الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
2852 -
وعن أبي سعيد -أيضًا- قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "يأتي على الناس زمان، خير مال المسلم غنمٌ يَتْبَعُ بها شَعَفَ الجبال ومواقع القَطْر، يفِر بدينه من الفتن".
* * *
(18) باب ما يُتَّقى من رفع الأمانة، وكيف ترفع
؟
2853 -
عن أبي هريرة قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "إذا ضُيِّعَتِ الأمانة فانتظر الساعة"، قال: كيف إضاعتها يا رسول اللَّه؟ قال: "إذا أُسْنِد الأمر (1) إلى غير أهله فانتظر الساعة".
2854 -
وعن حذيفة قال: حدثنا رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم حديثين، رأيت
(1)(إذا أسند الأمر): المراد من الأمر: جنس الأمور التي تتعلق بالدين؛ كالخلافة والإمارة والقضاء والإفتاء وغير ذلك.
_________
2852 -
خ (4/ 190)، في الكتاب والباب السابقين، من طريق عبد الرحمن بن أبي صعصعة، عن أبيه، عن أبي سعيد به، رقم (6495).
2853 -
خ (4/ 190)، (81) كتاب الرقاق، (35) باب رفع الأمانة، من طريق فليح ابن سليمان، عن هلال بن عليّ، عن عطاء بن يسار، عن أبي هريرة به، رقم (6496).
2854 -
خ (4/ 190 - 191)، في الكتاب والباب السابقين، من طريق سفيان، عن الأعمش، عن زيد بن وهب، عن حذيفة به، رقم (6497)، طرفاه في (7086، 7276).
أحدهما، وأنا أنتظر الآخر: حدثنا أن الأمانة نزلت في جَذْرِ قلوب الرجال، ثم علموا من القرآن، ثم عَلِمُوا من السُّنَّة، وحَدَّثنا عن رفعها قال: "ينام الرجل النَّوْمَةَ فتُقبض الأمانة من قلبه، فيظل أثرها مثل أثر الوَكْتِ، ثم ينام النومة فتقبض الأمانة من قلبه (1) فيبقى أثرها مثل المَجْلِ، كجَمْرِ دحرجته على رِجْلك فنَفِطَ، فتراه مُنْتَبِرًا وليس فيه شيء، فيصبح الناس يتبايعون، فلا يكاد أحد (2) يؤدي الأمانة، فيقال: إن في بني فلان رجلًا أمينًا، ويقال للرجل: ما أعقله، وما أظرفه، وما أجلده، وما في قلبه مثقال حبة من خردل من إيمان، ولقد أتى عليَّ زمان، ولا أبالي أيَّكم بايعت (3)، لئن كان مسلمًا رده عليّ الإسلام، وإن كان نصرانيًّا أو يهوديًّا رده عليَّ ساعيه، فاما اليوم فما كنت أبايع إلا فلانًا وفلانًا.
الغريب:
"الجَذْر": الأصل من كل شيء، ويقال بكسر الجيم وفتحها. و"الوَكْت": بالكاف: الأثر الخفي. ومنه: بُسْر مُوكَت: إذا بدت فيه نقطة من الإرطاب. و"المَجْل": بالجيم: أثر العمل في الكفّ، يقال منه: مَجَلَتْ يده تَمْجُل: إذا صارت فيها نفاخات من العمل.
وقوله: "بايعت": من البيع، لا من المبايعة، واللَّه أعلم.
(1)"الأمانة من قلبه" ليست في "صحيح البخاري".
(2)
في "صحيح البخاري": "أحدهم".
(3)
(أيكم بايعت): قال الخطابي: تأوله بعض الناس على بيعة الخلافة، وهذا خطأ، وكيف يكون وهو يقول إن كان نصرانيًّا رده عليَّ ساعيه، فهل يبايع النصراني على الخلافة؟ وإنما أراد مبايعة البيع والشراء.