المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌316 - باب في صلاة الليل - صحيح سنن أبي داود ط غراس - جـ ٥

[ناصر الدين الألباني]

فهرس الكتاب

- ‌294 - باب إذا أدرك الإمام ولم يصلِّ ركعتي الفجر

- ‌295 - باب من فاتته؛ متى يقضيها

- ‌296 - باب الأربع قبل الظهر وبعدها

- ‌297 - باب الصلاة قبل العصر

- ‌298 - باب الصلاة بعد العصر

- ‌299 - باب من رَخَّص فيهما إذا كانت الشمس مرتفعةً

- ‌300 - باب الصلاة قبل المغرب

- ‌301 - باب صلاة الضحى

- ‌302 - باب في صلاة النهار (1)

- ‌303 - باب صلاة التسبيح

- ‌304 - باب ركعتي المغرب؛ أين تُصَلَّيَانِ

- ‌305 - باب الصلاة بعد العشاء

- ‌306 - باب نسخ قيام الليل والتيسير فيه

- ‌307 - باب قيام الليل

- ‌308 - باب النعاس في الصلاة

- ‌309 - باب من نام عن حزبه

- ‌310 - باب من نوى القيام فنام

- ‌311 - باب أيُّ الليل أفضلُ

- ‌312 - باب وقت قيام النبي صلى الله عليه وسلم من الليل

- ‌313 - من باب افتتاح صلاة الليل بركعتين

- ‌314 - باب صلاة الليل: مثنى مثنى

- ‌315 - باب رفع الصوت بالقراءة في صلاة الليل

- ‌316 - باب في صلاة الليل

- ‌317 - باب ما يؤمَرُ به من القصد في الصلاة

- ‌318 - باب في قيام شهر رمضان

- ‌319 - باب في ليلة القدر

- ‌320 - باب فيمن قال: ليلة إحدى وعشرين

- ‌321 - باب من روى أنها ليلة سبع عشرة

- ‌322 - باب من روى: في السبع الأواخر

- ‌323 - باب من قال: سبع وعشرون

- ‌324 - باب من قال: هي في كل رمضان

- ‌325 - باب في كم يقرأ القرآن

- ‌326 - باب تحزيب القرآن

- ‌327 - باب في عدد الآي

- ‌328 - باب تفريع أبواب السجود، وكم سجدة في القرآن

- ‌329 - باب مَنْ لم يَرَ السجودَ في المُفَصَّلِ

- ‌330 - باب من رأى فيها السجود

- ‌331 - باب السجود في (إذا السماء انشقت) و (اقرأ)

- ‌332 - باب السجود في (ص)

- ‌333 - باب في الرجل يسمع السجدة وهو راكب أو في غير الصلاة

- ‌334 - باب ما يقول إذا سجد

- ‌335 - باب فيمن يقرأ السجدة بعد الصبح

- ‌336 - استحباب الوتر

- ‌337 - باب فيمن لم يوتر

- ‌338 - باب كم الوتر

- ‌339 - باب ما يُقرَأ في الوتر

- ‌340 - باب القنوت في الوتر

- ‌341 - باب في الدعاء بعد الوتر

- ‌342 - باب في الوتر قبل النوم

- ‌343 - باب في وقت الوتر

- ‌344 - باب في نقض الوتر

- ‌345 - باب القنوت في الصلاة

- ‌346 - باب في فضل التطوُّعِ في البيت

- ‌347 - باب طول القيام

- ‌348 - باب الحَثِّ على قيام الليل

- ‌349 - باب في ثواب قراءة القرآن

- ‌350 - باب فاتحة الكتاب

- ‌351 - باب من قال: هي من الطُّوَلِ

- ‌352 - باب ما جاء في آية الكُرْسِيِّ

- ‌353 - باب في سورة (الصمد)

- ‌354 - باب في المعوِّذتين

- ‌355 - باب استحباب الترتيل في القراءة

- ‌356 - باب التشديد فيمن حفظ القرآن ثم نسيَه

- ‌357 - باب "أنزل القرآن على سبعة أحرف

- ‌358 - باب الدعاء

- ‌359 - باب التسبيح بالحصى

- ‌360 - باب ما يقول الرجل إذا سلَّم

- ‌361 - باب في الاستغفار

- ‌362 - باب النهي عن أن يَدْعُوَ الإنسانُ على أهله وماله

- ‌363 - باب الصلاة على غير النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌364 - باب الدعاء بظهر الغيب

- ‌365 - باب ما يقول الرجل إذا خاف قومًا

- ‌366 - باب في الاستخارة

- ‌367 - باب في الاستعاذة

- ‌3 - كتاب الزكاة

- ‌1 - باب ما تجب فيه الزكاة

- ‌2 - باب العُروض إذا كانت للتجارة؛ هل فيها زكاة

- ‌3 - باب الكنز؛ ما هو؟ وزكاة الحلي

- ‌4 - باب في زكاه السائمة

- ‌5 - باب رضا المصَدّق

- ‌6 - باب دعاء المُصَدِّق لأهل الصدقة

- ‌7 - باب تفسير أسنان الإبل

- ‌8 - باب أين تُصَدَّقُ الأموال

- ‌9 - باب الرجل يبتاع صدقته

- ‌10 - باب صدقة الرقيق

- ‌11 - باب صدقة الزرع

- ‌12 - باب زكاة العسل

- ‌13 - باب في خرص العنب

- ‌14 - باب في الخرص

- ‌15 - باب متى يخرص التمر

- ‌16 - باب ما لا يجوز من الثمرة في الصدقة

- ‌17 - باب زكاة الفطر

- ‌18 - باب متى تؤدى

- ‌19 - باب كم يؤدِّي في صدقة الفطر

- ‌20 - باب من روى: نصف صاع من قمح

- ‌21 - باب في تعجيل الزكاة

- ‌22 - باب في الزكاة، هل تُحَمْلُ من بَلَدٍ إلى بَلَدٍ

- ‌23 - باب من يُعْطَى الصَّدَقَةَ؟ وحَدِّ الغنى

- ‌24 - باب من يجوز له أخذ الصدقة وهو غني

- ‌25 - باب كم يُعْطَى الرجلُ الواحدُ من الزكاة

- ‌26 - باب ما تجوز فيه المسألة

- ‌27 - باب كراهية المسألة

- ‌28 - باب في الاستعفاف

- ‌29 - باب الصدقة علي بني هاشم

- ‌30 - باب الفقير يُهْدِي للغنيِّ من الصدقة

- ‌31 - باب من تَصَدَّقَ بصدقة، ثم وَرِثَها

- ‌32 - باب في حقوق المال

- ‌33 - باب حَقِّ السائل

- ‌34 - بابُ الصَّدَقةِ على أهل الذمَّةِ

- ‌35 - باب ما لا يجوز منعه

- ‌36 - باب المسألة في المساجد

- ‌37 - باب كراهية المسألة بوجه الله تعالى

- ‌38 - باب عَطِيَّةِ مَنْ سأل بالله

- ‌39 - باب الرجل يُخْرِجُ من ماله

- ‌40 - باب في الرخصة في ذلك

- ‌41 - باب في فضل سقي الماء

- ‌42 - بابٌ في المَنِيحَةِ

- ‌43 - باب أجر الخازن

- ‌44 - باب المرأة تتصدق من بيت زوجها

- ‌45 - باب في صلة الرحم

- ‌46 - باب في الشُّحِّ

- ‌4 - كتاب اللُّقَطَةِ

- ‌1 - باب التعريف باللقطة

- ‌1 - باب فرض الحج

- ‌2 - باب في المرأة تَحُجُّ بغير مَحْرَمٍ

- ‌3 - باب "لا صرورة في الإسلام

- ‌4 - باب التزود في الحج

- ‌5 - باب التجارة في الحج

- ‌6 - باب

- ‌7 - باب الكَرِيّ

- ‌8 - باب في الصبيِّ يَحُجُّ

- ‌9 - باب في المواقيت

- ‌10 - باب الحائض تُهِلُّ بالحج

- ‌11 - بابُ الطِّيبِ عند الإحرام

- ‌12 - باب التَّلْبِيدِ

- ‌13 - باب في الهدي

- ‌14 - باب في هَدْيِ البقر

الفصل: ‌316 - باب في صلاة الليل

"حسن غريب".

