الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أبي هريرة (1): "يتعاقبون فيكم (2) ملائكة بالليل وملائكة بالنهار، فيجتمعون في صلاة العصر وصلاة الفجر، ثم يعرج الذين باتوا فيكم. . . " الحديث.
ومن حديثه أيضًا (3): "من تصدق بصدقة من كسب طيب، ولا يصعد إلى اللَّه إلا الطيب. . . " الحديث.
* * *
(7) باب قول اللَّه تعالى: {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ (22) إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ} [القيامة: 22 - 23]
3162 -
وعن جرير بن عبد اللَّه قال: كنا جلوسًا عند النبي صلى الله عليه وسلم إذا (4) نظر إلى القمر ليلة البدر قال: "إنكم سترون ربكم كما ترون هذا القمر، لا تُضَامُّون في رؤيته، فإن استطعتم أن لا تُغْلَبوا على صلاة قبل طلوع الشمس وصلاة قبل
(1) خ (4/ 401 رقم 7486)، (97) كتاب التوحيد، (33) باب كلام الرب مع جبريل.
(2)
"فيكم" من "صحيح البخاري".
(3)
خ (4/ 389 رقم 7430)، (97) كتاب التوحيد، (23) باب قول اللَّه تعالى:{تَعْرُجُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ} .
(4)
في "صحيح البخاري": "إذ".
_________
3162 -
خ (4/ 390)، (97) كتاب التوحيد، (24) باب قول اللَّه تعالى:{وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ (22) إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ} ، من طريق إسماعيل، عن قيس، عن جرير بن عبد اللَّه به، رقم (7434).
غروبها (1) فافعلوا".
3163 -
وعن أبي سعيد الخدري: قلنا: يا رسول اللَّه! هل نرى ربنا (2)؟ قال: "هل تُضَارُّون في رؤية الشمس (3) إذا كانت صحوًا؟ " قلنا: لا، قال: "فإنكم لا تضارون في رؤية ربكم (4) إلا كما تضارون في رؤيتها (5) -ثم قال- ينادي منادٍ: ليذهب كل قوم إلى ما كانوا يعبدون، فيذهب أهل الصليب مع صليبهم، وأهل الأوثان مع أوثانهم، وأصحاب كل آلهة (6) مع آلهتهم، حتى يبقى من كان يعبد اللَّه من بر وفاجر وغُبَّرَات من أهل الكتاب، ثم يؤتى بجهنم تعرض كأنها سراب، فيقال لليهود: ما كنتم تعبدون؟ قالوا: كنا نعبد عزيرًا ابن اللَّه (7)، فيقال: كذبتم، لم يكن للَّه صاحبة ولا ولد، فما تريدون؟ قالوا: نريد أن تسقينا، فيقال: اشربوا، فيتساقطون في جهنم، ثم يقال للنصارى: ما كنتم تعبدون؟ فيقولون: كنا نعبد المسيح ابن اللَّه، فيقال: كذبتم، لم يكن للَّه صاحبة ولا ولد، فما تريدون؟ فيقولون: نريد أن تسقينا، فيقال:
(1) في "صحيح البخاري": "قبل غروب الشمس".
(2)
في "صحيح البخاري": "يوم القيامة".
(3)
في "صحيح البخاري": "الشمس والقمر".
(4)
في "صحيح البخاري": "ربكم يومئذٍ إلا".
(5)
في "صحيح البخاري": "رؤيتهما".
(6)
"كل آلهة" كذا في "صحيح البخاري"، وفي الأصل:"وأصحاب الأهلة مع آلهتهم".
(7)
"عزيرًا ابن اللَّه" كذا في "صحيح البخاري"، وفي الأصل:"عزير بن عبد اللَّه".
_________
3163 -
خ (4/ 391 - 392)، في الكتاب والباب السابقين، من طريق سعيد بن أبي هلال، عن زيد، عن عطاء بن يسار، عن أبي سعيد الخدري به، رقم (7439).
اشربوا، فيتساقطون في جهنم، حتى يبقى من كان يعبد اللَّه من بر وفاجر، فيقال لهم: ما يجلسكم (1) وقد ذهب الناس؟ فيقولون: فارقناهم ونحن أحوج منا إليه اليوم، وإنا سمعنا مناديًا ينادي: ليلحق كل قوم بما كانوا يعبدون، وإنما ننتظر ربنا، فيأتيهم الجبار في صورة غير صورته التي رأوه فيها أول مرة، فيقول: أنا ربكم، فيقولون: أنت ربنا، فلا يكلمه إلا الأنبياء، فيقال (2): هل بينكم وبينه آية تعرفونها؟ فيقولون: الساق، فيكشف عن ساقه، فيسجد له كل مؤمن، ويبقى من كان يسجد للَّه رياءً وسمعة، فيذهب كيما يسجد فيعود ظهره طبقًا واحدًا، ثم يؤتى بالجسر، فيجعل بين ظهر (3) جهنم".
