المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

فهرس الكتاب

- ‌294 - باب إذا أدرك الإمام ولم يصلِّ ركعتي الفجر

- ‌295 - باب من فاتته؛ متى يقضيها

- ‌296 - باب الأربع قبل الظهر وبعدها

- ‌297 - باب الصلاة قبل العصر

- ‌298 - باب الصلاة بعد العصر

- ‌299 - باب من رَخَّص فيهما إذا كانت الشمس مرتفعةً

- ‌300 - باب الصلاة قبل المغرب

- ‌301 - باب صلاة الضحى

- ‌302 - باب في صلاة النهار (1)

- ‌303 - باب صلاة التسبيح

- ‌304 - باب ركعتي المغرب؛ أين تُصَلَّيَانِ

- ‌305 - باب الصلاة بعد العشاء

- ‌306 - باب نسخ قيام الليل والتيسير فيه

- ‌307 - باب قيام الليل

- ‌308 - باب النعاس في الصلاة

- ‌309 - باب من نام عن حزبه

- ‌310 - باب من نوى القيام فنام

- ‌311 - باب أيُّ الليل أفضلُ

- ‌312 - باب وقت قيام النبي صلى الله عليه وسلم من الليل

- ‌313 - من باب افتتاح صلاة الليل بركعتين

- ‌314 - باب صلاة الليل: مثنى مثنى

- ‌315 - باب رفع الصوت بالقراءة في صلاة الليل

- ‌316 - باب في صلاة الليل

- ‌317 - باب ما يؤمَرُ به من القصد في الصلاة

- ‌318 - باب في قيام شهر رمضان

- ‌319 - باب في ليلة القدر

- ‌320 - باب فيمن قال: ليلة إحدى وعشرين

- ‌321 - باب من روى أنها ليلة سبع عشرة

- ‌322 - باب من روى: في السبع الأواخر

- ‌323 - باب من قال: سبع وعشرون

- ‌324 - باب من قال: هي في كل رمضان

- ‌325 - باب في كم يقرأ القرآن

- ‌326 - باب تحزيب القرآن

- ‌327 - باب في عدد الآي

- ‌328 - باب تفريع أبواب السجود، وكم سجدة في القرآن

- ‌329 - باب مَنْ لم يَرَ السجودَ في المُفَصَّلِ

- ‌330 - باب من رأى فيها السجود

- ‌331 - باب السجود في (إذا السماء انشقت) و (اقرأ)

- ‌332 - باب السجود في (ص)

- ‌333 - باب في الرجل يسمع السجدة وهو راكب أو في غير الصلاة

- ‌334 - باب ما يقول إذا سجد

- ‌335 - باب فيمن يقرأ السجدة بعد الصبح

- ‌336 - استحباب الوتر

- ‌337 - باب فيمن لم يوتر

- ‌338 - باب كم الوتر

- ‌339 - باب ما يُقرَأ في الوتر

- ‌340 - باب القنوت في الوتر

- ‌341 - باب في الدعاء بعد الوتر

- ‌342 - باب في الوتر قبل النوم

- ‌343 - باب في وقت الوتر

- ‌344 - باب في نقض الوتر

- ‌345 - باب القنوت في الصلاة

- ‌346 - باب في فضل التطوُّعِ في البيت

- ‌347 - باب طول القيام

- ‌348 - باب الحَثِّ على قيام الليل

- ‌349 - باب في ثواب قراءة القرآن

- ‌350 - باب فاتحة الكتاب

- ‌351 - باب من قال: هي من الطُّوَلِ

- ‌352 - باب ما جاء في آية الكُرْسِيِّ

- ‌353 - باب في سورة (الصمد)

- ‌354 - باب في المعوِّذتين

- ‌355 - باب استحباب الترتيل في القراءة

- ‌356 - باب التشديد فيمن حفظ القرآن ثم نسيَه

- ‌357 - باب "أنزل القرآن على سبعة أحرف

- ‌358 - باب الدعاء

- ‌359 - باب التسبيح بالحصى

- ‌360 - باب ما يقول الرجل إذا سلَّم

- ‌361 - باب في الاستغفار

- ‌362 - باب النهي عن أن يَدْعُوَ الإنسانُ على أهله وماله

- ‌363 - باب الصلاة على غير النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌364 - باب الدعاء بظهر الغيب

