الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المجيبين على فِي الرسَالَة الَّتِى سميتها إرشاد الغبي إِلَى مَذْهَب أهل الْبَيْت فِي صحب النبي وأفرط فِي السب وَالْكذب وَصَارَ الْآن فِي حبس زيلع بِسَبَب مَا سيأتي شَرحه فِي تَرْجَمَة يحيى الخولي ثمَّ بلغ إلينا أَنه مَاتَ هُنَالك قبل سنة 1220 عشْرين وَمِائَتَيْنِ وَألف وَمَات صَاحب التَّرْجَمَة رحمه الله فِي سنة 1232 اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ وَمِائَتَيْنِ وَألف فِي تهَامَة بعد أَن تولى بهَا الْقَضَاء للشريف حمود بن مُحَمَّد مُدَّة أَيَّامه
مُحَمَّد بن عَطاء الله الرازي الأَصْل الهروي الشافعي
وَكَانَ يذكر أنه من ذُرِّيَّة الْفَخر الرازي ولد بهراة سنة 767 سبع وَسِتِّينَ وَسَبْعمائة واشتغل فِي بِلَاده وَكَانَ حَنِيفا ثمَّ تحول شافعيا وَأخذ عَن السعد التفتازاني وَغَيره واتصل بتيمورلنك الْمُتَقَدّم ذكره ثمَّ حصل لَهُ مِنْهُ جفَاء فتحول إِلَى بِلَاد الرّوم ثمَّ انْفَصل مِنْهَا وَقدم الْقُدس سنة 814 فحج وَعَاد إِلَيْهِ فِي الَّتِى بعْدهَا فاشتهر أمره بهَا وأشاع اتِّبَاعه أَنه يحفظ الصَّحِيحَيْنِ وَأَنه إمام النَّاس فِي الْمَذْهَب الشافعي والحنفي وَفِي غير ذَلِك من الْعُلُوم على جاري عَادَة الْعَجم فِي التفخيم والتهويل ثمَّ قدم الْقَاهِرَة فِي سنة 818 فَعَظمهُ السُّلْطَان وأكرمه وَأَجْلسهُ عَن يَمِينه ثمَّ أنزله بدار أعدت لَهُ وأنعم عَلَيْهِ بفرس بسرج ذهب وقماش ورتب لَهُ فِي كل يَوْم ثَلَاثِينَ رطلا من اللَّحْم ومائتي دِرْهَم وَتَبعهُ كثير من الْأُمَرَاء المباشرين والأعيان فِي الْإِكْرَام والهدايا الوافرة وَكَانَت لَهُ دعاوى عريضة مِنْهَا أَنه يحفظ الصَّحِيحَيْنِ عَن ظهر قلب صَحِيح مُسلم بأسانيده وصحيح البخاري متْنا بِلَا إسناد وَتارَة يَقُول أنه يحفظ اثني عشر ألف حَدِيث بأسانيدها فعقد لَهُ السُّلْطَان الْمُؤَيد مَجْلِسا بَين يَدَيْهِ وَجمع الْعلمَاء وألزموه بإملاء اثني عشر
حَدِيثا متباينة فَلم يفْطن لذَلِك وَلَا عرف المُرَاد بِهِ وَلَا أمْلى شَيْئا بل لم يُورد حَدِيثا إلا وَظهر خطأه فِيهِ بِحَيْثُ ظهر فِي ذَلِك مجازفته وإن كل مَا ادَّعَاهُ لَا صِحَة لَهُ وَمَا أمكنه إِلَّا التبري مِمَّا نسب إِلَيْهِ كَذَا قَالَ السخاوي وَكَانَ مِمَّا وَقع أَنه سُئِلَ عَن سَنَده لصحيح البخارى فَذكر شُيُوخًا لَا يعْرفُونَ وَقَالَ ابْن حجر إنه لَا وجود لأحد مِنْهُم وَبعد عقد الْمجْلس بِقَلِيل ولي نظر الْقُدس والخليل مَعَ تدريس الصلاحية فَتوجه لذَلِك ثمَّ عَاد إِلَى الْقَاهِرَة فِي سنة 821 فَاجْتمع بالسلطان وأكرمه كالمرة الأولى ثمَّ ولاه الْقَضَاء بِمصْر مَكَان البلقيني وَلم يحمده النَّاس فِي ذَلِك فصرف قبل أَن يستكمل سنة وَلزِمَ بَيته وأعيد إِلَى الْقُدس على تدريس الصلاحية ثمَّ قدم الْقَاهِرَة سنة 827 فولي كِتَابَة السِّرّ ثمَّ انْفَصل وأعيد لقَضَاء الشَّافِعِيَّة ثمَّ عَاد إِلَى بَيت الْمُقَدّس وَقد انتقصه الْحَافِظ بن حجر وَوَصفه بِالْكَذِبِ وَكَذَلِكَ قَالَ السخاوي وَقَالَ ابْن قَاضِي شُهْبَة إنه كَانَ إماما عَالما غواصا على الْمعَانى يحفظ متونا كَثِيرَة ويسرد جملَة من تواريخ الْعَجم مَعَ الْوَضَاءَة والمهابة وَحسن الشكالة والضخامة ولين الْجَانِب
وَقَالَ العيني إنه كَانَ عَالما فَاضلا متفننا لَهُ تصانيف كشرح الْمَشَارِق وَشرح صَحِيح مُسلم الْمُسَمّى فضل الْمُنعم قَالَ وَكَانَ قد اِدَّرَكَ الْكِبَار مثل التفتازاني وَالسَّيِّد وَصَارَت لَهُ حُرْمَة وافرة بِبِلَاد سَمَرْقَنْد وهراة وَغَيرهمَا حَتَّى كَانَ تيمورلنك يعظمه ويحترمه ويميزه على غَيره بِحَيْثُ يدْخل عِنْده فِي حريمه ويستشيره ويرسله فِي مهماته وذكربعض من تَرْجمهُ أَن الْفُقَهَاء تعصبوا عَلَيْهِ وبالغوا فِي التشنيع ورموه بعظايم الظَّن برأته عَن أَكْثَرهَا قلت وَهَذَا غير بعيد لاسيما وَقد صَار مُعظما عِنْد سلطانهم مقدما فِي مناسبهم مَعَ كَونه لَيْسَ مِنْهُم فَإِن ذَلِك مِمَّا