الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وَهُوَ عِنْد تَحْرِير هَذِه التَّرْجَمَة حي نفع الله بِهِ ثمَّ مَاتَ رحمه الله ثَالِث عشر رَمَضَان سنة 1224 أَربع وَعشْرين وَمِائَتَيْنِ وَألف
مُحَمَّد بن صَالح النهمي ثمَّ الصنعاني الْمَعْرُوف بالجرادي
بِالْجِيم وَالرَّاء وَالدَّال الْمُهْملَة ولد تَقْرِيبًا سنة 1170 سبعين وَمِائَة وَألف وَنَشَأ بِصَنْعَاء وَكَانَ وَالِده شيخ مَشَايِخ القرآات السَّبع بِصَنْعَاء اسْتَفَادَ بِهِ طلبة هَذَا الشَّأْن ثمَّ تَلا وَلَده هَذَا عَلَيْهِ وعَلى الْفَقِيه القاري علي اليدومي بالسبع وأتقنها وتلا عَلَيْهِ جمَاعَة وَقَرَأَ فِي الْآلَات على جمَاعَة من مَشَايِخ صنعاء فاستفاد فِيهَا وَقَرَأَ عَلَيْهِ جمَاعَة من الطّلبَة وَقَرَأَ الْفِقْه أَيْضا على شَيخنَا السَّيِّد الْعَلامَة عبد الرَّحْمَن بن قَاسم المداني الْمُتَقَدّم ذكره وَغَيره وَقَرَأَ علي فِي الْبَحْر الزخار مَعَ جمَاعَة من الطّلبَة وَحصل بِخَطِّهِ الْحسن نُسْخَة مِنْهُ فِي غَايَة الْحسن وَهُوَ الْآن مشتغل ينفع من يَقْصِدهُ للتلاوة عَلَيْهِ والاستفادة نفع الله بِهِ
مُحَمَّد بن صَالح العصامي الصنعاني
ولد فِي سنة 1188 ثَمَان وَثَمَانِينَ وَمِائَة وَألف
ثمَّ أَخذ عَن جمَاعَة من أهل الْعلم وَقَرَأَ علي فِي الحَدِيث وَالْأُصُول وَله ذهن وقاد وفكر منقاد وحافظة باهرة وفاهمة فِي الدقائق ماهرة واطلاع على التَّارِيخ فائق وَحفظ للأشعار رائق وَله يَد فِي الترسل قَوِيَّة وقريحة فِي النظم لَو ذعية وَبِالْجُمْلَةِ فَهُوَ مَعْدُود فِي الْعلمَاء والأدباء وَهُوَ من لَا يمل جليسه وَلَا يسمح بمفارقته أنيسه وَله إِلَى مطارحة نظمية ونثرية لَا يقدر عَلَيْهَا سواهُ من أَمْثَاله وَلَا من فَوْقهم وهي مودوعة فِي مَجْمُوع أشعاري ومكاتباتي وَمَعَ هَذَا فَهُوَ فِي
عنفوان الشَّبَاب وَأَيَّام الحداثة وَقد تدرب حَتَّى قوي إدراكه فِي علم الْآلَات وَالْكَلَام بِحَيْثُ ينبهر مِنْهُ عِنْد المذاكرة كثير من أكَابِر الْعلمَاء جمل الله بِوُجُودِهِ وَكثر فِي النَّاس من أَمْثَاله
وَمن جملَة مَا كتبه إِلَى فِي طي رِسَالَة فائقة قَوْله
(فَلَا عدمت مِنْك المعالي جمَالهَا
…
فروض رباها فِي بقائك مونق)
(وَلَا فقدت مِنْك الليالي ثمالها
…
فغيث نداك الجم فِيهِنَّ مغدق)
(وَلَا فقد الْمِحْرَاب مِنْك أنيسه
…
فلأ لاؤه من نور وَجهك مشرق)
(وَلَا فقدت مِنْك المنابر زينها
…
فأعوادها من وطئ رجلك تورق)
(وَلَا فقدت صنعاء مِنْك عميدها
…
