الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
يزيدك وجهه حسنا
…
إذا ما زدته نظرا
[ (1) ] وفيه أيضاً عكس التشبيه للمبالغة. ويجوز أن يقدر الخبر الاستقرار، فيكون من باب تناسي التشبيه، فجعل وجهه صلى الله عليه وسلم مقرا ومكانا لها. ويحتمل أن يكون فيه تناهي التشبيه جعل وجهه مقرا ومكانا للتشبيه.
وللَّه در القائل:
لم لا يضيء بك الوجود وليله
…
فيه صباح من جمالك مسفر
فبشمس حسنك كل يوم مشرق
…
وببدر وجهك كلّ ليل مقمر
وقال ابن عباس رضي اللَّه تعالى عنهما: لم يقم رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم مع شمس قط إلا غلب ضوؤه ضوء الشمس، ولم يقم مع سراج قط، إلا غلب ضوؤه ضوء السراج.
رواه ابن الجوزي.
وقالت أم معبد رضي اللَّه تعالى عنها: كان رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم وسيما قسيما.
رواه الحارث بن أبي أسامة.
وقال أنس رضي اللَّه تعالى عنه: كل شيء حسن قد رأيت، فما رأيت شيئاً قط أحسن من رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم.
رواه ابن عساكر.
وقال أبو قرصافة- بكسر القاف وسكون الراء بعدها مهملة وفاء- واسمه جندرة- بفتح أوله ثم نون ساكنة ثم مهملة مفتوحة- ابن خيشنة بمعجمة ثم تحتانية ثم معجمة ثم نون رضي اللَّه تعالى عنه: كان رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم حسن الوجه ولم يكن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم بالفارع الجسم.
رواه ابن عساكر.
تنبيهان
الأول: قال ابن المنير والزركشي وغيرهما في قوله صلى الله عليه وسلم في يوسف: أعطي شطر الحسن: يتبادر إلى أفهام بعض الناس إن الناس يشتركون في الشطر الآخر. وليس كذلك، بل المراد أنه أعطي شطر الحسن الذي أوتيه نبينا صلى الله عليه وسلم، فإنه بلغ النهاية ويوسف بلغ شطرها.
ويحققه ما رواه الترمذي عن قتادة والدارقطني عن أنس رضي اللَّه تعالى عنهما قال: ما بعث اللَّه نبيا إلا حسن الوجه حسن الصوت، وكان نبيكم أحسنهم وجها وصوتا» .
[ (1) ] البيت لأبي نواس [انظر دلائل الإعجاز 296] .
وقال نفطويه [ (1) ] رحمه اللَّه تعالى في قوله تعالى: يَكادُ زَيْتُها يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نارٌ [النور 35] هذا مثل ضربه اللَّه تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم يقول: يكاد نظره يدل على نبوته وإن لم يتل قرآنا. كما قال ابن رواحة رضي اللَّه تعالى عنه:
لو لم تكن فيه آيات مبينة
…
كانت بداهته تنبيك بالخبر
وقال القرطبي رحمه اللَّه تعالى: قال بعضهم، لم يظهر لنا تمام حسنه صلى الله عليه وسلم لأنه لو ظهر لنا تمام حسنه لما طاقت أعيننا رؤيته صلى الله عليه وسلم. ويرحم اللَّه تعالى الشرف البوصيري حيث قال:
فهو الذي تم معناه وصورته
…
ثم اصطفاه حبيبا بارى النسم
منزّهٌ عن شريكٍ في محاسنه
…
فجوهر الحسن فيه غير منقسم
إلى أن قال رحمه اللَّه تعالى:
أعيا الورى فهم معناه فليس يرى
…
للقرب والبعد فيه غير منفحم