وتابعه معاوية بن صالح عن بَحِيرِ بن سعد

به.

أخرجه النسائي (1/ 357)، وابن حبان (658)، وابن نصر (53)، وأحمد (4/ 151 و 158).

ورواه النسائي (1/ 245) عن محمد بن سُمَيْعٍ: حدثنا زيد بن واقد عن كثير ابن مُرَّةَ

به.

وهذا سند حسن.

‌316 - باب في صلاة الليل

1205 -

عن عائشة قالت:

كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي من الليل عَشْرَ رَكَعات، ويوتر بسجدة، ويسجد سجدتي الفجر، فذلك ثلاثَ عَشْرَةَ ركعةً.

(قلت: إسناده صحيح على شرط الشيخين. وقد أخرجاه وكذا أبو عوانة في "صحاحهم").

إسناده: حدثنا ابن المثنى: ثنا ابن أبي عَدِيٍّ عن حنظلة عن القاسم بن محمد عن عائشة.

قلت: وهذا إسناد صحيح، رجاله كلهم ثقات على شرط الشيخين؛ وقد أخرجاه كما يأتي.

والحديث أخرجه البخاري (1/ 288)، ومسلم (2/ 167)، وأبو عوانة

ص: 79

(2/ 327)، والبيهقي (3/ 6 و 7)، وأحمد (5/ 1656) من طرق عن حنظلة

به.

1206 -

عن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم:

أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يصلي من الليل إحدى عَشْرَةَ ركعةً؛ يوتر منها بواحدةٍ، فإذا فرغ منها اضطجع على شِقِّهِ الأيمن.

(قلت: إسناده صحيح على شرط الشيخين. وقد أخرجه مسلم وأبو عوانة في "صحيحيهما". وصححه الترمذي، إلا أن ذكر الاضطجاع بعد الوتر شاذ! والمحفوظ أنه بعد الفجر؛ كذلك أخرجه البخاري، ورجحه البيهقي والحافظ).

إسناده: حدثنا القعنبي عن مالك عن ابن شهاب عن عروة بن الزبير عن عائشة.

قلت: وهذا إسناد صحيح على شرط الشيخين؛ وقد أخرجاه كما يأتي.

والحديث في "الموطأ"(1/ 120 / 8)

بهذا الإسناد.

وقد أخرجه مسلم (2/ 165)، وأبو عوانة (2/ 326)، والنسائي (1/ 248 و 251)، والترمذي (2/ 303) -وقال:"حسن صحيح"-، والبيهقي (3/ 44)، وأحمد (6/ 35 و 182) كلهم عن مالك

به؛ وزاد مسلم وغيره:

حتى يأتيه الؤذن، فيصلي ركعتين خفيفتين.

وتابعه معمر بن راشد عن الزهري

به؛ إلا أنه خالفه في الاضطجاع، فقال:

فإذا طلع الفجر؛ صلى ركعتين خفيفتين، ثم اضطجع على شقه الأيمن حتى يجيء المؤذن فيُؤْذِنه.

ص: 80

أخرجه البخاري (4/ 187)، وأحمد (6/ 34)، والبيهقي، وقال:

"وكذلك رواه الأوزاعي وعمر بن الحارث ويونس بن يزيد وابن أبي ذئب وشعيب بن أبي حمزة عن الزهري. وكذلك قاله أبو الأسود عن عروة عن عائشة. وخالفهم مالك بن أنس؛ وذكر الاضطجاع بعد الوتر

"، ثم ساق رواية مالك التي أخرجها المصنف، ثم قال:

"كذا قاله مالك! والعدد أولى بالحفظ من الواحد. وقد يحتمل أن يكونا محفوظين، فنقل مالك أحدهما، ونقل الباقون الآخر"!

قلت: وهذا احتمال بعيد! وقد أشار إلى ردِّه الحافظ؛ فقد قال في "الفتح"(3/ 36 - 37) -بعد أن ذكره من طريق مسلم عن مالك-:

"وخالفه أصحاب الزهري عن عروة، فذكروا الاضطجاع بعد الفجر، وهو المحفوظ. ولم يصب من احتج به على ترك استحباب الاضطجاع".

ومن هذا التحقيق؛ تعلم أن قول المنذري في "مختصره"(2/ 98):

"وأخرجه البخاري ومسلم والترمذي والنسائي وابن ماجة"!

فهو وهم؛ لأن البخاري لم يخرجه بهذا السياق الشاذ، وإنما بالسياق المحفوظ.

1207 -

عن عائشة رضي الله عنها قالت:

كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي -فيما بين أن يَفْرغَ من صلاة العشاء إلى أن يَنْصَدعَ الفجرُ- إحدى عَشْرَةَ ركعةً، يسلِّم من كل ثنتين، ويوتر بواحدة، ويمكث في سجوده قَدْرَ ما يقرأ أحدكم خمسين آيةً قبل أن يرفع رأسه. فإذا سكت المؤذن بالأولى من صلاة الفجر؛ قام فركع ركعتين خفيفتين، ثم اضطجع على شِقِّهِ الأيمن حتى يأتِيَهُ المؤذِّن.

ص: 81

(قلت: إسناده صحيح على شرط البخاري. وقد أخرجه هو ومسلم وأبو عوانة في "صحاحهم").

إسناده: حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم ونصر بن عاصم -وهذا لفطه- قالا: ثنا الوليد: ثنا الأوزاعي -وقال نصر: عن ابن أبي ذئب والأوزاعي- عن الزهري عن عروة عن عائشة رضي الله عنها.

قلت: وهذا إسناد صحيح، رجاله كلهم ثقات على شرط -الشيخين؛ غير عبد الرحمن بن إبراهيم- وهو أبو سعيد الدمشقي الملقب بـ (دحَيْم) -، وهو ثقة حافظ من شيوخ البخاري.

وأما نصر بن عاصم -وهو الأنطاكي-، فهو لين الحديث كما في "التقريب"، لكن روايته هنا متابعة؛ فالاعتماد فيها على دُحَيْمٍ.

والحديث أخرجه ابن ماجة (1358): وحدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم الدمشقي

به.

وأخرجه هو، وأحمد (6/ 74 و 143 و 215) من طرق أخرى عن ابن أبي ذئب عن الزهري

به.

ثم قال أحمد (6/ 83): ثنا أبو المغيرة: ثنا الأوزاعي

به.

وتابعه شعيب عن الزهري

به.

أخرجه البخاري (1/ 253 و 385)، وأحمد (6/ 88)، والنسائي (1/ 253).

وتابعه آخرون: عند مسلم وأبي عوانة وغيرهما كما يأتي.

