المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ثانيا النحو عند التبريزي: - شرحا أبي العلاء والخطيب التبريزي على ديوان أبي تمام دراسة نحوية صرفية

[إيهاب سلامة]

فهرس الكتاب

- ‌المقدمة

- ‌التمهيد

- ‌المبحث الأول: نبذة عن شعر أبي تمام وديوانه وشراحه

- ‌المبحث الثاني: ترجمة أبي تمام

- ‌(1) اسمه ولقبه ومولده:

- ‌(2) مكانته وشعره:

- ‌(3) مذهبه في الشعر:

- ‌(4) مؤلفاته:

- ‌(5) وفاته:

- ‌المبحث الثالث: ترجمة أبي العلاء

- ‌(1) اسمه ومولده ومنشؤه:

- ‌(2) مكانته وفضله:

- ‌(3) ثقافته وعلمه:

- ‌(أ) إجادته للغة:

- ‌(ب) ثقافته الموسوعية:

- ‌(4) رواية أبي العلاء للقراءات والحديث:

- ‌(5) إلمام أبي العلاء بشعر أبي تمام:

- ‌(6) تلاميذه ومؤلفاته:

- ‌(7) وفاته:

- ‌المبحث الرابع: ترجمة التبريزي

- ‌(1) مولده ومنشؤه وطلبه العلم:

- ‌(2) رحلته إلي أبي العلاء:

- ‌(3) علمه وفضله:

- ‌(4) إلمام التبريزي بشعر أبي تمام:

- ‌(5) مؤلفاته:

- ‌(6) تلامذة التبريزي:

- ‌(7) وفاته:

- ‌الباب الأولشرحا أبي العلاء والتبريزي دراسة نحوية صرفية

- ‌الفصل الأولالأصول النحوية عند أبي العلاء والتبريزي

- ‌تمهيد: النحو عند أبي العلاء والتبريزي

- ‌أولا النحو عند أبي العلاء:

- ‌ثانيا النحو عند التبريزي:

- ‌المبحث الأولنبذة مختصرة عن المدارس النحوية ومناهجها والأصول النحوية

- ‌ المدرسة البصرية

- ‌المدرسة الكوفية:

- ‌المدرسة البغدادية:

- ‌الأصول النحوية:

- ‌المبحث الثانيالأصول النحوية عند أبي العلاء

- ‌السماع:

- ‌القياس:

- ‌الإجماع عند أبي العلاء:

- ‌نظرية العامل عند أبي العلاء:

- ‌المذهب النحوي لأبي العلاء:

- ‌المبحث الثالث: الأصول النحوية عند التبريزي

- ‌أولا السماع:

- ‌ثانيا القياس عند التبريزي:

- ‌المبحث الرابع: الأصول النحوية بين أبي العلاء والتبريزي

- ‌الفصل الثانيالدراسة الصرفية والنحوية لشرحي أبي العلاء والتبريزي

- ‌المبحث الأولالدراسة الصرفية لشرح أبي العلاء

- ‌المبحث الثاني: الدراسة الصرفية لشرح التبريزي

- ‌ المجموعة الأولى:دراسة المادة الصرفية المتعلقة بالبنى الصرفية عند التبريزي:

- ‌ المجموعة الثانية: دراسة كل ما هومتعلق بالحرف صوتا وإعلالا وإبدلا وغيره

- ‌المبحث الثالث:دراسة المادة النحوية في شرح أبي العلاء

- ‌[أ] دراسة المادة النحوبة المتعلقة بالمنصوبات:

- ‌[ب] دراسة المادة النحوية المتعلقة بالمجرورات:

- ‌[ج] دراسة المادة النحوية المتعلقة بالتوابع:

- ‌[د] ملحوظات نحوية عند أبي العلاء:

- ‌المبحث الرابع:دراسة المادة النحوية في شرح التبريزي

- ‌[أ] دراسة المادة النحوبة المتعلقة بالمنصوبات:

- ‌[ب] دراسة المادة النحوية المتعلقة بالمجرورات:

- ‌[ج] دراسة المادة النحوية المتعلقة بالتوابع:

- ‌[د] دراسة المادة النحوية المتعلقة بالمجزومات:

