الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
عديدة وَبِالْجُمْلَةِ فَهُوَ مِمَّن جمع الله لَهُ بَين الْعلم وَالْعَمَل وَالْقِيَام بِالْأَمر بِالْمَعْرُوفِ والنهي عَن الْمُنكر وَمَات فِي سنة 705 خمس وَسَبْعمائة بِمَدِينَة ذمار وَدفن بهَا وقبره الْآن مَشْهُور مزورو مِمَّا شاع على الألسن أنه إِذا دخل رجل يزوره وَمَعَهُ شَيْء من الْحَدِيد لم تعْمل فِيهِ النَّار بعد ذَلِك وَقد جربت ذَلِك فَلم يَصح وَكَذَلِكَ اشْتهر انه إِذا دخل شَيْء من الْحَيَّات قُبَّته مَاتَ من حِينه
يحيى بن صَالح بن يحيى الشجري ثمَّ الصنعاني الْمَعْرُوف بالسحولي
ولد فِي الرَّابِع وَالْعِشْرين من ذِي الْحجَّة سنة 1134 أَربع وَثَلَاثِينَ وَمِائَة وَألف وَنَشَأ بِصَنْعَاء وَأخذ عَن وَالِده وَعَن جمَاعَة من الْعلمَاء فِي الْفِقْه وَفِي الحَدِيث عَن السَّيِّد الْعَلامَة عبد الله بن لطف الباري الكبسي الْمُتَقَدّم
ذكره وبرع فِي الْفُرُوع وشارك فِي غَيرهَا واتصل بِالْإِمَامِ الْمَنْصُور بِاللَّه الْحُسَيْن بن الْقَاسِم فولاه الْقَضَاء فباشر بصرامة وشهامة وفطانة وَهُوَ دون الْعشْرين ففاق على المباشرين للْقَضَاء وَتقدم عَلَيْهِم وتصدر فِي الدِّيوَان وَفِيه عُلَمَاء أكَابِر كالسيد الْعَلامَة أَحْمد بن عبد الرَّحْمَن الْمُتَقَدّم ذكره وبهر النَّاس بِحسن تصرفه وجودة ذكائه وَحفظه لقضايا الشجار واستحضاره لما تقدم عَهده مِنْهَا فقر بِهِ الإِمَام الْمَنْصُور بِاللَّه وعظمه وفوض إِلَيْهِ غَالب أُمُور الْقَضَاء فَلَمَّا مَاتَ الإِمَام الْمَنْصُور بِاللَّه فِي سنة 1161 وَقَامَ بعده وَلَده الإِمَام المهدي لدين الله الْعَبَّاس بن الْحُسَيْن بَالغ فِي تَعْظِيم صَاحب التَّرْجَمَة وَضم إِلَيْهِ الوزارة إِلَى الْقَضَاء وَصَارَ غَالب أُمُور الْخلَافَة تَدور عَلَيْهِ وعظمت هيبته فِي الْقُلُوب واشتهر صيته وطار ذكره فاستمر كَذَلِك إِلَى سنة 1172 فنكبه الإِمَام المهدي واستأصل غَالب أَمْوَاله وسجنه فاستمر مسجوناً أعواما ثمَّ أفرج عَنهُ وَلزِمَ بَيته وَالنَّاس يَتَرَدَّدُونَ إِلَيْهِ لأخذ الْعلم عَنهُ ويستفتونه فِي المعضلات فاستمر كَذَلِك حَتَّى مَاتَ الإِمَام المهدي فِي سنة 1189 وَصَارَت الْخلَافَة إِلَى مَوْلَانَا الإِمَام الْمَنْصُور بِاللَّه علي بن الْعَبَّاس حفظه الله فَأَعَادَ صَاحب التَّرْجَمَة إِلَى الْقَضَاء الْأَكْبَر وفوض إِلَيْهِ جَمِيع مَا يتَعَلَّق بذلك وَصَارَ إِلَيْهِ الْمرجع من جَمِيع قُضَاة الديار اليمانية فباشر ذَلِك بِحرْمَة وافرة ومهابة زَائِدَة وفخامة عَظِيمَة وَصَارَ المتصدر فِي الدِّيوَان وَلَيْسَ لأحد من الْقُضَاة مَعَه كَلَام بل مَا أبرمه لَا يطْمع أحد فِي نقضه وَمَا أبْطلهُ لَا يقدر غَيره على تَصْحِيحه وَكَانَ الْخَلِيفَة حفظه الله يشاوره فِيمَا يعرض من الْأُمُور المهمة الْخَاصَّة بِأُمُور الْخلَافَة بل كَانَ الوزراء جَمِيعًا يَتَرَدَّدُونَ إِلَيْهِ ويعملون بِمَا يرشدهم إِلَيْهِ وَبِالْجُمْلَةِ فَكَانَ صَدرا من الصُّدُور متأهلا للرياسة ذَا دراية