ص: 82

1208 -

وفي رواية

بإسناده: ومعناه؛ قال:

ويوتر بواحدة، ويسجد سجدةً قَدْرَ ما يقرأُ أحدُكم خمسين آية قبل أن يرفعَ رأسَهُ. فإذا سكت المؤذن من صلاة الفجر، وتبيَّن له الفجر

وساق معناه.

(قلت: إسناده صحيح).

إسناده: حدثنا سليمان بن داود المَهْرِيُّ: ثنا ابن وهب: أخبرني ابن أبي ذئب وعمرو بن الحارث ويونس بن يزيد أن ابن شهاب أخبرهم

بإسناده ومعناه؛ قال: وبعضهم يزيد على بعض.

قلت: وهذا إسناد صحيح، رجاله كلهم ثقات على شرط الشيخين؛ غير المهري، وهو ثقة.

والحديث أخرجه مسلم (2/ 165 - 166)، وأبو عوانة (2/ 326)، والبيهقي (3/ 23) من طرق عن ابن وهب

به؛ إلا أن مسلمًا لم يذكر ابن أبي ذئب في سنده.

وأخرجه أحمد (6/ 248) من طريق أخرى عن يونس وحده.

1209 -

عن عائشة قالت:

كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلِّي من الليل ثلاثَ عَشْرَةَ ركعةً، يوتر منها بخمس، لا يجلس في شيء من الخمس حتى يجلس في الآخرة، فيسلِّم.

(قلت: إسناده صحيح على شرط الشيخين، وقد أخرجه مسلم وأبو عوانة في "صحيحيهما").

ص: 83

إسناده: حدثنا موسى بن إسماعيل: ثنا وهَيْبٌ: ثنا هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة.

ورواه ابن نمير عن هشام

نحوه.

قلت: وهذا إسناد صحيح على شرط الشيخين.

والحديث أخرجه مسلم (2/ 166)، وأبو عوانة (2/ 325)، والنسائي (1/ 250)، وابن نصر في "قيام الليل"(120 - 121)، وأحمد (6/ 50 و 64 و 123 و 161 و 205) من طرق أخرى عن هشام بن عروة

به؛ وفي رواية لأحمد:

كان يرقد، فإذا استيقظ تسوَّك، ثم توضأ، ثم صلى ثمان ركعات، يجلس في كل ركعتين، فيسلِّم، ثم يوتر بخمس ركعات، لا يجلس إلا في الخامسة، ولا يسلم إلا في الخامسة.

قلت: وإسناده صحيح على شرط الشيخين.

والحديث عزاه المنذري البخاري أيضًا! ولم أره في "صحيحه"!

ويأتي له شاهد (1227).

1210 -

عن عائشة قالت:

كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلِّي بالليل ثلاثَ عَشْرَةَ ركعةً، ثم يصلي -إذا سمع النداء بالصبح- ركعتين خفيفتين.

(قلت: إسناده صحيح على شرط الشيخين).

إسناده: حدثنا القعنبي عن مالك عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة.

قلت: وهذا إسناد صحيح على شرط الشيخين.

ص: 84

والحديث أخرجه أحمد (6/ 178): قرأت على عبد الرحمن: مالك عن هشام ابن عروة

به.

1211 -

عن عائشة:

أن نبي الله صلى الله عليه وسلم كان يصلي من الليل ثلاثَ عَشْرَةَ ركعةً؛ كان يصلي ثماني ركعات، ويوتر بركعة، ثم يصلي بعد الوتر ركعتين، وهو قاعد، فإذا أراد أن يركع؛ قام فركع، ويصلي بين أذان الفجر والإقامة ركعتين.

(قلت: إسناده صحيح على شرط الشيخين. وقد أخرجه مسلم في "صحيحه").

إسناده: حدثنا موسى بن إسماعيل ومسلم بن إبراهيم قالا: ثنا أبان عن يحيى عن أبي سلمة عن عائشة.

قلت: وهذا إسناد صحيح على شرط الشيخين.

والحديث أخرجه مسلم (2/ 166)، والنسائي (1/ 253)، وأحمد (6/ 189) من طرق عن يحيى بن أبي كثير

به.

1212 -

عن أبي سلمة بن عبد الرحمن: أنه سأل عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم:

كيف كانت صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم في رمضان؟ فقالت:

ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يزيد في رمضانَ ولا في غيره على إحدى عَشْرَةَ ركعةً؛ يصلِّي أربعًا فلا تَسْألْ عن حُسْنِهنَّ وطولِهِنَّ، ثم يصلي أربعًا فلا تسأل عن حسنهن وطولهن، ثم يصلي ثلاثًا.

ص: 85

قالت عائشة رضي الله عنها: فقلت: يا رسول الله! أتنام قبل أن توتر؟ ! قال:

"يا عائشة! إن عَيْنَيَّ تنامان ولا ينامُ قلبي".

(قلت: إسناده صحيح على شرط الشيخين. وقد أخرجاه. وإسناد البخاري إسناد المصنف").

إسناده: حدثنا القعنبي عن مالك عن سعيد بن أبي سعيد المقبري عن أبي سلمة بن عبد الرحمن أنه أخبره: أنه سأل

قلت: إسناده صحيح على شرط الشيخين؛ وقد أخرجاه كما يأتي.

والحديث في "الموطأ"(1/ 120 / 9)

بهذا الإسناد.

وأخرجه البخاري (2/ 395) عنه

بإسناد المصنف هذا.

وأخرجه أيضًا (1/ 500)، ومسلم (2/ 166)، والنسائي (1/ 248)، والطحاوي في "المشكل"(4/ 353)، والبيهقي (3/ 6)، وأحمد (6/ 36 و 73 و 104) من طرق عن مالك

به. وقال الترمذي (رقم 439):

"حديث حسن صحيح".

ولجملة النوم منه شاهد من حديث الحسن

مرسلًا.

عزاه السيوطي في "الجامع" لابن سعد! ولم أجده فيه!

1213 -

عن سعد بن هشام قال:

طَلَّقْتُ امرأتي، فأتيت المدينة لأبِيع عَقَارًا كان لي بها، فأشتريَ به السلاحَ وأغزوَ، فلَقِيتُ نفرًا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، فقالوا: قد أراد منا

ص: 86

سِتةٌ أن يفعلوا ذلك، فنهاهم النبي صلى الله عليه وسلم، وقال:{لكم في رسول الله أُسوةٌ حسنةٌ} . فأتيت ابن عباس، فسألته عن وتر النبي صلى الله عليه وسلم؟ فقال: أدُلُّك على أعلم الناس بوتر رسول الله صلى الله عليه وسلم، فَأْتِ عائشة رضي الله عنها. فأتيتُها، فاستتبعتُ حَكِيمَ بن أفْلَحَ، فأبى، فناشدته، فانطلق معي. فاستأذن على عائشة، فقالت: من هذا؟ قال: حَكِيمُ بن أفْلَحَ. قالت: ومن معك؟ قال: سعد بن هشام. قالت: هشام بن عامرٍ الذي قُتِلَ يومَ أُحُد؟ قال: قلت: نعم. قالت: نعْمَ المرءُ كان عامرٌ! قال: قلت: يا أم المؤمنين! حدِثيني عن خُلُقِ رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قالت:

ألستَ تقرأ القرآن؟ ! فإن خُلُقَ رسول الله صلى الله عليه وسلم كانَ القرآنَ.

قال: قلت: حدِّثيني عن قيام الليل؟ قالت:

ألست تقرأ: (يا أيها المزمل)؟ ! قال: قلت: بلى. قالت:

فإن أول هذه السورة نزلت، فقام أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى انتفخت أقدامهم، وحُبِسَ خاتمتُها في السماء اثْنَيْ عَشَرَ شهرًا، ثم نزل آخرها، فصار قيامُ الليل تطوُّعًا بعد فريضة.

