الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
على ذلك وإما أن ترجع إليّ ذمتي فإني لا أحب أن تسمع العرب أني أخفرت في رجل عقدت له. فقال أبو بكر: فإني أردّ إليك جوارك وأرضى بجوار اللَّه تعالى.
والنبي صلى الله عليه وسلم يومئذ بمكة،
فقال النبي صلى الله عليه وسلم للمسلمين: إني أريت دار هجرتكم بسبخة ذات نخل بين لابتين، وهما الحرّتان، فهاجر من هاجر قبل المدينة، ورجع عامة من كان بأرض الحبشة إلى المدينة، وتجهز أبو بكر قبل المدينة فقال له رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: على رسلك فإني أرجو أن يؤذن لي. فقال أبو بكر: هل ترجو ذلك؟ قال: نعم [ (1) ] .
وسيأتي بقية الحديث في باب الهجرة إلى المدينة.
رواه البخاري والبلاذريّ وغيرهما.
وروى ابن إسحاق عن القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق قال: لقيه- يعني أبا بكر الصديق- حين خرج من جوار ابن الدغنة سفيه من سفهاء قريش وهو عامد إلى الكعبة فحثا على رأسه ترابا فمرّ بأبي بكر الوليد بن المغيرة أو العاصي بن وائل فقال له أبو بكر: ألا ترى ما يصنع هذا السفيه؟ فقال: أنت صنعت هذا بنفسك. قال وهو يقول: أي ربّ ما أحلمك، أي رب ما أحلمك، أي رب ما أحلمك! ثلاثا.
تنبيه في بيان غريب ما سبق
الدّين: بالنصب على نزع الخافض أي يدينان بدين الإسلام، أو هو مفعول به على التجوز.
ابتلي المسلمون: أي بأذى المشركين لما حصروا بني هاشم والمطلب في شعب أبي طالب وأذن النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه في الهجرة إلى الحبشة.
برك- بباء موحدة مفتوحة وتكسر فراء ساكنة فكاف. الغماد بغين معجمة مكسورة وقد تضم فميم مخففة فألف فدال مهملة: موضع على خمس ليال من مكة.
ابن الدّغنّة- بدال مهملة فغين مضمومتين فنون مشددة عند أهل اللغة، وعند أهل الرواية: بفتح أوله وكسر ثانيه وتخفيف النون. وثبت بالتخفيف والتشديد عند بعض رواة الصحيح وهي أمّه وقيل أم أبيه ومعنى الدغنّة: المسترخية، وأصلها الغمامة الكثيرة المطر.
واختلف في اسمه فقال الزهري، كما رواه البلاذري: الحارث بن يزيد. وحكى السّهيلي أن اسمه مالك.
[ (1) ] أخرجه البخاري 5/ 75 وانظر البداية والنهاية 3/ 184.
القارة- بالقاف وتخفيف الراء- وهي قبيلة مشهورة من بني الهون- بالضم والتخفيف- ابن خزيمة بن مدركة ابن إلياس بن مضر، ويضرب بهم المثل في قوة الرّمي. قال الشاعر:
قد أنصف القارة من راماها
أسيح- بسين وحاء مهملتين بينهما مثناة تحتية: أسير.
لا يخرج مثله. بفتح أوله أي من وطنه باختياره على نية الإقامة في غيره مع ما فيه من النفع المتعدّي لأهل بلده ولا يخرج بضم أوله أي ولا يخرجه أحد بغير اختياره للمعنى المذكور.
فلم تكذّب قريش: أي لم تردّ عليه قوله في أمان أبي بكر، وكل من كذّبك فقد ردّ عليك قولك، فأطلق التكذيب وأراد لازمه.
بجوار- بكسر الجيم وضمها وآخره راء.
الفناء- بكسر الفاء وتخفيف النون: سعة أمام البيت وقيل ما امتد من جوانبه.
بدا- ظهر له رأي غير الأول.
يتقصّف [ (1) ] : بمثناة تحتية فمثناة فوقية فقاف فصاد مهملة مشددة مفتوحتين: يزدحمون عليه حتى يسقط بعضهم على بعض فيكاد ينكسر، وأطلق يتقصّف مبالغة.
بكّاء: بالتشديد: كثير البكاء.
ذمتك: أمانك.
نخفرك [ (2) ]- بضم أوله وبالخاء المعجمة وبالفاء.
مقرّين لأبي بكر الاستعلان: أي لا نسكت عن الإنكار عليه للمعنى الذي ذكروه.
بجوار اللَّه: أي أمانه وحمايته.
قبل المدينة- بكسر القاف وفتح الموحدة أي جهة المدينة.
على رسلك: بكسر الراء: أي على مهلك، والرّسل السير الرفيق.
ودل قول أبي بكر رضي الله عنه: ما أحلمك على جواز قول: ما أعظم اللَّه. وقد بسطت الكلام على ذلك في كتاب «رياض الأبرار في الدعوات والأذكار» واللَّه أعلم.
[ (1) ] اللسان 4/ 3654.
[ (2) ] لسان العرب 2/ 1209.