المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ العنصر السادس من عناصر المنهج: الاهتمام بالجوانب الدلالية للكلمة المشروحة: - شرحا أبي العلاء والخطيب التبريزي على ديوان أبي تمام دراسة نحوية صرفية

[إيهاب سلامة]

فهرس الكتاب

- ‌المقدمة

- ‌التمهيد

- ‌المبحث الأول: نبذة عن شعر أبي تمام وديوانه وشراحه

- ‌المبحث الثاني: ترجمة أبي تمام

- ‌(1) اسمه ولقبه ومولده:

- ‌(2) مكانته وشعره:

- ‌(3) مذهبه في الشعر:

- ‌(4) مؤلفاته:

- ‌(5) وفاته:

- ‌المبحث الثالث: ترجمة أبي العلاء

- ‌(1) اسمه ومولده ومنشؤه:

- ‌(2) مكانته وفضله:

- ‌(3) ثقافته وعلمه:

- ‌(أ) إجادته للغة:

- ‌(ب) ثقافته الموسوعية:

- ‌(4) رواية أبي العلاء للقراءات والحديث:

- ‌(5) إلمام أبي العلاء بشعر أبي تمام:

- ‌(6) تلاميذه ومؤلفاته:

- ‌(7) وفاته:

- ‌المبحث الرابع: ترجمة التبريزي

- ‌(1) مولده ومنشؤه وطلبه العلم:

- ‌(2) رحلته إلي أبي العلاء:

- ‌(3) علمه وفضله:

- ‌(4) إلمام التبريزي بشعر أبي تمام:

- ‌(5) مؤلفاته:

- ‌(6) تلامذة التبريزي:

- ‌(7) وفاته:

- ‌الباب الأولشرحا أبي العلاء والتبريزي دراسة نحوية صرفية

- ‌الفصل الأولالأصول النحوية عند أبي العلاء والتبريزي

- ‌تمهيد: النحو عند أبي العلاء والتبريزي

- ‌أولا النحو عند أبي العلاء:

- ‌ثانيا النحو عند التبريزي:

- ‌المبحث الأولنبذة مختصرة عن المدارس النحوية ومناهجها والأصول النحوية

- ‌ المدرسة البصرية

- ‌المدرسة الكوفية:

- ‌المدرسة البغدادية:

- ‌الأصول النحوية:

- ‌المبحث الثانيالأصول النحوية عند أبي العلاء

- ‌السماع:

- ‌القياس:

- ‌الإجماع عند أبي العلاء:

- ‌نظرية العامل عند أبي العلاء:

- ‌المذهب النحوي لأبي العلاء:

- ‌المبحث الثالث: الأصول النحوية عند التبريزي

- ‌أولا السماع:

- ‌ثانيا القياس عند التبريزي:

- ‌المبحث الرابع: الأصول النحوية بين أبي العلاء والتبريزي

- ‌الفصل الثانيالدراسة الصرفية والنحوية لشرحي أبي العلاء والتبريزي

- ‌المبحث الأولالدراسة الصرفية لشرح أبي العلاء

- ‌المبحث الثاني: الدراسة الصرفية لشرح التبريزي

- ‌ المجموعة الأولى:دراسة المادة الصرفية المتعلقة بالبنى الصرفية عند التبريزي:

- ‌ المجموعة الثانية: دراسة كل ما هومتعلق بالحرف صوتا وإعلالا وإبدلا وغيره

- ‌المبحث الثالث:دراسة المادة النحوية في شرح أبي العلاء

- ‌[أ] دراسة المادة النحوبة المتعلقة بالمنصوبات:

- ‌[ب] دراسة المادة النحوية المتعلقة بالمجرورات:

- ‌[ج] دراسة المادة النحوية المتعلقة بالتوابع:

- ‌[د] ملحوظات نحوية عند أبي العلاء:

- ‌المبحث الرابع:دراسة المادة النحوية في شرح التبريزي

- ‌[أ] دراسة المادة النحوبة المتعلقة بالمنصوبات:

- ‌[ب] دراسة المادة النحوية المتعلقة بالمجرورات:

- ‌[ج] دراسة المادة النحوية المتعلقة بالتوابع:

- ‌[د] دراسة المادة النحوية المتعلقة بالمجزومات:

- ‌المبحث الخامس:الموازنة بين المادة الصرفية والنحوية عند أبي العلاء والتبريزي

- ‌ الملحوظة الأولى:

