المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌2) العنصر الثاني من عناصر المنهج: توظيف القرائن: - شرحا أبي العلاء والخطيب التبريزي على ديوان أبي تمام دراسة نحوية صرفية

[إيهاب سلامة]

فهرس الكتاب

- ‌المقدمة

- ‌التمهيد

- ‌المبحث الأول: نبذة عن شعر أبي تمام وديوانه وشراحه

- ‌المبحث الثاني: ترجمة أبي تمام

- ‌(1) اسمه ولقبه ومولده:

- ‌(2) مكانته وشعره:

- ‌(3) مذهبه في الشعر:

- ‌(4) مؤلفاته:

- ‌(5) وفاته:

- ‌المبحث الثالث: ترجمة أبي العلاء

- ‌(1) اسمه ومولده ومنشؤه:

- ‌(2) مكانته وفضله:

- ‌(3) ثقافته وعلمه:

- ‌(أ) إجادته للغة:

- ‌(ب) ثقافته الموسوعية:

- ‌(4) رواية أبي العلاء للقراءات والحديث:

- ‌(5) إلمام أبي العلاء بشعر أبي تمام:

- ‌(6) تلاميذه ومؤلفاته:

- ‌(7) وفاته:

- ‌المبحث الرابع: ترجمة التبريزي

- ‌(1) مولده ومنشؤه وطلبه العلم:

- ‌(2) رحلته إلي أبي العلاء:

- ‌(3) علمه وفضله:

- ‌(4) إلمام التبريزي بشعر أبي تمام:

- ‌(5) مؤلفاته:

- ‌(6) تلامذة التبريزي:

- ‌(7) وفاته:

- ‌الباب الأولشرحا أبي العلاء والتبريزي دراسة نحوية صرفية

- ‌الفصل الأولالأصول النحوية عند أبي العلاء والتبريزي

- ‌تمهيد: النحو عند أبي العلاء والتبريزي

- ‌أولا النحو عند أبي العلاء:

- ‌ثانيا النحو عند التبريزي:

- ‌المبحث الأولنبذة مختصرة عن المدارس النحوية ومناهجها والأصول النحوية

- ‌ المدرسة البصرية

- ‌المدرسة الكوفية:

- ‌المدرسة البغدادية:

- ‌الأصول النحوية:

- ‌المبحث الثانيالأصول النحوية عند أبي العلاء

- ‌السماع:

- ‌القياس:

- ‌الإجماع عند أبي العلاء:

- ‌نظرية العامل عند أبي العلاء:

- ‌المذهب النحوي لأبي العلاء:

- ‌المبحث الثالث: الأصول النحوية عند التبريزي

- ‌أولا السماع:

- ‌ثانيا القياس عند التبريزي:

- ‌المبحث الرابع: الأصول النحوية بين أبي العلاء والتبريزي

- ‌الفصل الثانيالدراسة الصرفية والنحوية لشرحي أبي العلاء والتبريزي

- ‌المبحث الأولالدراسة الصرفية لشرح أبي العلاء

- ‌المبحث الثاني: الدراسة الصرفية لشرح التبريزي

- ‌ المجموعة الأولى:دراسة المادة الصرفية المتعلقة بالبنى الصرفية عند التبريزي:

- ‌ المجموعة الثانية: دراسة كل ما هومتعلق بالحرف صوتا وإعلالا وإبدلا وغيره

- ‌المبحث الثالث:دراسة المادة النحوية في شرح أبي العلاء

- ‌[أ] دراسة المادة النحوبة المتعلقة بالمنصوبات:

- ‌[ب] دراسة المادة النحوية المتعلقة بالمجرورات:

- ‌[ج] دراسة المادة النحوية المتعلقة بالتوابع:

- ‌[د] ملحوظات نحوية عند أبي العلاء:

- ‌المبحث الرابع:دراسة المادة النحوية في شرح التبريزي

- ‌[أ] دراسة المادة النحوبة المتعلقة بالمنصوبات:

- ‌[ب] دراسة المادة النحوية المتعلقة بالمجرورات:

- ‌[ج] دراسة المادة النحوية المتعلقة بالتوابع:

- ‌[د] دراسة المادة النحوية المتعلقة بالمجزومات:

- ‌المبحث الخامس:الموازنة بين المادة الصرفية والنحوية عند أبي العلاء والتبريزي

- ‌ الملحوظة الأولى:

