الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
((واشتارته: في موضع النصب على الحال، كأنه قال: وأرى الجنى مشتارة له أيد عواسل، والعواسل التي تأخذ العسل)) (1).
وقال عند قوله:
وَصَيَّروا الأَبرُجَ العُليا مُرَتِّبَةً
…
ما كانَ مُنقَلِبًا أَو غَيرَ مُنقَلِبِ [بحر البسيط]
((الوجه أن يروى مرتبة بكسر التاء، ويكون قوله: ما كان منقلبا في موضع بدل من مرتبة)) (2).
****
[د] ملحوظات نحوية عند أبي العلاء:
1ـ جواز الإضمار قبل الذكر؛ إذا دلَّ المعنى على ذلك (3). وجواز الحذف بدلالة السياق (4).
2ـ أجاز أبوالعلاء أن ((يوضع ((كل)) في موضع ((كلا)))) (5).
3ـ جواز حذف المبتدأ في جملة صلة الموصول:
بِأَبي وَإِن حَسُنَت لَهُ بِأَبي
…
مَن لَيسَ يَعرِفُ غَيرَ ما أَرَبي [بحر الكامل]
((يجوز أن تكون ما في معنى الذي ويكون: ((هو)) مقدر، كأنه قال: غير الذي هو أربي)) (6).
4 ـ يقر أبوالعلاء بوقوع التطور النحوي:
(1) ديوان أبي تمام بشرح التبريزي: [3/ 123ب32].
(2)
ديوان أبي تمام بشرح التبريزي: [1/ 44ب8].
(3)
ديوان أبي تمام بشرح التبريزي: [2/ 225ب7].
(4)
ديوان أبي تمام بشرح التبريزي: [3/ 309ب4].
(5)
ديوان أبي تمام بشرح التبريزي: [1/ 211 ـ 212ب35]. ومن إشارات العلماء في هذا المقام أن ((كلا لفظة مفردة، وهي بمنزلة كل في المعنى)). [ينظر: المعجم الوافي في أدوات النحوالعربي: د. على توفيق الحمد، يوسف جميل، ص 25،دار الأمل، ط2، 1414هـ، 1993م]
(6)
ديوان أبي تمام بشرح التبريزي: [4/ 164ب1].
ـ قال عند قول أبي تمام:
اُنظُر وَإِيّاكَ الهَوى لا تُمكِنَن
…
سُلطانَهُ مِن مُقلَةٍ شَوساءِ [بحر الكامل]
((كان النحويون المتقدمون يرون أن ((إياك)) ينبغي أن تُسْتعمل مع الواومثل قولهم: إياكَ وزيدًا، وينكرون مجيئها على غير ذلك إلا أن تُستعمل بـ ((أن)) كقولك: إياك أن تقومَ، وإياك أن تذهبَ، والواوعندهم مُرادة، كأنه قال: إياك وأن تذهب، ولكن الواوحُذفت كحذف الباء مع ((أن)) في مواضع كثيرة، وكذلك تُحذف معها حروف الخفض، يُقال نهيتُكَ أن تفعل؛ أي: عن أن تفعل، وأمرتُك أن تفعل، والمراد بأن تفعل)) (1).
5ـ التعبير بالمفرد عن المثنى كثير في العربية، وكذلك التعبير بالمفرد عن الجمع:
أـ قال عند قول أبي تمام:
إِذا كانَتِ النُعمى سَلوبًا مِن امرِئٍ
…
غَدَت مِن خَليجَي كَفِّهِ وَهيَ مُتبَعُ [بحر الطويل]
((إنما أراد من ((خليجي كفيه))؛ فدل عليهما بالكف الواحدة، ومثل هذا كثير)) (2).
ب ـ قال عند قول أبي تمام:
إِنَّ الأَسِنَّةَ وَالماذِيَّ مُذ كَثُرا
…
فَلا الصَّياصي لَها قَدرٌ وَلا اليَلَبُ [بحر البسيط]
((وقوله: مذ كثرا، جعل الأسنة والماذيَّ كالاثنين، وإن كان كل واحد منهما يقع على جمع، وهومثل قول الأسود بن يعفر (3):
إن المنيّةَ والحتُوفَ كلاهما
…
يُوفي المخارمَ يرقبان سوادي [بحر الكامل]
(1) ديوان أبي تمام بشرح التبريزي: [1/ 13ب9].، وينظر أيضًا:[1/ 7ب1]، ويقر التبريزي بوقوع التطور في البنية الصرفية، فيقول:((وسِيُّ: تُخَفَّفُ وتُثَقَّل، والتثقيل الأصل)). [3/ 216ب24 ـ 25]
(2)
ديوان أبي تمام بشرح التبريزي: [2/ 329ب30].
