الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
استدل بهذه الصفة - وهي نقص - على عدم صلاحيتها لأن تكون ربا له، بخلاف الصفات الثانية وهي بزوغها وتحركها فالدليل يدل على خلاف ما استدل به ابن حزم وغيره.
(1)
الرد على الشبهة الرابعة:
روى أبو محمد عن أحمد بن حنبل رواية تأويل مجىء الله تعالى بمجىء أمره مستأنسا بها على تأويله النزول والمجىء والإِتيان بما يخالف الظاهر الذي يدعيه.
وقد خالف أحمد فأول كثيرا من الصفات كالاستواء، والقدم والأصابع والساق والتزم أيضا في الإِثبات إثبات الظاهر المجرد، دون حقائق المعنى وأرجع ما أثبت إلى الذات ولم يتعرض في شيء من هذا إلى بيان رأى أحمد هناك وحين جاءت هذه الرواية في التأويل لاقت قبولا عنده فأتى بها مستشهدا.
وهذه الرواية رواها عن أحمد حنبل بن إسحاق
(2)
وهي أنهم لما احتجوا عليه في المحنة بالقول بخلق القرآن بقول النبي صلى الله
(1)
انظر شرح حديث النزول لابن تيمية ص (165، 166)، موافقة صحيح المنقول له (2: 116).
(2)
حنبل بن إسحاق بن حنبل بن هلال الشيباني أبو علي من حفاظ الحديث، قال جمعنا عمي يعني الإِمام أحمد أنا وصالح وعبد الله يعني أبناء أحمد وقرأ علينا المسند وما سمعه منه تامًا غيرنا له مؤلفات منها التاريخ، والفتن، ومحنة الإِمام أحمد بن حنبل. خرج إلى واسط وتوفي فيها في جمادى الأولى 273 هـ.
انظر العبر للذهبي (2: 51)، شذرات الذهب (2: 163، 164)، الأعلام للزركلي (2: 286).
عليه وسلم: "تجىء البقرة وآل عمران كأنهما غمامتان أو غيايتان
(1)
أو فرقان من طير صواف"
(2)
وقالوا له لا يوصف بالإِتيان والمجىء إلا مخلوق فعارضهم بأن المراد مجىء ثواب البقرة وآل عمران ثم عارضهم بقوله تعالى: {هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ يَأْتِيَهُمُ اللَّهُ فِي ظُلَلٍ مِنَ الْغَمَامِ}
(3)
قال إنما يأتي أمره.
(4)
يقول ابن تيمية بعد ذكر رواية حنبل: "هكذا نقل حنبل
(5)
ولم ينقل هذا غيره ممن نقل مناظرته في المحنة كعبد الله بن أحمد
(6)
وغيره"
(7)
.
وفي مختصر الصواعق: "وأما الرواية المنقولة عن الإِمام أحمد فاختلف فيها أصحابه على ثلاث طرق:
أحدهما: أنها غلط عليه، فإن حنبلا تفرد بها عنه، وهو كثير
(1)
الغياية كل شيء أظلك فوق رأسك كالسحابة والغبرة والظلمة ونحوها. مختار الصحاح ص (488).
(2)
انظر صحيح الإِمام مسلم (1: 553)، مسند الإِمام أحمد (5: 249، 251، 255، 257، 348، 353، 361)، شرح حديث النزول لابن تيمية ص (55).
(3)
سورة البقرة: آية (210).
(4)
أنظر شرح حديث النزول ص (55، 56)، مختصر الصواعق (2: 406).
(5)
هذه الرواية لم أجدها في ذكر محنة الإِمام أحمد جمع حنبل بن إسحاق المطبوعة بتحقيق الدكتور محمد نعس سنة 1397 هـ.
(6)
هو أبو عبد الرحمن عبد الله بن الإِمام أحمد بن حنبل الذهلي الشيباني كان إمامًا خبيرًا بالحديث وعلله وهو الذي رتب مسند والده وروى عنه خلق كثير توفي يوم الأحد إحدى وعشرين من جمادى الآخرة سنة 290 هـ. انظر مناقب الإِمام أحمد لابن الجوزي ص (306)، شذرات الذهب (2: 203 - 205).
(7)
شرح حديث النزول ص (56).
المفاريد المخالفة للمشهور من مذهبه، وإذا تفرد بما يخالف المشهور عنه فالخلال
(1)
وصاحبه عبد العزيز
(2)
لا يثبتون ذلك رواية وأبو عبد الله بن حامد
(3)
وغيره يثبتون ذلك رواية والتحقيق أنها رواية شاذة مخالفة لجادة مذهبه هذا إذا كان ذلك من مسائل الفروع فكيف في هذه المسألة؟
وقالت طائفة أخرى بل ضبط حنبل ما نقل وحفظه، ثم اختلفوا في تخريج هذا النص، وقالت طائفة منهم إنما قاله أحمد على سبيل المعارضة لهم، فإن القوم كانوا يتأولون في القرآن من الإِتيان والمجىء بمجيء أمره سبحانه، ولم يكن في ذلك ما يدل على أن من نسب إليه المجىء والإِتيان مخلوق، فكذلك وصف الله سبحانه كلامه بالإِتيان والمجىء هو مثل وصف نفسه بذلك فلا يدل على أن كلامه مخلوق بحمل مجىء القرآن على مجىء ثوابه، كما حملتم مجيئه سبحانه وإتيانه على مجىء أمره وبأسه.
(1)
هو أحمد بن محمد بن هارون أبو بكر الخلال من كبار علماء الحنابلة وهو الذي جمع علم أحمد ورتبه. له مصنفات كثيرة توفي سنة 311 هـ. انظر مناقب الإِمام أحمد ص (512)، شذرات الذهب (2: 261)، الأعلام (1: 206).
(2)
هو أبو بكر عبد العزيز بن جعفر بن أحمد المعروف بغلام الخلال، شيخ الحنابلة وعالمهم المشهور، له كثير من المصنفات توفي في شوال 363 هـ، انظر مناقب الإِمام أحمد ص (516)، شذرات الذهب (3: 45، 46).
(3)
هو الحسن بن حامد بن علي بن مروان أبو عبد الله البغدادي إمام الحنبلية في زمانه ومدرسهم وفقيههم له مصنفات عظيمة في العلوم المختلفة، توفي في طريق مكة بعد رجوعه من الحج سنة 403 هـ، انظر مناقب الإِمام أحمد ص (519)، شذرات الذهب (3: 166، 167).