- ‌ الملحوظة الثانية:

- ‌ الملحوظة الثالثة:

- ‌الفصل الثالثنظرات نصية في شرح أبي العلاء والتبريزي

- ‌المبحث الأول: التعريف بعلم النص

- ‌المبحث الثاني: وسائل التماسك النصي

- ‌المبحث الثالث: نظرات نصية في شرح أبي العلاء والتبريزي

- ‌الباب الثانيمنهجا أبي العلاء والتبريزي في شرح ديوان أبي تمام

- ‌تمهيد: أهمية الحديث عن المنهج والوقوف على مناهج العلماء

- ‌تحرير مصطلح ((منهج)) المستخدم في هذا الباب

- ‌الفصل الأولمنهج أبي العلاء في شرح ديوان أبي تمام

- ‌ العنصر الأول من عناصر المنهج ((توثيق الرواية)):

- ‌ العنصر الثالث من عناصر المنهج: توظيف الخصائص والسمات الأساسية للبيئة اللغوية الفصيحة المستقرة في عصره:

- ‌ العنصر الرابع من عناصر المنهج عند أبي العلاء: توظيف خصائص الصنعة الشعرية:

- ‌ العنصر الخامس من عناصر المنهج: تأويل البيت كل التأويلات الممكنة في غياب القرينة المحددة لمعنى معين:

- ‌ العنصر السادس من عناصر المنهج: الاهتمام بالجوانب الدلالية للكلمة المشروحة:

- ‌ العنصر السابع من عناصر المنهج عند أبي العلاء: الشرح بالإعراب:

- ‌ العنصر الثامن من عناصر المنهج عند أبي العلاء: دعم الشرح وتأييده بالآيات القرآنية والأحاديث النبوية والشعر والأمثال العربية وأقوال الأدباء:

- ‌الفصل الثانيمنهج التبريزي في شرح ديوان أبي تمام

- ‌1) العنصر الأول من عناصر المنهج: توثيق الرواية:

- ‌2) العنصر الثاني من عناصر المنهج: توظيف القرائن:

- ‌3) العنصر الثالث من عناصر المنهج: توظيف الخصائص والسمات الأساسية للبيئة اللغوية الفصيحة المستقرة في عصره في شرح الديوان:

- ‌4 ـ العنصر الرابع من عناصر المنهج: الاعتماد على الاستعمال اللغوي (أوالكلامي) للألفاظ

- ‌5) العنصر الخامس من عناصر المنهج: الاهتمام الدلالي بالكلمة:

- ‌6) العنصر السادس من عناصر المنهج: الحرص على ذكر غرض القصيدة وسبب قولها قبل الشروع في شرحها:

- ‌7) العنصر السابع من عناصر المنهج: الحرص على ذكر بحر ووزن القصيدة ولقب القافية:

- ‌8) العنصر الثامن من عناصر المنهج: دعم الشرح بالآيات القرآنية والأحاديث النبوية، وبالأبيات الشعرية، والأمثال:

- ‌الفصل الثالث:منهجا أبي العلاء والتبريزي: العلاقات الداخلية والخارجية

- ‌ المبحث الأول: مقارنة بين منهجي أبي العلاء والتبريزي

- ‌ المبحث الثاني:أوجه التشابه بين منهجي أبي العلاء والتبريزي وبين منهج مفسري القرآن الكريم

- ‌ المبحث الثالث:بين منهج أبي العلاء والتبريزي والمناهج الأدبية المعاصرة

- ‌الخاتمة

- ‌قائمة المراجع

- ‌أولا ـ المراجع العربية

- ‌ثانيا المراجع الأجنبية

- ‌ملخص الرسالة

الفصل: ‌ العنصر السادس من عناصر المنهج: الاهتمام بالجوانب الدلالية للكلمة المشروحة:

((.. يريد أنه لما أصابها الوَلَهُ اشتد عليه ذلك؛ فأظلم كل شيء بينها وبينه، وهذا كلام مستعمل، يقال: فلان قال كذا وفعل كذا؛ فاسودَّت الدنيا في عيني، ويقال: كان كذا من فلان؛ فاسودَّ ما بيني وبينه، وقد يؤدي لفظ الطائي معنى آخر، وهوأن الأشياء أظلمت دونها؛ أي: غيرها)) (1).

