الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
سالماً، وجمع تكسير للمؤنث، كما يجوز أن يكون جمع تكسير للمذكر، إن لاحظنا في المنعوت مفرده المذكر غير العاقل، نحو: اقتنيت الكتب الغالية، أو: اقتنيت الكتب الغاليات، أو الغوالي. ومثل: اقتنيت الكتب الأحاسن، جمع الأحسن)) (1).
[د] دراسة المادة النحوية المتعلقة بالمجزومات:
حذف الهمزة جزمًا: قال عند قول أبي تمام:
إِن تُرزَ في طَرَفَي نَهارٍ واحِدٍ
…
رُزأينِ هاجا لَوعَةً وَبَلابِلا [بحر الكامل]
((خفف الهمزة في ((إن ترزأ))؛ فلما صارت ألفا حذفها جزما)) (2).
[هـ] ملحوظات نحوية:
1ـ كلمات لها استعمالات نحوية خاصة:
ـ كلمة حثاثًا: أي نومًا قليلا، ولا تستعمل إلا في النفي (3).
ـ كلمة لعمري: ((كلمة تستعمل في القسم، وهي رفعٌ بالابتداء والخبرُ محذوف، وهي من العَمْر الذي هو حياة، ويقال عَمْرٌ وعُمْر في غير القسم، فإذا قيل لَعمْري لم تستعمل إلا بفتح العين، وبعضُ العرب يقلب فيقول: ((وعَمْلي)))) (4).
ـ كلمة حرام: يقال رجل حرامٌ؛ أي: محرم، وكذلك للاثنين والجمع والمؤنث (5).
(1) النحو الوافي: 3/ 446
(2)
ديوان أبي تمام بشرح التبريزي: [4/ 116ب16].
(3)
ديوان أبي تمام بشرح التبريزي: [1/ 314ب9].
(4)
ديوان أبي تمام بشرح التبريزي: [4/ 170ب2].
(5)
ديوان أبي تمام بشرح التبريزي: [3/ 278ب3].
ـ كلمة بد: ((بُدٌّ: إنما يستعمل في النفي، دون الإثبات إلا إذا كان تابعًا لنفي؛ فيجوز استعماله في الإثبات)) (1).
ـ كلمة قد: أشار النحاة إلى أنه لا يفصل بين قد والفعل إلا القسم (2). وقد أجاز التبريزي الفصل للضرورة:
أَلا اِشكُروا اللهَ ذا الجَلالِ فَقَد
…
ـ بِالصُّنعِ في أَصرَمٍ ـ تَغَمَّدَكُم [بحر المنسرح]
((فرق بين قد وبين الفعل الماضي بغير القسم للضرورة)) (3).
2 ـ مجيء الذي والتي بلا صلة على شذوذ: قال: ((أصل التي والذي في كلامهم أن يكونا اسمين ناقصين لا يتمان إلا بصلة، وشذ قولهم في المثل: فعله بعد اللتيا والتي؛ أي: بعد المشقة والجهد، ولايكادون يفردون: اللتيا من التي
…
)) (4).
3 ـ كراهية أهل اللغة لـ ((شتان ما بينهما)):
شَتّانَ بَينَهُما في كُلِّ نازِلَةٍ
…
نَهجُ القَضاءِ مُبينٌ فيهِما جَدَدُ [بحر البسيط]
((وأهل اللغة يحكون أن الاختيار ((شتان زيدٌ وعمرو))، ويكرهون:((شتان ما بينهما))، وإذا كرهوا:((شتان ما بينهما)) فهم: ((لشتان بينهما)) أكره)) (5).
4 ـ الشعراء تجترئ على زيادة الباء مع أن وغيرها، إلا أنها مع غيرها أقل، مثل أن تقول: ظننتُ بأن تفعل كذا، وإنما الكلامُ: ظننتُ أن تفعل)) (6).
5ـ نقل التبريزي مذهب الأخفش في أنه يجوز في البناء الماضي أن يقع موضع الحال متعريا من قد (7).
المصطلحات النحوية عند أبي العلاء والتبريزي:
• استقرار المصطلح النحوي عند أبي العلاء والتبريزي:
(1) ديوان أبي تمام بشرح التبريزي: [2/ 91ب31].
(2)
المعجم الوافي لأدوات النحوالعربي: 230
(3)
ديوان أبي تمام بشرح التبريزي: [3/ 271].
(4)
ديوان أبي تمام بشرح التبريزي: [1/ 308ب44].