- ‌365 - باب ما يقول الرجل إذا خاف قومًا

- ‌366 - باب في الاستخارة

- ‌367 - باب في الاستعاذة

- ‌3 - كتاب الزكاة

- ‌1 - باب ما تجب فيه الزكاة

- ‌2 - باب العُروض إذا كانت للتجارة؛ هل فيها زكاة

- ‌3 - باب الكنز؛ ما هو؟ وزكاة الحلي

- ‌4 - باب في زكاه السائمة

- ‌5 - باب رضا المصَدّق

- ‌6 - باب دعاء المُصَدِّق لأهل الصدقة

- ‌7 - باب تفسير أسنان الإبل

- ‌8 - باب أين تُصَدَّقُ الأموال

- ‌9 - باب الرجل يبتاع صدقته

- ‌10 - باب صدقة الرقيق

- ‌11 - باب صدقة الزرع

- ‌12 - باب زكاة العسل

- ‌13 - باب في خرص العنب

- ‌14 - باب في الخرص

- ‌15 - باب متى يخرص التمر

- ‌16 - باب ما لا يجوز من الثمرة في الصدقة

- ‌17 - باب زكاة الفطر

- ‌18 - باب متى تؤدى

- ‌19 - باب كم يؤدِّي في صدقة الفطر

- ‌20 - باب من روى: نصف صاع من قمح

- ‌21 - باب في تعجيل الزكاة

- ‌22 - باب في الزكاة، هل تُحَمْلُ من بَلَدٍ إلى بَلَدٍ

- ‌23 - باب من يُعْطَى الصَّدَقَةَ؟ وحَدِّ الغنى

- ‌24 - باب من يجوز له أخذ الصدقة وهو غني

- ‌25 - باب كم يُعْطَى الرجلُ الواحدُ من الزكاة

- ‌26 - باب ما تجوز فيه المسألة

- ‌27 - باب كراهية المسألة

- ‌28 - باب في الاستعفاف

- ‌29 - باب الصدقة علي بني هاشم

- ‌30 - باب الفقير يُهْدِي للغنيِّ من الصدقة

- ‌31 - باب من تَصَدَّقَ بصدقة، ثم وَرِثَها

- ‌32 - باب في حقوق المال

- ‌33 - باب حَقِّ السائل

- ‌34 - بابُ الصَّدَقةِ على أهل الذمَّةِ

- ‌35 - باب ما لا يجوز منعه

- ‌36 - باب المسألة في المساجد

- ‌37 - باب كراهية المسألة بوجه الله تعالى

- ‌38 - باب عَطِيَّةِ مَنْ سأل بالله

- ‌39 - باب الرجل يُخْرِجُ من ماله

- ‌40 - باب في الرخصة في ذلك

- ‌41 - باب في فضل سقي الماء

- ‌42 - بابٌ في المَنِيحَةِ

- ‌43 - باب أجر الخازن

- ‌44 - باب المرأة تتصدق من بيت زوجها

- ‌45 - باب في صلة الرحم

- ‌46 - باب في الشُّحِّ

- ‌4 - كتاب اللُّقَطَةِ

- ‌1 - باب التعريف باللقطة

- ‌1 - باب فرض الحج

- ‌2 - باب في المرأة تَحُجُّ بغير مَحْرَمٍ

- ‌3 - باب "لا صرورة في الإسلام

- ‌4 - باب التزود في الحج

- ‌5 - باب التجارة في الحج

- ‌6 - باب

- ‌7 - باب الكَرِيّ

- ‌8 - باب في الصبيِّ يَحُجُّ

- ‌9 - باب في المواقيت

- ‌10 - باب الحائض تُهِلُّ بالحج

- ‌11 - بابُ الطِّيبِ عند الإحرام

- ‌12 - باب التَّلْبِيدِ

- ‌13 - باب في الهدي

- ‌14 - باب في هَدْيِ البقر

الفصل: ‌358 - باب الدعاء

(قلت: إسناده صحيح على شرط الشيخين، وأخرجه مسلم في "صحيحه").

