الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ـ
العنصر السابع من عناصر المنهج عند أبي العلاء: الشرح بالإعراب:
الاعتماد على الإعراب كوسيلة من وسائل الشرح والإبانة عن المعنى أمر اعتمد عليه أبو العلاء، وهو بالطبع لم ينفرد به، فقد اهتم مفسرو القرآن بإعرابه اهتماما بالغا، ((والكتب المؤلفة في هذا العلم كثيرة جدا، مختلفة ترتيبا وحدا)) (1). واستعانوا بالنحو ((في توضيح الآيات في كتبهم المفسرة)) (2). إيمانا منهم بقيمته البيانية، يقول العُكْبَري:((وأقوم طريق يُسلك في الوقوف على معناه، ويتوصل به إلى تبيين أغراضه ومغزاه معرفة إعرابه)) (3).
وقد اعتمد أبوالعلاء في بعض مواضع الديوان (4) على الإعراب فقط كوسيلة للشرح؛ بمعنى أن أبا العلاء كان يكتفي فقط في شرح البيت بذكر الوظائف النحوية لألفاظ البيت، من ابتداء، أوخبرية، أوفاعلية، أومفعولية
…
ومن ذلك:
ـ قال أبوالعلاء عند قول أبي تمام:
(1) العُكْبَري: التبان في إعراب القرآن، ص2 تحقيق علي محمد البجاوي ج، ط عيسى البابي الحلبي
(2)
العُكْبَري: التبان في إعراب القرآن، مقدمة المحقق علي محمد البجاوي ج
(3)
السابق، ص 1
(4)
تسعة مواضع تقريبا.
هَذا إِلى قِدَمِ الذِّمامِ بِكَ الَّذي
…
لَوأَنَّهُ وَلَدٌ لَكانَ وَصيفا [بحر الكامل]
((((هذا)):في موضع نصب بفعل مضمر؛ كأنه قال: أذكر هذا الشيء أوأعُدُّه، أونحوذلك من المضمرات، ويجوز أن يكون في موضع رفع، ويكون المعنى: هذا الذي أذكره إلى قِدَم الذمام أومعه، فيكون ((هذا)) مبتدأ، والخبر قوله ((إلي قدم الزمام)))) (1).
ـ وقال عند قول أبي تمام:
يَقولونَ إِنَّ اللَّيثَ لَيثُ خَفِيَّةٍ
…
نَواجِذُهُ مَطرورَةٌ وَمَخالِبُه [بحر الطويل]
((
…
والأجود أن يكون ((لَيثُ خَفِيَّةٍ)) مرفوعًا على خبر ((إنَّ))، ويكون على تقدير قولهم: الرجل فلان؛ أي: الرجل الذي حقه أن يُذْكَر ويُوصف، والمعني: الليث الذي يُرهَب صولته لَيثُ خَفِيَّةٍ، فإنْ نصب ((لَيثَ خَفِيَّةٍ)) على البدل ضَعُف المعنى؛ لأن الغرض يصير أنه أخبر عن ليث خفية بأن نواجذه مطرورة ومخالبه، وهذا معلوم لا يفتقر إلى الإخبار عنه، إلا أنه على ضعفه قد يحتمل أن يقال)) (2).
وأبوالعلاء في هذين الموضعين وغيرهما يشير من طرف خفي إلى النحو كأداة للتفسير والإبانة عن ((المعنى الدلالي)) (3)، حيث إنه ((يساعد على تفسير لغة المتكلم)) (4)، ويساعد على ((كشف العلاقات بين الكلمات، وترابطها داخل التركيب)) (5). فللنحو ((طاقة مبدعة في إضاءة النص وتفسيره)) (6).
********
(1) ديوان أبي تمام: [2/ 385 ـ 386ب39].
(2)
ديوان أبي تمام: [1/ 229ب33]، وتنظر بقية المواضع التالية:[3/ 16]، [2/ 294]، [1/ 346 ـ 347]، [4/ 82]، [1/ 38]، [1/ 85]، [2/ 201].
(3)
اللغة وأنظمتها بين القدماء والمحدثين: د. نادية رمضان النجار، ص 152، [دار الوفاء]
(4)
اللغة وأنظمتها بين القدماء والمحدثين: د. نادية رمضان النجار، ص 151
(5)
اللغة وأنظمتها بين القدماء والمحدثين: د. نادية رمضان النجار، ص 151.
(6)
النحووالدلالة: د. محمد حماسة عبد اللطيف، ص 28، [ط2، دار الشروق 200].