الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المبحث الثاني
الأصول النحوية عند أبي العلاء
السماع:
إذا لجأنا إلى تعريف السيوطي للسماع لتحديده عند أبي العلاء نجد أن السماع كان مصدرا مهما لشرح الديوان، ونجد أن أبا العلاء كان يعتمد في سماعه على القرآن الكريم، وقراءاته، والأحاديث النبوية، والشعر، والأمثال المنقولة عن العرب، وأقوال التابعين، والأدباء (1).
ولا يقف المسموع عند أبي العلاء عند حد معين، بل يمتد حتى يشمل المسموع في عصره (2) من اللغة العالية، أواللغة الفصيحة (3)، وكان يستخدم هذا المسموع في قياس أساليب أبي تمام عليه (4). وكان ينقل هذا المسموع عن أهل اللغة الثقات (5).
وكان أبوالعلاء واسع الإحاطة بهذا المسموع، بالغا أقصى مدى يمكن أن يبلغه إنسان في إحاطته للغة ما. ونستشف حدود هذه الإحاطة الواسعة، ومدى وقوفه على المسموع، من خلال عباراته المتناثرة التي نجدها مبثوثة في تضاعيف الديوان (6).
ومن العجيب أن اللغة كانت تُسَجَّل في ذهن أبي العلاء بطريقة ((شبه إحصائية))، تظهر في استخدامه لعبارات مثل:
[1]
((أكثر ما يستعمل ..)) (7).، [2]((معظم الكلام ..)) (8).
(1) يراجع العنصر الثاني من عناصر المنهج عند أبي العلاء.
(2)
من 363هـ إلى 449هـ
(3)
بل كان المسموع عند أبي العلاء يشمل ((لغة العامة))، ولكنه طبعا لا يستخدمه في شرح أوقياس، بل كان يذكره للاستئناس به يُنْظَرُ ديوان أبي تمام بشرح التبريزي:[1/ 344ب2]، وتراجع جزئية اللغة عند أبي العلاء.
(4)
سوف يُوضح هذا الأمر في جزئية القياس اللغوي عند أبي العلاء.
(5)
يُنْظَرُ ديوان أبي تمام بشرح التبريزي: [2/ 73 ـ 74 ب25].
(6)
تُنْظَرُ جزئية: ((علم أبي العلاء وفضله)) في ترجمته في أول البحث، وجزئية:((توظيف اللغة الراقية وخصائصها)) من منهجه في الباب الثاني.
(7)
يُنْظَرُ ديوان أبي تمام بشرح التبريزي: [1/ 43]، [1/ 132]، [3/ 67ب13]، [2/ 320ب5]
(8)
يُنْظَرُ ديوان أبي تمام بشرح التبريزي: [4/ 35ب62].
[3]
((قلما يقولون ..)) (1).
[4]
((قلما يستعمل
…
)) (2).
[5]
((غير مستعمل
…
)) (3).
[6]
((لا يكادون يقولون
…
)) (4).
[7]
((لا يكاد يستعمل
…
)) (5).
[8]
((مفقود في أكثر كلامهم
…
)) (6).
[9]
((قلما يصرفون
…
)) (7).
[10]
((لا يُعْرَف
…
)) (8).
[11]
((لم يقولوا
…
)) (9).
ويظهر هذا أيضا في تحديده لنوع الكلمة تذكيرا وتأنيثا، ولأي طرف يميل نوع الكلمة (10).
وإذا تتبعنا خصائص هذا المسموع عند أبي العلاء، نجد أن:
(1) يُنْظَرُ ديوان أبي تمام بشرح التبريزي: [2/ 383ب26]، [1/ 329ب1]، [1/ 325ب12].
(2)
يُنْظَرُ ديوان أبي تمام بشرح التبريزي: [1/ 247ب27]، [3/ 177ب3]، [2/ 254ب3].
(3)
يُنْظَرُ ديوان أبي تمام بشرح التبريزي: [3/ 138ب37]، [1/ 151]، [1/ 409،410 ب10]
(4)
يُنْظَرُ ديوان أبي تمام بشرح التبريزي: [1/ 247ب27].
(5)
يُنْظَرُ ديوان أبي تمام بشرح التبريزي: [1/ 247ب27]، [2/ 447ب2].
(6)
يُنْظَرُ ديوان أبي تمام بشرح التبريزي: [1/ 259].
(7)
يُنْظَرُ ديوان أبي تمام بشرح التبريزي: [1/ 15ب12].
(8)
يُنْظَرُ ديوان أبي تمام بشرح التبريزي: [1/ 63]، [1/ 42]، [1/ 149]، [1/ 292 ـ 293ب7]
(9)
يُنْظَرُ ديوان أبي تمام بشرح التبريزي: [1/ 33].
(10)
يُنْظَرُ ديوان أبي تمام بشرح التبريزي: [1/ 85]، [1/ 54]، [1/ 324ب6].
1) هذا المسموع متطور على المستوى الدلالي والصرفي والنحوي، وإن كان على المستوى الدلالي أوضح وأسرع.
ومثال التطور النحوي عنده قوله عند قول أبي تمام:
اُنظُر وَإِيّاكَ الهَوى لا تُمكِنَن
…
سُلطانَهُ مِن مُقلَةٍ شَوساءِ [بحر الكامل]
((كان النحويون المتقدمون يرون أن ((إياك)) ينبغي أن تستعمل مع الواو مثل قولهم: إياك وزيدا، وينكرون مجيئها على غير ذلك إلا أن تستعمل بـ ((أن))؛ كقولك: إياك أن تقوم، وإياك أن تذهب، والواوعندهم مرادة، كأنه قال: إياك وأن تذهب، ولكن الواو حذفت كحذف الباء مع ((أَنْ)) في مواضع كثيرة، وكذلك تُحذف معها حروف الخفض، يقال: نهيتك أن تفعل؛ أي عن أن تفعل، وأمرتك أن تفعل، والمراد بأن تفعل
…
)) (1).
وإذا كانت الحال كذلك عند أبي العلاء؛ فيصبح ((تحديد فترة للاحتجاج اللغوي)) أمرا فيه نظر؛ إذ كيف يحتج بأمر يظن أنه ثابت، وهوفي الأصل متطور غير ثابت.
2) المسموع عنده درجات: ((لغة عالية)) (2)، ((جيدة)) (3)، وفصيحة، ورديئة غير مقبولة.
3) ومنه كلام قديم وحديث (4)، ومنه مشهور معروف، وغير مشهور وغير معروف (5).
(1) ديوان أبي تمام: [1/ 13ب9]، أما الأمثلة على التطور الدلالي في كثيرة، وقد عالجها البحث في العنصر السابع من عناصر المنهج عند أبي العلاء: الاهتمام بالجوانب الدلالية للكلمة المشروحة. وقد أشار التبريزي إلى هذا التطور على المستوى النحوي، [يُنْظَرُ ديوان أبي تمام بشرح التبريزي:[1/ 7]، وهي إشارة متعلقة بالفعل المتعدي واللازم].
(2)
يُنْظَرُ ديوان أبي تمام بشرح التبريزي: [1/ 305ب29]، [2/ 397ب10].
(3)
يُنْظَرُ ديوان أبي تمام بشرح التبريزي: [1/ 280ب15].
(4)
يُنْظَرُ ديوان أبي تمام بشرح التبريزي: [1/ 42].
(5)
يُنْظَرُ ديوان أبي تمام بشرح التبريزي: [1/ 409 ـ 410ب10].