- ‌المبحث الخامس:الموازنة بين المادة الصرفية والنحوية عند أبي العلاء والتبريزي

- ‌ الملحوظة الأولى:

- ‌ الملحوظة الثانية:

- ‌ الملحوظة الثالثة:

- ‌الفصل الثالثنظرات نصية في شرح أبي العلاء والتبريزي

- ‌المبحث الأول: التعريف بعلم النص

- ‌المبحث الثاني: وسائل التماسك النصي

- ‌المبحث الثالث: نظرات نصية في شرح أبي العلاء والتبريزي

- ‌الباب الثانيمنهجا أبي العلاء والتبريزي في شرح ديوان أبي تمام

- ‌تمهيد: أهمية الحديث عن المنهج والوقوف على مناهج العلماء

- ‌تحرير مصطلح ((منهج)) المستخدم في هذا الباب

- ‌الفصل الأولمنهج أبي العلاء في شرح ديوان أبي تمام

- ‌ العنصر الأول من عناصر المنهج ((توثيق الرواية)):

- ‌ العنصر الثالث من عناصر المنهج: توظيف الخصائص والسمات الأساسية للبيئة اللغوية الفصيحة المستقرة في عصره:

- ‌ العنصر الرابع من عناصر المنهج عند أبي العلاء: توظيف خصائص الصنعة الشعرية:

- ‌ العنصر الخامس من عناصر المنهج: تأويل البيت كل التأويلات الممكنة في غياب القرينة المحددة لمعنى معين:

- ‌ العنصر السادس من عناصر المنهج: الاهتمام بالجوانب الدلالية للكلمة المشروحة:

- ‌ العنصر السابع من عناصر المنهج عند أبي العلاء: الشرح بالإعراب:

- ‌ العنصر الثامن من عناصر المنهج عند أبي العلاء: دعم الشرح وتأييده بالآيات القرآنية والأحاديث النبوية والشعر والأمثال العربية وأقوال الأدباء:

- ‌الفصل الثانيمنهج التبريزي في شرح ديوان أبي تمام

- ‌1) العنصر الأول من عناصر المنهج: توثيق الرواية:

- ‌2) العنصر الثاني من عناصر المنهج: توظيف القرائن:

- ‌3) العنصر الثالث من عناصر المنهج: توظيف الخصائص والسمات الأساسية للبيئة اللغوية الفصيحة المستقرة في عصره في شرح الديوان:

- ‌4 ـ العنصر الرابع من عناصر المنهج: الاعتماد على الاستعمال اللغوي (أوالكلامي) للألفاظ

- ‌5) العنصر الخامس من عناصر المنهج: الاهتمام الدلالي بالكلمة:

- ‌6) العنصر السادس من عناصر المنهج: الحرص على ذكر غرض القصيدة وسبب قولها قبل الشروع في شرحها:

- ‌7) العنصر السابع من عناصر المنهج: الحرص على ذكر بحر ووزن القصيدة ولقب القافية:

- ‌8) العنصر الثامن من عناصر المنهج: دعم الشرح بالآيات القرآنية والأحاديث النبوية، وبالأبيات الشعرية، والأمثال:

- ‌الفصل الثالث:منهجا أبي العلاء والتبريزي: العلاقات الداخلية والخارجية

- ‌ المبحث الأول: مقارنة بين منهجي أبي العلاء والتبريزي

- ‌ المبحث الثاني:أوجه التشابه بين منهجي أبي العلاء والتبريزي وبين منهج مفسري القرآن الكريم

- ‌ المبحث الثالث:بين منهج أبي العلاء والتبريزي والمناهج الأدبية المعاصرة

- ‌الخاتمة

- ‌قائمة المراجع

- ‌أولا ـ المراجع العربية

- ‌ثانيا المراجع الأجنبية

- ‌ملخص الرسالة

الفصل: ‌ثانيا النحو عند التبريزي:

قول مُتقدم، وقد أجاز المتأخرون فلان أفضل إخوته، أى: أفضل الإخوة الذين هومنهم، والإضافة يتسع فيها جدًّا، وإلى قول من أجازه أذهب)) (1).