وـ تأويل البيت بما يناسب السياق الغير لغوي:

كان أبوالعلاء في تأويله للأبيات يراعي السياق غير اللغوي (سياق الحال)، ويحاول أن يأتي بتأويله منسجما مع هذا السياق، ومثال ذلك:

ـ قال أبوالعلاء عند قول أبي تمام:

يَتَساقَونَ في الوَغى كَأسَ مَوتٍ

وَهيَ مَوصولَةٌ بِكَأسِ رَحيقِ [بحر الخفيف]

((هذا يحتمل غير وجه، من ذلك أن المسلمين الذين يقاتلون الكفار يدخلون الجنة؛ فيسقون من الرحيق المختوم، ولا يمتنع أن يريد سبي نسائهم، وتمتع الذين يقاتلونهم بهن؛ فيجعل الريق مثل الرحيق، وقد يمكن أن يكون الطائي علم أن الممدوح يستعمل الشراب؛ فقال هذه المقالة؛ أي: إنه إذا تفرغ عن قتال الأعداء رجع إلى حالة السلم)) (2).

ـ‌

‌ العنصر السادس من عناصر المنهج: الاهتمام بالجوانب الدلالية للكلمة المشروحة:

كان أبوالعلاء يهتم بالكلمة دلاليا، ويسعى لتوضيح الجوانب الدلالية للكلمة ويتجلى هذا الاهتمام الدلالي في الاهتمام بتتبع التطور الدلالي للفظة وتحديد استعمالها، وما يصاحبها من ألفاظ أخرى.

ـ الاهتمام بتتبع التطور الدلالي للفظة:

اهتم أبوالعلاء بتتبع التطور الدلالي للفظة، والمواضع والنصوص التي جمعها البحث تثبت أنه كان على علم بهذا التطور وبمظاهره التي تتمثل في ثلاثة مظاهر وهي: تخصيص الدلالة، تعميم الدلالة، تغيير مجال استعمال الكلمة.

(1) يُنْظَرُ ديوان أبي تمام بشرح التبريزي: [3/ 248].

(2)

يُنْظَرُ ديوان أبي تمام بشرح التبريزي: [2/ 434].

ص: 357

أي أن معنى الكلمة يحدث فيه تضييق أواتساع أوانتقال. فهناك تضييق عند الخروج من معنى عام إلى خاص، وهناك اتساع عكس ما سبق؛ أي: عند الخروج من معنى خاص إلى معنى عام، وهناك انتقال عندما يتعادل المعنيان، أوإذا كانا لا يختلفان من جهة العموم والخصوص، كما في ((حالة انتقال الكلمة من المحل إلى الحال، أومن السبب إلى المسبب

ولسنا في حاجة إلى القول بأن الاتساع والتضييق ينشآن من الانتقال في أغلب الأحيان، وأن انتقال المعنى يتضمن طرائق شتى، يطلق عليها النحاة (1) أسماء اصطلاحية)) (2)، و ((من هذه الأسماء الاصطلاحية: المجاز المرسل والاستعارة)) (3).

ويظهر التطور الدلالي عند أبي العلاء في مظهرين فقط: الاتساع والانتقال. فأما عن المظهر الأول للتطور الدلالي ـ الاتساع الدلالي ـ فيظهر نظريا في قول أبي العلاء: ((المعاني تحدثُ في الأسماء لأغراض تقع لم تكن قديمة)) (4).

وتظهر تطبيقا في الأمثلة التالية:

ـ مَعْقِل: ((أصل ذلك في الجبل، يقال: قد عَقَلَ الوعْلُ؛ إذا حصل في موضع عال لا يوصل إليه فيه، ثم قيل لكل حصن معقل، ثم كثر الكلام حتى قيل: فلان معقلي؛ أى: الذي أمتنع به، وكذلك سيف فلان معقله؛ أي: يقوم له مقام المعقل)) (5).

(1) هكذا نقلها د. رمضان عبد التواب في كتابه التطور اللغوي، عن كتاب اللغة لفندريس، ترجمة عبد الحميد الدواخلي ومحمد القصاص.

(2)

اللغة لفندريس، 256، نقلا عن التطور اللغوي، مظاهره وعلله وقوانينه: د. رمضان عبد التواب، ص 114 ـ 115 (ط الأولى، مكتبة الخانجي)

(3)

التطور اللغوي، مظاهره وعلله وقوانينه: د. رمضان عبد التواب، ص 114 ـ 115، وينظر أيضا: دور الكلمة في اللغة: ستيفن أولمان، ترجمة: د. كمال بشر، ص 162 ـ 163، (بدون تاريخ للطبعة ـ مكتبة الشباب).