(3)
هو: الأسود بن يعفر النهشلي الدارمي التميمي، أبونهشل، وأبوالجراح [نحو22 ق هـ = نحو600 م]، شاعر جاهلي، كان فصيحًا جوادا. [الأعلام:1/ 330] والبيت ذكره د. حنا جميل حداد في ((معجم شواهد النحوالشعرية))، ص:359، وقال:((مصادره: الشاهد للأسود بن يعفر في ديوانه ص26،والسيوطي 188،والسمط 174،وهوبلا نسبة في مجاز القرآن 2/ 38))
فجعل الحتوف كالواحد)) (1).
والاقتباسان السابقان يُوقفاننا على ملمح طريف في اللغة العربية ألا وهو:
من المألوف أن تعبر اللغة بالمفرد عن المفرد، وبالمثنى عن المثنى، وبالجمع عن الجمع، ومن غير المألوف أن نعبر بالمفرد عن المثنى، وبالمفرد عن الجمع، وبالمثنى عن المفرد، وبالمثنى عن الجمع، وبالجمع عن المفرد وبالجمع عن المثنى. ويمكن أن نعبر عما سبق بصورة أوضح من خلال الجدول التالي:
م
…
الأسلوب المألوف
…
الأسلوب غير المألوف
…
مثال
1
…
التعبير بالمفرد عن مفرد
…
التعبير بمفرد عن مثنى
…
الاقتباس الأول لأبي العلاء
2
…
التعبير بمفرد عن جمع
…
ٹ ٹ چ ? ? ? چ [غافر: 67]، أي أطفالا (2).
3
…
التعبير بالمثنى عن مثنى
…
التعبير بالمثنى عن مفرد
…
ٹ ٹ چ ? ? ? ?
…
? ہ چ [ق: 24]، وهو خطاب لمالك خازن جهنم (3).
4
…
التعبير بالمثنى عن جمع
…
ٹ ٹ چ ں ں ? ? ? چ [الحج: 19]
5
…
التعبير بالجمع عن الجمع
…
التعبير بالجمع عن المفرد
…
ٹ ٹ چ ? ? ? ژ ژ چ [التوبة: 17]، وإنما أراد المسجد الحرام
6
…
التعبير بالجمع عن المثنى
…
ٹ ٹ چ ہ ہ ہ ہ ھ ھ ھ ھ چ [البقرة: 87](4).
(1) ديوان أبي تمام بشرح التبريزي: [1/ 256ب47].
(2)
أبو منصور الثعالبي: فقه اللغة وسر العربية، ص 329
(3)
السابق: ص 329
(4)
ومن أتى من الرسل بعد موسى عيسى ونبينا عليهم جميعا أفضل صلاة أزكى سلام.
ولاشك أن أي خروج عن الأسلوب المألوف أمر له دلالته، منها على سبيل المثال: إعمال العقل وإثارة الذهن للتأمل والتنقيب، وإبراز أهمية المعنى أو القضية المعبر عنها هذا الأسلوب، وعامة فإن ((الخروج على النسق له وظائف في الشعر وفي غيره من الفنون، فهو يقاوم ذلك الخدر الناشئ من التكرار المنتظر؛ فيثير الانتباه واليقظة، ودعم الجانب الفكري في مواجهة الجانب الحسي، ويجعل العمل الفني أقدر على التعبير)) (1). وقديما قال سيبويه عن الشعراء: ((وليس شيء يضطَرون إليه إلا وهمْ يحاوِلون به وجها.)) (2).
6ـ جواز أن تقع ((مَنْ)) على ما لا يعقل إذا خُلِطَ الإنسُ بغيرهم:
قال عند قول أبي تمام:
وَالعِلمُ في شُهُبِ الأَرماحِ لامِعَةً
…
بَينَ الخَميسَينِ لا في السَّبعَةِ الشُّهُبِ [بحر البسيط].
((جاء في التنزيل قوله تعالى: چ ? ? ?
…
? ? ?? ? ? ٹ
…
ٹ ٹ ٹ ? ? ? ? ? ? ?
…
? ?? ? ? ? ?? چ [النور45] لما خلط الإنس بغيرهم جاز أن يوقع مَنْ على ما لا يعقل)) (3).
