الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ووصف من خديجة بعد وصف
…
فقد طال انتظاري يا خديجا
ببطن المكتين على رجائي
…
حديثك أن أرى منه خروجا
بما أخبرتنا من قول قس
…
من الرهبان أكره أن يعوجا
بأن محمدا سيسود قوما
…
ويخصم من يكون له حجيجا
ويظهر في البلاد ضياء نور
…
يقيم به البرية أن تموجا
فيلقى من يحاربه خسارا
…
ويلقى من يسالمه فلوجا
فيا ليتي إذا ما كان ذاكم
…
شهدت فكنت أولهم ولوجا
ولوجا في الذي كرهت قريش
…
ولو عجت بمكتها عجيجا
أرجي بالذي كرهوا جميعا
…
إلى ذي العرش إن سفلوا عروجا
وهل أمر السفاهة غير كفر
…
بمن يختار من سمك البروجا
فإن يبقوا وأبق تكن أمور
…
يضج الكافرون لها ضجيجا
وإن أهلك فكل فتى سيلقى
…
من الأقدار متلفة خروجا
تنبيهات
الأول: قول الراهب: «ما نزل تحت هذه الشجرة إلا نبي» قال السهيلي: يريد ما نزل تحتها هذه الساعة قط إلا نبي. ولم يرد ما نزل تحتها قط إلا نبي لبعد العهد بالأنبياء قبل ذلك، وإن كان في لفظ الخبر قط فقد يتكلم بها على جهة التوكيد للنفي، والشجرة لا تعمر في العادة هذا العمر الطويل حتى يدرى أنه لم ينزل تحتها إلا عيسى أو غيره من الأنبياء، ويبعد في العادة أيضاً أن تكون شجرة تخلو من أن ينزل تحتها إلا عيسى أو غيره من الأنبيا، ويبعد في العادة أيضاً أن تكون شجرة تخلو من أن ينزل تحتها أحد حتى يجيء نبي، إلا أن تصح رواية من قال: لم ينزل تحتها أحد بعد عيسى ابن مريم. وهي رواية عن غير ابن إسحاق فالشجرة على هذا مخصوصة بهذه الآية. انتهى. وأقره في «الزهر» و «النور» .
وتعقبه الإمام العلامة عز الدين بن جماعة بأنه مجرد استبعاد لا دلالة فيه على امتناع ولا إحالة، وبأنه استبعاد يضعفه معارضة ظاهر الخبر وكون متعلقات الأنبياء مظنة خرق العادة، فلا يكون حينئذ ذلك من طول البقاء وصرف غير الأنبياء عن النزل تحتها ببعيد، وذلك واضح فتفطن.
قلت: ويؤيد ما ذكره الشيخ عز الدين ما سبق نقله عن أبي سعد، وما في أسباب النزول للإمام الواحدي أن أبا بكر رضي اللَّه تعالى عنه صحب النبي صلى الله عليه وسلم في سفره إلى الشام فنزلوا منزلا فيه سدرة، فقعد النبي صلى الله عليه وسلم في ظلها وذهب أبو بكر يسأل عن الدين، فقال له الراهب:
الرجل الذي في ظل الشجرة من هو؟. قال: محمد بن عبد الله. ابن عبد المطلب. قال: هذا واللَّه نبي. ما استظل تحتها أحد بعد عيسى ابن مريم إلا محمد ابن عبد الله.
وذكر العلماء بالنبات أن الزيتون قد تعمر الشجرة منه ثلاثة آلاف سنة وما يقارب ذلك واللَّه تعالى أعلم.
الثاني: قال في «النور» لم أر لميسرة ذكرا في كتب الصحابة، والظاهر أنه توفى قبل البعثة ولو أدرك النبي صلى الله عليه وسلم لأسلم واللَّه تعالى أعلم.
قلت: وذكره الحافظ في الإصابة في القسم الأول وقال: لم أقف على رواية صحيحة بأنه بقي إلى البعثة فكتبته على الاحتمال.
الثالث: في بيان غريب ما سبق.