إسناده: حدثنا ابن المثنى: ثنا محمد بن جعفر: ثنا شعبة عن الحكم عن مجاهد عن ابن أبي ليلى عن أبيِّ بن كعب.

قلت: وهذا إسناد صحيح على شرط الشيخين.

والحديث أخرجه الطيالسي (558): حدثنا شعبة

به.

وأخرجه مسلم (2/ 203) -بإسناد المصنف وغيره- عن محمد بن جعفر

به.

وأخرجه أحمد (5/ 127): ثنا محمد بن جعفر

به.

وتابعه عبد الله بن عيسى بن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن جده عبد الرحمن ابن أبي ليلى

به نحوه: أخرجه مسلم وأحمد.

وأخرجه النسائي (1/ 150)، والطحاوي (4/ 191) من طريق شعبة.

وله طريق أخرى عن أُبيّ

نحوه: أخرجه الترمذي (2945)، وقال:

"حسن صحيح".

‌358 - باب الدعاء

1329 -

عن النعمان بن بَشِيرٍ عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:

"الدُّعاءُ هو العبادةُ: (قال ربّكم ادعُوني أسْتَجِبْ لكم) ".

(قلت: إسناده صحيح، وصححه ابن حبان (887)، والحاكم والذهبي).

إسناده: حدثنا حفص بن عمر: ثنا شعبة عن منصور عن ذَرٍّ عن يُسَيْعٍ الحَضْرَمِي عن أُبَي بن كعب.

ص: 219

قلت: وهذا إسناد صحيح، رجاله ثقات رجال البخاري؛ غير يُسَيْعٍ، وهو ثقة.

والحديث أخرجه أصحاب "السنن" وغيرهم، وصححه ابن حبان والحاكم والذهبي، وقد خرجته في "الروض النضير في ترتيب وتخريج معجم الطبراني الصغير"(رقم 888).

1330 -

عن ابنٍ لِسَعْد قال:

سمعني أبي وأنا أقول: اللهم! إني أسألك الجنة، ونعيمها وبهجتها وكذا وكذا، وأعوذ بك من النار، وسلاسلها وأغلالها وكذا وكذا! فقال:

يا بُنَيَّ! إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:

"سيكون قومٌ يعتدون في الدعاء". فإيَّاك أن تكون منهم! إنك إن أُعْطِيتَ الجنةَ؛ أُعْطِيتَها وما فيها من الخير، وإن أُعِذْتَ من النار؛ أُعِذْتَ منها وما فيها من الشَّرِّ!

(قلت: حديث حسن).

إسناده: حدثنا مسدد: ثنا يحيى عن شعبة عن زياد بن مِخْرَاقٍ عن أبي نَعَامَةَ عن ابن لسعدٍ.

قلت: وهذا إسناد رجاله ثقات معروفون؛ غير ابن لسعد؛ لكن أولاد سعد الذين يروون عنه كلهم ثقات -وهم إبراهيم وعامر وعمر ومحمد ومصعب"؛ إلا أنه قد اضطربوا في إسناده كما يأتي.

والحديث أخرجه أحمد (1/ 172): ثنا عبد الرحمن بن مهدي: ثنا شعبة

به؛ إلا أنه قال: مولى لسعد

مكان: ابن لسعد.

ص: 220

ثم قال أحمد (1/ 183): ثنا أبو النضر: ثنا شعبة

عن مولى لسعد. وثنا محمد بن جعفر: ثنا شعبة

عن مولى لسعد بن أبي وقاص عن ابن سعد

وهذا اختلاف شديد؛ ولعله من زياد بن مخراق؛ فقد خالفه سعيد الجرَيْرِيُّ فقال: عن أبي نعامة:

أن عبد الله بن مُغَفَّلٍ سمع ابنه يقول

فذكره بنحوه، وبزيادة:"الطُّهور" في متنه، وقد مضى في "الطهَارة"(86).