قال: قلت: حدِّثيني عن وتر النبي صلى الله عليه وسلم؟ قالت:

كان يوتر بثمان ركعات، لا يجلس إلا في الثامنة، ثم يقوم فيصلي ركعة أخرى، لا يجلس إلا في الثامنة والتاسعة، ولا يسلم إلا في التاسعة، ثم يصلي ركعتين وهو جالس، فتلك إحدى عَشْرَةَ ركعةً يا بُنَيَّ! فلما أسنَّ وأخذَ اللحمَ؛ أوتر بسبع ركعات، لم يجلس إلا في السادسة والسابعة، ولم يسلِّم إلا في السابعة، ثم يصلي ركعتين وهو جالس، فتلك

ص: 87

تسعُ ركعاتٍ يا بُنَيَّ! ولم يقم رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة يُتِمُّها إلى الصباح، ولم يقرأ القرآن في ليلة قطُّ. ولم يَصُمْ شهرًا يتِمُّه غير رمضان، وكان إذا صلى صلاة داوم عليها، وكان إذا غلبته عيناه من الليل بنوم؛ صلى من النهار ثِنْتَيْ عَشْرَةَ ركعةً.

قال: فأتيتُ ابن عباس فحدَّثته. فقال: هذا -والله- هو الحديث، ولو كنت أكلِّمها؛ لأتيتها حتى أُشافِهَهَا به مشافهةً! قال: قلَت: لو علمت أنك لا تكلِّمها ما حدَّثتك!

(قلت: إسناده صحيح، رجاله رجال "الصحيح". وقد أخرجه مسلم في "صحيحه"، وكذا أبو عوانة؛ دون قوله: قال: قلت: لو علمت

).

إسناده: حدثنا حفص بن عمر: ثنا همام: ثنا قتادة عن زُرَارة بن أوفى عن سعد بن هشام.

قلت: وهذا إسناد صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين؛ غير أن مسلمًا لم يخرج لحفص بن عمر -وهو أبو عمرو الحَوْضِي-، وهو ثقة ثبت.

والحديث أخرجه مسلم (2/ 168 - 170)، وأبو عوانة (2/ 321 - 325)، والنسائي (1/ 237)، وابن نصر في "قيام الليل"(ص 48)، وأحمد (6/ 53) من طرق عن قتادة

به؛ وعند مسلم زيادة إعداد السواك له.

وتابعه الحسن البصري عن سعد بن هشام

به نحوه.

أخرجه أحمد (6/ 235)؛ وصرح الحسن بالتحديث في رواية عنده (6/ 168). وسيأتي في الكتاب (1223).

ص: 88

1214 -

وفي رواية

بإسناده نحوه؛ قال:

يصلِّي ثماني ركعات لا يجلس فيهن إلا عند الثامنة، فيجلس؛ فيذكر الله عز وجل، ثم يدعو، ثم يسلم تسليمًا يسمعنا، ثم يصلي ركعتين وهو جالس بعدما يسلِّم، ثم يصلي ركعة؛ فتلك إحدى عشرة ركعة يا بُنَيَّ! فلما أسنَّ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم وأخذَ اللَّحْم؛ أوتر بسبعٍ، وصلى ركعتين وهو جالس بعدما يسلّم

بمعناه، إلى مشافهة

(قلت: إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه مسلم وأبو عوانة في "صحيحيهما" كما تقدم).

إسناده: حدثنا محمد بن بشار: ثنا يحيى بن سعيد عن سعيد عن قتادة

بإسناده نحوه قال

قال المصنف: حدثنا عثمان بن أبي شيبة: ثنا محمد بن بشر: ثنا سعيد

بهذا الحديث؛ قال:

يسلِّم تسليمًا يسْمِعُنا

كما قال يحيى بن سعيد.

قلت: وهذا إسناد صحيح على شرط الشيخين؛ وقد أخرجه مسلم وأبو عوانة من طرق عن قتادة

به كما تقدم.

والحديث أخرجه أحمد (6/ 53): ثنا يحيى: ثنا سعيد بن أبي عروبة

به.

وأخرجه أبو عوانة في "صحيحه"(2/ 323): حدثا الحسن بن علي بن عفان قال: ثنا محمد بن بشر

به؛ وزاد -بعد قوله: ثم يدعو-:

رَبَّهُ، ويصلي على نبيِّه، ثم ينهض ولا يسلم، ثم يصلي التاسعة، فيقعد، ثم يحمد ربه ويصلي على نبيه صلى الله عليه وسلم، ويدعو، ثم يسلم

ص: 89

وإسناده صحيح.

وفيه فائدة عزيزة، وهي مشروعية الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم في التشهد الأول.

1215 -

وفي أخرى

بنحو التي قبلها؛ إلا أنه قال: ويسلم تسليمةً يُسْمِعُنا.

(قلت: وإسناده صحيح على شرط الشيخين، وصححه ابن حبان).

إسناده: حدثنا محمد بن بشار: ثنا ابن أبي عدي عن سعيد

بهذا الحديث. قال ابن بشار: بنحو حديث يحيى بن سعيد؛ إلا أنه قال

والحديث أخرجه مسلم من طريق أخرى عن محمد بن أبي عدي

به.

وابن حبان (669)، والبيهقي عن معاذ بن هشام: حدثنا أبي عن قتادة

بلفظ الكتاب.

1216 -

عن زُرَارة بن أوفى:

أن عائشة رضي الله عنها سُئِلَتْ عن صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم في جوف الليل؟ فقالت:

كان يصلي صلاة العشاء في جماعة، ثم يرجع إلى أهله، فيركع أربع ركعات، ثم يأوي إلى فراشه، وينامُ وطَهورُهُ مُغَطّىً عند رأسه، وسِواكُهُ موضوعٌ؛ حتى يبعثه الله ساعتَهُ التي يَبعَث من الليلِ، فيتسوكُ، ويُسْبغُ الوُضوء، ثم يقوم إلى مصلّاه، فيصلي ثمان ركعات؛ يقرأ فيهن بأمِّ الكتاب وسورة من القرآن وما شاء الله، ولا يقفُ في شيء منها، حتى يقعد في الثامنة، ولا يسلم، ويقرأ في التاسعة، ثم يقعد، فيدعو بما شاء

ص: 90

الله أن يدعو، ويسأله ويرغَبُ إليه، ويسلم تسليمة واحدةً شديدة، يكاد يُوقِظُ أهلَ البيت مِنْ شدَّةِ تسليمه، ثم يقرأ وهو قاعد بأم الكتاب، ويركع وهو قاعد، ثم يركع الثانية فيركع ويسجد وهو قاعد، ثم يدعو ما شاء الله أن يدعو، ثم يسلِّم وينصرف. فلم تزل تلك صلاةَ رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى بَدَّنَ، فنقصَ من التسع ثنتين، فجعلهما إلى الستِّ والسبع؛ وركعتيه وهو قاعدٌ، حتى قُبِضَ علىَ ذلك صلى الله عليه وسلم.

(قلت: حديث صحيح؛ إلا الأربع ركعات! والمحفوظ: ركعتان).

إسناده: حدثنا علي بن حسين الدَرْهَمِيّ: ثنا ابن أبي عدي عن بَهْزِ بن حَكِيمٍ: ثنا زُرَارة بن أوفى.