- ‌ الملحوظة الثانية:

- ‌ الملحوظة الثالثة:

- ‌الفصل الثالثنظرات نصية في شرح أبي العلاء والتبريزي

- ‌المبحث الأول: التعريف بعلم النص

- ‌المبحث الثاني: وسائل التماسك النصي

- ‌المبحث الثالث: نظرات نصية في شرح أبي العلاء والتبريزي

- ‌الباب الثانيمنهجا أبي العلاء والتبريزي في شرح ديوان أبي تمام

- ‌تمهيد: أهمية الحديث عن المنهج والوقوف على مناهج العلماء

- ‌تحرير مصطلح ((منهج)) المستخدم في هذا الباب

- ‌الفصل الأولمنهج أبي العلاء في شرح ديوان أبي تمام

- ‌ العنصر الأول من عناصر المنهج ((توثيق الرواية)):

- ‌ العنصر الثالث من عناصر المنهج: توظيف الخصائص والسمات الأساسية للبيئة اللغوية الفصيحة المستقرة في عصره:

- ‌ العنصر الرابع من عناصر المنهج عند أبي العلاء: توظيف خصائص الصنعة الشعرية:

- ‌ العنصر الخامس من عناصر المنهج: تأويل البيت كل التأويلات الممكنة في غياب القرينة المحددة لمعنى معين:

- ‌ العنصر السادس من عناصر المنهج: الاهتمام بالجوانب الدلالية للكلمة المشروحة:

- ‌ العنصر السابع من عناصر المنهج عند أبي العلاء: الشرح بالإعراب:

- ‌ العنصر الثامن من عناصر المنهج عند أبي العلاء: دعم الشرح وتأييده بالآيات القرآنية والأحاديث النبوية والشعر والأمثال العربية وأقوال الأدباء:

- ‌الفصل الثانيمنهج التبريزي في شرح ديوان أبي تمام

- ‌1) العنصر الأول من عناصر المنهج: توثيق الرواية:

- ‌2) العنصر الثاني من عناصر المنهج: توظيف القرائن:

- ‌3) العنصر الثالث من عناصر المنهج: توظيف الخصائص والسمات الأساسية للبيئة اللغوية الفصيحة المستقرة في عصره في شرح الديوان:

- ‌4 ـ العنصر الرابع من عناصر المنهج: الاعتماد على الاستعمال اللغوي (أوالكلامي) للألفاظ

- ‌5) العنصر الخامس من عناصر المنهج: الاهتمام الدلالي بالكلمة:

- ‌6) العنصر السادس من عناصر المنهج: الحرص على ذكر غرض القصيدة وسبب قولها قبل الشروع في شرحها:

- ‌7) العنصر السابع من عناصر المنهج: الحرص على ذكر بحر ووزن القصيدة ولقب القافية:

- ‌8) العنصر الثامن من عناصر المنهج: دعم الشرح بالآيات القرآنية والأحاديث النبوية، وبالأبيات الشعرية، والأمثال:

- ‌الفصل الثالث:منهجا أبي العلاء والتبريزي: العلاقات الداخلية والخارجية

- ‌ المبحث الأول: مقارنة بين منهجي أبي العلاء والتبريزي

- ‌ المبحث الثاني:أوجه التشابه بين منهجي أبي العلاء والتبريزي وبين منهج مفسري القرآن الكريم

- ‌ المبحث الثالث:بين منهج أبي العلاء والتبريزي والمناهج الأدبية المعاصرة

- ‌الخاتمة

- ‌قائمة المراجع

- ‌أولا ـ المراجع العربية

- ‌ثانيا المراجع الأجنبية

- ‌ملخص الرسالة

الفصل: ‌2) العنصر الثاني من عناصر المنهج: توظيف القرائن:

ونزعة التبريزي إلى التثبت تظهر في رفضه كل أمر لا يقوم عليه دليل، قال التبريزي:((.. وكان الزجاج يذهب إلى أن الإستبرق سُمِّي بالفعل الماضي من البرق؛ إذا بني على استفعل، وهذه دعوى لا تثبت)) (1).

*******

‌2) العنصر الثاني من عناصر المنهج: توظيف القرائن:

من الأمور التي اتكأ عليها التبريزي لتوضيح معاني أبيات أبي تمام ((القرائن))، فقد كانت مصباحًا يهديه إلى تلك المعاني، وقائدًا يقوده إليها. وقد استغل هذه القرائن في مائة وخمسين موضعًا تقريبا.