وقد عقد الثعالبي فصلا في كتابه ((فقه اللغة وأسرار العربية)) سماه: ((فصل في إجراء ما لا يعقل ولا يفهم من الحيوان مُجرى بني آدم)) قال فيه: ((ذلك من سنن العرب كما تقول: أكلوني البراغيث وكما قال عز وجل: چ ? ? ?
…
? ? ? ? ? ں ں ? ? چ [النمل: 18]، وكما قال سبحانه وتعالى: چ ? ? ?
…
? ? ?? ? ? ٹ
…
ٹ ٹ ٹ ? ? ? ? ? ? ?
…
? ?? ? ? ? ?? چ [النور45]، ويقال: إنه قال ذلك تغليبا لمن يمشي على رجلين وهم
(1) د. علي يونس: نظرة جديدة في موسيقى الشعر العربي، 172
(2)
الكتاب: 1/ 32
(3)
ديوان أبي تمام بشرح التبريزي: [1/ 42ب3].
بنوآدم، ومن سنن العرب تغليب ما يعقل كما يُغَلَّب المذكّر على المؤنَّث إذا اجتمعا)) (1).
7 ـ أشار أبوالعلاء إلى كلمات لها استعمالات نحوية خاصة:
ـ كلمة خَلاق: قال: ((يقال ما له من خلاق؛ أي: نصيب في الخير، ولا يكادون يستعملون هذه الكلمة إلا في النفي)) (2).
ـ كلمة ((قد)): قال أبوالعلاء: (([قيل] لا يعرف في كلام فصيح: قَدْهُ ولا قَدْها، ولا قَدْ زيدٍ. وقد زعم قومٌ أنها إذا اسْتُعْملت مع الظاهر خفضته، وقيل يجوز خفضه ونصبه. والصحيح إنها تستعمل مع الكاف والنون والياء، بهذه الأحرف جاء السماع من العرب)) (3).
8 ـ لدن تضاف إلى الجملة إذا وقعت على الحين (4).
9 ـ يرى أبوالعلاء مع فريق من النحاة جواز حذف المنادى (5).
10 ـ العرب كثر في ألفاظهم حذف ((لا)) في القسم، كقولهم: والله أدخل المدينة راكبًا (6).
11ـ حذف المضاف ـ عند العرب ـ ((شائع في كلامهم كثير)) (7).
12 ـ إدخال النفي على ((كاد)) يخرجها إلى معنى الإيجاب:
(1) ص 327
(2)
ديوان أبي تمام بشرح التبريزي: [2/ 447ب2].
(3)
ديوان أبي تمام بشرح التبريزي: [1/ 20ـ 21ب1].
(4)
ديوان أبي تمام بشرح التبريزي: [1/ 240ب3].
(5)
ديوان أبي تمام بشرح التبريزي: [2/ 402ب3].
(6)
ديوان أبي تمام بشرح التبريزي: [3/ 103ب23]. وأيد التبريزي هذا الكلام في موضعين له: [1/ 440ب52]، [3/ 218ب3]
(7)
ديوان أبي تمام بشرح التبريزي: [1/ 330ب6].
قال أبوالعلاء: ((وإذا أُدْخِل النفي على كاد أخرجها إلى معنى الإيجاب في معظم كلامهم، كقوله تعالى: چ ? چ چ چ چ چ [البقرة 71]؛ أي: قد فعلوا بعد إبطاء، وكذلك يقال: ما كاد فلان يعطينا شيئا؛ أي: قد أعطانا بعد تعذر، ولها معنى آخر [؛ أي: كاد مع النفي] إلا أنه قليل التردد، تقول: ما كاد يقوم أخوك؛ أي: لم يقم ولم يقارب، وعلى هذا حمل المفسرون الآية: چ ? ? ? ?
…
? ? چ [النور 40]؛ أي: لم يرها ولم يكد، ومثل هذا قلما يستعمل)) (1).
13ـ حَذَارِ وما جرى مجراها لا تضاف إلا أن تخرج عن بابها (2).
14ـ طيئ تستعمل ذوفي معنى الذي وتُلْزمُها الواوفي الرفع والنصب والخفض (3).
15ـ من علامات جملة الحال:
أشار أبوالعلاء إلى أن جملة الحال يصح وضع كلمة ((الذي)) قبلها، وتكون
((الذي)) وما بعدها في موضع صفة لما قبلها (4).
****
(1) ديوان أبي تمام بشرح التبريزي: [3/ 177ب3].
(2)
ديوان أبي تمام بشرح التبريزي: [4/ 6ب1].
(3)
ديوان أبي تمام بشرح التبريزي: [1/ 226ب21].
(4)
ديوان أبي تمام بشرح التبريزي: [1/ 257ب51ـ52].