الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الإِمَام الْمهْدي وَكَانَ صَاحب التَّرْجَمَة عَالما كَبِيرا وَمَات فِي سنة 785 خمس وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة قبل موت أَخِيه الإِمَام الْمهْدي بِخمْس وَخمسين سنة وَهَذَا عَجِيب
السَّيِّد هَاشم بن يحيى بن أَحْمد بن علي بن الْحسن بن مُحَمَّد
ابْن صَلَاح بن الْحسن بن جِبْرِيل بن يحيى بن مُحَمَّد بن سُلَيْمَان بن أَحْمد بن الإِمَام الدَّاعِي يحيى بن المحسن بن مَحْفُوظ بن مُحَمَّد بن يحيى بن يحيى بن النَّاصِر ابْن الْحسن ابْن الْأَمِير عبد الله ابْن الإِمَام الْمُنْتَصر بِاللَّه ابْن الإِمَام الْمُخْتَار الْقَاسِم ابْن الإِمَام النَّاصِر ابْن الإِمَام الهادي يحيى بن الْحُسَيْن بن الْقَاسِم بن إِبْرَاهِيم بن إِسْمَاعِيل بن إِبْرَاهِيم بن الْحسن بن الْحسن بن علي بن أَبى طَالب رضي الله عنهم الشامي ثمَّ الصنعاني أحد الْعلمَاء الْمَشَاهِير والأدباء المجيدين ولد تَقْرِيبًا سنة 1104 أَربع وَمِائَة وَألف وَنَشَأ بِصَنْعَاء وَأخذ الْعلم عَن أكَابِر علمائها كالسيد الْعَلامَة زيد بن مُحَمَّد بن الْحسن ابْن الإِمَام الْقَاسِم والعلامة الْحُسَيْن بن مُحَمَّد المغربي وطبقتهما وبرع فِي جَمِيع الْعُلُوم وفَاق الأقران ودرس للطلبة وانتفع بِهِ أهل صنعاء وَتخرج بِهِ جمَاعَة من الْعلمَاء كشيخنا السَّيِّد الْعَلامَة عبد الْقَادِر بن احْمَد وَالسَّيِّد الْعَلامَة مُحَمَّد بن اسحاق ابْن الإِمَام المهدي والقاضي الْعَلامَة أَحْمد بن مُحَمَّد القاطن وَكثير من الْعلمَاء
النبلاء وَتَوَلَّى الْقَضَاء بِصَنْعَاء أَيَّامًا وَله شعر فائق وفصاحة زَائِدَة وَشرع فِي جمع حَاشِيَة على الْبَحْر الزخار سَمَّاهَا نُجُوم الأنظار فَكتب مِنْهَا مجلدا فِي غَايَة الإتقان وَالتَّحْقِيق وَلم تكمل وَمن مقطعاته الفائقة قَوْله
(لم يبكني جور الغرام وَلَا شجى
…
قبل المتيم بلبل بسجوعه)
(لكنه وعد الخيال بوصله
…
طرفِي فرش طَرِيقه بدموعه)
وَمن ذَلِك قَوْله
(قلبي قد ذاب فَلَا تحسبوا
…
مبيض دمعي فض أحداقي)
(فَهُوَ دم الْقلب وَلكنهَا
…
قد صعدته نَار اشواقى)
وَمن ذَلِك قَوْله
(لاتندبن زَمنا مضى
…
أبدا وَلَا دهرا تقادم)
(فالدهر يَوْم وَاحِد
…
وَالنَّاس من حوا وآدَم
وَمَا أحسن قَوْله من أَبْيَات
(وَإِذا الْقلب على الْحبّ انطوى
…
فاشتراط الْقرب واللقيا غَرِيب)