1331 -

عن فَضَالَةَ بن عُبَيْدٍ صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:

سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلًا يدعو في صلاته، لم يمَجِّدِ الله تعالى، ولم يُصَلِّ على النبي صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

"عَجِلَ هذا". ثم دعاه، فقال له -أو لغيره-:

"إذا صلَّى أحدُكم؛ فليبدأ بتمجيد ربه عز وجل والثناء عليه، ثم يصلِّي على النبي صلى الله عليه وسلم ثم يدعو بَعْدُ بما شاء".

(قلت: إسناده صحيح، وصححه ابن حبان (1957)، والحاكم والذهبي).

إسناده: حدثنا أحمد بن حنبل: ثنا عبد الله بن يزيد: ثنا حيوة: أخبرني أبو هانئ حُمَيْدُ بن هانئ أن أبا علي عمرو بن مالك حدثه أنه سمع فَضَالة بن عُبَيْدٍ صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم.

قلت: وهذا إسناد صحيح، رجاله ثقات رجال مسلم؛ غير أبي علي عمرو بن مالك، وهو ثقة.

والحديث في "مسند أحمد"(6/ 18)

بهذا السند.

ص: 221

وأخرجه الترمذي (2/ 260)، وابن حبان (510)، والحاكم (1/ 230)، والبيهقي (2/ 147) من طرق أخرى عن عبد الله بن يزيد المُقْرِئ

به. وقال الترمذي:

"حديث حسن صحيح". وقال الحاكم:

"صحيح على شرط مسلم"! ووافقه الذهبي!

وذلك من أوهامهما؛ فإن أبا علي هذا لم يخرج له مسلم شيئًا.

وتابعه ابن وهب عن أبي هانئ

به: أخرجه النسائي (1/ 189).

ورِشْدِين بن سعد عنه: أخرجه الترمذي، وقال:

"حديث حسن".

1332 -

عن عائشة رضي الله عنها قالت:

كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يستحبُّ الجوامعَ من الدعاء، ويَدعُ ما سوى ذلك.

(قلت: إسناده صحيح على شرط مسلم، وصححه ابن حبان (864)، والحاكم والذهبي).

إسناده: حدثنا هارون بن عبد الله: ثنا يزيد بن هارون عن الأسود بن شيبان عن أبي نَوْفَلٍ عن عائشة.

قلت: وهذا إسناد صحيح، رجاله ثقات رجال مسلم.

والحديث أخرجه ابن حبان (2412)، والحاكم (1/ 539)، والطيالسي

ص: 222

(1491)

، وأحمد (6/ 148 و 188 - 189) من طرق أخرى عن الأسود

به.

وقال الحاكم:

"صحيح الإسناد"! ووافقه الذهبي!

فقصرا؛ لأنه على شرط مسلم كما سبق.

1333 -

عن أبي هريرة:

أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:

"لا يقولَنَّ أحدكم: اللهم! اغْفِرْ لي إن شئت. اللهم! ارحمْنِي إن شئت! لِيَعْزِمِ المسألة؛ فإنه لا مُكْرِهَ له".

(قلت: إسناده صحيح على شرط الشيخين. وقد أخرجاه. وصححه الترمذي وابن حبان (973)).

إسناده: حدثنا القعنبي عن مالك عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة.

قلت: وهذا إسناد صحيح على شرط الشيخين؛ وقد أخرجاه كما يأتي.

والحديث في "الموطأ"(1/ 213/ 28). و "صحيح البخاري"(11/ 118)

بإسناد المصنف عنه.

والترمذي (2/ 263)، و "المسند"(2/ 486) من طريق أخرى عنه، وقال الترمذي:

"حديث حسن صحيح".

وتابعه سفيان وورقاء عن أبي الزناد

به نحوه: أخرجه أحمد (2/ 243 و 463 و 464 و 500 و 530).

