الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
باب تفريع أبواب شهر رمضان
318 - باب في قيام شهر رمضان
1241 -
عن أبي هريرة قال:
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يُرَغِّبُ في قيام رمضان من غير أن يأمرهم بعزيمة، ثم يقول:
"من قام رمضان إيمانًا واحتسابًا؛ غُفِرَ له ما تقدم من ذَنْبِهِ".
فَتُوُفِّيَ رسول الله صلى الله عليه وسلم والأمرُ على ذلك. ثم كان الأمرُ على ذلك في خلافة أبي بكر رضي الله عنه، وصدرًا من خلافة عمر رضي الله عنه.
(قلت: إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه مسلم في "صحيحه". وصححه الترمذي. وأخرجه البخاري؛ لكنه جعل قوله: فتوفي
…
من قول الزهري. وبه جزم الحافظ).
إسناده: حدثنا الحسن بن علي ومحمد بن المتوكِّل قالا: ثنا عبد الرزاق: أخبرنا معمر -قال الحسن في حديثه- ومالك بن أنس -عن الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة.
قال أبو داود: "وكذا رواه عُقيْلٌ ويونس وأبو أويس: "من قام رمضان". وروى عقيل: "من صام رمضان وقامه"
…
".
قلت: وهذا إسناد صحيح على شرط الشيخين عن الحسن بن علي -وهو الحُلْواني-.
وأما قرينه محمد بن المتوكل -وهو العسقلاني المعروف بابن أبي السري-؛ فضعيف.
والحديث أخرجه مسلم (2/ 177)، والنسائي (7/ 351)، والترمذي (1/ 154)، وأحمد (2/ 281) من طرق عن عبد الرزاق
…
به. وقال الترمذي:
"حديث حسن صحيح".
وأخرجه مالك في "الموطأ"(1/ 113 / 2) عن ابن شهاب
…
به؛ إلا أنه قال:
قال ابن شهاب: فتوفِّي رسول الله صلى الله عليه وسلم
…
فجعله من قول الزهري، وليس من قول أبي هريرة كما هو ظاهر رواية عبد الرزاق.
وهكذا أخرجه البخاري (1/ 499) عن مالك.
وكأنه لذلك روى مسلم والنسائي وأحمد (2/ 486) منه المرفوع فقط! وقال الحافظ في "الفتح"(4/ 218):
"وقد أدرج بعضهم قول ابن شهاب في نفس الخبر. أخرجه الترمذي من طريق معمر عن ابن شهاب"!
قلت: وفاته أن مسلمًا أخرجه كذلك كما تقدم.
وأما رواية عقَيْلٍ التي علقها المصنف بلفظ: "من صام رمضان وقامه"؛ فلم أقف عليها هكذا! وإنما أخرجها البخاري من طريق الليث عنه عن ابن شهاب بلفظ الجماعة عنه؛ قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لرمضان:
"من قامه إيمانًا
…
".
وإنما رواه باللفظ المذكور: محمد بن عمرو عن أبي سلمة
…
به، فقال أحمد (2/ 503): ثنا يزيد: أنا محمد عن أبي سلمة
…
بلفظ:
"من صام رمضان وقامه إيمانًا واحتسابًا غُفِر له ما تقدم من ذنبه، ومن قام ليلة القدر إيمانًا
…
" الحديث. وسيشير إليه المصنف في الحديث الآتي بعده.
وقد أخرجه الترمذي (1/ 132) من طريق آخر عن ابن عمرو.
1242 -
عن أبي هريرة يبلغ به النبي صلى الله عليه وسلم:
"من صام رمضان إيمانًا واحتسابًا؛ غُفِرَ له ما تقدَّم من ذَنْبِهِ، ومن قام ليلة القدر إيمانًا واحتسابًا؛ غُفِرَ له ما تقدَّم من ذَنْبِهِ".
(قلت: إسناده صحيح على شرط الشيخين. وقد أخرجاه في "صحيحيهما").
إسناده: حدثنا مَخْلَدُ بن خالد وابن أبي خلف قالا: ثنا سفيان عن الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة.
قال أبو داود: "وكذا رواه يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة. ومحمد بن عمرو عن أبي سلمة".
قلت: رواية محمد بن عمرو؛ وصلها أحمد كما خرجته آنفًا.
وروى منه ابن ماجة (1326) الشطر الأول فقظ؛ دون قوله: "وقامه".
وأما رواية يحيى بن أبي كثير؛ فوصلها مسلم (2/ 177)، والنسائي (1/ 308)، والدارمي (2/ 26)، وأحمد (2/ 408 و 423)؛ وصرح بتحديث يحيى عن أبي سلمة.
والحديث أخرجه البخاري (1/ 500 - 501)، والنسائي (1/ 308)، وأحمد (2/ 241) من طرق عن سفيان
…
به.
