الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
والنثر وَالْكِتَابَة وَكتب الْإِنْشَاء بِدِمَشْق ثمَّ بِمصْر وَولى كِتَابَة السِّرّ بِدِمَشْق إِلَى أَن مَاتَ ونظمه كثير يزِيد على ثَلَاث مجلدات ونثره يدْخل فِي ثَلَاثِينَ مجلدا كَذَا قَالَ الصفدي وَله كتاب حسن التوسل فِي صناعَة الترسل قَالَ البرزالي فِي مُعْجَمه فَاضل فِي الْإِنْشَاء وجودة الشّعْر فاق أهل عصره وأربى على كثير مِمَّن تقدمه وَمن نظمه
(تثنى وأغصان الْأَرَاك نواظر
…
فنحت وأسراب من الطير عكف)
(فَعلم بأنات النقا كَيفَ تنثنى
…
وَعلم وَرْقَاء الْحمى كَيفَ تهتف)
وَمن غرر قصائد القصيدة الَّتِى مطْلعهَا
(هَل الْبَدْر إِلَّا مَا حواه لثامها
…
أَو الصُّبْح إِلَّا مَا جلاه ابتسامها)
وشعره مَشْهُور قد أورد مِنْهُ المصنفون فِي الْأَدَب بعده شَيْئا كثيرا وَكَذَلِكَ نثره وَمَات بِدِمَشْق فِي ثاني وَعشْرين شعْبَان سنة 725 خمس وَعشْرين وَسَبْعمائة
السُّلْطَان مَحْمُود بن عبد الحميد سُلْطَان الروم
فِي هَذَا الْوَقْت أخبرنَا من وَفد إلينا من أهل تِلْكَ الْجِهَات أَنه ولي السلطنة فِي سنة 1222 ووصفوه بِالْعلمِ والزهد وَحسن الْخط وَالْعدْل وَأَنه يَأْكُل من عمل يَده تحريا للْحَلَال هَذَا وَهُوَ سُلْطَان الدُّنْيَا وَملك الْعَالم وَهُوَ الَّذِي امْر الباشا بِمصْر أَن يُجهز الجيوش على صَاحب بخد الْمُتَقَدّم ذكره فَجهز عَلَيْهِ جَيْشًا بعد جَيش ومازال يحاربه عَاما بعد عَام حَتَّى حصره فِي مَحَله ووطنه وهي الْقرْيَة الْمَعْرُوفَة بالدرعية ثمَّ مازال الْجَيْش يضْرب بالمدافع على تِلْكَ الْقرْيَة لَيْلًا وَنَهَارًا حَتَّى أخرب كثيرا مِنْهَا ثمَّ أذعن صَاحبهَا وَهُوَ عبد الله بن سعود بن عبد الْعَزِيز وَسلم نَفسه إِلَى أَيْديهم
وأدخلوه الروم فِي سنة 1233 وَكَانَ الْأَمِير على الْجنُود الرومية ابْن الباشا صَاحب مصر وَهُوَ إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد علي ثمَّ بعث مُحَمَّد على بِابْن أَخِيه الباشا خَلِيل بجيوش الروم وَكَانَ واليا على مَكَّة فَخرج إِلَى الديار التهامية من الْيمن على الشريف أَحْمد بن حمود فاستولى على جَمِيع الْبِلَاد العريشية صفوا عفوا بِلَا ضَرْبَة وَلَا طعنة ثمَّ استولى على جَمِيع مَا قد كَانَ استولى عَلَيْهِ الشريف حمود من البنادر والمدائن اليمنية وهي اللِّحْيَة والحديدة وَبَيت الْفَقِيه وزبيد وَمَا يتَّصل بِهَذِهِ المحلات فارتجف الْيمن بأسره وَلم يبْق عِنْد أحد من أَهله شك أَنه سيطوي الديار اليمنية فِي أسْرع وَقت ثمَّ كَانَ من الألطاف الإلهية أنها وصلت كتب من الباشا مُحَمَّد علي وَمن الباشا خَلِيل مؤذنة بالمصالحة وَعدم التعدي إِلَى غير مَا قد وصلوا إِلَيْهِ وَمَا زَالَت الرُّسُل يخْتَلف من الْجِهَتَيْنِ وَكَانَت الْمُكَاتبَة والمراسلة بَينهم وَبَين مَوْلَانَا الإِمَام حفظه الله تَدور باطلاعي حَتَّى انْتهى الْأَمر إِلَى إرجاع جَمِيع الْبِلَاد الَّتِى كَانَت مَعَ الشريف حمود وَولده إِلَى الإِمَام فَعَادَت كَمَا كَانَت وَللَّه الْحَمد بعد أَن حصل الْيَأْس عَن جَمِيع المملكة اليمنية وَهَكَذَا تجري الألطاف الربانية بِمَا لم يكن فِي حِسَاب العَبْد وَقد نفذ إِلَيْهَا عِنْد تَحْرِير هَذِه الأحرف الْعمَّال والرتب واستقروا بهَا وَجعل مَوْلَانَا الإِمَام على الْبِلَاد العريشية الشريف علي بن حيدر كَمَا كَانَ عَلَيْهِ الْأَشْرَاف فِي الْمدَّة الْمَاضِيَة قبل ظُهُور مظهر صَاحب نجد واعتزاء الْأَشْرَاف إِلَيْهِ وَقد أدخلُوا احْمَد بن حمود الروم وأدخلوا مَعَه جمَاعَة من الْأَشْرَاف وَكَانَ الشريف حسن بن خَالِد الحازمي وَهُوَ الْمُتَكَلّم فِي دولة الشريف والوزير وَالْقَاضِي والمفتي والأمير للجيش فِي كثير من الْحَالَات والمنفذ للْأَحْكَام قد لَجأ إِلَى بِلَاد عسير فَتَبِعَهُ جمَاعَة