ونختم كلامنا عن علاقة أبي العلاء بالنحو بالحديث عن بعض مظاهر الإبداع النحوي عنده. هذا الإبداع الذي تمثل فيما سماه د. محمد الطويل بـ ((الأدوار المسرحية))، فالقارئ مثلا ((لرسالة الصاهل والشاحج يعجب كثيرا لهذه الأدوار المسرحية التي أدارها أبو العلاء عن أبواب النحو بصورة لم تعرفها العربية قبله ولا بعده)) (2).

ومن خلال هذه الأدوار المسرحية ربط بين ((الواقع))، وبين ((النحو)). ويمكن أن نذكر مثالا لذلك قوله في رسالة الصاهل والشاحج، يقول:((وينبغي للحازم في الشدائد أن يكون مثل الهمزة، يخالق النفر بما يريدون، ويسكت على ضمائر النفس فإنه لا يقضي المأربة باللسان. وليس في الحروف حرف أكثر مسامحة من الهمزة، ألا تراها إذا كانت ساكنة في مثل رأس وبؤس وذئب، فبلغت ما تستحقه من الهمز فهي كالحروف الصحاح، ويجوز أن تقول في القوافي: ((رئم)) مع سهم،

و ((سؤل)) مع جُمل، فإذا اتفق لها أن تصاحب في القوافي حروف اللين صارت ألفا في شام، وياء في ريم، وواوا في بوس وسول، فجرت مع: رام، وجول، وهيم، وهي في ذلك غير جارة للعيب، بل قد أدت حق الحروف الصحيحة في حسن العشرة وتكلفت لحروف اللين ما ليس هو لها أصلا في الحقيقة)) (3).

وما أجمل هذه الطريقة في توصيل المعلومات النحوية للناشئة بطريقة شائقة تثبت المعلومات في الأذهان.

‌ثانيا النحو عند التبريزي:

(1) ديوان أبي تمام بشرح التبريزي: [1/ 371، 372ب9].

(2)

مشكلات نحوية: ص 167

(3)

رسالة الصاهل والشاحج:496 تحقيق: د. عائشة عبد الرحمن، ط2، دار المعارف 1984م

ص: 72

تحامل كثيرون على التبريزي واتهمه بعض الباحثين أنه بلا مذهب نحوي معين. فها هو الدكتور فخر الدين قباوة لم يجد بين يديه ما يعين على تحديد مذهبه، ويرى أن هذا راجع إليه ((فهو في مصنفاته لم يبد ما يشجع على الجزم في مثل هذا الموضوع؛ لأنه كان ينقل أقوال أسلافه وأحكامهم برمتها؛ فتطغى شخصياتهم المذهبية على شخصيته، ولا تبقى لها حدود متميزة واضحة المعالم. ولما كانت تلك الأقوال منقولة عن علماء مختلفي النزعات والمذاهب فقد لبث التبريزي في مصنفاته متنقلا بين وجهات من النظر متعددة، ولهذا نراه أحيانا مع مذهب البصريين وحينا مع مذهب الكوفيين، وآونة مع مدرسة بغداد، وطورا مع جميع المذاهب)) (1).

هذا الاعتراض من قبل د. فخر الدين قباوة ويؤيده في هذا د. سليمان الشطي، ود. أحمد جمال العمري اعتراض يقبل المناقشة، وأرى فيه تحاملا على التبريزي. فعدم تحديد مذهب نحوي معين أمر ليس التبريزي بدعا فيه دون غيره، فقد سبقه أستاذه أبو العلاء في ذلك، وسبقهما ابن جني كما أثبتنا من قبل.

كما أن النص السابق يخلط كثيرا من الأوراق ببعضها؛ فمن المعروف أن المدرسة البغدادية تقوم على الانتخاب من المدرسة البصرية والكوفية ولم تكن المدرسة البغدادية مدرسة مستقلة.

وفوق كل هذا نجد للتبريزي في ثنايا شرحه ما يدل على قبوله لآراء معينة ودفعه لآراء أخرى، ومثال ذلك قول التبريزي عند قول أبي تمام:

وَبَيَّتَّ البَياتَ بِعَقدِ جَأشٍ

أَشَدَّ قُوًى مِنَ الحَجَرِ الصَّلودِ [بحر الوافر]

((

ومن روى: ((أَمَرَّ قوًى)): فالمعنى أشدَّ إمرارًا؛ أي: فتلا، و ((أَشَدّ قُوًى)) أجود الروايتين؛ لأن المعروف أمررت الحبل بالهمز، وهم يجتنبون أن يبنى فعل

(1) شرح القصائد التسع المشهورات: 2/ 681، نقلا عن: د. سليمان الشطي: المعلقات وعيون العصور، ص105، عالم المعرفة، ع 380، سبتمبر 2011م، الكويت.