ويمكن أن نصنف هذه المواضع إلى نوعين من القرائن:

1) قرائن ((السياق اللغوي Linguistic Context)) ، أو ((قرائن السياق الداخلي للحدث اللغوي Verbal Context)) .

2) قرائن ((السياق غير اللغوي of Situation Context)) .

وتحت قرينة السياق اللغوي يمكن أن نضع مجموعة من القرائن الفرعية التي استخدمها التبريزي في شرحه:

(1)

القرينة اللفظية.

(2)

القرينة المعجمية.

(3)

القرينة النحوية.

(4)

القرينة الصرفية.

(5)

القرينة العروضية.

(6)

قرينة الاستعمال اللغوي.

(7)

قرينة خصائص الشاعر الأسلوبية.

(8)

قرينة خصائص الصنعة الشعرية.

وتحت قرائن السياق غير اللغوي يمكن أن نضع ما يلي:

(1)

القرينة الجغرافية.

(1) يُنْظَرُ ديوان أبي تمام بشرح التبريزي: [2/ 415 ب19].

ص: 374

(2)

القرينة التاريخية.

(3)

القرينة العرفية.

[أ] قرائن السياق اللغوي:

كانت قرائن السياق اللغوي تُكَأَةً تعينه على الشرح، وهوـ في كثير من المواضع ـ لا يشير إلى استخدامها، ولكننا نفهمها ضمنًا.

قال أبوتمام يمدح سليمان بن وهب:

لَم أَزَل بارِدَ الجَوانِحِ مُذ خَضـ

خَضتُ دَلوي في ماءِ ذاكَ القَليبِ [بحر الخفيف]

((

وجعل الدلومثلا للرجاء، وأراد ((ماء القليب)): جود الممدوح)) (1).

وقد يشير التبريزي إلى القرينة التي أوضحت ـ أورجحت، أورفضت ـ عند شرح المعنى، وهوفي أغلب الأحيان لا يذكر اسم هذه القرينة.

1ـ القرينة اللفظية.

ـ نرى ذلك مثلاعند قول أبي تمام:

صاغَهُمُ ذوالجَلالِ مِن جَوهَرِ المَجـ

دِ وَصاغَ الأَنامَ مِن عَرَضِه [بحر المنسرح]

((هذا مأخوذ من الجوهر والعرض اللذين وضعهما المتكلمون؛ لأن ((الجوهر)) عندهم أثبت من العرض، وقد يجوز أن يجعل الجوهر هاهنا من الجواهر التي هي در وياقوت، ونحوذلك، وهوأبلغ من الوجه الأول، إلا أن مجيء ((العرض)) يُحْوِج إلى التأويل المتقدم)) (2).

ـ ومن ذلك قوله:

إِمليسُهُ إِمليدُهُ لَوعُلِّقَت

في صَهوَتَيهِ العَينُ لَم تَتَعَلَّقِ

يُرقى وَما هُوبِالسَّليمِ وَيَغتَدي

دونَ السِّلاحِ سِلاحَ أَروَعَ مُملِقِ [بحر الكامل]

(1) يُنْظَرُ ديوان أبي تمام بشرح التبريزي: [1/ 124ب30]، ولمزيد من المواضع في نفس هذه الجزئية تُنْظَرُ المواضع الآتية:[1/ 12ب7]، [2/ 370ب36]، [2/ 102ب4]، [4/ 18ب19].

(2)

يُنْظَرُ ديوان أبي تمام بشرح التبريزي: [2/ 317ب5].

ص: 375

((مجيء ((يُرقى)) في أول هذا البيت يدل على أنه أراد بـ ((العين)) في البيت الأول: التي تصيب الإنسان، ومثل هذا كثير يتفق في الشعر، يكون البيت يحتمل وجوهًا، فإذا سُمِع البيت الذي يليه؛ قصره على واحد من تلك الوجوه)) (1).

