى وفي سنده مجهولان.
(2)
تاريخ خليفة: 227، 231، وطبقاته: 38، 77، وتاريخ البخاري الكبير: 2 / 1 / 106 - 107، والصغير: 51، والكنى لمسلم، الورقة: 66، والمعرفة ليعقوب: 3 / 324، وطبقات أبي العرب القيرواني: 69، 74، والمعارف للدينوري: 110، والرياض: 47، وثقات ابن حبان: 3 / 28 - 29 (من المطبوع)، والمعجم الكبير للطبراني: 1 / 353 - 350، والاستيعاب لابن عَبد الْبَرِّ: 1 / 183، وتاريخ دمشق لابن عساكر: 10 / الورقة: 287 (وتهذيبه: 3 / 301 - 303)، وأسد الغابة لابن الاثير: 1 / 205 - 206، وتهذيب الأَسماء للنووي: 1 / 135 - 136، وتذهيب الذهبي: 1 / الورقة: 92، والكاشف: 1 / 165، وإكمال مغلطاي: 2 / الورقة: 30، وتهذيب ابن حجر: 1 / 105 - 502، والاصابة: 1 / 164 وراجع تحفة الاشراف للمؤلف: 2 / 103.
(3)
في طبقات خليفة وتاريخ ابن عساكر والاصابة: عصم"وما هنا وجدته مجودا بخط ابن المهندس.
(4)
بأنحاء المعجمة المفتوحة، قيده ابن حجر.
ذكره مُحَمَّد بْن سعد في الطبقة الثالثة من المهاجرين، قال: وكان يسكن جبليهم: الأشعر، والأجرد، ويأتي المدينة كثيرا.
وَقَال أَحْمَد بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْبَرْقِيِّ، يُقَال: إن بلال بْن الحارث، كان أول من قدم من مزينة عَلَى النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم، فِي رجال من مزينة فِي رجب سنة خمس من الهجرة. جاء عنه ثلاثة أحاديث.
وقَال البُخارِيُّ: عداده فِي أهل المدينة.
وَقَال الواقدي: وقد سمعنا أن بلال بْن الحارث المزني، أول من قدم من وفد مزينة فِي رجب سنة خمس، فقَالَ: يا رَسُول اللَّهِ إن لي مالا، لا يصلحه غيري، فإن كان الإسلام لا يكون إلا لمن هاجر، بعنا أموالنا، ثم هاجرنا، فقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: حيث ما كنتم اتقيتم اللَّه، لم يلتكم من أعمالكم شيئا" (1) .
وَقَال الواقدي فِي موضع آخر: حَدَّثَنِي سَعِيد بْن عطاء بْن أَبي مروان، عَن أبيه، عَنْ جده، قال: بعث رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، يَعْنِي حين خرج لفتح مكة - إِلَى مزينة بلال بْن الحارث، وعَبْد اللَّهِ بْن عَمْرو المزني، وكانت مزينة ألفا، فيها من الخيل مئة فرس، ومئة درع، وفيها ثلاثة ألوية، لواء مع النعمان بْن مقرن، ولواء مع بلال بْن الحارث، ولواء مع عَبْد اللَّهِ بْن عَمْرو.
قال الواقدي والمدائني وغير واحد: مات سنة ستين، وله ثمانون سنة (2) . روى له الأربعة.
(1) قال شعيب: الواقدي: متروك، والذي سمع منه مجهول.
(2)
وذكر أبو العرب القيرواني في طبقاته أنه كان صاحب لواء مزينة يوم غزوة أفريقية مع ابن أَبي سرح. وَقَال خليفة في "الطبقات": وله دار بالبصرة بين العوقة ومقبرة بني يشكر". وَقَال ابن حبان في "الثقات": وابنه حسان بن بلال أول من أظهر الارجاء بالبصرة".
781 -
د: بلال بن أَبي الدرداء الأَنْصارِيّ (1) ، أَبُو مُحَمَّد الشامي.
عداده فِي أهل دمشق، كان أميرا ببعض الشام.
وَقَال عَلِيّ بْن أَبي حملة (2) : رأيت بلال بْن أَبي الدرداء، أميرا عَلَى دمشق.
روى عن: أبيه أَبي الدَّرْدَاء (د) ، وامرأة أبيه أم الدرداء الصغرى، وأمه أم مُحَمَّد بنت أبي حدرد الأَسلميّ.