قلنا: يا رسول اللَّه! وما الجسر؟ قال: "مَدْحَضَةٌ، مَزِلَّةٌ، عليه خَطَاطِيف وكَلَالِيب، وحَسَكَةٌ مُفَلْطَحَةٌ لها شوكة عُقَيْفَة (4) تكون بنجد، يقال له: السعدان، المؤمن عليها كالطَّرْفِ، وكَالْبَرقِ، وكالريح، وكأجاويد الخيل والرَّكَاب، فناجٍ مُسَلَّم، وناج مخدوش (5)، ومكدوس (6) في نار جهنم، حتى يمر آخرهم يسحب سحبًا، فما أنتم بأشد لي مناشدة في الحق قد تبين لكم من المؤمن يومئذ للجبار، فإذا (7) رأوا أنهم قد نجوا وبقي إخوانهم يقولون:
(1) في "صحيح البخاري": "ما يحبسكم".
(2)
في "صحيح البخاري": "فيقول".
(3)
في "صحيح البخاري": "ظهري".
(4)
في "صحيح البخاري": "عقيفاء".
(5)
في الأصل: "المخدوش".
(6)
"ومكدوس" كذا في "صحيح البخاري"، وفي الأصل "مكرس".
(7)
في "صحيح البخاري": "وإذا".
ربنا! إخواننا (1) كانوا يصلون (2) ويصومون معنا، ويعملون معنا، فيقول اللَّه (3): اذهبوا فمن وجدتم (في قلبه)(4) مثقال دينار من إيمان فأخرجوه، ويحرم اللَّه صورهم على النار، وبعضهم قد غاب في النار إلى قدميه (5)، وإلى أنصاف ساقيه، فيخرجون من عرفوا، ثم يعودون فيقول: اذهبوا، فمن وجدتم في قلبه مثقال نصف دينار فأخرجوه، فيخرجون من عرفوا، ثم يعودون، فيقول: اذهبوا، فمن وجدتم في قلبه مثقال ذرة من إيمان فأخرجوه، فيخرجون من عرفوا".
قال أبو سعيد: فإن لم تصدقوني فاقرؤوا: {إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا} [النساء: 40]، "فيشفعون النبيون (6) والملائكة والمؤمنون، فيقول الجبار: بقيت شفاعتي، فيقبض قبضة من النار، فيخرج أقوام قد امْتُحِشُوا، فَيُلْقَوْن في نهر بأفواه الجنة يقال له: ماء الحياة، فينبتون في حافتيه كما تنبت الحِبَّةُ في حَمِيل السيل قد رأيتموها إلى جانب الصخرة، فما كان من هذه إلى الشمس كان أخضر (7)، وما كان إلى (8) الظل كان أبيض، فيخرجون
(1) في "صحيح البخاري": "إخواننا الذين".
(2)
في "صحيح البخاري": "يصلون معنا".
(3)
في "صحيح البخاري": "اللَّه تعالى".
(4)
ما بين القوسين من "صحيح البخاري".
(5)
في "صحيح البخاري": "قدمه".
(6)
في "صحيح البخاري": "فيشفع النبيون".
(7)
في "صحيح البخاري": "فما كان إلى الشمس منها كان أخضر".
(8)
في "صحيح البخاري": "وما كان منها إلى".
كأنهم اللؤلؤ، فيجعل في رقابهم الخواتم، فيدخلون الجنة، فيقول أهل الجنة: هؤلاء عتقاء الرحمن، أدخلهم الجنة بغير عمل عملوه ولا خير قدموه، فيقال لهم: لكم ما رأيتم ومثله معه".
الغريب:
"تُضَامُون": بضم التاء والميم، ويروى: تَضَامُّون بفتح التاء والميم مشددة، من الضم؛ أي: تتضامون وتزدحمون، وكذلك في ذلك رواية:"يضامون"، روايةً ومعنًى، غير أن المؤمنين يرون اللَّه تعالى بأعين رؤية واضحة جلية، لا يزاحم غيره كما يُفْعَلُ عند رؤية (1) الأهلة، فهو تشبيه لحال الرائي لا بحال المرئي.
"الطواغيت": جمع طاغوت، وهو كل معبود من دون اللَّه.
وقوله: "فيأتيهم الجبار في الصورة التي يعرفون"، هذه من المواضع المُشْكِلَة، والأمور المتشابهة في الشريعة -الكتاب والسُّنة- التي درج الحكم باستحالة ظواهرها على اللَّه، فإنها من نعوت الأجسام وصفات المحدثات، غير أنهم لم يتعرضوا لتأويلها، ووكلوه إلى اللَّه وقالوا:{آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا} [آل عمران: 7].
وقالوا: أمِرُّوها على ما جاءت، وقد ذهب كثير من العلماء إلى حمل ألفاظها على ما يقتضيه الكلام العربي من الاستعارات والتوسعات، فمن ذلك: أن "في" بمعنى الباء في "بصورة"، كما قال:{فِي ظُلَلٍ مِنَ الْغَمَامِ} [البقرة: 210]؛ أي: بظلل من الغمام، ومعنى هذا -واللَّه أعلم-: أن اللَّه تعالى
(1) كان هنا في الأصل سقط وكلمة غير واضحة، وما أثبتناه من "المفهم" من كلام المصنف (1/ 414 - 415).