(5)
يُنْظَرُ ديوان أبي تمام بشرح التبريزي: [2/ 16ب25].
(6)
ديوان أبي تمام بشرح التبريزي: [4/ 188ب2].
(7)
ديوان أبي تمام بشرح التبريزي: [2/ 49ب17].
وردت عند أبي العلاء والتبريزي مصطلحات نحوية كثيرة تشهد على أن هذا ((العلم في عصرهما كان علما متطورا مكتملا؛ فكلاهما تحدث عن الجملة الفعلية والجملة الاسمية، وعن عناصرهما الأصلية: الفعل، والفاعل، والمفعول، والمبتدإ، والخبر، وعن العناصر المتممة: كالحال، والبدل، والإضافة، والنداء، والندبة وصيغتي التعجب والتفضيل. وكانت لأبي العلاء عناية أكبر بالجملة، فتكلم عن الجملة الشرطية بجزأيها: جملة الشرط، وجملة الجزاء، وعن الجملة الواقعة مضافا إليه، والجملة الحالية، والواقعة بدلا، والواقعة خبرا، والواقعة صفة)) (1).
غير أننا ((لاحظنا عندهما جميعا أن بعض المصطلحات لم تكتسب بعد اسمها النهائي، الذي نعرفه اليوم)) (2). وهذا أمر وارد؛ لأن ((بعض الألفاظ التي استحدثها قدماء علمائنا من أهل العلم، في كل فن منه، لم تكن يومئذ قد استقرت معانيها على الوجه الذي انتهى إلينا، وألفناه نحن في كتب من بعدهم من العلماء والأدباء، وهذا أمر معروف مقرر بلا ريب فيه)) (3).
وقدم الأستاذ الهادي الجطلاوي الثبت التالي لهذه المصطلحات (4):
م
…
المصطلح
…
المصطلح عند ابن هشام
…
الشارح
…
الشاهد كما ذكره الهادي للجطلاوي
1
…
اسم ما لم يسم فاعله
…
نائب الفاعل
…
ع
…
ب2ق8ج1ص116 (5)
2
…
ـ المنصوب بوقوع الفعل عليه
…
المفعول به
…
ع
…
ب2ق1ج2ص8 (6)
(1) خصائص الشروح العربية على ديوان أبي تمام: الهادي الجطلاوي، ص 149، مقال بمجلة فصول، المجلد السادس، 1985،بعنوان: تراثنا النقدي، الجزء الأول، الهيئة المصرية العامة للكتاب
(2)
خصائص الشروح العربية على ديوان أبي تمام: الهادي الجطلاوي، ص 149
(3)
قضية الشعر الجاهلي: أبوفهر محمود محمد شاكر، ص23،الناشر مطبعة المدني بمصر، ط1، 1418هـ، 1997
(4)
خصائص الشروح العربية على ديوان أبي تمام: الهادي الجطلاوي، 150
(5)
ولمزيد من الشواهد في نفس هذه الجزئية تُنْظَرُ أيضًا المواضع الآتية: [1/ 399ب54]، [1/ 166]، [1/ 161ب16]، [2/ 54ب39]، [3/ 14ب29]، [2/ 314ب18]، [2/ 228ب18]
(6)
ولمزيد من الشواهد في نفس هذه الجزئية تُنْظَرُ أيضًا المواضع الآتية: [1/ 8ب2]، [1/ 53]
ـ المفعول الصحيح
3
…
عمدة الكلام، اعتماد الكلام، الابتداء
…
المبتدأ
…
ع
…
ب25ق111ج3ص11
…
ب6ق3ج1ص43
4
…
الوصف ـ الصفة
…
النعت
…
ع/ز
…
ب31ق111ج3ص16
5
…
الغاية
…
الظرفية
…
ع
…
ب14ق34ج1ص349
6
…
الاسم المتوصل به إلى أن تكون الجملة صفة
…
الاسم الموصول
…
ع
…
ب52ق18ج1ص257
7
…
حروف الخفض
…
حروف الجر
…
ع/ز
…
ب47ق144ج3ص230
8
…
المفعول له
…
المفعول لأجله
…
ع
…
ب17ق192ج4ص82 (1)
9
…
النصب على المصدر
…
المفعول المطلق
…
ز
…
ب6ق51ج2ص (2)
10
…
النصب على التفسير
…
التمييز
…
ع/ز
…
ب2ق477ج4ص545 (3)
ولقد فات الأستاذ الهادي الجطلاوي هذين المصطلحين وهما:
م
…
المصطلح
…
المصطلح المستقر
…
الشارح
…