رَوَى عَنه: إبراهيم بْن أَبي عبلة، وحبيب بْن عُبَيد الرحبي، وحريز بْن عثمان، وحميد بْن مسلم، وخالد بْن مُحَمَّدٍ الثقفي (د) وصالح بْن صبيح المري، وعلي بْن زيد بْن جدعان، وقائد أَبُو الورقاء الكوفي، ويَعْلَى بْن النعمان الكوفي، وأَبُو بَكْرِ بْن عَبْدِ اللَّهِ بْن أَبي مريم الغساني.
ذكره خليفة بْن خياط في الطبقة الأولى من أهل الشامات.
وذكره أبو الحسن بْن سميع فِي الطبقة الثانية.
وَقَال عبد الرحمن، يَعْنِي ابن إبراهيم: كان قاضيا على
(1) طبقات خليفة: 309، وتاريخ البخاري الكبير: 2 / 1 / 107، والمعرفة ليعقوب: 2 / 328، وتاريخ أبي زرعة الدمشقي: 56، 199، 200، وأخبار القضاة لوكيع: 3 / 201، والجرح والتعديل لابن أَبي حاتم: 1 / 1 / 397، وثقات ابن حبان: 1 / الورقة: 57، والمشاهير: 115، وموالد العلماء ووفياتهم لابن زبر (وفيات: 92 من نسخة لندن) ، وتاريخ دمشق لابن عساكر (وانظر تهذيبه: 3 / 325) ، ومعرفة التابعين للذهبي: 1 / الورقة: 4، والتذهيب: 1 / الورقة: 92 - 93، والكاشف: 1 / 165، وسير أعلام النبلاء: 4 / 285، وتاريخ الاسلام: 3 / 345، وإكمال مغلطاي: 2 / الورقة: 31، وتهذيب ابن حجر: 1 / 502.
(2)
بفتحات، قيده الذهبي في "المشتبه":177.
دمشق فِي زمن يزيد وبعده، حَتَّى عزله عبد الملك، وولى أبا إدريس.
وَقَال أَبُو زُرْعَة الدمشقي فِي الطبقة التي تلي أصحاب رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وهي العليا: بلال بْن أَبي الدرداء. قال أَبُو مسهر: بلال أسن من أم الدرداء، حَدَّثَنِيه الْحَسَن بْن عبد العزيز الجروي، يَعْنِي عَن أبي مسهر -.
وَقَال أَبُو زُرْعَة أيضا (1) : حَدَّثَنِي عبد الرحمن بْن إبراهيم، أن أبا مسهر حدثهم عَنْ سَعِيد بْن عبد العزيز: أن أبا الدرداء ولي القضاء، ثم فضالة بن عُبَيده، ثم النعمان بْن بشير، ثم بلال بْن أَبي الدرداء، فلما استخلف عبد الملك، عزل بلالا، وولى أبا إدريس الخولاني.
قال (2) : وحَدَّثَنِي عبد الرحمن بْن إبراهيم عَنِ الوليد بْن مسلم عَنْ خالد بْن يزيد بْن صبيح عَنْ جده: إنه رأى بلال بْن أَبي الدرداء عَلَى قضاء دمشق، أتي بشاهد زور فضربه.
وَقَال مُحَمَّد بْن الفيض، عَنْ دحيم، عَنِ الوليد بْن مسلم: حَدَّثَنِي خالد بْن يزيد، عَن أبيه، قال: رأيت بلال بْن أَبي الدرداء عَلَى القضاء فِي زمان عبد الملك، فرأيته لا يضرب شاهد الزور بالسوط، ولكن يقفه بين عمد الدرج ويقول: هذا شاهد زور فاعرفوه (3) .
(1) تاريخه: 199.
(2)
نفسه: 200.
(3)
انظر في هذا قضاة دمشق: 4، والرواية عند ابن عساكر.
قال أَبُو سُلَيْمان بْن زبر: مات سنة اثنتين وتسعين.
وَقَال أبو عُبَيد القاسم بْن سلام، وأَبُو حسان الزيادي، وأَبُو حاتم بْن حبان: مات سنة ثلاث وتسعين.
زاد أَبُو حاتم: فِي آخرها (1) .
لَهُ ذكر فِي كتاب"الأدب"للبخاري فِي ترجمة عَبْد اللَّهِ بْن عثمان القرشي.
وروى له أَبُو داود حديثا واحدا.