ـ وقال:

فَامدُد عِناني بِوَأى ضِلعُهُ

تَثبُتُ وَالعُذرَةُ مِنهُ تَنوس [بحر السريع]

((أي احملني على فرس هذا صفته،

و ((ضلعه تثبت))؛ أي: متمكنة مساندة في خلقه،

وعند أبي عبد الله: ((ضلعه تُذْرع))؛ أي: طويل الضلع؛ تذرع لطولها ذرعًا، ولا تشبر، والأول هوالوجه لذكره النَّوْس مع الثبات)) (2).

2ـ القرينة النحوية.

ـ ومثال ذلك:

يَقولُ مَن تَقرَعُ أَسماعَهُ

كَم تَرَكَ الأَوَّلُ لِلآخِرِ [بحر السريع]

((جعل ((مَنْ)) في معنى الجمع؛ لأنها عامَّة، تقع على الواحد والاثنين، والمذكر، والمؤنث، والجمع (

) ولولا ذلك لم يَحْسُن أن يقول ((أسماعه))؛ لأنه يجمع سمع الإنسان الواحد، وإن كان ذلك جائزًا؛ فليس بحسن، كما لا يحسن أن تقول: ضربت أعناقه، ولا شججت رءوسه، وإنما يجوز ذلك أن يجمع الشيء، ويضاف إليه ما حوله، كما يقال: ركبت أصلاب الناقة؛ لأنه يجعل كل فقارة صلبا)) (3).

3ـ القرينة الصرفية.

ـ قال عند قول أبي تمام:

وَلِلكَذَجِ العُليا سَمَت بِكَ هِمَّةٌ

طَموحٌ يَروحُ النَّصرُ فيها وَيَغتَدي [بحر الطويل]

(1) يُنْظَرُ ديوان أبي تمام بشرح التبريزي: [2/ 416ـ 417ب20، 21].

(2)

يُنْظَرُ ديوان أبي تمام بشرح التبريزي: [2/ 276ب7].

(3)

يُنْظَرُ ديوان أبي تمام بشرح التبريزي: [2/ 161ب6].

ص: 376

((

((الكذج)): كلمة لم تستعملها العرب، ولا استعملت الكاف والذال والجيم فيما يعرف من الثلاثي)))) (1).

ـ وقال:

سَقاهُم كَما أَسقاهُمُ في لَظى الوَغى

بِبيضِ صَفيحِ الهِندِ وَالسُّمُرِ الذُّبلِ [بحر الطويل]

((

و ((الذُّبل)) جمع ((ذَبُول))؛ لأن ((فَعُولا)) بابه أن يجمع على ((فُعُل))، وجمع ((فاعل)) على هذا المثال قليل؛ فكان حمله على ((فَعُول)) أوجب)) (2).

ـ وقال:

صافي الأَديمِ كَأَنَّما أَلبَستَهُ

مِن سُندُسٍ بُردًا وَمِن إِستَبرَقِ [بحر الكامل]

((ولو كان ((السندس)) عربيًّا لكان اشتقاقه من ((السَّدُوس)) وهو: الطيلسان الأخضر)) (3).

4ـ القرينة العروضية.

ـ قال عند قول أبي تمام:

قَتَلَتهُ سِرًّا ثُمَّ قالَت جَهرَةً

قَولَ الفَرَزدَقِ لا بِظَبيٍ أَعفَرِ [بحر الكامل]

((اكتفى بعجز بيت الفرزدق، لأنه لم يقدر أن يزيد على ذلك من أجل إقامة الوزن، والبيت مشهور، قد روي في شعر الفرزدق، وروي لغيره:

أَقولُ لَهُ لَمّا أَتاني نَعِيُّهُ

بِهِ لا بِظَبيٍ بِالصَّريمَةِ أَعفَرا [بحر الطويل])) (4).

ـ وكما قال عند قول أبي تمام:

(1) يُنْظَرُ ديوان أبي تمام بشرح التبريزي: [2/ 28ب31].

(2)

يُنْظَرُ ديوان أبي تمام بشرح التبريزي: [4/ 521ب14].

(3)

يُنْظَرُ ديوان أبي تمام بشرح التبريزي: [2/ 416ب19]، ويُنْظَرُ أيضًا الموضعان الآتيان:[1/ 61ـ 62]، [4/ 422ب5].

(4)

يُنْظَرُ ديوان أبي تمام بشرح التبريزي: [4/ 451ب7].