ص: 223

وأخرجه مسلم (8/ 64)، والبخاري في "الأدب المفرد"(607)، وفي "الصحيح"(7477)، وابن حبان (2401)، وأحمد (2/ 318) من طرق أخرى عن أبي هريرة

نحوه.

وله شاهد من حديث أنس: عند مسلم، وكذا البخاري (6338)، و "الأدب المفرد"(608 و 659).

1334 -

عن أبي هريرة؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:

"يُسْتَجابُ لأحدكم ما لم يَعْجَلْ؛ فيقولَ: قد دعوتُ فلَمْ يُسْتَجَبْ لي".

(قلت: إسناده صحيح على شرط الشيخين. وقد أخرجاه. وصححه الترمذي وابن حبان (971)).

إسناده: حدثنا القعنبي عن مالك عن ابن شهاب عن أبي عبيد عن أبي هريرة.

قلت: وهذا إسناد صحيح على شرط الشيخين؛ وقد أخرجاه كما يأتي.

والحديث في "الموطأ"(1/ 213 / 29).

وعنه البخاري (11/ 119)، ومسلم (8/ 87)، والترمذي (2/ 244) - وقال:"حسن صحيح"-، والطحاوي في "المشكل"(1/ 384)، وابن حبان (971)، وأحمد (2/ 487)، والطبراني في "الدعاء"(2/ 89) كلهم عن مالك

به.

وله طريق ثانية عن أبي هريرة: عند مسلم، و "أدب البخاري"(655)، وابن حبان (972)، والطبراني في "الدعاء"(2/ 818 / 82).

وثالثة: عند الطحاوي.

ورابعة: عند البخاري في "الأدب"(711).

ص: 224

1335 -

عن مالك بن يسار السَّكُوني ثم العَوْفِيِّ: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إذا سألتم الله؛ فَسَلوه ببطون أَكُفِّكم، ولا تسألوه بظهورها".

(قلت: إسناده حسن صحيح).

إسناده: حدثنا سليمان بن عبد الحميد البَهْرَانِي قال: قرأته في أصل إسماعيل -يعني: ابن عَيَّاش-: حدثني صَمْضَمٌ عن شُرَيْحٍ: ثنا أبو ظَبْيَةَ أن أبا بَحْرِيَّةَ السَّكُوني حدثه عن مالك بن يسار السَّكَوني ثم العوفي.

قال أبو داود: "قال سليمان بن عبد الحميد: له عندنا صحبة -يعني: مالك ابن يسار-".

قلت: وهذا إسناد حسن، رجاله ثقات؛ وفي ضمضم -وهو ابن زرعَةَ الحمصي- كلام يسير. لا ينزل حديثه عن مرتبة الحسن.

وقول الحافظ في أبي ظبية:

"مقبول"!

غير مقبول منه، كما حققته في "سلسلة الأحاديث الصحيحة"(595).

والحديث له شواهد يرتقي بها إلى درجة الصحة، وقد ذكر بعضها في المصدر المذكور؛ فلا داعي للإعادة.

1336 -

عن أنس بن مالك قال:

رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو هكذا؛ بباطن كَفَّيْهِ وظاهرهما.

(قلت: حديث صحيح بلفظ: جعل ظاهر كفيه مما يلي وجهه، وباطنهما مما يلي الأرض).

ص: 225

إسناده: حدثنا عقبة بن مُكَرَّم: ثنا سَلْم بن قتيبة عن عمر بن نَبْهَانَ عن قتادة عن أنس.

قلت: وهذا إسناد رجاله كلهم ثقات رجال "الصحيح"؛ غير عمر بن نبهان، وهو ضعيف.

لكن الحديث صحيح باللفظ الذي ذكرته آنفًا؛ أخرجه أحمد (3/ 123): ثنا يزيد: أنبأنا حماد بن سلمة عن ثابت البُنَاني عن أنس بن مالك:

أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا دعا جعل

الحديث.

وهذا إسناد صحيح على شرط مسلم. وقد أخرجه في "صحيحه"(3/ 24) من طريق الحسن بن موسى: حدثنا حماد بن سلمة

به؛ بلفظ:

أن النبي صلى الله عليه وسلم استسقى، فأشار بظهر كَفَّيْهِ إلى السماء.