ص: 73

التعجب على ((أَفْعَلَ)) في التفضيل، إلا في أشياء مسموعة. وقد ذهب بعضهم إلى أن ذلك قياس مطرد في كل فعل ماض على ((أفعل))؛ والأخذ بالسماع أحسن)) (1).

بل إننا في بعض الأحيان نجده يخالف الجمهور في بعض الآراء، من ذلك مثلا القول بمصدرية ((لو)) فقد ((أثبت مصدريتها الفراء، والفارسي والتبريزي، وأبو البقاء، وابن مالك، ومنعه الجمهور)) (2).

ووقوف الباحث على مفهوم جديد للبنية الصرفية عنده لم يجده عند غيره (3). ومخالفته لأستاذه أبي العلاء في تفضيل السماع على القياس.

ولم يكتف د. سليمان الشطي باتهام التبريزي بعدم المذهبية، بل رماه بالسرقة، فقال:((نعم، يحمد له دوره وهدفه وأن المنهج الذي رسمه واستطاع تحقيق أهم جوانبه مقبول وجيد والنتيجة وافية بالغرض، ولكن الاعتراض ينصب على الكيفية التي حقق بها هدفه، فمن حقه في مجال التعليم الاستعانة بالجهود السابقة ليقدمها إلى المتعلمين، ولكن لم يقل أحد إن الاستفادة من معلومات الآخرين تعني النقل المباشر بالعبارات نفسها والألفاظ ذاتها من دون إشارة تذكر. فالفرق واضح بين الاستعانة المشروعة بكل الجهود والسرقة الواضحة المكشوفة أو على الأقل التصرف في مؤلفات الآخرين)) (4).

وهذا كلام مردود، ويكفينا للرد عليه قول الإمام الذهبي ـ إمام الجرح والتعديل بلا منازع عند علماء الحديث فضلا عن أنه من أكابر المؤرخين ـ فيه بأنه ((إمام اللغة)

(1) يُنْظَرُ ديوان أبي تمام بشرح التبريزي: [2/ 38ب27]، وينظر أيضا الأصول النحوية عند التبريزي: السماع.

(2)

السيوطي: همع الهوامع في شرح جمع الجوامع، 1/ 279، تحقيق وشرح د. عبد العال سالم مكرم، دار البحوث العلمية 1975م، الكويت

(3)

ينظر ص 163

(4)

المعلقات وعيون العصور، ص103

ص: 74

وقول ياقوت والسيوطي عنه: ((أحد الأئمة في النحو واللغة والأدب، حجة صدوقًا ثبتًا)) (1).

ثم، هل نقل عبارات العلماء كما هي نوع من السرقة؟! وهل كان التبريزي ينقل بدون أن ينسب الكلام؟! أظن أن في هذا الكلام شطط كبير، ولا أبلغ في الرد عليه من قول د. محمد عبده عزام محقق ديوان أبي تمام بشرح التبريزي إذ يقول:

((ومهما يكن الرأي في الخطيب التبريزي، فإنه بهذا الشرح قد قدم للمتأدبين عملا جليلا خالدا؛ إذ جمع شعر أبي تمام من أوله إلى آخره، ثم نظر في شروح شراحه، ثم اختار من هذه الشروح، وضمها كتابه، ناسبا كل قول لقائله غالبا، فجاء حاويا لآراء هؤلاء الشراح جميعا)) (2).

ثم هل كانت التبريزي ينقل كل ما يقع تحت يديه أم كان يختار؟ فإذا كانت الإجابة الواضحه أنه كان يختار، فعلى أي أساس كان يختار؟! لابد أنه كان يختار ما يوافق عليه، ويوافق مذهبه.

****

(1) تراجع ترجمة التبريزي، الجزئية 3

(2)

ديوان أبي تمام بشرح التبريزي: 1/ 27

ص: 75