الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ـ
العنصر الثامن من عناصر المنهج عند أبي العلاء: دعم الشرح وتأييده بالآيات القرآنية والأحاديث النبوية والشعر والأمثال العربية وأقوال الأدباء:
من الأمور التي كان يستند إليها أبوالعلاء في شرحه الاعتماد على القرآن الكريم والأحاديث النبوية والشعر والأمثال العربية، وأقوال الأدباء. فقد استند إلى كل هذا عند شرحه لأبيات أبي تمام، وأدلة على صحة ما وصل إليه من المعاني التي يرمي إليها أبوتمام، والتي يقصدها.
وكان للشعر نصيب كبير في دعم الشرح عنده، ولم يقتصر في استشهاداته الشعرية على شعراء عصر معين بل تنوعت استشهاداته من شعراء من العصر الجاهلي (1)، والأموي (2)، والعباسي (3).
أما بقية الاستشهادات، فتتمثل في:
· ستة مواضع للآيات القرآنية. وثلاثة مواضع لقراءاته.
مثال ذلك قول أبي العلاء عند قول أبي تمام:
قَد حَلَّ في صَخرَةٍ صَمّاءَ مُعنِقَةٍ
…
فَانحِت بِرَأيِكَ في أَوعارِها دَرَجا [بحر البسيط]
(1) مثل امرئ القيس، وتأبط شرا، الأفوه الأودي، أحيحة بن الجلاح، دريد بن الصمة، وزيد الخيل، وضمرة بن ضمرة)). وإشارة أبي العلاء لشعر هؤلاء الشعراء ((الجاهليين)) وغيرهم دليل على أهمية هذا الشعر في تفسير النصوص، ومدى ما يتمتع به من قدرة بيانية صادقة، وليس كما يدعي المستشرقون وأذنابهم ـ من بني جلدتنا ـ من أن الشعر الجاهلي ((معظمه منحول))، لا يمت بصلة إلى العصر الجاهلي. [ينظر هنا كلام قيم قاله العلامة ((محمود محمد شاكر)) في مقدمة كتاب:((الظاهرة القرآنية مشكلات الحضارة)): لمالك بن نبي، ترجمة د. عبد الصبور شاهين، ص42وما بعدها، الهيئة العامة لقصور الثقافة، آفاق عربية 72ـ73، ط4، 2003]
وقد استند كثير من مفسري القرآن إلى الشعر الجاهلي كوسيلة لتفسير الآيات القرآنية، حتى عدت تلك التفاسير مصدرا من مصادر الأدب الجاهلي. ويأتي على رأس هذه التفاسير تفسير:((جامع البيان في تفسير القرآن))، لشيخ المفسرين أبي جعفر محمد بن جرير الطبري
(2)
مثل يزيد بن الطثرية، عبيد الله بن قيس الرقيات، الطرماح، قيس بن الملوح، أبو وجزة، ذوالرمة.
(3)
مثل أبي نواس، البحتري.
((وانحت بكسر الحاء أفصح من فتحها، وقد حكي الفتح، وقرأ الحسن البصري رحمه الله: چ تَنْحَتُون چ [الشعراء 149])) (1).
· وسبعة مواضع للحديث النبوي.
مثال ذلك قوله عند قول أبي العلاء:
خَوَّلتَهُ عَيشًا أَغَنَّ وَجامِلاً
…
دَثرًا وَمالاً صامِتًا وَأَثاثا [بحر الكامل]
((والدَّثْرُ الكثير، وجمعه دثور، وفي الحديث: ذهب أهل الدثور بالأجور)) (2).
· وثمانية مواضع للأمثال العربية.
ومن أمثلة دعم الشرح بالأمثال قوله عند قول أبي تمام:
فَما قِدحاكَ لِلباري وَلَيسَت
…
مُتونُ صَفاكَ مِن نُهَزِ المُرادى [بحر الوافر]
((
…
ويحتمل أن يريد بقوله: ((فَما قِدحاكَ لِلباري))؛ أي: أنك لا تترك قدحك لمن يبريه؛ فيفسده بالبَرْي الزائد على الحد، كما قالوا في المثل:((هومُغْرًى بنحت أثلته))؛ إذ كان ينقصه ويعيبه)) (3).
وقوله عند قول أبي تمام:
وَنَحنُ نُزَجّيهِ عَلى الكُرهِ وَالرِّضا
…
وَأَنفُ الفَتى مِن وَجهِهِ وَهوأَجدَعُ [بحر الطويل]
((
…
نُزَجّيهِ: نحمله ونسوقه على أن يسير. يقول: نحن على سخط راضون به؛ لأنه لا بد منه، وإن كنا نبغضه، فمثله مثل الأنف الأجدع، يعلم الفتى أنه قبيح، وقد ثبت أنه من وجهه، وهذا مثل قديم، يقولون: منك أنفك وإن كان أجدع، ومنك عيصك وإن كان أشِبا)) (4).
(1) ينظر ديوان أبي تمام: [1/ 336ب29] وينظر أيضا: [3/ 344]، [4/ 177ب1]
(2)
ينظر ديوان أبي تمام: [1/ 321ب30] وينظر أيضا: [1/ 183ب15]، [2/ 409ب7]، [3/ 138ب37]، [2/ 312ب12]، [1/ 292ـ 293ب7]، [2/ 265ب17]
(3)
ديوان أبي تمام بشرح التبريزي: [1/ 379].
(4)
ديوان أبي تمام بشرح التبريزي: [2/ 423]. وينظر أيضا: [3/ 117ب12]، [2/ 423ب2]، [1/ 11ب3]، [1/ 131ـ 132]، [2/ 324ب15]، [2/ 175ب40]، [1/ 379ب41]، [1/ 391ـ 392ب24].
· موضع لقول أحد التابعين.
قال عند قول أبي تمام:
غادَرتَ أَرضَهُمُ بِخَيلِكَ في الوَغى
…
وَكَأَنَّ أَمنَعَها لَها مِضمارُ [بحر الكامل]
((المضمار: الغاية التي تُجْرى إليها الخيل، وفي حديث الحسن البصري رضي الله عنه: إن الله جعل الصوم مضمارا لعباده)) (1).
· موضع لقول أحد الأدباء:
قال عند قول أبي تمام:
أَلَهفي إِذا ما ارتَدى لِلرَّدى
…
أَلَهفي إِذا ما احتَبى لِلحِباءِ [بحر المتقارب]
((ارتدى افتعل من الرداء وهو السيف في هذا الموضع، وفي كلام لبعضهم: العرب أفضل الناس، العمائم تيجانها، والسيوف أرديتها، والحُبى حِيطانها)) (2).
******
(1) ديوان أبي تمام بشرح التبريزي: [2/ 181ب54].
(2)
ديوان أبي تمام بشرح التبريزي: [4/ 29ب37].