وهو رواية لأحمد (3/ 153).

1337 -

عن سلمان قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

"إن ربَّكم تبارك وتعالى حَيِيٌّ كريم، يَسْتَحِي من عبده إذا رفع يديه إليه أن يَرُدَّهما صِفرًا".

(قلت: حديث صحيح، وحسنه الترمذي، وصححه ابن حبان (877)، والحاكم والذهبي).

إسناده: حدثنا مُؤَمل بن الفضل الحَرَّاني: ثنا عيسى -يعني: ابن يونس-: ثنا جعفر -يعني: ابن ميمون صاحب الأنماط-: حدثني أبو عثمان عن سلمان.

قلت: وهذا إسناد رجاله كلهم ثقات؛ غير جعفر بن ميمون، وهو سيئ

ص: 226

الحفظ، كما تقدم تحت الحديث (778)، ولكنه قد توبع كما يأتي؛ فالحديث صحيح.

والحديث أخرجه الترمذي (2/ 273)، وابن ماجة (2/ 229 - العلمية)، وابن حبان (2400)، والحاكم (1/ 497)، وأحمد (5/ 438)، والطبراني في "الكبير"(6/ 314 / 6148) من طرق عن جعفر بن ميمون

به. وقال الترمذي:

"حديث حسن غريب، وروى بعضهم ولم يرفعه"!

قلت: يشير إلى ما أخرجه أحمد. ثنا يزيد. أنا سليمان التيمي عن أبي عثمان عن سلمان

به موقوفًا عليه.

ومن هذا الوجه: أخرجه الحاكم، وقال:

"صحيح على شرط الشيخين"، ووافقه الذهبي.

وخالفه محمد بن الزِّبرِقَانِ الأهوازي فقال: ثنا سليمان التيمي

به مرفوعًا: أخرجه الطبراني (6130)، وابن حبان (2399)، والحاكم (1/ 535)، وقال:

"صحيح على شرط الشيخن"، ووافقه الذهبي؛ وهو كما قالا.

1338 -

عن ابن عباس قال:

المسألةُ: أن ترفع يديك حَذْوَ مَنْكِبَيْكَ أو نحوهما.

والاستغفار: أن تُشِيرَ بأُصْبُعٍ واحدة.

والابتهال: أن تَمدَّ يديك جميعًا.

(قلت: إسناده صحيح. وأخرجه الضياء في "المختارة" من طريق المصنف).

ص: 227

إسناده: حدثنا موسى بن إسماعيل: ثنا وُهَيْبٌ -يعني: ابن خالد-: حدثني العباس بن عبد الله بن مَعْبَدِ بن العباس بن عبد المطلب عن عكرمة عن ابن عباس.

قلت: وهذا إسناد صحيح موقوف، رجاله ثقات رجال البخاري؛ غير العباس ابن عبد الله بن معبد بن العباس بن عبد المطلب، وهو ثقة.

والحديث أخرجه الضياء المقدسي في "الأحاديث المختارة"(58/ 184 / 2) عن المصنف؛ من هذا الوجه ومن الوجهين الآتيين.

1339 -

وفي رواية عنه

بهذا الحديث؛ وقال فيه:

والابتهال هكذا؛ ورفع يديه، وجعل ظهورهما مما يلي وجهه.

(قلت: إسناده صحيح. وأخرجه الضياء أيضًا عن المؤلف).

إسناده: حدثنا عمرو بن عثمان: ثنا سفيان: حدثني عباس بن عبد الله بن معبد بن عباس

بهذا الحديث.

قلت: وإسناده صحيح أيضًا موقوفًا؛ وقد ورد مرفوعًا، وهو الآتي بعده.

1340 -

وفي رواية أخرى عن ابن عباس: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال

فذكر نحوه.

(قلت: إسناده صحيح. وأخرجه الضياء عن المصنف).

إسناده: حدثنا محمد بن يحيى بن فارس: ثنا إبراهيم بن حمزة: ثنا عبد العزيز بن محمد عن العباس بن عبد الله بن معبد بن عباس عن أخيه إبراهيم ابن عبد الله عن ابن عباس.

