الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
مرة كما ذكره أبو عمر. ويأتي بيانها في ترجمته عند ذكر مؤذّنيه صلى الله عليه وسلم، وكان يقول له إذا جاءه: مرحبا بمن عاتبني فيه ربي! ويبسط له رداءه.
تنبيهات
الأول: ما ذكرته عائشة ومجاهد جامع بين الأقوال السابقة في تفسير المبهم.
الثاني: قال الحافظ: لم يختلف السّلف في أن فاعل عَبَسَ النبي صلى الله عليه وسلم وأغرب الداووديّ فقال: هو الكافر.
الثالث: من الغرائب قول القاضي أبي بكر بن العربي: قول علمائنا: إن الرجل المبهم الوليد بن الغيرة وقال آخرون إنه أمية بن خلف والقياس على هذا كله باطل وجهل من المفسرين، وذلك أن أمية والوليد كانا بمكة وابن أم مكتوم كان بالمدينة وما حضر معهما ولا حضرا معه، وكان موتهما كافرين أحدهما قبل الهجرة والآخر في بدر ولم يقصد قط أمية المدينة ولا حضر عنده مفردا ولا مع أحد كذا نقله عنه تلميذه السّهيليّ والقرطبي وأقرّاه.
وهو كلام خرج من القاضي من غير رويّة لأن ابن أم مكتوم من أهل مكة بلا خلاف، وهو ابن خال خديجة أم المؤمنين، أسلم قديما وكان من المهاجرين الأولين، قدم المدينة قبل أن يهاجر النبي صلى الله عليه وسلم. وقيل بل بعده وصحّحوا الأول، وسورة عبس مكّية بلا خلاف، فأي شيء يمنع من اجتماع ابن أم مكتوم والوليد أو أمية؟
ثم القائل لذلك إنما هو الصحابة والتابعون كما تقدم، نقل ذلك عنهم وهم أعلم من غيرهم، ولو كانت سورة عبس نزلت بالمدينة أو أن ابن أم مكتوم أسلم بها لصح ما قاله، والحال أن الأمر بخلاف ذلك ولم أر من نبه على ذلك. وعجبت من سكوت صاحب الزّهر عن ذلك مع أنه يناقش في أسهل شيء.
الرابع: من الغرائب أيضا قول السّهيلي: إن ابن أم مكتوم لم يكن آمن بعد أي حين أنزلت سورة عبس وبسط الكلام على ذلك.
قال في الزهر: ينبغي أن يتثبّت في هذا الكلام، فإني لم أر من قاله جزما ولا نقلا من مؤرخ ومفسّر، فينظر قول جميعهم فيه: قديم الإسلام يردّه.
قال: ثم إن السّهيلي أكدّ بقوله: استدنيني يا محمد، ولم يقل يا رسول اللَّه. قال مغلطاي، ولفظة «استدنيني يا محمد» لم أرها، فتنظر.
قلت: أما لفظ السيرة التي شرحها السهيلي: فكلم رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم وجعل يستقرئه القرآن. ولفظ رواية الترمذي وحسّنها وصححها ابن حبان عن عائشة: فجعل يقول يا رسول اللَّه أرشدني. إلخ ولفظ رواية ابن عباس عند ابن مردويه: فجعل عبد الله يستقرئ النبي صلى الله عليه وسلم آية من القرآن. قال يا رسول اللَّه علّمني مما علّمك اللَّه.
الباب السادس والعشرون في سبب نزول قُلْ يا أَيُّهَا الْكافِرُونَ
روى ابن جرير وابن أبي حاتم والطبراني عن ابن عباس، وابن جرير وابن أبي حاتم وابن الأنباري في المصاحف عن سعيد بن مينا، وعبد الرزاق عن وهب، وعن ابن إسحاق قالوا:
اعترض لرسول اللَّه صلى الله عليه وسلم وهو يطوف بالكعبة الأسود بن المطلب والوليد بن المغيرة وأمية بن خلف والعاصي بن وائل السهمي. وكانوا ذوي أسنان في قومهم فدعوه إلى أن يعطوه مالا فيكون أغنى رجل بمكة ويزوجوه ما أراد من النساء فقالوا: هذا لك يا محمد وكفّ عن شتم آلهتنا ولا تذكرها بسوء فإن لم تفعل فإنا نعرض عليك خصلة واحدة فيها صلاح. قال ما هي؟ قالوا: تعبد آلهتنا سنة ونعبد إلهك سنة. وفي لفظ: هلمّ يا محمد فلنعبد ما تعبد وتعبد ما نعبد فنشترك نحن وأنت في الأمر، فإن كان الذي نعبده خيرا مما تعبد كنت قد أخذت منه بحظك وإن كان الذي تعبد خيرا مما نعبد كنا قد أخذنا منه بحظّنا.
فانزل اللَّه تعالى: قُلْ يا أَيُّهَا الْكافِرُونَ. لا أَعْبُدُ في الحال ما تَعْبُدُونَ من الأصنام وَلا أَنْتُمْ عابِدُونَ/ في الحال ما أَعْبُدُ وهو اللَّه تعالى وحده وَلا أَنا عابِدٌ في الاستقبال ما عَبَدْتُّمْ وَلا أَنْتُمْ عابِدُونَ في الاستقبال ما أَعْبُدُ علم اللَّه تعالى منهم أنهم لا يؤمنون والإطلاق ما على اللَّه تعالى على جهة المقابلة لَكُمْ دِينُكُمْ الشّرك وَلِيَ دِينِ الإسلام، وهذا قبل أن يؤمر بالحرب، وحذف ياء الإضافة السبعة، وقفا ووصلا وأثبتها يعقوب في الحالين.