الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وفي رواية لأحمد: كان رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم أبيض مليحا مقصدا.
وقال علي رضي اللَّه تعالى عنه: كان رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم أزهر اللون.
رواه البيهقي.
وقال أنس رضي اللَّه تعالى عنه: كان رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم أحسن الناس لونا.
رواه ابن الجوزي.
وقالت أم معبد رضي اللَّه تعالى عنها: كان رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم ظاهر الوضاءة.
رواه البيهقي.
وقال هند بن أبي هالة [ (1) ] رضي اللَّه تعالى عنه: كان رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم أنور المتجرد.
رواه الترمذي والبيهقي.
وقالت عائشة رضي اللَّه تعالى عنها أهدي لرسول اللَّه صلى الله عليه وسلم شملة سوداء فلبسها، وقال:
كيف ترينها علي يا عائشة؟ قلت، ما أحسنها عليك يا رسول اللَّه! يشوب سوادها بياضك وبياضك سوادها [ (2) ] .
رواه ابن عساكر.
تنبيهات
الأول: روى الإمام أحمد ويعقوب بن سفيان والبزار وابن حبان والحاكم وصححه الحافظ عن أنس رضي اللَّه تعالى عنه قال: كان رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم أسمر اللون.
ورواه البيهقي من وجه آخر بلفظ: كان بياضه إلى سمرة وعند الإمام أحمد بسند حسن: أبيض إلى سمرة.
وروى ابن أبي شيبة عن شيخه هوذة والإمام أحمد عن شيخه محمد بن جعفر وأبو نعيم عن روح قالوا: أنبأنا عوف بن أبي جميلة [ (3) ] عن يزيد الفارسي رحمه اللَّه تعالى قال: رأيت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم في المنام فذكرت ذلك لابن عباس رضي اللَّه تعالى عنهما فقال: صفه لي.
[ (1) ] هند بن أبي هالة التميمي ربيب النبي صلى الله عليه وسلم أمة خديجة زوج النبي صلى الله عليه وسلم روي عن النبي صلى الله عليه وسلم روى عنه الحسن بن علي صفة النبي صلى الله عليه وسلم أخرجه الترمذي والبغوي والطبراني وغيرهم من طرق عن الحسن بن علي، قال الزبير بن بكار: قتل هند مع على يوم الجمل وكذا قال الدارقطني في كتاب الإخوة وقال أبو عمر كان فصيحا بليغا وصف النبي صلى الله عليه وسلم فأحسن وأتقن. [الإصابة 6/ 293، 294.]
[ (2) ] أخرجه ابن عساكر في التهذيب 1/ 325 وذكره المتقي الهندي في الكنز (18528) .
[ (3) ] عوف بن أبي جميلة، بفتح الجيم، الأعرابي العبدي، البصري، ثقة، رمي بالقدر وبالتشيع، من السادسة، مات سنة ست أو سبع وأربعين، وله ست وثمانون. [التقريب 2/ 89] .
فذكر الحديث: وفيه: أسمر إلى البياض. قال ابن عباس: لو رأيته في اليقظة ما استطعت أن تنعته فوق هذا.
وروى أبو بكر بن أبي خيثمة عن شيخه هوذة، وأبو نعيم من طريق الحارث بن أبي أسامة عن شيخه روح، كلاهما عن عوف عن يزيد. وذكر الحديث ولفظه: أحمر إلى البياض.
قال الحافظ: وتبين من مجموع الروايات أن المراد بالسمرة: الحمرة التي تخالط البياض، وأن المراد بالبياض المثبت: ما تخالطه الحمرة. والمنفي ما لا تخالطه، وهو الذي تكره العرب لونه وتسميه أمهق.
وقال ابن أبي خيثمة: ولونه صلى الله عليه وسلم الذي لا شك فيه: الأبيض الأزهر، المشرب من حمرة وإلى السمرة ما ضحى منه للشمس والريح، وأما ما تحت الثياب فهو الأبيض الأزهر.
وتعقبه بعضهم بأن أنسا لا يخفى عليه أمره حتى يصفه بغير صفته اللازمة له لقربه منه، ولم يكن صلى الله عليه وسلم ملازما للشمس. نعم لو وصفه بذلك بعض القادمين ممن صادفه في وقت غيرته الشمس لأمكن، فالأولى حمل السمرة في هذه الرواية على الحمرة التي تخالط البياض، أي كما سبق في كلام الحافظ.
قلت: قوله أن أنسا لا يخفى عليه. إلخ يقال عليه: قد وصفه أنس بأنه صلى الله عليه وسلم أزهر اللون ليس بالآدم، كما تقدم أول الباب، وهو حديث أصح من هذه الروايات. وتابعه غيره على هذه الرواية.