ص: 377

مَن يَسأَلِ اللهَ أَن يُبقي سَراتَكُمُ

فَإِنَّما سالَهُ أَن يُبقِيَ الكَرَما [بحر البسيط]

((

وإن همزت ((يسأل)) فإنه أحسن، وإن تخالفت اللغتان، وإن لم تهمزها فجائز، والاختيار الهمز؛ لأنه أصح للوزن)) (1).

ـ وأيضًا: فَما أَبقَيتَ لِلسَّيفِ اليَماني

شَجًا فيهِم وَلا الرُّمحِ الرُّدَيني

وَقائِعُ أَشرَقَت مِنهُنَّ جَمعٌ

إِلى خَيفَي مِنًى فَالمَوقِفَينِ [بحر الوافر]

((وثنى ((الخَيْف)) وهوما ارتفع من المسيل، وانحدر عن الجبل، لأنه أراد إقامة الوزن، ذلك جائز على معنى الاتساع، وإنما يجيء في الشعر القديم ((خيف منى))،و ((الخيف من منى)) على التوحيد، إلا أن التثنية والجمع في مثل هذه الأشياء جائزان)) (2).

5ـ قرينة الاستعمال اللغوي.

ـ قال عند قول أبي تمام:

يَنبوعُها خَضِلٌ وَحَليُ قَريضِها

حَليُ الهَدِيِّ وَنَسجُها مَوضونُ [بحر الكامل]

((

و ((الخضل)): الذي قد ابتل، ويجوز أن يكون الطائي لم يقله على هذا النظم؛ لأن الينبوع لا يحسن أن يوصف بـ ((خَضِل))، ولكن لوقال:((غَدِق)) لكان أشبه؛ إذ كانوا يقولون: ((خضلَ ثوبُه))؛ إذا أصابه قطر فبله.)) (3).

ـ وقال عند قول أبي تمام:

قَومٌ غَدا طارِفُ المَديحِ لَهُم

وَوَسمُهُم لائِحٌ عَلى تُلُدِه [بحر المنسرح]

((و ((وسم)) ـ بالسين غير معجمة ـ؛ أي: علامة بالميسم، وهوأشبه من ((الوشم)) بالشين في هذا البيت؛ لأن الوشم يُستَعمل في الأكف والأذرع)) (4).

(1) يُنْظَرُ ديوان أبي تمام بشرح التبريزي: [3/ 175ب52].

(2)

يُنْظَرُ شرح التبريزي: [3/ 299ب14]، ولمزيد من المواضع تُنْظَرُ المواضع الآتية:[1/ 427ب8]، [1/ 429 ـ 430ب12]، [4/ 362ب8]، [4/ 570ب11]، [2/ 98ب2].

(3)

يُنْظَرُ ديوان أبي تمام بشرح التبريزي: [3/ 330ب42].

(4)

يُنْظَرُ ديوان أبي تمام بشرح التبريزي: [1/ 432ب20].

ص: 378

ـ وقال عند قول أبي تمام:

وَبَيَّنَ اللهُ هَذا مِن بَرِيَّتِهِ

في قَولِهِ خُلِقَ الإِنسانُ مِن عَجَلِ [بحر البسيط]

((

واختلف المفسرون في قوله تعالى: چ ? ? ? ٹٹ ٹ ٹ ? ? ? چ [الأنبياء: 37]، فقال قوم: هوعلى القلب، كأنه قال: خُلِقت العجلة من الإنسان، وقال بعضهم إنما المعنى: أنه يكثر العجلة؛ فهو مائل في جانبها؛ فكأنه خلق منها، ومثل ذلك يتردد في الكلام، تقول للصبي الذي يحب اللعب ويكثره: ما أنت إلا مخلوق من لعب

)) (1).

6ـ قرينة خصائص الشاعر الأسلوبية:

ـ وقال عند قول أبي تمام:

فَتًى دَخَرَ الدُّنيا أُناسٌ وَلَم يَزَل

لَها باذِلًا فَانظُر لِمَن بَقِيَ الذُّخرُ [بحر الطويل]

((الرواية المعروفة: ((لم يزل لها داحرا))، والذي غيرها بـ:((باذل)) إنما كره لفظ ((داحر))، وذلك يدل على سُخْف رأي وجهل، وفي قوله:((داحر)) ضرب من الصناعة التي كان يتبعها الطائي؛ لأن ((داحرا)) تصحيف ((داخر)))) (2).