1243 -
عن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم:
أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى في المسجد، فصلى بصلاته ناسٌ، ثم صلى من القابلة؛ فكَثُرَ الناس، ثم اجتمعوا من الليلة الثالثة، فلم يخرج إليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم. فلما أصبح قال:
"قد رأيت الذي صنعتم، فلم يمنعني من الخروج إليكم؛ إلا أني خَشِيتُ أن يُفْرَضَ عليكم". وذلك في رمضان.
(قلت: إسناده صحيح على شرط الشيخين. وقد أخرجاه).
إسناده: حدثنا القعنبي عن مالك عن ابن شهاب عن عروة بن الزبير عن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم.
قلت: وهذا إسناد صحيح على شرط الشيخين؛ وقد أخرجاه كما يأتي.
والحديث في "الموطأ"(1/ 113 / 1).
وعنه: البخاري (1/ 286 و 499 - 500)، ومسلم (2/ 177)، والنسائي (2/ 238)، وأحمد (6/ 177) كلهم عن مالك
…
به.
وأخرجه البخاري (1/ 235)، ومسلم، وأحمد (6/ 169 و 222) من طرق أخرى عن الزهري
…
به؛ وليس فيه أن ذلك في رمضان.
1244 -
عن عائشة قالت:
كان الناس يصلُّون في المسجد في رمضان أوزاعًا، فأمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم، فضربتُ له حصيرًا، فصلى عليه
…
بهذه القصة؛ قال فيه: قال -تعني: النبي صلى الله عليه وسلم.
"أيها الناس! أما واللهِ ما بِتُّ ليلتي هذه -بحمد الله- غافلًا! ولا خفي عليَّ مكانكم".
(قلت: إسناده حسن صحيح).
إسناده: حدثنا هَنَّاد: ثنا عَبْدَةُ عن محمد بن عمرو عن محمد بن إبراهيم عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن عائشة.
قلت: وهذا إسناد حسن، رجاله ثقات رحال مسلم؛ إلا أنه إنما أخرج لمحمد ابن عمرو متابعة. وقد توبع كما يأتي.
وهناد: هو ابن السرِيِّ.
وعبدة: هو ابن سليمان.
والحديث أخرجه أحمد (6/ 267): ثنا يعقوب قال: ثنا أبي عن ابن إسحاق قال: حدثني محمد بن إبراهيم بن الحارث التَّيْمِيُّ
…
به؛ وزاد:
"ولكني تخوَّفْتُ أن يُفْتَرَضَ عليكم، فاكْلَفوا من الأعمال ما تطيقون؛ فإن الله لا يَمَلُّ حتى تَمَلُّوا".
قال: وكانت عائشة تقول: إن أحب الأعمال إلى الله أدومها وإن قَلَّ.
قلت: وإسناده حسن؛ فالحديث بهذه المتابعة صحيح.
وللزيادة طرق أخرى عن أبي سلمة في "الصحيحين" وغيرهما، وقد مضى في الكتاب أحدها (1238).
1245 -
عن أبي ذَرٍّ قال:
صُمْنَا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم رمضانَ، فلم يَقُمْ بنا شيئًا من الشهر، حتى
بَقِيَ سبعٌ، فقام بنا حتى ذهب ثلُثُ الليل. فلما كانت السادسةُ لم يَقُمْ بنا. فلما كانت الخامسةُ؛ قام بنا حتى ذهب شَطْرُ الليل. فقلت: يا رسول الله! لو نَفَّلْتَنا قيامَ هذه الليلة! قال: فقال:
"إن الرجل إذا صلى مع الإمام حتى ينصرف؛ حُسِبَ له قيامُ ليلةٍ". فلما كانت الرابعة لم يقم. فلما كانت الثالثة؛ جمع أهلَهُ ونساءَهُ والناسَ، فقام بنا حتى خَشِينا أن يفوتنا الفلاح. قال: قلت: ما الفلاحُ؟ قال: السُّحُورُ. ثم لم يَقُمْ بنا بقيةَ الشهرِ.
(قلت: إسناده صحيح، وصححه الترمذي وابن حبان (2538)).
إسناده: حدثنا مسدد: ثنا يزيد بن زُرَيْعٍ: أخبرنا داود بن أبي هند عن الوليد بن عبد الرحمن عن جبَيْرٍ بن نُفَيْرٍ عن أبي ذَرٍّ.
قلت: وهذا إسناد صحيح، رجاله كلهم ثقات رجال مسلم؛ غير مسدد، فهو من رجال البخاري وحده.
والحديث أخرجه بقية أصحاب "السنن" وغيرهم من طرق أخرى عن داود بن أبي هند
…
به، وهو مخرج في رسالتي "صلاة التراويح"(ص 17).
ورواه ابن حبان أيضًا (919) من هذا الوجه.
وله طريق آخر في "المسند"(5/ 172) من طريق شُرَيْحِ بن عُبَيْد الحضرمي يردُّه إلى أبي ذر
…
به نحوه؛ وفي آخره:
"يا أبا ذر! إنك إذا صليت مع إمامك، وانصرفت إذا انصرف؛ كُتِبَ لك قنوتُ ليلتك".
ورجاله ثقات؛ لكن شريح لم يَلْقَ أبا ذر.