أخبرنا بِهِ أَبُو الْفَرَجِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبي عُمَر مُحَمَّدِ بْن أَحْمَدَ بْن قدامة المقدسي، وأَبُو الْغَنَائِمِ الْمُسْلِمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلانَ الْقَيْسِيُّ، وأَحْمَدُ بْنُ شَيْبَانَ بْنِ تَغْلِبَ الشَّيْبَانِيُّ، قَالُوا: أخبرنا حنبل ابن عَبْد الله الرصافي، قال: أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ بْنُ الْحُصَيْنِ الشَّيْبَانِيُّ، قال: أَخْبَرَنَا أَبُو علي بْن المذهب التميمي قال: أَخْبَرَنَا أبو بكر بْن مالك القَطِيعِيّ، قال: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْن حنبل، قال: حَدَّثني أبي، قال: حَدَّثَنَا عِصَامُ بْنُ خَالِدٍ، قال: حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْد اللَّهِ بْن أَبي مريم الْغَسَّانِيُّ، عَنْ خَالِدِ بْنِ مُحَمَّدٍ الثَّقَفِيُّ، عَنْ بِلالِ بْنِ أَبي الدَّرْدَاءِ، عَن أَبِي الدَّرْدَاءِ، عن النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، قال: حبك الشئ يُعْمِي ويُصِمُّ" (2) .
قال: وحَدَّثَنَاه أَبُو اليمان، يَعْنِي عَن أَبِي بَكْرٍ - فلم يرفعه.
(1) ووثقه أحمد بن صالح المِصْرِي، وابن حبان، والذهبي، وابن حجر.
(2)
قال شعيب: إسناده ضعيف لضعف أَبِي بَكْرِ بْن عَبْدِ اللَّهِ بن أَبي مريم، وهو في "المسجد"5 / 194، و6 / 450، وسنن أبي داود (5130) في الادب: باب الهوى.
رواه عَنْ حيوة بْن شريح، عَنْ بقية بْن الوليد، عَن أَبِي بَكْرٍ، مرفوعا.
782 -
ع: - بلال بن رباح القرشي التَّيْمِيّ (1) ، أَبُو عَبْد اللَّهِ، ويُقال: أَبُو عبد الرحمن، ويُقال: أَبُو عبد الكريم، ويُقال: أَبُو عَمْرو المؤذن، مولى أَبِي بَكْرٍ الصديق رضي الله عنهما، وهو ابن حمامة وهي أمه، وكانت مولاة لبعض بني جمح، قديم الإسلام والهجرة، شهد بدرا، واحدا، والمشاهد كلها، مع رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وسكن دمشق (2) .
رَوَى عَن: النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم (ع) .
رَوَى عَنه: أسامة بْن زيد بْن حارثة الكلبي (س) ، والأسود ابن يزيد النخعي (س) ، والبراء بْن عازب (س) ، والحارث بْن
(1) طبقات ابن سعد: 3 / 232، 7 / 385، وتاريخ خليفة: 56، 99، 149، 423، وطبقاته: 19، 298، ومسند أحمد: 6 / 12 - 15، ونسب قريش: 208، وتاريخ البخاري الكبير: 2 / 1 / 106، وتاريخه الصغير: 30، والكنى لمسلم، الورقة: 58، والمعرفة ليعقوب: 1 / 243، 260، 281، 446، 248، 452، 453، 455، 2 691 / 222، 303، 363، 496، 625، 628، 3 / 30، وتاريخ أبي زرعة الدمشقي: 594، وتاريخ واسط لبحشل: 48، 57، 66، 77، 223، 236، 237، 251، 274، والجرح والتعديل لابن أَبي حاتم: 1 / 1 / 395، وثقات ابن حبان: 3 / 28 (من المطبوع)، والمشاهير: 50، والاغاني لابي الفرج: 3 / 120 - 121، والمعجم الكبير للطبراني: 1 / 318، 353، وحلية الاولياء لابي نعيم: 1 / 147 - 151، والاستيعاب لابن عَبد الْبَرِّ: 1 / 178 - 182، والجمع لابن القيسراني: 1 / 60، وتاريخ دمشق لابن عساكر (انظر تهذيبه: 3 / 304 - 318) ، وأسد الغابة لابن الاثير: 1 / 206 - 209، وتهذيب الأَسماء للنووي: 1 / 136 - 137، وتذهيب الذهبي: الورقة 93، والكاشف: 1 / 165، وتاريخ الاسلام: 2 / 3، وسير أعلام النبلاء: 1 / 347 - 360، والعقد الثمين للفاسي: 3 / 378 - 380، وإكمال مغلطاي: 2 / الورقة: 31، وتهذيب ابن حجر: 1 / 502 - 503، والاصابة: 1 / 165، ومجمع الزوائد: 9 / 299 - 300، وكنز العمال: 13 / 305 - 308 وغيرها من كتب الصحابة والحديث والتواريخ، وراجع تحفة الاشراف للمؤلف: 1 / 104 - 114.
(2)
قال الإمام الذهبي: وشهد له النبي صلى الله عليه وسلم على التعيين بالجنة".