كالشمس تظهر للعينين من بعدٍ
…
صغيرة وتكل الطرف من أمم
وهذا مثل قوله رحمه اللَّه تعالى:
إنما مثلوا صفاتك للناس
…
كما مثل النجوم المساء
ويرحم اللَّه تعالى الشرف ابن الفارض حيث قال:
وعلى تفنن واصفيه بحسنه [ (2) ]
…
يفنى الزمان وفيه ما لم يوصف
[ (3) ] وسيدي علي بن أبي وفا حيث قال رحمه اللَّه تعالى:
كم فيه للأبصار حسن مدهش
…
كم فيه للأرواح راح مسكر
سبحان من أنشاه من سبحاته
…
بشرا بأسرار الغيوب يبشر
[ (1) ] إبراهيم بن محمد بن عرفة الأزدي العتكي، أبو عبد اللَّه، من أحفاد المهلب بن أبي صفرة: إمام في النحو. وكان فقيها، رأسا في مذهب داود، مسندا في الحديث ثقة، قال ابن حجر: جالس الملوك والوزراء، وأتقن حفظ السيرة ووفيات العلماء، مع المروءة والفتوة والظرف. ولد بواسط (بين البصرة والكوفة) ومات ببغداد وكان على جلالة قدره تغلب عليه سذاجة الملبس، فلا يعنى بإصلاح نفسه. وكان دميم الخلقة، يؤيد مذهب «سيبويه» في النحو فلقبوه «نفطويه» ونظم الشعر ولم يكن بشاعر، وإنما كان من تمام أدب الأديب في عصره أن يقول الشعر. سمّى له ابن النديم وياقوت عدة كتب، منها «كتاب التاريخ» و «غريب القرآن» و «كتاب الوزراء» و «أمثال القرآن» ولا نعلم عن أحدها خبرا. توفي سنة 323 هـ[الأعلام 1/ 61.]
[ (2) ] في أبوصفه.
[ (3) ] البيت من قصيدة مطلعها:
قلبي يحدثني بأنك متلفي
…
روحي فداك، عرفت أم لم تعرف
ديوان ابن الفارض. دار الكتب العلمية ت: مهدي محمد ناصر الدين ص 142: 148.
قاسوه جهلا بالغزال تغزلا
…
هيهات يشبهه الغزال الأحور
هذا وحقّك ماله من مشبه
…
وأرى المشبه بالغزالة يكفر
يأتي عظيم الذنب في تشبيهه
…
لولا لربّ جماله يستغفر
فخر الملاح بحسنهم وجمالهم
…
وبحسنه كل المحاسن تفخر
فجماله مجلى لكل جميلة
…
وله منار كل وجه نير
جنات عدن في جنى وجناته
…
ودليله أن المراشف كوثر
هيهات ألهو عن هواه بغيره
…
والغير في حشر الأجانب يحشر
كتب الغرام علي في أسفاره
…
كتبا تؤول بالهوى وتفسر
فدع الدعي وما أدعاه من الهوى
…
فدعيه بالهجر فيه يهجر
وعليك بالعلم العليم فإنه
…
لخطيبه في كل خطب منبر
الثاني: في تفسير غريب ما سبق.
إضحيان [ (1) ]- بهمزة مكسورة فضاد معجمة ساكنة فحاء مهملة مكسورة فمثناة تحتية:
أي مقمرة مضيئة من أولها إلى آخرها.
اللمة: بالكسر شعر الرأس المجاوز شحمة الأذن فإذا بلغ المنكبين فهو الجمة والجمع لمم. الظعينة: قال في النهاية: أصل الظعينة الراحلة التي ترحل ويظعن عليها أي يسار. وقيل للمرأة ظعينة لأنها تظعن مع الزوج حيثما ظعن، أو لأنها تحمل على الراحلة إذا ظعنت. وقيل:
الظعينة المرأة في الهودج، ثم قيل للهودج بلا امرأة، أو للمرأة بلا هودج: ظعينة.
الربيع: بالتصغير والتشديد. معوذ: بضم الميم وفتح العين المهملة وكسر الواو.
الوسيم: المشهور بالحسن كأن الحسن صار له علامة. وقال في النهاية: رجل قسيم.
الوجه أي جميل كله كأن كل موضع منه أخذ قسما من الجمال.
والوسيم: الحسن الوضيء الثابت.
[ (1) ] انظر لسان العرب 3/ 14.