(4)

يُنْظَرُ ديوان أبي تمام بشرح التبريزي: [4/ 26، ب 40].

(5)

يُنْظَرُ ديوان أبي تمام بشرح التبريزي: [3/ 28].

ص: 358

ـ وقال: الإياب: ((أصل الإياب أن يجيء الرجل مع الليل، وكثر ذلك حتى قيل للغائب إذا قدم قد آب)) (1).

ـ وقال: اللِّبان: ((مصدر لابنه يُلابِنُه لِبانًا؛ إذا رضع من لَبن أمه، وربما أخرج إلى غير الإنس على التوسع والمجاز)) (2).

ـ وقال: اغلولب: ((أصل اغلولب في غلظ العنق، ثم استعمل في غيره؛ فقالوا: نخل مغلولب؛ أي: غلاظ، ونبت مغلولب؛ أي: كثر واتصل بعضه ببعض)) (3).

ـ وقال: الصعبة: ((يراد بالصعبة: كل أمر مستصعب، وأصل ذلك في الإبل، ثم استعمل في جميع الأشياء)) (4).

ـ وقال: تَشَاجَرَ: ((تشاجرت الخطوب؛ أي: لقي بعضها بعضًا وتشابكت، ومن ذلك تشاجرت الرماح؛ إذا دخل بعضها في بعض عند الطعان ومنه اشتقاق الشجر لاشتباك الأغصان، ثم كثر ذلك حتي قيل شجره بالرمح؛ إذا طعنه)) (5).

ـ وقال: الوشيج: ((أصل الوشيج كل ما وشج بعضه في بعض؛ أي: اتصل، وأكثر ما يستعمل ذلك في أصول الرماح، ثم يقال لكل ما اتصل وشيج)) (6).

ـ وقال: الفَرْج: ((الفرج موضع المخافة، كأنهم يريدون أن المكان قد حفظ إلا ذلك الموضع، وهومأخوذ من فرج الدُّرَّاعة والقميص)) (7).

ـ وقال: المعين: ((الماء الذي يجري على وجه الأرض، وقد كثر ذلك حتى صار الناس يسمون الماء الذي يستقي من الآبار معينا؛ لأنه ينبع من الأرض؛

(1) يُنْظَرُ ديوان أبي تمام بشرح التبريزي: [1/ 293].

(2)

يُنْظَرُ ديوان أبي تمام بشرح التبريزي: [4/ 11].

(3)

يُنْظَرُ ديوان أبي تمام بشرح التبريزي: [1/ 104].

(4)

يُنْظَرُ ديوان أبي تمام بشرح التبريزي: [2/ 270].

(5)

يُنْظَرُ ديوان أبي تمام بشرح التبريزي: [1/ 38].

(6)

يُنْظَرُ ديوان أبي تمام بشرح التبريزي: [1/ 99].

(7)

يُنْظَرُ ديوان أبي تمام بشرح التبريزي: [1/ 15].

ص: 359

فيفرقون بينه وبين المختزن من ماء المطر وغيره)) (1).

ومما يتعلق بهذا المظهر أيضا تنبيه أبي العلاء المتكرر على الأصل الدلالي المأخوذ منه الكلمة، وقد أحصى البحث 38 موضعًا، نص فيه أبوالعلاء على الأصل الدلالي، وفيما يلي بعضها:

ـ وقال: الخداج: ((النقصان، وأصله في الولد أن يخرج ناقصًا)) (2).

ـ وقال: الفينان: ((الشعر الطويل، وكأنه أخذ من الفنن وهوالغصن المتشعب)) (3).

ـ وقال: الخبت: ((موضع بعينه، وأصل الخبت كل موضع اطمأن، وهومع ذلك سهل)) (4).

ـ وقال: التوجين: ((أصل التوجين تليين الشيء ودَقُّهُ، ومنه قيل لمدقة القَصَّار الميجنة)) (5).

ـ وقال: النياط: ((يستعملون النياط في معنى البُعْد، وأصل النياط من ناطَ الشيءَ بالشيء؛ إذا علقه به)) (6).

ـ وقال: الترهات: ((الأمور المشكلة، وأصله في الطرق المتشعبة عن الطريق الأعظم)) (7).