وَقد ترْجم لَهُ الحيمي فِي طيب السمر وَذكر من نظمه قِطْعَة مفيدة وَكَذَلِكَ ترْجم لَهُ صَاحب نسمَة السحر وَمن جملَة من ترْجم لَهُ تِلْمِيذه القاضي الْعَلامَة أَحْمد بن مُحَمَّد قاطن فِي كِتَابه الذي سَمَّاهُ تحفة الأخوان وَفِي كِتَابه الذي سَمَّاهُ إتحاف الأحباب وَقَالَ فِيهِ أنه أخبرهُ ان اقرارات النِّسَاء لقرابتهن وتمليكهن لَهُم وإباحتهن وَنَحْو ذَلِك لَا يَصح عِنْده لضعف إدراكهن وَعدم خبرتهن وَحكى عَنهُ أنه وصل إِلَيْهِ بعض أهل صنعاء بقريبة لَهُ وَقد كتب مرقوما تضمن أنها ملكته أَمْوَالًا وَجَاء بِجَمَاعَة يعرفونها فَقَرَأَ عَلَيْهَا ذَلِك المرقوم فأقرت بِهِ فَقَالَ لَهَا هَل مَعَك حَلقَة فِي يدك قَالَت نعم قَالَ أُرِيد
أنظر إِلَيْهَا فَأَعْطَتْهُ حَلقَة كَانَت بأصبعها فَقَالَ لَهَا وَهَذِه اجعليها من جملَة التَّمْلِيك فَقَالَت لَا افْعَل إنها لي وَكرر ذَلِك عَلَيْهَا فَلَنْ تسعد قَالَ فَعلمت من ذَلِك أَن الْمَرْأَة لَا تعد مَا غَابَ عَنْهَا ملكا لَهَا ثمَّ مزق الْمَكْتُوب وَأَقُول لَا ريب أَن غَالب النِّسَاء ينخدعن ويفعلن لَا سِيمَا لِلْقَرَابَةِ كَمَا يريدونه بِأَدْنَى ترغيب أَو ترهيب خُصُوصا المحجبات وَقد يُوجد فِيهِنَّ نَادرا من لَهَا من كَمَال الْإِدْرَاك ومعرفات التَّصَرُّفَات وحقائق الْأُمُور مَا للرِّجَال الكملاء وَقد رَأَيْت من ذَلِك عجائب وغرائب والذي يَنْبَغِي الِاعْتِمَاد عَلَيْهِ وَالْوُقُوف عِنْده وَهُوَ الْبَحْث عَن حَال الْمَرْأَة الَّتِى وَقع مِنْهَا ذَلِك فَإِن كَانَت ممارسة للتصرفات ومطلعة على حقائق الْأُمُور وفيهَا من الشدَّة والرشد مَا يذهب مَعَه مَظَنَّة التَّغْرِير عَلَيْهَا فتصرفها صَحِيح كتصرف الرِّجَال وَإِن لم يكن كَذَلِك فَالْحكم بَاطِل لِأَن وصاياها الَّتِى لَا تتَعَلَّق بقربة يَخُصهَا من حج أَو صَدَقَة أَو كَفَّارَة هُوَ الْوَاجِب وَكَذَلِكَ تخصيصها لبَعض الْقَرَابَة دون بعض بِنذر أَو هبة أَو تمْلِيك أَو إقرار يظْهر فِيهِ التوليج وَأما تصرفاتها بِالْبيعِ إِلَى الْغَيْر والمعاوضة فَالظَّاهِر الصِّحَّة وَإِذا ادَّعَت الْغبن كَانَت دَعْوَاهَا مَقْبُولَة وَإِن طابقت الْوَاقِع وَلَا يحل دَفعهَا بِمُجَرَّد كَونهَا مكلفة متولية للْبيع وَلَا غبن على مُكَلّف فَإِنَّهَا بِمن لَيْسَ بمكلف أشبه إِلَّا فِي النَّادِر وَجَرت لصَاحب التَّرْجَمَة محنة فِي أول خلَافَة الإِمَام الْمَنْصُور بِاللَّه الْحُسَيْن بن الْقَاسِم بِسَبَب ميله إِلَى السَّيِّد الْعَلامَة مُحَمَّد بن إسحاق لما عَارض الْمَنْصُور فاختفى اياما ثمَّ بعد ذَلِك رَضِي عَنهُ الْمَنْصُور وَكَانَ يعظمه ويكرمه وَلما مرض صَاحب التَّرْجَمَة زَارَهُ إِلَى بَيته وَكَانَ مَوته فِي آخر خِلَافَته وَذَلِكَ فِي ضحوة يَوْم السبت الثَّالِث وَالْعِشْرين من شهر صفر سنة 1158 ثَمَان وَخمسين وَمِائَة