وقال الحافظ أبو الفضل العراقي: في قوله: «أسمر اللون» : هذه اللفظة تفرد بها حميد عن أنس ورواها غيره عنه بلفظ «أزهر اللون» ثم نظرنا من روى صفة لونه صلى الله عليه وسلم غير أنس، فكلهم وصفوه صلى الله عليه وسلم بالبياض دون السمرة، وهم خمسة عشر صحابيا.
قلت: سمى أبو الحسن بن الضحاك في كتاب الشمائل منهم: أبا بكر وعمر وعليا وأبا جحيفة وابن عمر وابن عباس وهند بن أبي هالة والحسن بن علي وأبا الطفيل ومخرش الكعبي وابن مسعود والبراء بن عازب وسعد بن أبي وقاص وعائشة وأبا هريرة وذكر أحاديثهم وأسانيدهم العشرة. ثم قال: وما رواه أنس مما يوافق الجمهور أولى وأصح وهو الذي ينبغي أن يرجع إليه ويعول عليه.
وأما رواية أبي يزيد الفارسي: أنه صلى الله عليه وسلم أسمر إلى البياض: فخطأ في الرواية، والصواب الرواية الثانية.
الثاني:
وقع في زيادات المسند لعبد الله ابن الإمام أحمد بن حنبل [ (1) ]، عن علي رضي اللَّه تعالى عنه: أبيض شديد الوضح.
وفي حديث أبي هريرة عند البزار ويعقوب بن سفيان بسند قوي: كان صلى الله عليه وسلم شديد البياض. وهذا مخالف لقول أنس أول الباب: وليس بالأمهق. ولرواية مسلم عنه: أبيض مشرباً بحمرة: وهما أصح منهما. ويمكن الجمع بحمل ما ذكر على ما تحت الثياب مما لا يلقى الشمس.
الثالث: وقع عند أبي زيد المروزيّ أحد رواة الصحيح عن أنس: أمهق ليس بالأبيض واعترض الداودي الشارح هذه الرواية. وقال القاضي إنها وهم. وقال: لعل الصحيح رواية من روى أنه ليس بالأبيض ولا بالآدم.
قال الحافظ: وهذا ليس بجيد لأن المراد أنه ليس بالأبيض الشديد البياض ولا الآدم الشديد الأدمة وإنما يخالط بياضه الحمرة. والعرب قد تطلق على من كان كذلك أسمر.
ولهذا جاء في حديث أنس أي السابق: كان صلى الله عليه وسلم أسمر.
قال الحافظ: وتبين من مجموع الروايات أن رواية المروزي: «أمهق ليس بالأبيض» مقلوبة على انه يمكن توجيهها بأن المراد بالأمهق الأخضر اللون الذي ليس بياضه في الغاية ولا سمرته ولا حمرته. فقد نقل عن رؤبة أن المهق خضرة الماء فهذا التوجيه على تقدير ثبوت الرواية وقد جاء في عدة طرق أنه صلى الله عليه وسلم كان أبيض.
الرابع: نقل القاضي عن أحمد بن أبي سليمان صاحب سحنون رحمهما اللَّه تعالى أن من قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم أسود. يقتل. انتهى.
قال بعضهم: وهذا يقتضي أن مجرد الكذب عليه في صفة من صفاته كفر يوجب القتل. وليس كذلك، بل لا بد من ضميمة ما تشعر بنقص كما في مسألتنا هذه فإن السواد مفصول.
الخامس: في بيان غريب ما سبق: الأزهر: الأبيض المستنير المشرق وهو أحسن الألوان أي ليس بالشديد البياض.
الآدم: الشديد السمرة.
الأمهق: الشديد البياض الذي لا يخالطه شيء من الحمرة وليس بنير كلون الجص أو نحوه.
[ (1) ] عبد اللَّه بن أحمد بن محمد بن حنبل الشيباني، أبو عبد الرحمن، ولد الإمام، ثقة، من الثانية عشرة مات سنة تسعين، وله بضع وسبعون [انظر التقريب 1/ 401.]
الإشراب [ (1) ] : خلط لون بلون كأن أحد اللونين سقى الآخر لونه، يقال: بياض مشرب حمرة بالتخفيف. فإذا شدد كان للتكثير والمبالغة.
المقصد: من الرجال الذي ليس بجسيم ولا طويل.
ظاهر الوضاءة: أي الحسن والجمال.
أنور المتجرد: بجيم وراء مشددة مفتوحتين: ما كشف عنه الثوب من البدن، يعني أنه صلى الله عليه وسلم كان مشرق الجسد نير اللون فوضع الأنور موضع النير. واللَّه أعلم.
[ (1) ] انظر لسان العرب 4/ 2224.