ـ وقال: سَوْرَة الغضب: ((حدته، وأصله من سار يسور؛ إذا وثب)) (8).

ـ وقال: أضغاث الأحلام: ((هوالمختلط منها المشتبه، وأصله من الضغث، وهو أن يقبض الرجل ملء كفه من النَّبْت؛ فيكون منه ضروب مختلقة)) (9).

(1) يُنْظَرُ ديوان أبي تمام بشرح التبريزي: [3/ 331]، ولمزيد من الأمثلة:[الرُّمَّة: 3/ 27]، [الصعود:1/ 158]، [الرقيق:2/ 439]، [المريرة:1/ 227]، [الخول:1/ 27]، [قَوَّسَ:2/ 179].

(2)

يُنْظَرُ ديوان أبي تمام بشرح التبريزي: [1/ 16].

(3)

يُنْظَرُ ديوان أبي تمام بشرح التبريزي: [1/ 324].

(4)

يُنْظَرُ ديوان أبي تمام بشرح التبريزي: [1/ 282].

(5)

يُنْظَرُ ديوان أبي تمام بشرح التبريزي: [4/ 175].

(6)

يُنْظَرُ ديوان أبي تمام بشرح التبريزي: [1/ 225].

(7)

يُنْظَرُ ديوان أبي تمام بشرح التبريزي: [1/ 151].

(8)

يُنْظَرُ ديوان أبي تمام بشرح التبريزي: [1/ 250].

(9)

يُنْظَرُ ديوان أبي تمام بشرح التبريزي: [1/ 320]، وموضع بقية الأمثلة:[الزَّبْي:3/ 35]، [المتلدد:2/ 420]، [السَّجْر:1/ 22]، [المرمريس:2/ 280]، [النَّعي:4/ 5]، [المتون:1/ 379]، [مُعنقة:1/ 336]، [الحدب:1/ 145]، [السورة:1/ 115]، [الانحتات:2/ 281]، [الإيعاث:1/ 320]، [الذنوب:1/ 85]، [خمر مشمولة:3/ 56]، [النمنمة:2/ 373]، [عتبة:4/ 302]، [البهاليل:1/ 341]، [المناقب:1/ 233]، [المجتبى:2/ 247]، [أشبى الرجل:1/ 183]، [الرادع:2/ 437]، [الارتجال:2/ 279]، [الوطفاء:1/ 24]، [الحصداء:3/ 103]، [القعود:1/ 116]، [الرذية:2/ 223]، [اللزاز:4/ 36]، [فتق:2/ 445].

ص: 360

أما المظهر الثاني من مظاهر التطور الدلالي ـ وهومظهر الانتقال ـ فيتمثل في تنبيه أبي العلاء على استعارات أبي تمام سواء التي تفرد بها أوالتي اتفق فيها مع غيره من الشعراء.

والانتقال الدلالي ـ كما سبق وأن أشرت ـ يتضمن طرائق شتى يطلق عليها النحاة أسماء اصطلاحية: المجاز المرسل والاستعارة. فالمجاز هو: ((اسم لما أريد به غير ما وضع له لمناسبة بينهما

والمجاز إما مرسل، أواستعارة؛ لأن العلاقة المصححة له إما أن تكون مشابهة المنقول إليه بالمنقول عنه في شيء، وإما أن تكون غيرها، فإن كان الأول يسمى المجاز: استعارة)) (1). وهوأيضًا: ((ما جاوز وتعدى عن محله الموضوع له إلى غيره لمناسبة بينهما، وإما من حيث الصورة، أومن حيث المعنى اللازم المشهور، أومن حيث القرب والمجاورة)) (2).

وباعتبار أن المجاز المرسل والاستعارة نوعان من التطور الدلالي نجد أن أبا العلاء كان متنبها لهذا الأمر ومنبِّها عليه في مواضع كثيرة في شرحه قولا وتطبيقا، أما القول فقوله:((.. يستعار ما هوللشيء المقارب غيره؛ فينقل إلى ما قاربه)) (3).