قلت: وهذا إسناد رجاله كلهم ثقات؛ إلا أنه منقطع بين زرارة وعائشة؛ قال في "تهذيب التهذيب":

"والمحفوظ أن بينهما سعد بن هشام".

قلت: كذلك رواه حماد بن سلمة عن بَهْزٍ؛ كما يأتي عند المصنف. فالحديث بذلك صحيح. والله أعلم.

والحديث أخرجه أحمد أيضًا كما يأتي.

1217 -

وفي رواية

بإسناده؛ قال:

يصلِّي العشاء، ثم يَأْوِي إلى فراشه

لم يذكر: الأربع ركعات، وساق الحديث قال فيه:

فيصلِّي ثمان ركعات، يُسَوِّي بينهن في القراءة والركوع والسجود، ولا

ص: 91

يجلس في شيء فيهن إلا في الثامنة؛ فإنه كان يجلس، ثم يقوم ولا يسلم، فيصلي ركعة يوتربها، ثم يسلم تسليمة، ؛ يرفع بها صوته حتى يُوقِظَنا

ثم ساق معناه.

(قلت: حديث صحيح).

إسناده: حدثنا هارون بن عبد الله. ثنا يزيد بن هارون: أخبرنا بهز بن حكيم

فذكر هذا الحديث بإسناده قال

قلت: وهذا إسناد رجاله ثقات؛ ولكنه منقطع كما سبق بيانه في الذي قبله.

والحديث أخرجه أحمد (6/ 236): ثنا يزيد قال: ثنا بَهْزُ بن حَكِيم

به؛ إلا أنه قال: ركعتين مكان: أربع ركعات.

وهو المحفوظ عن عائشة في "مسلم" وغيره، كما يأتي تحقيقه بعد حديث.

1218 -

وفي أخرى عن المؤمنين:

أنها سُئِلَتْ عن صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقالت: كان يصلي بالناس العشاء، ثم يرجع إلى أهله، فيصلي أربعًا، ثم يَأْوي إلى فراشه

ثم ساق الحديث بطوله؛ لم يذكر: يُسوِّي بينهن في القراءة والركوع والسجود، ولم يذكر -في التسليم-: حتى يوقظنا.

(قلت: حديث صحيح؛ إلا الأربع، والمحفوظ ركعتان).

إسناده: حدثنا عمرو بن عثمان: ثنا مروان -يعني: ابن معاوية- عن بهز: ثنا زرارة بن أوفى عن عائشة أم المؤمنين.

قلت: وهذا إسناد رجاله ثقات أيضًا؛ ولكنه منقطع كما عرفت.

ص: 92

1219 -

وفي رواية رابعة عنها

بهذا الحديث، وليس في تمام حديثهم.

(قلت: إسناده صحيح).

إسناده: حدثنا موسى بن إسماعيل: ثنا حماد -يعني: ابن سلمة- عن بهز ابن حكيم عن زُرارة بن أوفى عن سعد بن هشام عن عائشة.

قلت: وهذا إسناد صحيح، رجاله ثقات رجال مسلم؛ غير بهز بن حكيم، وهو ثقة.

ويلاحظ أن حمادًا قد زاد في السند: سعد بن هشام بين زرارة وعائشة، وبذلك اتصل الإسناد، وزال الانقطاع الذي وقع في الروايات المتقدمة.

وقد توبع حماد على وصله. وكأنه لذلك جزم الحافظ في "التهذيب" بأنه المحفوظ، فقال الإمام أحمد (6/ 236): ثنا يونس قال: ثنا عمران بن يزيد العَطَّار عن بهز بن حكيم عن زرارة بن أوفى عن سعد بن هشام قال:

قلت لأم المؤمنين عائشة: كيف كات صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم من الليل؟ قالت: كان يصلي العشاء

فذكر الحديث (يعني: من رواية يزيد بن هارون)، ويصلي ركعتين قائمًا، يرفع صوته كأنه يوقظنا -بل يوقظنا-، ثم يدعو بدعاء يُسْمِعُنا، ثم يسلم تسليمةً، ثم يرفع بها صوته.

ورجاله ثقات معروفون؛ غير عمران بن يزيد العطار، فوثقه ابن حبان.

وقد تقدم أن في رواية يزيد بن هارون: ركعتين مكان: أربع ركعات.

فكأن في قوله: "فذكر الحديث" إشارةً إلى أن ذلك في حديث العطار أيضًا؛ وإلا لذكر الخلاف بينهما.

ص: 93

وهذا هو المحفوظ: ركعتان بعد العشاء؛ ففي حديث عبد الله بن شقيق عن عائشة:

أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلي بالناس العشاء، ويدخل بيتي فيصلي ركعتين

الحديث.

أخرجه مسلم (2/ 162)، وابن خزيمة (1199).

ونحوه حديث أبي حُرَّة عن الحسن عن سعد بن هشام عنها قالت:

كان إذا صلى العشاء؛ تجوَّز بركعتين ثم ينام

الحديث.

أخرجه ابن خزيمة (1104)، وعنه ابن حبان (2626 و 2631)، وقال:"أبو حُرَّةَ: اسمه واصل بن عبد الرحمن".

قلت: وهو ثقة من رجال مسلم؛ الا أنهم ضعفوه في روايته عن الحسن؛ يقولون: لم يسمعها من الحسن.

فالعمدة على ما تقدم، وهو بذلك حسن صحيح.

نعم؛ قد صحت الأربع من حديث ابن عباس قال:

كنت في بيت ميمونة؛ فلما صلى النبي صلى الله عليه وسلم العَتَمَةَ؛ جاء فصلى أربع ركعات.

أخرجه ابن نصر في "قيام الليل"(ص 35) بسند صحيح عنه.

1220 -

عن عائشة رضي الله عنها:

أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يصلِّي من الليل ثلاثَ عَشْرَةَ ركعةً؛ يوتر بسبع -أو كما قالت-، ويصلي ركعتين وهو جالس، وركعتي الفجر بين الأذان والإقامة.

(قلت: إسناد حسن صحيح).

ص: 94

إسناده: حدثنا موسى -يعني: ابن إسماعيل-: ثنا حماد يعني: ابن سلمة- عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن عائشة رضي الله عنها.

قلت: وهذا إسناد حسن، رجاله كلهم ثقات رجال مسلم؛ إلا أنه لم يخرج لمحمد بن عمرو إلا متابعة، وهو حسن الحديث كما سبق مرارًا.

والحديث أخرجه أحمد (6/ 55 و 182) من طريقين آخرين عن محمد

به نحوه.

1221 -

عن عائشة رضي الله عنها:

أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يوتر بتسع ركعات، ثم أوتر بسبع ركعات، وركع ركعتين وهو جالس بعد الوتر، يقرأ فيهما، فإذا أراد أن يركع؛ قام فركع ثم سجد.

(قلت: إسناده حسن صحيح).

إسناده: حدثنا موسى بن إسماعيل: ثنا حماد عن محمد بن عمرو عن محمد بن إبراهيم عن علقمة بن وقاص عن عائشة رضي الله عنها.

قلت: وهذا إسناد حسن أيضًا، والقول فيه كالقول في الذي قبله.

1222 -

وفي رواية عنها

مثله؛ قال فيه: قال علقمة بن وقاص:

يا أُمَّتَاهْ! كيف كان يصلي الركعتين؟

فذكر معناه.

(قلت: حديث صحيح).

لم يسق المصنف إسناده، وإنما علقه تعليقًا، فقال: "قال أبو داود: روى

ص: 95

الحديثين: خالدُ بن عبد الله الواسطي

مثله قال فيه

". زاد في نسخة بعد "الواسطي": "عن محمد بن عمرو".