معاوية، والحكم بْن مينا المدني، وسَعِيد بْن المُسَيَّب (س)(1) ، وسهيل بن أَبي جندل، وسويد بْن غفلة، وشداد مولى عياض بْن عامر (س)(2) وشهر بْن حوشب (س) ، وطارق بْن شهاب، وعبد الله بْن عُمَر بْن الخطاب (ع) ، وعبد الرحمن بْن أَبي ليلى (ت س ق) ، وعُمَر بْن الخطاب (خ)(3) ، وقبيصة بْن ذؤيب، وقيس بْن أَبي حازم (خ) وقيل: لم يلقه، وكعب بْن عجرة (م ت س ق) ، ونعيم بْن زياد، وأَبُو إدريس الخولاني (ت) ، وأَبُو بَكْر الصديق، وأَبُو زيادة البكري (د) ، وأَبُو سلمة الحمصي (ق) ، وأَبُو عامر الهوزني (د) ، وأَبُو عَبْد اللَّهِ الصنابحي (خ) ، وأَبُو عبد الرحمن (د) ، وأَبُو عثمان النهدي (د) .
ويُقال: إنه لم يؤذن لأحد بعد النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم، إلا مرة واحدة، في قدمة قدمها المدينة لزيارة قبر النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم، وطلب إليه الصحابة ذلك فأذن، ولم يتم الأذان، وقيل: إنه أذن لأَبِي بَكْرٍ الصديق خلافته.
وَقَال الواقدي، عَنْ سَعِيد بْن عبد العزيز، عن مكحول:
(1) كذا وقع في النسخ، ومنها نسخة ابن المهندس، وما أظن الرقم صحيحا، فالصحيح"ق"كما في "تحفة الاشراف"للمزي، والحديث الذي رواه ابن ماجة في الصلاة، عَنْ عَمْرو بْنِ رَافِعٍ، عَنْ عَبْد اللَّهِ بْن المبارك، عن معمر، عن الزُّهْرِيّ، وهو أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم بصلاة الفجر، فقيل: هو نائم..الحديث.
(2)
كذا رقم عليه، والصحيح فيه"د"، وهو حديث أن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم، قال له: لا تؤذن حتى يستبين لك الفجر"، وقد رواه أبو داود في الصلاة عَنْ زُهَيْرِ بْنِ حَرْبٍ، عَنْ وكِيع، عَنْ جَعْفَر بْن برقان، عن شداد، عن بلال.
(3)
لم يرقم عليه ابن المهندس، ووضعت الرقم مني، لان رواية عُمَر بن الخطاب عنه في البخاري، وكما نص على ذلك في "التحفة".
حَدَّثَنِي من رأى بلالا، قال: كان رجلًا آدم شديد الأدمة، نحيفا طوالا، أجنأ (1) لَهُ شعر كثير، وكان لا يغير (2) .
وَقَال أيضا: سمعت شعيب بْن طلحة من ولد أَبِي بَكْرٍ الصديق، قال: كان بلال ترب أَبِي بكر رضي الله عنهما.
قال مُحَمَّد بْن إِسْحَاقَ فِي تسمية من شهد بدرا: بلال بْن رباح مولى أَبِي بَكْرٍ، لا عقب لَهُ.
وقَال البُخارِيُّ: بلال بن رباح، أخو خالد وغفرة، مات بالشام، زمن عُمَر.
وَقَال أَحْمَد بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْبَرْقِيِّ: كان مولدا من مولدي بني جمح، اشتراه أَبُو بَكْر منهم، فأعتقه، شهد بدرا والمشاهد كلها، توفي سنة عشرين.
وَقَال أَبُو زُرْعَة الدمشقي: قبره بدمشق، ويُقال: بداريا ونكح هند الخولانية.
وَقَال الواقدي وعَمْرو بْن عَلِيٍّ: مات بدمشق سنة عشرين، وهو ابن بضع وستين سنة.
وَقَال الذهلي عَنْ يَحْيَى بْن بكير: مات بدمشق فِي طاعون عمواس، سنة سبع عشرة أو ثماني عشرة، وقيل: إنه مات بحلب، وهو ابن سبعين.
(1) أجنأ: أحدب الظهر.
(2)
في سنده جهالة، والواقدي متروك، وأخرجه ابن سعد في طبقاته.
وقيل: إن الذي مات بحلب، أخوه خالد، فالله أعلم (1) .
روى له الجماعة.
783 -
بخ قد س: بلال بن سعد بن تميم الأشعري (2)، وقيل: الكندي، أَبُو عَمْرو، ويُقال: أَبُو زُرْعَة، الدمشقي القاص.