أما التطبيق فيظهر في ستة وخمسين موضعا، منها اثنا عشر موضعا نص أبوالعلاء فيها على تفرد أبي تمام بهذه الاستعارات، وفيما يلي أمثلة لبعض الانفرادات الاستعارية عند أبي تمام:

ـ قال أبوالعلاء عند قول أبي تمام:

مَنَعَ الزِّيارَةَ وَالوِصالَ سَحائِبٌ

شُمُّ الغَوارِبِ جَأبَةُ الأَكتافِ [بحر الكامل]

(1) التعريفات: الجرجاني، ص 257 ـ 258، دار الريان. للتراث، تحقيق: إبراهيم الإبياري

(2)

التعريفات: الجرجاني، ص 258 ـ 259

(3)

يُنْظَرُ ديوان أبي تمام بشرح التبريزي: [3/ 49 ب2].

ص: 361

((.. استعار: ((الشمَّ)) في صفة السحاب، وما يعرف ذلك لأحد قبله)) (1).

ـ وقال أبوالعلاء عند قول أبي تمام:

لا يَأسَفونَ إِذا هُمُ سَمِنَت لَهُم

أَحسابُهُم أَن تُهزَلَ الأَعمارُ [بحر الكامل]

((.. قابل سِمَنَ الحسب بهزال الأعمار، ولم يستعمل ذلك في العمر قبل الطائي، إلا أن يكون شيئا غير مشهور)) (2).

ـ وقال أبوالعلاء عند قول أبي تمام:

فَإِذا نِعمَةُ امرِئٍ فَرِكَتهُ

فَاهتَصِرها إِلَيكَ وَلهى عَروبا [بحر الخفيف]

((.. ((فَرِكَتهُ)): من فَرْك النساء، وهوبغضهن لأزواجهن، وما أَخرج الفِرْك من الحيوان إلى غيره أحد قبل الطائي)) (3). ـ وقال أبوالعلاء عند قول أبي تمام:

لا يُسعِدُ المُشتاقَ وَسنانُ الهَوى

يَبِسُ المَدامِعِ بارِدُ الأَنفاسِ [بحر الكامل]

((الوسنان: الناعس واستعاره هاهنا للهوى، ولم يستعمل ذلك من قبل الطائي)) (4) ..

تعليل اهتمام أبي العلاء بالتنبيه على التطور الدلالي للكلمات المشروحة:

بعد أن أوضحنا اهتمام أبي العلاء (5) بالتطور الدلالي للألفاظ المشروحة، قد يثور سؤال: لماذا كان اهتمام أبي العلاء بهذا التطور؟

وللإجابة عن هذا السؤال نمهد بالحقائق اللغوية الآتية:

(1) يُنْظَرُ ديوان أبي تمام بشرح التبريزي: [2/ 389].

(2)

يُنْظَرُ ديوان أبي تمام بشرح التبريزي: [2/ 176 ـ 177].

(3)

يُنْظَرُ ديوان أبيس تمام بشرح التبريزي: [1/ 172].

(4)

يُنْظَرُ ديوان أبي تمام بشرح التبريزي: [2/ 243].وبقية المواضع التي تفرد فيها أبوتمام ينظر ديوان أبي تمام: [1/ 136]، [1/ 268]، [1/ 29]، [2/ 227]، [2/ 243]، [2/ 438]، [2/ 438]، [3/ 223]، [3/ 49]، [3/ 58]. أما المواضع التي اشترك فبها أبوتمام مع بقية الشعراء:[1/ 118]، [1/ 264ـ 265]، [1/ 394]، [2/ 155]، [2/ 223]، [2/ 229]، [2/ 231]، [2/ 361]، [2/ 379]، [2/ 380]، [2/ 381]، [2/ 421]، [3/ 108]، [3/ 14]، [3/ 38]، [4/ 28]، [4/ 34 ـ 35].

(5)

وسيأتي فيما بعد أن التبريزي كان يهتم بهذا التطور الدلالي للألفاظ بصورة أشد من أبي العلاء.

ص: 362

1ـ أن المفردات لا تستقر على حال، وذلك لأن ((الحياة تشجع على تغير المفردات؛ لأنها تضاعف الأسباب التي تؤثر في الكلمات، فالعلاقات الاجتماعية والصناعات، والعُدد المتنوعة تعمل على تغير المفردات، وتقصي الكلمات القديمة، أوتحور معناها، وتتطلب خلق كلمات جديدة)) (1).

2ـ إن كل جماعة لغوية تترابط لغويا، وتتحول إلى جماعة ثقافية متميزة تصوغ بين الحين والآخر مدلولات جديدة للكلمات بحكم استخدامها للأشياء ومرورها بتجارب مختلفة، ولهذا كانت المدلولات سابقة لدوالها (2).