ويعني: أن حماد بن سلمة لم يتفرد برواية الحديث عن محمد بن عمرو بإسناديه عن عائشة؛ بل تابعه الواسطي، فرواه عن محمد بن عمرو بالإسنادين.

1223 -

عن سعد بن هشام قال:

قَدِمْتُ المدينة، فدخلت على عائشة، فقلت: أخبريني عن صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قالت:

إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يصلي بالناس صلاة العشاء، ثم يأوي إلى فراشه فينام، فإذا كان جوفُ الليل قامَ إلى حاجته وإلى طَهُوره فتوضَّأَ، ثم دخل المسجد فصلى ثمان ركعات؛ يُخَيَّلُ إليَّ أنه يُسَوِّي بينهن في القراءة والركوع والسجود! ثم يوتر بركعة، ثم يصلي ركعتين وهو جالس، ثم يضع جنبه، فربَّما جاء بلال فآذنه بالصلاة، ثم يُغْفِي، وربَّما شَكَكْتُ: أغْفَى أو لا! حتى يُؤْذِنَهُ بالصلاة، فكانت تلك صلاتَه حتى أسنَّ وَلَحُمَ؛ فذكرت من لحمه ما شاء الله

وساق الحديث.

(قلت: إسناده صحيح على شرط الشيخين، وصححه ابن حبان).

إسناده: حدثنا وهب بن بقية عن خالد. (ح) وثنا ابن المثنى: ثنا عبد الأعلى: ثنا هشام عن الحسن عن سعد بن هشام.

قلت: وهذا إسناد صحيح على شرط الشيخين من الوجه الثاني، وعلى شرط مسلم وحده من الوجه الأول؛ لأن وَهْبَ بن بقية لم يخرج له البخاري.

ص: 96

والحسن: هو البصري، وقد سمعه س سعد بن هشام، كما تقدم تحت الحديث (1213)، ويأتي قريبًا.

والحديث أخرجه النسائي (1/ 244): أخبرنا عمرو بن علي عن عبد الأعلى

به.

وتابعه يزيد -وهو ابن هارون- قال: أنا هشام

به.

أخرجه أحمد (6/ 235): ثنا يزيد

به.

وتابعه قتادة عن الحسن قال: أخبرني سعد بن هشام

به مختصرًا.

أخرجه أحمد (16/ 68)، والنسائي (1/ 250).

وتابعه أبو حُرَّةَ عن الحسن عن سعد بن هشام الأنصاري

به نحوه؛ وفيه:

أنه قرأ في الركعتين وهو جالس: {قل يا أيها الكافرون} و {إذا زلزلت} .

أخرجه ابن حبان (668). لكن أبو حرة -واسمه واصل بن عبد الرحمن- كان يدلس عن الحسن.

وقراءة السورتين؛ لها شاهد من حديث أبي أمامة بسند حسن، انظر "صفة الصلاة".

1224 -

عن ابن عباس:

أنه رَقَدَ عند النبي صلى الله عليه وسلم، فرآه استيقظ فتسوَّك، وهو يقول: (إن في خلق السماوات والأرض

) حتى ختم السورة، ثم قام فصلى ركعتين، أطال فيهما القيام والركوع والسجود، ثم انصرف فنام حتى نَفَخَ، ثم فعل ذلك ثلاث مرات بستِّ ركعات، كل ذلك يستاك، ثم يتوضأ، ويقرأ هؤلاء

ص: 97

الآيات، ثم أوتر (قال عثمان: بثلاث ركعات)، فأتاه المؤذن، فخرج إلى الصلاة (وقال ابن عيسى: ثم أوتر فأتاه بلال، فآذنه بالصلاة حين طلع الفجر، فصلى رَكْعَتَيِ الفجر، ثم خرج إلى الصلاة. ثم اتفقا) وهو يقول:

"اللهم! اجعل في قلبي نورًا، واجعل في لساني نورًا، واجعل في سمعي نورًا، واجعل في بصري نورًا، واجعل خَلْفي نورًا، وأمامي نورًا، واجعل من فوقي نورًا، ومن تحتي نورًا، اللهم! وأعْظِمْ لي نورًا".

(قلت: إسناده صحيح على شرط مسلم. وقد أخرجه هو وأبو عوانة في "صحيحيهما").

إسناده: حدثنا محمد بن عيسى: ثنا هشيم: أخبرنا حُصَيْنٌ عن حَبِيبِ بن أبي ثابت. (ح) وثنا عثمان بن أبي شيبة: ثنا محمد بن فُضَيْلٍ عن حُصَيْنٍ عن حَبِيب بن أبي ثابت عن محمد بن علي بن عبد الله بن عباس عن أبيه عن ابن عباس.

قلت: وهذا إسناد صحيح، رجاله كلهم ثقات على شرط مسلم؛ وفد أخرجه في "صحيحه" كما يأتي.

والحديث أخرجه مسلم (2/ 182) من طريق أخرى عن محمد بن فُضَيْل

به.

وكذلك أخرجه أبو عوانة (2/ 320 - 321).

وأخرجه هو، والنسائي (1/ 249) عن زائدة-، وأحمد (1/ 373) -عن أبي عوانة- كلاهما عن حُصَيْنِ بن عبد الرحمن

به؛ وصرح حبيب ابن أبي ثابت بالتحديث في رواية أبي عوانة، وكذا ابن خزيمة (449).

ص: 98

وتابعه سفيان الثوري عن حبيب

به مختصرًا.

أخرجه أحمد (1/ 350)، والنسائي.

وتابعه منصور بن المعتمر قال: حدثني [محمد بن] علي بن عبد الله بن عباس قال: حدثني أبي

به.

أخرجه أبو عوانة (2/ 321).

1235 -

وفي رواية عنه

نحوه؛ قال: "وأعظم لي نورًا".

(قلت: يعني: ليس فيه: "اللهم". وإسناده صحيح على شرط مسلم).

إسناده: حدثنا وهب بن بقية عن خالد عن حُصَيْنٍ

نحوه.

قلت: وهذا إسناد صحيح على شرط مسلم؛ وقد أخرجه بهذا اللفظ من طريق أبي رشدين عن ابن عباس، وعلقه المصنف كما يأتي بعده.

1226 -

قال أبو داود: "كذلك قال أبو خالد الدالاني عن حبيب في هذا الحديث. وقال سلمة بن كُهَيْلٍ عن أبي رِشْدِينَ عن ابن عباس".

(قلت: وصله الشيخان وأبو عوانة في "صحاحهم" عن سَلَمَةَ بن كُهَيْل

به باللفظ المذكور: "وأعْظِمْ لي نورًا").

قلت: هذا معلق؛ وقد وصله البخاري (4/ 188)، ومسلم (2/ 180 - 182)، وأبو عوانة (2/ 311)، وابن حبان (2627)، وأحمد (1/ 283 و 284 و 343) من طرق عن سَلَمَةَ بن كُهَيْلِ

به مطولًا؛ وفيه ما أشار إليه المصنف:

"وأعظم لي نورًا".

وأخرجه مسلم، وأبو عوانة، وأحمد (1/ 330) من طرق أخرى عن كُريبٍ أبي

ص: 99

رشدين

بنحوه.

وهما، وأحمد (1/ 341) من طرق أخرى عن ابن عباس

به. وسيأتي (1237).