روى عن: أبيه سعد بْن تميم، وله صحبة، وجابر بْن عَبْد الله، وعبد اللَّهِ بْن عُمَر - من طريق ضعيف، ومعاوية بْن أَبي سفيان، وأَبي الدَّرْدَاء، ولم يسمع منه، وأبي سكينة.
رَوَى عَنه: ثابت بْن ثوبان، وأَبُو معبد حفص بْن غيلان، وحميد بْن مسلم القرشي، وخالد بن مُحَمَّد الثقفي، وربيعة بْن يزيد، وسعبد بْن عبد العزيز (قد) ، والصقر بن رستم، والضحاك ابْن عَبْد الرحمن بْن أَبي حوشب، وعامر بْن مسلم، وعَبْد الله بن عثمان الق رشي (بخ) ، وعَبْد اللَّهِ بْن العلاء بْن زبر، وعَبْد اللَّهِ بْن يزيد بْن تميم، وعبد الرحمن بْن عَمْرو الأَوزاعِيّ (س) ، وعبد
(1) أخباره ومناقبه كثيرة استوفاها الحافظ ابن عساكر في "تاريخ دمشق"، وله ترجمة جيدة في سير أعلام النبلاء للذهبي فراجعهما إن شئت.
(2)
طبقات ابن سعد: 7 / 461، وتاريخ البخاري الكبير: 2 / 1 / 108، والكنى لمسلم، الورقة: 74، وثقات العجلي، الورقة: 7، والمعرفة ليعقوب: 1 / 279، 2 / 72، 73، 330، 405 - 407، وتاريخ أبي زرعة الدمشقي: 1 / 250، 607، والجرح والتعديل لابن أَبي حاتم: 1 / 1 / 398، وثقات ابن حبان: 1 / الورقة: 57، والمشاهير: 115، وحلية الاولياء لابي نعيم: 5 / 221، وتاريخ ابن عساكر (تهذيبه: 3 / 318 - 321) ، ومعرفة التابعين للذهبي، الورقة: 4، والتذهيب: 1 / الورقة: 93، والكاشف: 1 / 165، وسير أعلام النبلاء: 5 / 90 - 93، وتاريخ الاسلام: 4 / 234 - 236، وإكمال مغلطاي: 2 / الورقة: 30، وتهذيب ابن حجر: 1 / 503. وترجمته في تاريخ دمشق في أكثر من عشرين ورقة.
الرحمان بْن يزيد بْن تميم، وعبد الرَّحْمَنِ بْن يزيد بْن جَابِر، وعبد القدوس بْن حبيب، وأَبُو وهب عُبَيد اللَّه بْن عُبَيد الكلاعي، وأَبُو سبأ عتبة بْن تميم، وعثمان بْن مسلم، وأَبُو المغيرة عَمْرو بْن شراحيل العنسي الداراني أحد الثقات. والوضين بْن عطاء، ويزيد بْن ربيعة الرحبي، ويزيد بْن عُبَيد اللَّهِ بْن عَبْد الرحمن بْن سمرة.
ذكره مُحَمَّد بْن سعد فِي الطبقة الرابعة من أهل الشام، وَقَال: كان ثقة.
وَقَال أحمد بْن عَبْد الله العجلي: تابعي ثقة.
وَقَال أَبُو زُرْعَة الدمشقي: بلال بْن سعد، أحد العلماء فِي خلافة هشام، وكان قاصا حسن القصص.
وَقَال أيضا: كان بالشام مثل الْحَسَن البَصْرِيّ بالعراق، وكان قارئ الشام، وكان جهير الصوت.
وَقَال الدارمي، عَنْ دحيم: أنبقى هاهنا من القدر، وكان يقص.
وَقَال الْعَبَّاس بْن الوليد بْن مزيد العذري، عَن أبيه، عَنِ الأَوزاعِيّ: كان بلال بْن سعد، من العبادة عَلَى شيء لم نسمع بأحد من الأمة قوي عليه، كان لَهُ فِي كل يوم وليلة ألف ركعة.
وفي رواية أخرى: كان لَهُ فِي كل يوم اغتسالة.
قال: وكان الأَوزاعِيّ من العبادة عَلَى شيء لم نسمع بأحد قوي عليه، ما أتى عليه زوال قط، إلا وهو قائم يصلي.
وَقَال أَبُو زُرْعَة الدمشقي: حَدَّثَنِي رجل من ولد بلال بْن سعد: أن بلال بْن سعد، توفي فِي إمرة هشام بْن عبد الملك.