ـ قال عند قول أبي تمام:

مَضَوا لَم يُخزِ قائِلَهُم خُمولٌ

وَلَم يُجدِب فَعالَهُمُ جُدوبُ [بحر الخفيف]

((((يُجْدِب)): يَعِيبُ، وإن رويت:((جَدُوبُ)) بفتح الجيم فهو: ((فَعُول))، من ((جَدَبْتُه))؛ إذا عبته، وإن رويتَ:((جُدُوب)) ـ بالضم ـ فهوأشبه بصنعة أبي تمام؛ لأنه يريد جمع جدب)) (3).

(1) يُنْظَرُ ديوان أبي تمام بشرح التبريزي: [3/ 90ب12، 13] ولمزيد من المواضع في نفس هذه الجزئية تُنْظَرُ المواضع الآتية: [4/ 374ب1]، [1/ 428ب10]، [1/ 414 ـ 415ب25]

(2)

يُنْظَرُ ديوان أبي تمام بشرح التبريزي: [4/ 574ب30]. ونلفت الانتباه أن هذه هي رواية البيت كما رواها التبريزي.

(3)

يُنْظَرُ ديوان أبي تمام بشرح التبريزي: [4/ 559ب26].

ص: 379

ـ ومنه قوله عند قول أبي تمام:

تُثَفّى الحَربُ مِنهُ حينَ تَغلي

مَراجِلُها بِشَيطانٍ رَجيمِ [بحر الوافر]

((

((تُثَفّى)) من الأثافي .. ومن قال ((أَثَّفَتْ)) فوزن ((أُثْفية)) عنده ((فُعْلية)). وهاتان الروايتان أولى بصنعة الطائي، من رواية من روى:((تصلى الحرب منه)).)) (1).

ـ ومنه قوله عند قول أبي تمام:

أَإِلى بَني عَبدِ الكَريمِ تَشاوَسَت

عَيناكَ وَيلَكَ خِلفَ مَن تَتَفَوَّقُ [بحر الكامل]

((.ومن روى ((خِلْف)) ـ بفتح الخاء ـ فهوبعيد من مذهب الطائي، وله مذهب في القياس)) (2).

ـ وقال عند قول أبي تمام:

جَرى حاتِمٌ في حَلبَةٍ مِنهُ لَوجَرى

بِها القَطرُ شَأوًا قيلَ أَيُّهُما القَطرُ [بحر الطويل]

((والرواية المعروفة: ((بها القطر شأوا واحدا جمس القطر))؛وهوأشبه بكلام

الطائي)))) (3).

ـ ومنه قوله عند قول أبي تمام:

قَد كِدتُ أَن أَنسى ظِماءَ جَوانِحي

مِن بُعدِ شُقَّةِ مَورِدي عَن مَصدَري [بحر الكامل]

((والأشبه أن يكون مد ((الظماء))؛ لأنه تكرر في شعره ممدودا، وذلك رديء؛ لأنه قليل في المستعمل)) (4).

والتبريزي في اعتماده على أسلوب الشاعر كقرينة لبيان النص يسلك مسلك أستاذه الذي أشرنا إليه من قبل.

(1) يُنْظَرُ ديوان أبي تمام بشرح التبريزي: [3/ 162ب17].

(2)

يُنْظَرُ ديوان أبي تمام بشرح التبريزي: [4/ 396ب18].

(3)

يُنْظَرُ ديوان أبي تمام بشرح التبريزي: [4/ 574ب29] ولمزيد من المواضع في نفس هذه الجزئية تُنْظَرُ المواضع الآتية: [2/ 38ب27]، [1/ 407ب6]، [3/ 325ب13]، [4/ 470ب1]، [1/ 395ب39]، [2/ 288ب6]، [2/ 17ب29].

(4)

يُنْظَرُ ديوان أبي تمام بشرح التبريزي: [4/ 455ب26].

ص: 380

ولعل في منهجهما هذا إشارة إلى أن الوزن والقافية لا يمثلان أي عبء على الشاعر المتمكن من لغته وأنه رغم وجود هذين القيدين يمكن أن يكون له أسلوب. وهما في هذا يتفقان مع النقاد العرب الذين ((انتهوا إلى أن أعلى مراتب البراعة السيطرة على القيد المضروب، وفك الحصار المفروض، حتى لا أثر لهما في المنجز من اللغة)) (1).