1227 -

عن ابن عباس قال:

بِتُّ عند خالتي ميمونة، فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم بعدما أمسى، فقال:

" أصلَّى الغلام؟ ". قالوا: نعم. فاضطجع، حتى إذا مضى من الليل ما شاء الله؛ قام فتوضأ، ثم صلى سبعًا -أو خمسًا- أوتر بهن، لم يسلِّم إلا في آخرهنَّ".

(قلت: إسناده صحيح على شرط مسلم).

إسناده: حدثنا عثمان بن أبي شيبة: ثنا وكيع: ثنا محمد بن قيس الأسَدِي عن الحكم بن عُتَيْبَةَ عن سعيد بن جبير عن ابن عباس.

قلت: وهذا إسناد صحيح، رجاله كلهم ثقات على شرط الشيخين؛ غير الأسدي هذا؛ فإن البخاري إنما أخرج له في "الأدب المفرد"، وهو ثقة.

والحديث أخرجه أحمد (1/ 354): حدثنا وكيع

به.

1228 -

وفي رواية عنه قال:

بِتُّ في بيت خالتي ميمونة بنت الحارث، فصلى النبي صلى الله عليه وسلم العشاء، ثم جاء فصلى أربعًا، ثم نام، ثم قام يصلي، فقمت عن يساره، فأدارني فأقامني عن يمينه، فصلى خمسًا؛ ثم نام حتى سمعت غَطِيطَهُ، ثم قام فصلى ركعتين، ثم خرج فصلى الغداة.

ص: 100

(قلت: إسناده صحيح على شرط الشيخين).

إسناده: حدثنا ابن المثنى: ثنا ابن أبي عدي عن شعبة عن الحكم عن سعيد ابن جبير عن ابن عباس.

قلت: وهذا إسناد صحيح على شرط الشيخين.

والحديث أخرجه البخاري (1/ 189 - فتح)، والدارمي (1/ 286)، وأحمد (1/ 341) من طرق أخرى عن شعبة

به نحوه.

1229 -

وفي أخرى عنه في هذه القصة:

فقام فصلى ركعتين ركعتين؛ حتى صلى ثماني ركعات، ثم أوتر بخمس لم يجلس بينهن.

(قلت: إسناده صحيح على شرط مسلم).

إسناده: حدثنا قتيبة: ثنا عبد العزيز بن محمد عن عبد المجيد عن يحيى بن عَبَّاد عن سعيد بن جبير أن ابن عباس حدثه

في هذه القصة.

قلت: وهذا إسناد صحيح، رجاله كلهم ثقات على شرط مسلم؛ وعبد المجيد: هو ابن سهل الزُّهْرِيُّ.

وخالفه حُرَيْثُ بن أبي مَطَر عن يحيى بن عباد

به مختصرًا بلفظ: قال: كان نومه ذلك وهو جالس؛ يعني: النبي صلى الله عليه وسلم.

رواه ابن ماجة (476).

قلت: وحُريْثٌ هذا ضعيف كما في "التقريب"، وزيادته هذه منكرة؛ لتفرده بها ومخالفته لكل الذين رووا القصة، وصرحوا أنّه اضطجع.

ص: 101

1230 -

عن عائشة قالت:

كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي ثلاثَ عَشْرَةَ ركعةً، بركعتيه قبل الصبح، يصلي ستًّا: مثنى مثنى، ويوتر بخمس لا يقعد بينهن إلا في آخرهن.

(قلت: حديث صحيح).

إسناده: حدثنا عبد العزيز بن يحيى الحَرَّاني: حدثني محمد بن سلمة عن محمد بن إسحاق عن محمد بن جعفر بن الزبير عن عروة بن الزبير عن عائشة.

قلت: رجال إسناده مُوَثَّقون؛ لولا عنعنة ابن إسحاق! لكنه قد سمعه من محمد بن جعفر كما يأتي. فالحديث حسن، وهو بما بعده صحيح.

والحديث أخرجه أحمد (6/ 275 - 276) من طريق أخرى عن ابن إسحاق قال: حدثني هشام بن عروه بن الزبير ومحمد بن جعفر بن الزبير -كلاهما حدثني- عن عروة بن الزبير

به.

قلت: وهذا إسناد حسن، وهو صحيح بما بعده.

1231 -

عن عائشة:

أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلي بالليل ثلاثَ عَشْرَة ركعةً، بركعتيِ الفجر.

(قلت: إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه مسلم في "صحيحه" بإسناد المصنف، والبخاري وأبو عوانة بإسناد آخر عنها).

إسناده: حدثنا قتيبة: ثنا الليث عن يزيد بن أبي حبيب عن عِرَاكِ بن مالك عن عروة عن عائشة أنها أخبرته.

قلت: وهذا إسناد صحيح على شرط الشيخين، وقد أخرجه مسلم كما يأتي.

ص: 102

والحديث أخرجه مسلم (2/ 166) بإسناد المؤلف فقال: حدثنا قتيبة بن سعيد

به.

وأخرجه أحمد (6/ 222): ثنا حجاج قال: ثنا ليث

به.

وتابعه عمرو بن الحارث عن يزيد بن أبي حبيب

به؛ إلا أنه سقط من روايته قوله: بركعتي الفجر.

أخرجه أبو عوانة (2/ 327).

وتابعه القاسم بن محمد قال: سمعت عائشة تقول

فذكره بتمامه.

أخرجه أبو عوانة قال: حدثنا ابن أبي الحُنَيْنِ قال: ثنا عبيد الله بن موسى قال: أبَنا حنظلة عن القاسم بن محمد.

قلت: وهذا إسناد على شرط الشيخين؛ غير ابن أبي الحنين، فلم أعرفه!

لكن تابعه البخاري، فقال (1/ 288): حدثنا عبيد الله بن موسى

به.

1232 -

عن عائشة:

أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى العشاء، ثم صلى ثماني ركعات قائمًا، وركعتين بين الأذانين، ولم يكن يدعهما (قال جعفر بن مسافر في حديثه: وركعتين جالسًا بين الأذانين. زاد: جالسًا).

(قلت: هذه الزيادة منكرة! والصواب فيها أنها في الركعتين اللتين بعد الوتر. كذلك أخرجه أحمد والبخاري. وإسناد المصنف صحيح على شرط الشيخين من غير طريق جعفر).

إسناده: حدثنا نصر بن علي وجعفر بن مسافر أنَّ عبد الله بن يزيد المقرئ

ص: 103

أخبرهما عن سعيد بن أبي أيوب عن جعفر بن ربيعة عن عِرَاكِ بن مالك عن أبي سلمة عن عائشة.

قلت: وهذا إسناد صحيح على شرط الشيخين من طريق نصر.

وأما جعفر بن مسافر؛ فهو مع كونه لم يخرج له في "الصحيحين"؛ فإن فيه ضعفًا من قبل حفظه. ولذلك قال الحافظ في "التقريب":

"صدوق، ربما أخطأ".

قلت: وقد أخطأ في قوله: وركعتين جالسًا بين الأذانين.

والصواب: أن الجلوس صفة الركعتين بعد الوتر. كذلك أخرجه البخاري (1/ 292): حدثنا عبد الله بن يزيد

به؛ ولفظه:

ثم صلى ثماني ركعات، وركعتين جالسًا، وركعتين بين النداءَيْن، ولم يكن يدعهما أبدًا.

ومن الغريب أنه لم يقع في هذه الرواية ذكر لركعة الوتر! فكأن سعيد بن أبي أيوب لم يحفظها. وقد حفظها يزيد بن أبي حبيب عن جعفر بن ربيعة

به؛ بلفظ:

كان يصلي كل ليلة ثلاث عشرة ركعة: تسعًا قائمًا، وركعتين وهو جالس

الحديث.

