الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
13 - باب في الهدي
1535 -
عن ابن عباس:
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أهْدَى عامَ الحديبِيّةِ -في هدايا رسول الله صلى الله عليه وسلم جملًا كان لأبي جهل، في رأسه بُرَةُ فِضَّةٍ. -قال ابن مِنْهَال: بُرَةٌ منْ ذَهَبٍ. زاد النُّفَيْلِيّ: يَغِيظُ بذلك المشركين-.
(قلت: حديث حسن).
إسناده: حدثنا النفيلي. ثنا محمد بن إسحاق. وثنا محمد بن المنهال: ثنا يزيد بن زُرَيْع عن ابن إسحاق -المعنى-؛ قال: قال عبد الله -يعني: ابن أبي نَجِيحٍ-: حدثني مجاهد عن ابن عباس.
قلت: وهذا إسناد رجاله ثقات رجال الشيخين؛ غير محمد بن إسحاق -وهو صاحب "السيرة"-، وقد أخرج له مسلم متابعة، ثم هو مدلس وقد عنعنه، لكنه قد صرح بالتحديث في رواية عنه، وهو إلى ذلك لم يتفرد به كما يأتي.
والحديث أخرجه البيهقي (5/ 229) من طريق أخرى عن محمد بن المنهال
…
به، وفي روايته:
من ذهب.
وهذه الرواية عندي شاذة؛ لمخالفتها لسائر الروايات الآتية.
ثم أخرجه البيهقي، وكذا الحاكم (1/ 461) من طريق عبد الأعلى بن عبد الأعلى عن محمد بن إسحاق: حدثني عبد الله بن أبي نجيح
…
به، وقال:"حديث صحيح على شرط مسلم"! ووافقه الذهبي!
وأخرجه أحمد (1/ 261): حدثنا يعقوب: حدثنا أبي عن ابن إسحاق: حدثني عبد الله بن أبي نجيح
…
به.
فقد صح عن ابن إسحاق تصريحه بالتحديث، فثبت الحديث؛ والحمد لله.
وأما ما أخرجه البيهقي من طريق أبي جعفر المُسْتَعِينِي: ثنا عبد الله بن علي بن المديني: حدثني أبي قال: كنت أرى أن هذا من صحيح حديث ابن إسحاق، فإذا هو قد دلسه! حدثنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد عن أبيه عن محمد بن إسحاق قال: حدثني مَنْ لا أتَّهِمُ عن ابن أبي نجيح
…
قال علي: فإذا الحديث مضطرب! !
قلت: وهذا -مع معارضته لرواية الإمام أحمد- فإن عبد الله بن علي بن المديني ليس بالمشهور، بل قد غمزه الدارقطني؛ فقد روى الخطيب (10/ 9) عنه أنه قال في عبد الله هذا:
"روى عن أبيه "كتاب العلل"؛ إنما أخذ كتبه وروى أخباره مناولةً، وما سمع كثيرًا من أبيه؛ لأنه ما كان يُمَكِّنُهُ من كتبه".
قلت: فمثله لا يحتج به مع التفرد؛ فكيف مع المخالفة؛ فكيف إذا كان المخالف الإمام أحمد؟ !
وقد تابعه جرير بن حازم عن ابن أبي نجيح
…
به مختصرًا: أخرجه أحمد (1/ 273)، والبيهقي، وقال:
"وهذا إسناد صحيح؛ إلا أنهم يرون أن جريرًا أخذه من ابن إسحاق، ثم دلسه، فإن بيَّن فيه سماع جرير من ابن أبي نجيح؛ صار الحديث صحيحًا"!
قلت: جرير ثقة حافظ؛ احتج به الشيخان، ولا عيب فيه سوى أنه اختلط في آخر عمره، ولكنه لم يحدث في اختلاطه، ولم يتهمه أحد بالتدليس؛ سوى يحيى الحماني، وهو متهم بسرقة الحديث، فلا قيمة لجرحه! وكم من حديث