موضعه
1
…
المستثنى الذي ليس من جنس الأول
…
الاستثناء المنقطع
…
ع
…
1/ 356ب29
2
…
الجمع القليل والكثير
…
جمع القلة والكثرة
…
ز
…
2/ 252ب34
ونلاحظ على هذا الجدول:
أـ اختيار الأستاذ الجطلاوي لابن هشام لكي يمثل مرحلة استقرار المصطلح اختيار موفق؛ حيث إنه من علماء القرن الثامن الهجري وكانت وفاته سنة 761هـ، كما أنه أحد الأفذاذ الذين أتوا بعد نضوج المدارس النحوية المختلفة، البصرية والكوفية
(1) ولمزيد من الشواهد في نفس هذه الجزئية يُنْظَرُ: [1/ 316ب15]
(2)
ولمزيد من الشواهد في نفس هذه الجزئية تُنْظَرُ أيضًا المواضع الآتية: [4/ 546ب2]، [2/ 81ب5]، [2/ 244ب6]، [1/ 432ب21]، [2/ 148ب4]
(3)
ولمزيد من الشواهد في نفس هذه الجزئية يُنْظَرُ: [4/ 546ب2]، [1/ 234ب2]
والبغدادية والأندلسية (1). كما أن كتابه المغني في الواقع ((موسوعة كبرى لعرض آراء النحاة السابقين له في مختلف الأصقاع العربية)) (2). كما أنه في هذا الكتاب وضع كثيرا من ((الضوابط النحوية)) (3).
ب ـ إذا تتبعنا المصطلحات التي أوردها الأستاذ الهادي الجطلاوي تاريخيا فيمكن أن نقول:
إن مصطلح نائب الفاعل الذي استقر عند ابن هشام من ابتكار ابن مالك من علماء القرن السابع الهجري، الذي ينتمي إلى المدرسة الأندلسية (4)، يقول الأستاذ عبد السلام هارون:((نائب الفاعل: قد يظن أن هذا المصطلح النحوي قديم أصيل وإنما هو مصطلح طارئ ابتدعه نحوي متأخر هو محمد بن عبد الله بن عبد الله ابن مالك صاحب الألفية؛ أي في القرن السابع الهجري؛ إذ كانت حياته بين سنتي 600/ 672، قال أبو حيان: لم أر مثل هذه الترجمة إلا لابن مالك، وقال الشيخ الخضري في حاشيته علي الألفية: هذه الترجمة مصطلح المصنف، وهي أولى وأخصر من قول الجمهور: المفعول الذي لم يسم فاعله؛ لأنه لا يشمل غير المفعول مما ينوب كالظرف، ولأنه ـ أي قول الجمهور ـ يشمل المفعول الثاني في نحو أعطي زيد دينارا، فالتسمية القديمة إذن غير جامعة لأنها تخرج الظروف وغير مانعة لأنها تدخل المفعول الثاني)) (5).
(1) شوقي ضيف: المدارس النحوية، ص 351
(2)
شوقي ضيف: المدارس النحوية، ص 354
(3)
شوقي ضيف: المدارس النحوية، ص 354
(4)
شوقي ضيف: المدارس النحوية، ص 288/ 309
(5)
كناشة النوادر: ص 46، دار الطلائع، ط2
وأما مصطلح النعت فمن العلماء من يرى أنه من اصطلاحات الكوفيين، قال أبو حيان:((والتعبير به [أي النعت] اصطلاح الكوفيين وربما قاله البصريون والأكثر عندهم الوصف والصف)) (1).
ومن الباحثين من يرى أنه بالرغم من أن ((اصطلاح النعت قد انتشر على أيدي الكوفيين، فليس لهم فضل اختراعه، فهم في ذلك متبعون لا مبتدعون، كما زعم الدكتور شوقي ضيف بأن الفراء هو أول من اصطلح على تسمية النعت باسمه)) (2).
وبعض النحويين يرى أن بين النعت والصفة كمصطلحين خصوصا وعموما، فـ ((النعت يكون بالحلية نحو: طويل وقصير، والصفة تكون بالأفعال نحو ضارب وخارج، وعلى هذا يقال للبارئ سبحانه موصوف، ولا يقال له منعوت وعلى الأول هو موصوف ومنعوت)) (3).