أخرجه أحمد (6/ 222)؛ وسنده صحيح على شرطهما.

1233 -

عن عبد الله بن أبي قيس قال: قلت لعائشة رضي الله عنها: بكم كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يوتر؟ قالت:

كان يوتر بأربع وثلاث، وست وثلاث، وعشر وثلاث، ولم يكن يوتر

ص: 104

بأنقص من سبع، ولا بأكثر من ثلاث عشرة (زاد أحمد [بن صالح]: ولم يكن يوتر بركعتين قبل الفجر! قلت: ما يوتر؟ قالت:

لم يكن يدع ذلك.

ولم يذكر أحمد: وست وثلاث).

(قلت: إسناده صحيح على شرط مسلم).

إسناده: حدثنا أحمد بن صالح ومححمد بن سَلَمَةَ المُرَادي قال: ثنا ابن وهب عن معاوية بن صالح عن عبد الله بن أبي قيس.

قلت: وهذا إسناد صحيح على شرط مسلم.

والحديث أخرجه أحمد (6/ 149) من طريق أخرى عن معاوية

به.

1234 -

عن كُرَيْبٍ مولى ابن عباس، أنه قال:

سألت ابن عباس: كيف كانت صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم بالليل؟ قال:

بِتُّ عنده ليلة وهو عند ميمونة، فقام حتى ذهب ثلث الليل أو نصفه؛ استيقظ، فقام إلى شَنٍّ فيه ماء، فتوضأ وتوضأت معه، ثم قام، فقمت إلى جنبه على يساره، فجعلني على يمينه، ثم وضع يده على رأسي؛ كأنه يَمَسُّ أذني، كأنه يوقظني، فصلى ركعتين خفيفتين، قد قرأ فيهما بأم القرآن في كل ركعة، ثم سلم، ثم صلى، حتى صلى إحدى عشرةَ ركعةً بالوتر، ثم نام، فأتاه بلال فقال: الصلاة يا رسول الله! فقام فركع ركعتين؛ ثم صلى للناس.

ص: 105

(قلت: حديث صحيح، وإسناده على شرط مسلم. وأخرجه أبو عوانة في "صحيحه" عن المؤلف).

إسناده: حدثنا عبد الملك بن شعيب بن الليث: حدثني أبي عن جدي عن خالد بن يزيد عن سعيد بن أبي هلال عن مَخْرَمَةَ بن سليمان أن كرَيبًا مولى ابن عباس أخبره.

قلت: وهذا إسناد رجاله ثقات رجال مسلم، ولولا أن سعيدًا هذا عَلِمَ فيه أحمدُ الاختلاطَ؛ لكان صحيح الإسناد! ولكنه لم يتفرد به؛ فقد تابعه مالك وغيره كما يأتي.

والحديث أخرجه أبو عوانة في "صحيحه"(2/ 318): حدثنا أبو داود السجِسْتَاني

به.

1235 -

عن ابن عباس قال:

بِتُّ عند خالتي ميمونة، فقام النبي صلى الله عليه وسلم يصلي من الليل، فصلى ثلاث عشرة ركعة، منها ركعتا الفجر، حَزَرْتُ قيامه في كل ركعة بقدر:(يا أيها المزمل).

(قلت: إسناده صحيح على شرط البخاري).

إسناده: حدثنا نوح بن حبيب ويحيى بن موسى قالا: ثنا عبد الرزاق: أخبرنا معمر عن ابن طاوس عن عكرمة بن خالد عن ابن عباس؛ لم يقل نوح: منها ركعتا الفجر.

قلت: وهذا إسناد صحيح، رجاله ثقات على شرط البخاري؛ غير نوح بن حبيب، وهو ثقة، ومقرون.

ص: 106

والحديث أخرجه البيهقي في "السنن"(3/ 8) من طريق المؤلف.

وأخرجه أحمد (1/ 365 - 366): ثنا عبد الرزاق

به.

1236 -

عن زيد بن خالد الجُهَنِيِّ؛ أنه قال:

لأرْمُقَنَّ صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال: فتوسَّدْت عَتَبَتَهُ أو فسطاطه، فصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ركعتين خفيفتين، ثم صلى ركعتين طويلتين طويلتين طويلتين، ثم صلى ركعتين؛ وهما دون اللتين قبلهما، ثم صلى ركعتين دون اللتين قبلهما، ثم صلى ركعتين دون اللتين قبلهما، ثم صلى ركعتين دون اللتين قبلهما، ثم أوتر؛ فذلك ثلاث عَشْرَةَ ركعة.

(قلت: إسناده صحيح على شرط مسلم. وقد أخرجه وكذا أبو عوانة في "صحيحيهما").

إسناده: حدثنا القعنبي عن مالك عن عبد الله بن أبي بكر عن أبيه أن عبد الله بن قيس بن مخرمة أخبره عن زيد بن خالد الجُهَنِي.

قلت: وهذا إسناد صحيح، رجاله كلهم ثقات رجال الشيخين؛ غير ابن مخرمة، فهو من رجال مسلم وحده، وقد أخرجه كما يأتي.

والحديث في "الموطأ"(1/ 122 / 12).

وعنه: أخرجه مسلم (2/ 183)، وأبو عوانة (2/ 319)، وابن نصر في "قيام الليل"(ص 48).

ورواه البيهقي (3/ 8) من طريق المصنف.

ص: 107

1237 -

عن ابن عباس:

أنه بات عند ميمونة زوج النبي صلى الله عليه وسلم -وهي خالته-، قال: فاضطجعت في عَرْض الوِسادة، واضطجع رسول الله صلى الله عليه وسلم وأهُلُه في طُولِها، فنام رسول الله صلى الله عليه وسلم، حتى إذا انتصف الليل -أو قبله بقليل، أو بعده بقليل- استيقظ رسول الله صلى الله عليه وسلم، فجلس يَمْسَحُ النوم عن وجهه بيده، ثم قرأ العشرَ الآياتِ الخواتمِ من سورة آل عمران، ثم قام إلى شَنٍّ مُعَلَّقَةِ، فتوضأ منها فأحسن وضوءه، ثم قام يصلي. قال عبد الله: فقمت فصنعت مثل ما صنع، ثم ذهبت فقمت إلى جنبه، فوضع رسول الله صلى الله عليه وسلم يده اليمنى على رأسي، فأخذ بأذني يَفْتِلُها، فصلى ركعتين، ثم ركعتين، ثم ركعتين، ثم ركعتين، ثم ركعتين، ثم ركعتين -قال القعنبي: ست مرات-، ثم أوتر، ثم اضطجع حتى جاءه المؤذن، فقام فصلى ركعتين خفيفتين، ثم خرج فصلى الصبح.

(قلت: إسناده صحيح على شرط الشيخين. وقد أخرجاه وكذا أبو عوانة في "صحاحهم").

إسناده: حدثنا القعنبي عن مالك عن مَخْرَمَةَ بن سليمان عن كُريب مولى ابن عباس أن عبد الله بن عباس أخبره.

قلت: وهذا إسناد صحيح على شرط الشيخين؛ وقد أخرجاه كما يأتي.

والحديث في "الموطأ"(1/ 121 / 11).

وعنه: أخرجه البخاري (3/ 221)، وكذا مسلم (2/ 179)، وأبو عوانة (2/ 315 - 316)، والنسائي (1/ 241)، وأحمد (1/ 242) كلهم عن مالك

به.

ص: 108