وَقَال يعقوب بْن سفيان: سألت عبد الرحمن بْن إبراهيم عَنْ بلال بْن سعد، فقَالَ: هو بلال بْن سعد بن تميم، كان يؤم الناس فِي خلافة هشام، وليس لَهُ عقب، كانت لَهُ ابنة.
وَقَال أَبُو الحسن بْن سميع فِي الطبقة الرابعة: بلال بْن سعد السكوني، توفي زمن هشان، وولده ببيت أبيات. أَخْبَرَنِي بذلك بعض ولده.
وَقَال حبان بْن موسى، عن عَبْد اللَّهِ بْن المبارك: كان محل بلال بْن سعد بالشام ومصر، كمحل الْحَسَن بْن أَبي الْحَسَن بالبصرة.
وَقَال الْحَافِظ أَبُو نعيم، فيما أَخْبَرَنَا أَحْمَد بْن أَبي الخير، عَنِ القاضي أَبِي المكارم اللبان - إذنا - عَن أَبِي علي الحداد، عَنه: حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن إِسْحَاقَ، قال: حَدَّثَنَا عَبْد اللَّهِ بْن أَبي داود، قال: حَدَّثَنَا إِسْحَاق بْن الأخيل، قال: حَدَّثَنَا أَبُو الزرقاء عبد الملك بْن مُحَمَّدٍ الدمشقي، قال: سمعت الأَوزاعِيّ يَقُولُ: سمعت بلال بْن سعد، ولم أسمع واعظا قط أبلغ منه.
وَقَال الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، عن الأَوزاعِيّ: سمعت بلال بْن سعد يَقُولُ: كفى بِهِ دينا أن يكون اللَّه تبارك وتعالى، قد زهدنا فِي الدنيا، ونحن نرغب فيها، فزاهدكم راغب، وعالمكم جاهل، وعابدكم مقصر.
زاد غيره: وجاهلكم مغتر.
وَقَال: سمعت بلال بْن سعد يَقُولُ: أخ لك كلما لقيك ذكرك بحظك من اللَّه، خير لك من أخ كلما لقيك وضع فِي كفك دينارا. قال: وسمعت بلال بْن سعد يَقُولُ: لا تكن وليا لله فِي العلانية، وعدوه فِي السر.
قال: وسمعت بلال بْن سعد يَقُولُ: إن الخطيئة إذا خفيت لم تضر إلا عاملها، وإذا أظهرت ولم تغير، ضرت العامة.
وَقَال الوليد بْن مسلم: قال عَبْد الرحمن بن يزيد بن تميم: سمعت بلال بْن سعد يَقُولُ: يا أهل الخلود، يا أهل البقاء (1) ، إنكم لم تخلفوا للفناء، وإنما تنقلون من دار إِلَى دار، كما نقلتم من الأصلاب إِلَى الأرحام، ومن الأرحام إِلَى الدنيا، ومن الدنيا إِلَى القبور، ومن القبور إِلَى الموقف، ومن الموقف إِلَى الخلود فِي الجنة والنار.
أَخْبَرَنَا بذلك الإمام أبو الفرج عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبي عُمَر بْن قدامة المقدسي. فِي جماعة، قَالُوا: أَخْبَرَنَا أَبُو حفص بْن طَبَرْزَذَ، قال: أخبرنا أَبُو غالب ابْن البناء، قال: أَخْبَرَنَا أبو مُحَمَّد الْجَوْهَرِيُّ، قال: أخبرنا أَبُو عُمَر بْن حيويه، وأبو بَكْر مُحَمَّد بْن إسماعيل الوراق، قَالا: حَدَّثَنَا يحيى بْن مُحَمَّد بْن صاعد، قال: حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ الْحَسَنِ، قال: أَخْبَرَنَا الوليد بْن مسلم.
فذكره.
(1) في سير أعلام النبلاء: التقى"، وما هنا أظهر للمعنى.
وبه: قال: حَدَّثَنَا الْحُسَيْن بْن الْحَسَن، قال: أَخْبَرَنَا ابْن المبارك، قال: أَخْبَرَنَا الأَوزاعِيّ، عَنْ بلال بْن سعد، قال: لا تنظر إِلَى صغر الخطيئة، ولكن انظر من عصيت.
وبه: عَنْ بلال بْن سعد، قال: أدركتهم يشتدون بين الأَغَراض، ويضحك بعضهم إِلَى بعض، فإذا كان الليل كانوا رهبانا.
وَقَال مروان بْن مُحَمَّدٍ، عن سَعِيد بْن عبد العزيز: رمي بلال ابن سعد بالقدر، فأصبح فتكلم فِي قصصه، فقَالَ: رب مسرور مغبون، والويل لمن لَهُ الويل ولا يشعر، يأكل ويشرب، وقد حق عليه فِي علم اللَّه إنه من أهل النار، أو نحو ذلك.
