الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ونقصد من إثبات علاقة أبي العلاء بعلم الحديث والقراءات أن نوضح أن أبا العلاء قد تأثر بمنهج المحدثين وعلماء القراءات في توثيق الرواية عند شرحه لديوان أبي تمام، وهذا ما سنوضحه في الباب التالي، إن شاء الله.
(5) إلمام أبي العلاء بشعر أبي تمام:
المتأمل في شرح أبي العلاء لشعر أبي تمام يلحظ لأي مدى كان أبوالعلاء متمكنا من شعره، هذا التمكن الذي ظهر في أقوال لأبي العلاء، مثل:((وهذا أشبه بمذهب الطائي من الوجه الذي تقدم ذكره)) (1)، وقوله:((وهذا أشبه بمذهب الطائي من الوجه الأول)) (2)،وقوله:((وهويشبه مذهب أبي تمام في الصنعة)) (3).
وأبوالعلاء يعترف لأبي تمام بالتبحر في رواية الشعر، وهذا ما يظهر في ثنايا كلامه عنه أثناء شرحه يقول:
((
…
إلا أن المعروف من كلام العرب تأيَّيْتُ، ولم يجئ في أشعارهم أيَّيْت؛ ويجوز أن يكون أبوتمام سمعها في شعر قديم؛ لأنه كان مستبحرًا في الرواية)) (4).
وتتمثل جوانب تمكن أبي العلاء من شعر أبي تمام في الجوانب التالية:
(أ) وقوفه على الخصائص الأسلوبية لشعره: خصائصه في تركيب جملته، خصائصه في البنى اللفظية، خصائصه في تركيب لغته الشعرية. وفيما يلي بعض الأمثلة:
[1]
قال أبوالعلاء عند شرح قول أبي تمام:
إِن يَكُن رَثَّ مِن أُناسٍ بِهِم كا
…
نَ يُداوى شَوقي وَيَسلُسُ ريقي [بحر الخفيف]
(1) يُنْظَرُ ديوان أبي تمام بشرح الخطيب التبريزي: [2/ 193].
(2)
يُنْظَرُ ديوان أبي تمام بشرح الخطيب التبريزي: [3/ 83].
(3)
يُنْظَرُ ديوان أبي تمام بشرح الخطيب التبريزي: [1/ 299].
(4)
يُنْظَرُ ديوان أبي تمام بشرح الخطيب التبريزي: [1/ 299 ـ 300].
((ولم يأت لـ (إنْ) في هذا البيت جواب؛ ولم تجر عادة الطائي بذلك)) (1)
[2]
ونحوقوله: ((
…
وإن صح أن الطائي قال: (أسايله) بالهاء، فله معنى صحيح، يستحسن على مذهب الطائي)) (2).
[3]
ونحوقوله: ((
…
ومن روى (دَواء) بالدال فقد صَحَّف؛ لأن مذهب الطائي في الصناعة طريق معروف)) (3).
[4]
ونحوقوله: ((يقال: جاورتهم جوارا، والجوارـ بضم الجيم ـ اسم، والأحسن على مذهب الطائي أن تخفف همزة جؤار، وتجعل واوا)) (4).
[5]
ونحوقوله: ((الأشبه بصناعة الطائي أن يكون (فتى) منونا)) (5).
[6]
ونحوقوله: قال عند شرح قوله:
عالي الهَوى مِمّا تُعَذِّبُ مُهجَتي
…
أُروِيَّةُ الشَّعفِ الَّتي لَم تُسهِلِ [بحر الكامل]
((وبعضهم يروي (مما ترقص هامتي)
…
وهذه الرواية أشبه بمذهب الطائي؛ لأنه يؤثر الاستعارة)) (6).
[7]
ونحوقوله: ((ومذهب الطائي أن يستعمل اللفظة على معنى الاستعارة)) (7).
[8]
ونحوقوله: ((قوله (مضيء المقاتل): الوجه أن يحمل على مذهب الطائي ويجعل من المستعار)) (8).
(ب) وقوفه على ما تفرد به الطائي من استعارات وأوصاف، نحو:
(1) يُنْظَرُ ديوان أبي تمام بشرح التبريزي: [2/ 431].
(2)
يُنْظَرُ ديوان أبي تمام بشرح التبريزي: [3/ 22].
(3)
يُنْظَرُ ديوان أبي تمام بشرح التبريزي: [4/ 37].
(4)
يُنْظَرُ ديوان أبي تمام بشرح التبريزي: [2/ 174].
(5)
يُنْظَرُ ديوان أبي تمام بشرح التبريزي: [1/ 192].
(6)
يُنْظَرُ ديوان أبي تمام بشرح التبريزي: [3/ 34].
(7)
يُنْظَرُ ديوان أبي تمام بشرح التبريزي: [2/ 407].
(8)
يُنْظَرُ ديوان أبي تمام بشرح التبريزي: [3/ 86].
[1]
((استعار (السمن) للأحساب، وهي استعارة قديمة. وقابل سِمَن الحسب بهزال الأعمار، ولم يستعمل ذلك في العمر قبل الطائي، إلا أن يكون شيئا غير مشهور)) (1).
[2]
ونحوقوله: ((فأما الدهر فطويل، ما علم أن أحدا قبل الطائي وصفه بالعرض)) (2).
[3]
ونحوقوله: ((
…
وطرف قُلقُل؛ أي: طرف يتردد إلى المسلَّم (
…
).وأصل
(القلقل) الكثير الحركة، ولم يستعر ذلك قبل الطائي)) (3).
[4]
ونحوقوله: ((استعار (الشُّمَّ) في صفة السحاب، وما يُعرف ذلك لأحد قبله)) (4).
[5]
ونحوقوله: ((فَرِكَتْه من فرك النساء، وهوبغضهن لأزواجهن، وما أخرج الفِرْك من الحيوان إلى غيره من الشعراء أحد قبل الطائي)) (5).
[6]
ونحوقوله: ((الخرقاء: التي لا تحسن العمل من النساء؛ فاستعار هذه الكلمة للراح، ولعلها ما وصفت بالخرق من قبل الطائي)) (6).
[7]
ونحوقوله: ((تقول العرب: حية الوادي، وحية الجبل، فأما حية الليل؛ فيجوز ألا يكون أحد استعملها قبل الطائي)) (7).
(ج) وقوفه على الألفاظ والمعاني التي تكثر في شعره:
[1]
((قد تردد في شعر الطائي وشعر غيره حمدُ الجنوب؛ لأنها تجئ بالمطر، ويذمون الشمال؛ لأنها تهب في الشتاء)) (8).
[2]
وقوله: ((وقد كثر في شعره (الأُلى) بمعنى الأُول)) (9).
(1) يُنْظَرُ ديوان أبي تمام بشرح التبريزي: [2/ 177].
(2)
يُنْظَرُ ديوان أبي تمام بشرح التبريزي: [3/ 72].
(3)
يُنْظَرُ ديوان أبي تمام بشرح التبريزي: [3/ 58].
(4)
يُنْظَرُ ديوان أبي تمام بشرح التبريزي: [2/ 389].
(5)
يُنْظَرُ ديوان أبي تمام بشرح التبريزي: [1/ 172].
(6)
يُنْظَرُ ديوان أبي تمام بشرح التبريزي: [1/ 29].
(7)
يُنْظَرُ ديوان أبي تمام بشرح التبريزي: [1/ 168].
(8)
يُنْظَرُ ديوان أبي تمام بشرح التبريزي: [3/ 45]، [3/ 61].
(9)
يُنْظَرُ ديوان أبي تمام بشرح التبريزي: [2/ 263].