3ـ اللغة ليست هامدة أوساكنة بحال من الأحوال، بالرغم من أن تقدمها قد يبدو بطيئا في بعض الأحايين، فالأصوات والتراكيب والعناصر النحوية وصيغ الكلمات ومعانيها معرضة كلها للتغير والتطور (3).

4ـ تزداد سرعة التطور اللغوي بازدياد انتشار اللغة بين غير أهليها، وبازدياد عدد الذين يتكلمونها وتنوعهم (4).

5ـ لغة الشعر ((تنحو إلى استعمال كلمات قديمة؛ لأن الشعر يمتد تاريخيا في ثقافات متنوعة، ويعتمد على التعلم، وعلى شعر سابق)) (5).

6 ـ تتميز اللغة ((بأنها تستطيع أن تضفي على نفسها شكلا من أشكال عدة من خلال تعدد وظائفها: البلاغية، القانونية، الطقوسية، العاطفية

ومن الطبيعي أن الانتقال من المفاهيم إلى الرؤيا يؤسس إزاحة ما داخل اللغة، وكلما اتسعت تلك الإزاحة اقترب النص خطوة أخرى من الشعرية)) (6). ومن الطبيعي أن ((الإزاحة اللغوية، بمعنى الخروج على العرف اللغوي للوظيفة الإبلاغية للغة، لا بد وأن يتبعها نوع من الغموض يتسع كلما اتسعت مساحة تلك

(1) التطور اللغوي: د. رمضان عبد التواب، ص 11، 12.

(2)

التحليل الدلالي، إجراءاته ومناهجه: د. كريم زكي حسام الدين،1/ 11

(3)

دور الكلمة في اللغة: د. كمال بشر، ص 153

(4)

التطور اللغوي: د. رمضان عبد التواب، ص 12.

(5)

مقال بعنوان: ((مقدمة لدراسة التطور الدلالي في العربية الفصحى في العصر الحديث))، بقلم: أحمد محمد قدور، مجلة عالم الفكر، مارس 1986 ص 44، الكويت

(6)

د. عبد العزيز موافي: الرؤية والعبارة، مدخل إلى فهم الشعر، ص 301 مكتبة الإسرة، 2010، الهيئة المصرية العامة للكتاب.

ص: 363

الإزاحة)) (1).

إذا علمنا هذه الحقائق، وأضفنا إليها حقيقة أن الفاصل الزمني بين أبي تمام وبين أبي العلاء هو مائتان وثمانية عشر عاما (218)(2) أدركنا مدى التطور اللغوي الذي قد يصيب ألفاظ اللغة، ومدى سوء الفهم الذي قد يقع فيه قارئ ديوان أبي تمام بعد هذه الفترة التاريخية الكبيرة؛ لذلك وحرصا من أبي العلاء على الفهم الصحيح للديوان كان يقوم بالتحديد الدلالي للألفاظ المشروحة، وتتبع هذا التطور. وقد أحسن أبوالعلاء صنعا لأهل عصره، ومن أتى بعده لفهم الديوان. ولم يفتأ تلميذه التبريزي أن اقتفي أثره في هذا الأمر.

وقد نبه علماء التفسير على أهمية مراعاة التطور الدلالي للألفاظ بمرور الزمن؛ ((فإن كثيرا من الألفاظ كانت تستعمل في زمن التنزيل لمعان ثم غلبت على غيرها بعد ذلك بزمن قريب أو بعيد (

) فعلى المدقق أن يفسر القرآن بحسب المعاني التي كانت مستعملة في عصر نزوله)) (3).

(1) د. عبد العزيز موافي: الرؤية والعبارة، مدخل إلى فهم الشعر، ص 302

(2)

توفي أبوتمام سنة 231هـ، وتوفي أبوالعلاء سنة 449هـ، ينظر ص 12، 27

(3)

تفسير المنار، 1/ 20، وقد نبه علماء الشريعة أيضا على أهمية الأساس اللغوي في فهم النصوص الشرعية، فهو:((الأساس الأول في النص، وهوأساس عام لكل نص في كل لغة، فلا يتوقع فهم لمن لا يعرف لغة ما لنص مكتوب بها، فإذا أضفنا إلى ذلك ما تتميز به اللغة العربية من أساليب متعددة منها الحقيقة والمجاز، وما طرأ على المفردات اللغوية على سعتها من تغير في الدلالات، وما تتسع له اللغة من الاشتقاق، عرفنا كيف يخطئ في الفهم، ويقع في التناقض، من يجهل هذه الجوانب اللغوية في التعامل مع النصوص الواردة بها))، أسباب ورود الحديث، تحليل وتأسيس: د. محمد رأفت سعيد، ص 34.