نفيسة: صحابية رضي اللَّه تعالى عنها. منية بميم مضمومة فنون ساكنة فمثناة تحتية فتاء تأنيث.
ألحت علينا: أقبلت ودامت. مادة الشيء: ما يمده ويقويه.
السنون: القحوط.
عيراتها: جمع عير: الإبل التي تحمل الميرة.
المضاربة: والمقارضة والقراض بمعنى واحد. سميت مضاربة لأن كل واحد منهما يضرب في الربح بسهم. وقيل غير ذلك.
تجار- بكسر المثناة الفوقية وتخفيف الجيم ويجوز ضم التاء وتشديد الجيم، وهما لغتان: جمع تاجر. ويقال أيضاً: تجر كصاحب وصحب. والتجارة: تقليب المال وتصريفه لأجل النماء.
المحاورة: المجاذبة، والتحاور: التجاذب.
نسطورا- بنون مفتوحة فسين ساكنة فطاء مضمومة مهملتين. قال في النور: وألفه مقصورة كذا أحفظه.
مر الظهران: بفتح الميم وتشديد الراء وظاء معجمة مشالة بلفظ تثنية الظهر: واد بين مكة والمدينة وتسميه العامة بطن مرو.
في ساعة الظهيرة: هي شدة الحر نصف النهار، ولا يقال في الشتاء ظهيرة. والجمع ظهائر.
إضمارك: إخفاؤك.
الحزن: بفتح النون مفعول المصدر وهو إضمارك. فادح- بالفاء والدال والحاء المهملتين أي ثقيل وفي نسخة من الروض والعيون: بالقاف. قال في الصحاح: القادح
الصّدع في العود.
نازح: بعيد. وأخبار: بفتح الهمزة وخفض الراء معطوف على فرقة وهو جمع خبر.
خبرت: بفتح الخاء المعجمة مبنى للفاعل. فتاك: أي غلامك ميسرة.
الغور: المطمئن من الأرض. النّجد: المرتفع منها.
الصحاصح [ (1) ] : بصادين وحائين مهملات: جمع صحصح وهو المكان المستوي.
الركاب: بكسر الراء المشددة: الإبل التي يسار عليها، الواحدة راحلة ولا واحد لها من لفظها، والجمع الركب مثل الكتب.
دوالج: بالجيم جمع دالج: السائر أول الليل.
الأباطح: جمع أبطح.
مسيل: متسع فيه دقاق الحصى.
كما أرسل: بالبناء للمفعول.
البهاء: بالمد الحسن. الأشيبون: بشين معجمة فمثناة تحتية فموحدة جمع أشيب وهو المبيض الرأس.
الجحاجح [ (2) ]- بجيم فحاء مهملة فألف فجيم مهملة جمع جحجاج وهو السيد.
النشيج- بنون مفتوحة فشين معجمة فمثناة تحتية فجيم: البكاء مع صوت.
القس- بضم القاف- واحد القسيسين وهم عباد النصارى.
وقوله ببطن المكتين: ثنّى مكة وهي واحدة لأن لها بطاحا وظواهر، على أن للعرب مذهبا في أشعارها في تثنية البقعة الواحدة، ومقصدهم في هذه الإشارة إلى جانبي كل بلدة والإشارة إلى أعلى البلد وأسفله فيجعلونها اثنتين على هذا المغزى.
تموج: أي يضرب بعضها في بعض.
الفلوج- بفاء فلام مضمومتين آخره جيم. الظهور على الخصم.
عجت: ارتفعت أصواتها. العروج: الصعود والعلو.
سمك: بفتحات: رفع.
يضج- بمثناة تحتية فضاد معجمة فجيم: أي يصيح.
متلفة: بميم مفتوحة فمثناة فوقية فلام ففاء مفتوحتين أي مهلكة.
الخروج- بخاء معجمة مفتوحة: أي الكثيرة التصرّف.
[ (1) ] انظر لسان العرب 3/ 2402.
[ (2) ] انظر لسان العرب 1/ 547.