وَقَال العباس بْن الوليد بْن مزيد، عَن أبيه، عَنِ الأَوزاعِيّ: هلك ابن لبلال بن سعد بقسطنطنية، فجاء رجل يدعي عليه بضعة وعشرين دينارا، فقَالَ لَهُ بلال: ألك بينة؟ قال: لا. قال: فلك كتاب؟ قال: لا. قال: فتحلف؟ قال: نعم. قال: فدخل منزله فأعطاه الدنانير، فقَالَ: إن كنت صادقا فقد أديت عَنِ ابني، وإن كنت كاذبا، فهي عليه صدقة.
روى له الْبُخَارِيّ فِي "الأدب": أن معاوية كتب إِلَى أَبي الدَّرْدَاء: أكتب إلي فساق دمشق"، وأَبُو داود فِي "القَدَر"قوله: رب مسرور مغبون"والنَّسَائي فِي "المواعظ"قوله: لا تنظر إلى
(1) وَقَال ابن حبان في "المشاهير": من عباد أهل الشام وقرائهم وزهاد أهلها وصالحيهم، ممن أعطي لسانا وبيانا وعلما بالقصص. "ووثقه الذهبي وابن حجر، وَقَال الذهبي: توفي في حدود سنة عشرين ومئة"، وأخباره كثيرة.
صغر الخطيئة"وقوله: أدركتهم يشتدون بين الأَغَراض.
784 -
م: بلال بن عَبْد اللَّهِ بْن عُمَر بْن الخطاب القرشي العدوي المدني (1) ، أخو سالم بْن عَبْد اللَّهِ وأخوته.
روى عن: أبيه (م) حديث: لا تمنعوا إماء اللَّه مساجد اللَّه" (2) .
رَوَى عَنه: عَبْد اللَّهِ (3) بْن هبيرة، وعبد الملك بْن فارع، وكعب بْن علقمة (م) .
قال أَبُو زُرْعَة: مدني ثقة.
(1) طبقات ابن سعد: 5 / 204، وطبقات خليفة: 246، وتاريخ البخاري الكبير: 2 / 1 / 107، وثقات العجلي، الورقة: 7، والجرح والتعديل لابن أَبي حاتم: 1 / 1 / 396، وثقات ابن حبان: 1 / الورقة: 57، والجمع لابن القيسراني: 1 / 60 - 61، ومعرفة التابعين للذهبي، الورقة: 4 / وتذهيب التهذيب: 1 / الورقة: 93، والكاشف: 1 / 165، وإكمال مغلطاي: 2 / الورقة: 30، وتهذيب ابن حجر: 1 / 504.
(2)
قال شعيب: هو في صحيح مسلم (444)(180) في الصلاة: باب خروج النساء إلى المساجد، وهو في تاريخ البخاري الكبير 2 / 1 / 107، من طريق سَعِيد بن أَبي أيوب، عن كعب بن علقمة، عن بلال، عن أيبه..بلفظ"لا تمنعوا النساء حظوظهن في المساجد"وأخرجه البخاري (865) و (873) و (5238) ومسلم (442)(135) و (137) من طريق سالم بن عبد الله، عن ابن عُمَر، وأخرجه البخاري (900) ومسلم (136) وأبو داود (566) من طريق نافع عن ابن عُمَر، وأخرجه مسلم (138) و (139) وأبو داود (568) والتِّرْمِذِيّ (570) من طريق مجاهد، عن ابن عُمَر.
وأخرجه أبو داود (765) من طريق موسى بن إسماعيل، حَدَّثَنَا حماد، عن محمد بن عَمْرو، عَن أبي سلمة، عَن أبي هُرَيْرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لا تمنعوا إماء الله مساجد الله، ولكن ليخرجن وهن تفلات"وسنده حسن.
(3)
في نسخة ابن المهندس، وبعض النسخ الاخرى: عُبَيد الله"مجودا، وهو وهم، والصحيح ما أثبتناه من"الجرح والتعديل"لابن أَبي حاتم، وهو عبد الله بن هبيرة بن أسعد الحضرمي الذي سيأتي في موضعه من هذا الكتاب إن شاء الله.
وَقَال حمزة بْن مُحَمَّد الكناني الحافظ: لا أعلم لَهُ غير هذا الحديث (1) .
روى له مسلم هذا الحديث الواحد.
785 -
بخ: بلال بن كعب (2) العكي (3) .