الذى جاهه سور عَلَيْهَا وَخَنْدَق)
(مفرج غماها وَكَاشف كربها
…
إِذا الْقَوْم من صم الْحَوَادِث أطرقوا)
(ترى الْعين مِنْهُ وَاحِدًا وَهُوَ وَاحِد
…
كمالا وَلَكِن بَين جَنْبَيْهِ فيلق)
(فَلم يران أعيى المفوه سَاكِت الْجَواب
…
وَلَا الثرثارة المتفيهق)
(مَكَارِم يعيى مصقع عَن أقلهَا
…
ويحصر منطيق ويفحم مغلق)
(هُوَ الشَّمْس إشراقا أيجهل مغرب
…
بموضعه مِنْهُ وَيجْعَل مشرق)
وَهَذَا مِمَّا يستعظم من أكَابِر الشُّعَرَاء الْمُتَقَدّمَة عصورهم فَكيف مِنْهُ وَمِمَّا كتبه إِلَى قَوْله
(يَا أَيهَا الْبَدْر الْمُنِير
…
وأيها الصَّدْر الْكَبِير)
(يَا خير من فخرت
…
بطلعته المنابر والسرير)
(من لَا يضاهى حلمه
…
الجبلان ثَوْر أَو ثبير)
(من لَا يساوي جوده
…
بَحر وَلَا سحب غزير)
(من لَا يداني علمه
…
أحد قديم اَوْ أخير) مُحَمَّد بن طقلقشاه الْهِنْدِيّ ملك الْهِنْد
أَخذ المملكة عَن أَبِيه وَكَانَ أَبوهُ تركيا من مماليك صَاحب الْهِنْد فتنقل إِلَى أن ولي السلطنة واتسعت مَمْلَكَته جدا فَكَانَ مِنْهَا السَّنَد وَسَائِر أقطار الْهِنْد وَفتح فتوحات كَبِيرَة حَتَّى يُقَال إن جملَة مَا فتح تِسْعَة آلَاف قَرْيَة وَكَانَ جوادا متواضعا عَالما بِفقه الْحَنَفِيَّة مشاركا فِي الْحِكْمَة وَمن محبته للْعلم أَنه أهْدى لَهُ شخص عجمي الشِّفَاء لِابْنِ سيناء بِخَط ياقوت الحموي فِي مُجَلد وَاحِد فَأَجَازَهُ بِمَال عَظِيم يُقَال بِأَن قدره مِائَتَا ألف مِثْقَال اَوْ أَكثر
وَورد كِتَابه على النَّاصِر صَاحب مصر فِي مقلمة ذهب زنتها ألفا مِثْقَال مرصعة بجوهر قوم بِثَلَاثَة آلَاف دِينَار
وجهز إِلَيْهِ مرة مركبا قد أمْلى من التفاصيل الْهِنْدِيَّة الفاخرة الفائقة وَأَرْبَعَة عشر حَقًا قد ملئت من فصوص الماس وَغير ذَلِك فاتفق أَن رسله اخْتلفُوا فَقتل بضعهم بَعْضًا فنمى ذَلِك إِلَى صَاحب الْيمن فَقتل البَاقِينَ بِمن قتلوا وَاسْتولى على الْهَدِيَّة فَبلغ النَّاصِر فَغَضب وَكَاتب صَاحب الْيمن فِي معنى ذَلِك وَجرى مَا يطول شَرحه وَكَانَ مَعَ سَعَة مَمْلَكَته عنينا لِأَنَّهُ كوي على صلبه وَهُوَ حدث لعِلَّة حصلت لَهُ وَيُقَال أن عساكره بلغت سِتّمائَة ألف وَأَنه كَانَ لَهُ ألف وَسَبْعمائة فيل وَفِي خدمته من الْأَطِبَّاء والحكماء وَالْعُلَمَاء والندماء عدد كثير لم يجْتَمع لغيره وَكَانَ يخْطب لَهُ على مَنَابِر بِلَاده سُلْطَان الْعَالم اسكندر الزَّمَان خَليفَة الله فِي أرضه وَكَانَت وَفَاته فِي حُدُود سنة 752 اثْنَتَيْنِ وَخمسين وَسَبْعمائة