بالأمور قد حنكته التجارب ومارس جَمِيع الْأُمُور الْمُتَعَلّقَة بالمملكة وَعرف أَحْوَال النَّاس وأحاط بِجَمِيعِ الْأُمُور الْعُرْفِيَّة مَعَ فطنة عَظِيمَة وذكاوة مفرطة وحافظة باهرة حَتَّى اشْتهر فِي النَّاس بِأَنَّهُ إِذا ذهب سجل من أسجال الْخُصُومَات على رجل متمسك بِهِ وَجَاء إِلَيْهِ بعد سِنِين كتبه بِلَفْظِهِ لَا من ديوَان يجمع فِيهِ مَا يتَّفق من ذَلِك بل من حفظه وَهَذَا شَيْء يتقاصر عَنهُ غَالب الْقدر البشرية وَكَانَ لعظمته فِي الصُّدُور وجلالته عِنْد الْجُمْهُور بِمحل يقصر عَنهُ الْوَصْف بل كَانَ يُقَال فِي حَيَاته إنه إِذا مَاتَ اخْتَلَّ نظام المملكة فضلا عَن نظام الْقَضَاء وَاسْتمرّ على ذَلِك إِلَى أَن مَاتَ وَكَانَ لَهُ اطلَاع تَامّ على كتب الْأَئِمَّة وَسَائِر عُلَمَاء الزيدية وشغلة عَظِيمَة بذلك وَكَذَلِكَ بغَيْرهَا فَإِنَّهُ كَانَ يقْرَأ عَلَيْهِ جمَاعَة من عُلَمَاء صنعاء فِي صَحِيح مُسلم وَفِيه من سَعَة الصَّدْر وَحسن الْخلق وَكَمَال السياسة وجودة الرأى مالم يسمع بِمثلِهِ فِي أهل الْعَصْر وَالْحَاصِل أنه من رجال الدَّهْر حزما وعزما وإقداما وإحجاما ودهاء وتوددا وخبرة ورياسة وسياسة وجلالة ومهابة وفصاحة ورجاحة وشهامة وَلما مَاتَ فِي أول يَوْم من رَجَب سنة 1209 تسع وَمِائَتَيْنِ وَألف أمرنى مولاى الإِمَام الْمَنْصُور بِاللَّه حفظه الله بِالْقيامِ بِمَا كَانَ صَاحب التَّرْجَمَة يقوم بِهِ من الْقَضَاء حَسْبَمَا شرحته فِي تَرْجَمَة مَوْلَانَا الإِمَام حفظه الله من هَذَا الْكتاب وَلِصَاحِب التَّرْجَمَة رسائل وفتاوى رَأَيْتهَا مَجْمُوعَة فِي مُجَلد لطيف وَله رِسَالَة سَمَّاهَا التثبيت وَالْجَوَاز أجَاب بهَا على اعْتِرَاض الْعَلامَة الْحسن الْجلَال على مؤلف القاضي الْعَلامَة إِبْرَاهِيم بن يحيى السحولي الذي جمعه فِي اسناد الْمَذْهَب وَسَماهُ الطّراز الْمَذْهَب وَلِصَاحِب التَّرْجَمَة نظم كنظم الْعلمَاء وَمِنْه مَا كتبه إِلَى قبل مَوته بِنَحْوِ
سنة ابتلاء وَلم يكن بيني وَبَينه اتِّصَال بل لم أجتمع بِهِ قط وَهُوَ
(يَا أَنْفَع النَّاس فِي التدريس فِي الْبَلَد
…
وباذلا نَفسه فِي طَاعَة الصَّمد)
(وَيَا جمال أولى التَّحْقِيق عَن كمل
…
على تواضع هَل الْفضل والرشد)
(وَمن لَهُ الْقلب يقْضى بالمحبة فِي
…
حب الْمُهَيْمِن لَا زَالَت على الْأَبَد)
(بقيت تحيي ربوع الْعلم مُجْتَهدا
…
فِي نشرها عَن أولي التَّحْقِيق والسند)
(وَلَا شغلت بآفات الْعُلُوم وَلَا
…
بَرحت فِي اللطف من خلاقنا الْأَحَد)
وهي أَبْيَات أَكثر من هَذَا فأجبته بقولى
(يامن لَهُ فِي المعالي أرفع السَّنَد
…
وَمن غَدا بِاتِّفَاق بَيْضَة الْبَلَد)
(نظامك الدر يَا ابْن الأكرمين أَتَى
…
أهداه خير أَب بر إِلَى ولد)
(لَا زلت تفري أَدِيم الْجَهْل عَن نفر
…
لَا يعرفوا الْفرق بَين النَّقْد والنقد)
(ودمت ترفع من رام التوثب فِي
…
مسارح الشَّرْع عطلانا عَن الْعدَد)
(لولاك صَار القضافي الْعَصْر ملعبة
…
سياسة باسم شرع الْوَاحِد الصَّمد)