ص: 364

وننتقل الآن إلى العنصر التالي (1).

(1) وقبل أن ننتقل بالحديث إلى جزئية أخرى من البحث نحب أن نشير إلى ما يمكن تسميته بالإثراء الدلالي عند أبي العلاء:

فأبوالعلاء لم يكن يتتبع فقط الأصل الدلالي والتطور اللغوي، بل يقترح أيضا استعمالات دلالية جديدة، إثراء للمعاني والألفاظ. ندلل على ما نقول بما يلي:

ـ يقول أبوالعلاء: ((والدهاريس: تستعمل في الدواهي، ويجوز أن تنقل الدهاريس إلى صفات الإبل والناس؛ لأنه يراد صفتها بالصبر والجرأة على السير، كما يقال للرجل إذا نُعِت بالفطنة والنكارة إنه داهية)) [2/ 256 ب7]

ـ وقال أيضا: ((الإقراب: أكثر ما يستعمل في الإناث، يقال: فرس مقربة؛ تُشَدُّ قريبا من بيت مالكها؛ لأنه يخاف أن ينزوعليها فحل لئيم. وربما استعمل ذلك في الذكور، وقياس كلامهم يوجب أن كل فرس يجوز أن يوصف بمقرب؛ لأن من شأنهم أن يقربوه)). [2/ 409 ب7].

ـ وقال: ((الصامت: من المال ما كان من فضة أوذهب، ويجوز أن يعني به كل ما لا ينطق، إلا أن أعرف ما يستعمل في الذهب والورق)) [1/ 321].

ـ وقال: ((والقبيلة عندهم من أب واحد، والقبيل: الجماعة من الناس، ويجوز أن يكونوا من آباء متفرقين، وإذا جُعِل الكلام على الاستعارة جاز أن يوضع كل واحد منها في موضع الآخر)) [3/ 71 ب23].

والمتأمل في هذه النصوص يجد فيها دعوة للإثراء الدلالي، بل يكاد الباحث أن يقول إن فيها بذورا وإرهاصاتٍ لما يعرف حديثا بنظرية التحليل التكويني Componential Analysis [وهي نظرية تهدف إلى التحليل التكويني أوالمكوناتي للكلمة بوصفها وسيلة أوتقنية إلى تحديد البنية الداخلية للكلمة والمتمثلة في العناصر أوالمكونات الدلالية Semantic components المميزة للكلمة، والتي يمكن استنباطها من وجودها في عدة سياقات، (ينظر: علم الدلالة: د. أحمد مختار عمر، ص: 114، وما بعدها. والتحليل الدلالي.: د. كريم زكي حسام الدين 1/ 103 وما بعدها).]، وتزداد هذه الإرهاصات وضوحا إذا ضممنا لها النصوص التي تضم تعميمات دلالية قالها أبوالعلاء:

·

أنف كل شيء أوله [2/ 250].

·

سَرَعان كل شيء أوله [2/ 423].

·

كل من ضرب برجله الأرض أوغيرها فهوراكض [3/ 10].

·

كل صوت دقيق يقال له صريف [2/ 386].

·

وقد يمكن أن يسمى كل مقام معرسا [1/ 24].

وإذا أضفنا إلى ما سبق حرص أبي العلاء على إبراز الفروق الدلالية الدقيقة بين الكلمات تزداد هذه البذور وضوحا، ومن ذلك:

·

شزرا: من قولهم: نظر إليه شزرا؛ إذا أحدَّ إليه بمؤخرة عينه، وهونظر الغضبان [1/ 380]

·

الظهور: جمع ظهر من الأرض وهوما ظهر منها، والبطون جمع بطن، وإذا كانت الأرض غير مسكونة فظهورها ما ارتفع منها وبطونها ما كان واديا أووهدا، وإذا كانت مسكونة فظهورها ما ظهر من جدرانها، وبطونها ما بطن من الدور والبيوت [2/ 265].

·

الوَكَّاف: من المطر الذي يدوم، إلا أنه يس بشديد كالوبل [3/ 13].

ص: 365