ولعل في منهجهما هذا أيضا رد قديم على أصحاب ((قصيدة النثر)) و ((النثيرة)) الذين يرون ((في انبناء البيت على الانتظام رتابة مملة كما عدوا القافية قيدا شكليا يحول عمل الشاعر إلى جري وراء الموافقة الصوتية على حساب المعنى))، والذين يدعون ـ كما يقول أحد دعاتهم أدونيس ـ أن ((الشعر هو الكلام الموزون المقفى، عبارة تشوه الشعر، فهي العلامة والشاهد على المحدودية والانغلاق، وهي إلى ذلك معيار يناقض الطبيعة الشعرية العربية ذاتها)) (2).

7ـ قرينة خصائص الصنعة الشعرية.

قال أبوتمام:

مِن كُلِّ ريمٍ لَم تَرُم سوءًا وَلَم

تَخلِط صِبى أَيّامِها بِتَصابي [بحر الكامل]

((.. وتخفيف الريم في هذا الموضع أجود في صناعة الشعر؛ لأنه يصير مجانسا لـ ((تَرُمْ)))) (3).

[ب] قرائن السياق غير اللغوي:

أما قرائن السياق غير اللغوي فقد تنوعت بين القرائن التاريخية، الجغرافية، والعرفية وغيرها. أما القرينة التاريخية فتظهر عند قوله على بيت أبي تمام:

(1) حمادي صمود: الشعر وصفة الشعر في التراث، ص 78، مقال بمجلة فصول ع تراثنا النقدي ج1/ ديسمبر 1985م

(2)

السابق ص 76

(3)

يُنْظَرُ ديوان أبي تمام بشرح التبريزي: [1/ 76 ـ 77ب4] ويُنْظَرُ أيضًا الموضعان الآتيان: [4/ 450ب6]، [1/ 9].

ص: 381

وَلَو عَلِمَ الشَيخانِ أُدٌّ وَيَعرُبٌ

لَسُرَّت إِذَن تِلكَ العِظامُ الرَّمائِمُ [بحر الطويل]

((وليس بحسن أن يُجعل ((أُدٌّ)) في هذا البيت أبا تميم بن مُرّ بن أُد بن طابخة بن إلياس بن مضر؛ لأن أُد بن طابخة لم يكن أبا لكل العرب، ولأن القول أعم في المدح)) (1).

أما الجغرافية فتظهر عند قول أبي تمام:

حَطَطتَ بِها يَومَ العَروبَةِ عِزَّهُ

وَكانَ مُقيمًا بَينَ نَسرٍ وَفَرقَدِ [بحر الطويل]

((واستعماله ((نَسرا)) و ((فرقدا)) بغير ألف ولام: أحسن من قوله ((كوَجْدِ فرزدق))، ومن قوله:((ما بين أندلُس إلى صنعاء))؛ لأن ((الفرزدق)) و ((الأندلس)) لا يعرف غيرهما، مما له هذا الاسم، والنسر والفرقد: معهما غيرهما؛ فيحسن فيهما التنكير؛ لأجل الاشتراك)) (2).

والعرفية فنلحظها عند قول أبي تمام:

وَإِن خَفَرَت أَموالَ قَومٍ أَكُفُّهُم

مِنَ النَّيلِ وَالجَدوى فَكَفّاهُ مَقطَعُ [بحر الطويل]

((يقول إذا كانت يد الرجل كالخفير لماله؛ تحفظه من السؤال؛ فكفاه مقطع؛ أي يُقطع فيهما الطريق على المال؛ لأن العادة جارية بأن المال يؤخذ في قطع

الطريق)) (3).

وهذه القرائن السياقية غير اللغوية لهي دليل واضح على ثقافة التبريزي الواسعة التي تحيط بمعظم جوانب الثقافة العربية.

(1) ديوان أبي تمام بشرح التبريزي: [3/ 182ب29]، وينظر أيضا:[2/ 32ـ33ب2].

(2)

ديوان أبي تمام بشرح التبريزي: [2/ 26ب24]، وينظر أيضا:[1/ 26ب6]

(3)

ديوان أبي تمام بشرح التبريزي: [2/ 330ب32]. وينظر أيضا: [3/ 277ب28]، [1/ 208ب28]، [3/ 346ب6]، [2/ 349ب27]، [4/ 44ب7]، [2/ 179ب51].

ص: 382