أما المفاعيل: المفعول به، المفعول المطلق، المفعول لأجله، فقد ذكر أبو حيان في شرح التسهيل أن ((انقسام المفعول إلي مفعول مطلق ومفعول به وله وفيه ومعه هو مذهب البصريين وأما الكوفيون فزعموا أن الفعل إنما له مفعول واحد وهو المفعول به وباقيها عندهم ليس شيء منها مفعولا وإنما مشبه بالمفعول)) (4).
وعليه فإن المفاعيل السابقة بأسمائها المستقرة حاليا هي مصطلحات بصرية.
ويطلق الفراء مصطلح التفسير على التمييز، وانتشر استخدام هذا المصطلح بعد ذلك، ومصطلح التفسير بمعنى التمييز فمن ابتكارات الخليل (5).
(1) السيوطي: همع الهوامع، 3/ 117، تحقيق: أحمد شمس الدين، دار الكتب العلمية، بيروت، لبنان.
(2)
عوض حمد القوزي: المصطلح النحوي، نشأته وتطوره حتى أواخر القرن الثالث الهجري، ص 166، الناشر: عمادة شئون المكتبات، جامعة الرياض، ط1، 1981م
(3)
ابن يعيش: شرح المفصل، 2/ 232، ت: د. إميل بديع يعقوب، دار الكتب العلمية، بيروت
(4)
همع الهوامع: 2/ 5
(5)
عوض حمد القوزي: المصطلح النحوي، ص 165
وحروف الخفض مصطلح تردد عند أعلام مدرسة الكوفة، قال الإمام أحمد ابن يحيي أبو العباس ثعلب إمام الكوفيين في النحو واللغة (1):((الباء أدخل في حروف الخفض من الكاف؛ لأن الكاف تكون اسما)) (2). أما مصطلح حروف الجر فقد تردد عند سيبوبه في أكثر من موضع منها قوله: ((هذا باب ما لا يجوز فيه الإضمارُ من حروف الجر)) (3).
ج ـ أن المصطلحات غير المستقرة هي مصطلحات ((طويلة)) نسبيا بالمقارنة بالمصطلحات عند ابن هشام، المتوفي في النصف الثاني من القرن الثامن الهجري
وطول المصطلح سمة اتصف بها نحاتنا الأقدمون، وعلى رأسهم سيبويه (4)، فقد شاع ((في كثير من تآليف ذلك العصر المبكر نحوية وغير نحوية إطالة تراجم الأبواب أوعناوينها تحقيقا لأغراض محددة هي:
1ـ تحقيق الإعلام بمضمون الباب في ترجمته أوعنوانه.
2ـ تحقيق بيان المناسبة بين ترجمة الباب أوعنوانه، وبين المعلومات الواردة فيه.
3ـ الدلالة على مطابقة العنوان لما يرد تحته)) (5).
غير أنه ـ وهذه هي طبيعة المصطلحات ـ في المراحل اللاحقة بدأ المصطلحات في اختصار نفسها، ليسهل حفظها وترددها.
(1) معجم الأدباء: 2/ 536
(2)
تفسير القرطبي: 9/ 182
(3)
الكتاب: 2/ 383، وبقية المواضع: 3/ 79، 3/ 147، 3/ 154، 3/ 220، 3/ 268، 3/ 496
(4)
لاحظ هذا عدد من العلماء منهم: الشيخ عبد الخالق عضيمة في دراسته لأسلوب الكتاب ص 96، والأستاذ: علي النجدي ناصف، في كتابه: سيبويه إمام النحاة، ص 159، [يُنْظَرُ: الفرار من الإبهام، إيثار الوضوح وأثره في صياغة المصطحات النحوية: د. خالد فهمي، ص 509 ـ 510، بحث ضمن كتاب المؤتمر الثالث للعربية والدراسات النحوية، دار العلوم، 2005 م، بعنوان: العربية بين نحوي الجملة ونحوالنص]
(5)
إيثار الوضوح وأثره في صياغة المصطحات النحوية: د. خالد فهمي، ص 511
د ـ الاستقرار للمصطلح النحوي ((مرحلة تالية لمرحلة شهدت مدارسات وخصومات شديدة ومناظرات في هذا العلم لم تهدأ حتى استقر النحو، ورست حدوده ومصطلحاته بالشكل الذي وصل إلينا)) (1).
هـ ـ ينبغي لدارسي كتب النحو القديمة من تحرير المصطلحات النحوية المستخدمة من قبل العلماء في هذه المؤلفات حتى يسهل فهم عباراتهم.
****
(1) عوض حمد القوزي: المصطلح النحوي، ص 156