رَوَى عَن: طاووس بْن كيسان، وَقَال: زرنا يَحْيَى بْن حسان (بخ) فِي قريته، أنا وإبراهيم بْن أدهم، وعبد العزيز بْن قرير (4) ، وموسى بْن يسار، فجاءنا بطعام، فأمسك مُوسَى وكان صائما، فقَالَ يَحْيَى: أمنا في هذا المسجد رجل من بني كنانة، من أصحاب النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم يكنى أبا قرصافة (5) ، أربعين سنة، يصوم فيه (6) ، فأفطر، فقام إبراهيم فكنسه (7) بردائه، وأفطر مُوسَى. وعَن: يَحْيَى بْن أَبي عَمْرو السيباني (8) .
رَوَى عَنه: ضمرة بْن ربيعة (بخ) ، والوليد بن مسلم.
(1) ذكره خليفة في الطبقة الثانية من التابعين، وَقَال: لأُم ولد"، ووثقه العجلي، وعده يحيى القطان - فيما ذكر أبو عبد الله الحاكم - واحدًا من فقهاء المدينة الاثني عشر، ووثقه ابن خلفون، والذهبي، وابن حجر.
(2)
المعرفة ليعقوب: 3 / 28، وتذهيب الذهبي: 1 / الورقة: 93، وتهذيب ابن حجر: 1 / 504.
(3)
في المعرفة ليعقوب: العتكي"، لعله من تصحيفات الطبع.
(4)
تصحف في المطبوع من"التقريب"إلى: قدير"وفي المعرفة إلى: قرين.
(5)
قرصافة: بكسر القاف وسكون الراء المهملة، وهو صحابي مشهور اسمه جندرة بن خيشنة، سيأتي في موضعه من هذا الكتاب.
(6)
الذي في "المعرفة"ليعقوب: أن الغلام ولد لَهُ هو، وأنه هو الذي دعاه، وليس أبوه.
(7)
يعني: كنس المسجد.
(8)
السيباني: بفتح السين المهملة وسكون الياء آخر الحروف.
روى له البخاري في "الأدب"هذا الحديث (1) .
786 -
د ت ق: بلال بن مرداس (2)، ويُقال: ابن أَبي مُوسَى الفزاري النصيبي.
رَوَى عَن: أنس بْن مالك، وقيل: عن خيثمة بْن أَبي خيثمة البَصْرِيّ (ت)، عنه (3) وعَن: شهر بْن حوشب، ووهب بْن كيسان.
رَوَى عَنه: إِسْمَاعِيل بْن عَبْد الرحمن السدي، وعبد الاعلى ابن عامر الثعلبي (د ت ق) ، وليث بْن أَبي سليم، وأَبُو حنيفة النعمان بْن ثابت.
قال عَلِيّ بْن عياش الحمصي، عَنْ عبد الحميد بْن بهرام: رأيت عكرمة أبيض اللحية، وقدم عَلَى بلال بْن مرداس الفزاري، وكان عَلَى المدائن، وأجازه بثلاثة آلاف، فقبضها منه (4) .
روى له أَبُو دَاوُدَ، والتِّرْمِذِيّ، وابن مَاجَهْ، حديثا واحدا عَنْ أنس: من ابتغى القضاء، وسأل فيه الشفعاء.." (5) ورواه
(1) قال شعيب: هو في "الادب المفرد"برقم (1253) وقد تقدم في الجزء الثاني ص 38 من هذا الكتاب.
(2)
تاريخ البخاري الكبير: 2 / 1 / 109، والجرح والتعديل لابن أَبي حاتم: 1 / 1 / 397، وثقات ابن حبان (في أتباع التابعين) : 1 / الورقة: 57، وموضح أوهام الجمع للخطيب: 2 / 7 - 8، وتذهيب الذهبي: 1 / الورقة: 93، والكاشف: 1 / 165 (وتصحف فيه رقم ابن ماجة إلى رقم النَّسَائي)، والميزان: 1 / 352، وإكمال مغلطاي: 2 / الورقة: 30، وتهذيب ابن حجر: 1 / 504
(3)
لذلك ذكره ابنُ حِبَّان في أتباع التابعين من ثقاته، فكأن روايته عن أنس لم تصح عنده.
(4)
ووثقه ابن حبان، وَقَال الأزدي: لا يصح حَدِيثه. وَقَال ابْن حجر في "التقريب": مقبول.
(5)
قال شعيب: إسناده ضعيف لضعف عبد الاعلى الثعلبي، وضعف خيثمة بن أَبي خيثمة البَصْرِيّ الواسطة بين بلال وأنس في الرواية الثانية التي أوردها التِّرْمِذِيّ، وهو في سنن أبي داود (3578) وسنن التِّرْمِذِيّ (1323) وابن ماجة (2309) .