ص: 228

قلت: وهذا إسناد صحيح مرفوع، رجاله ثقات كلُّهم؛ وللعباس بن عبد الله بن معبد فيه شيخان:

الأول: عكرمة، وهذا رواه عن ابن عباس موقوفًا.

والآخر: أخوه إبراهيم بن عبد الله، وقد رواه عن ابن عباس مرفوعًا.

والرفع زيادة، وهي من ثقة فيجب قبولها لا سيما ومثله لا يقال بمجرد الرأي.

وقد أخرجه الحاكم (4/ 320) من طريق سليمان بن بلال عن عباس بن عبد الله بن معبد

به، وقال:

"صحيح الإسناد"!

واستنكره الذهبي.

1341 -

عن بُرَيْدَةَ:

أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سمع رجلًا يقول: اللهم! إني أسألك أني أشهد أنك أنت الله، لا إله إلا أنت؛ الأحد، الصمد، الذي لم يلد ولم يولد، ولم يكن له كفوًا أحد! فقال:

"لقد سألت الله بالاسم (وفي رواية: باسمه الأعظم)؛ الذي إذا سُئِلَ به أعطى، وإذا دُعِيَ به أجاب".

(قلت: إسناده صحيح، وصححه ابن حبان (888)، والحاكم والذهبي، وحسنه الترمذي).

إسناده، حدثنا مسدد: ثنا يحيى عن مالك بن مِغْوَلٍ: ثنا عبد الله بن بريدة عن أبيه

ص: 229

حدثنا عبد الرحمن بن خالد الرَّقِّيّ: ثنا زيد بن حُبَابٍ: ثنا مالك بن مغول

بهذا الحديث؛ قال فيه: "لقد سألت الله باسمه الأعظم".

قلت: وهذا إسناد صحيح، رجاله كلهم ثقات رجال "الصحيح"؛ ولكن لا أدري إذا كان قوله: ثنا مالك بن مِغْوَلٍ محفوظًا؛ فقد رواه ابن الحباب عن مالك بالواسطة كما يأتي.

والحديث أخرجه أحمد (5/ 350): ثنا يحيى بن سعيد

به؛ إلا أنه قال: "باسم الله الأعظم".

وأخرجه ابن حبان (2383) من طريق أخرى عن مسدد بن مسرهد

به مثل رواية المصنف.

وأخرجه ابن ماجة (2/ 227 - العلمية)، وأحمد (5/ 360)، وابن أبي شيبة في "المصنف"(10/ 271 / 9409) من طريق وكيع عن مالك بن مغولٍ

به مثل رواية أحمد عن يحيى.

وكذلك أخرجه (5/ 349) من طريق عثمان بن عمر: أنا مالك

به.

وأخرجه الحاكم (1/ 504) عن وكيع، وقال:

"صحيح على شرط الشيخين"، ووافقه الذهبي.

وأخرجه الترمذي (2/ 260): حدثنا جعفر بن محمد بن عمران الثعلبي الكوفي: حدثنا زيد بن الحُبَابِ عن زهير بن معاوية عن مالك بن مغول

به مثل رواية أحمد عن يحيى.

قال زيد: فذكرته لزهير بن معاوية بعد ذلك بسنين؟ فقال: حدثني أبو إسحاق الهَمْدَاني عن مالك بن مغول

قال زيد: ثم ذكرته لسفيان الثوري؟ فحدثني

ص: 230

عن مالك. وقال الترمذي:

"هذا حديث حسن غريب. وروى شريك هذا الحديث عن أبي إسحاق عن بريدة عن أبيه. وإنما أخذه أبو إسحاق الهمداني عن مالك بن مغول، وإنما دلسه".

قلت: وصله الطحاوي في "مشكل الحديث"(1/ 61) عن شَرِيك بن عبد الله عن أبي إسحاق ومالك بن مغول عن ابن بريدة

به.

وأخرجه الحاكم (1/ 504)؛ ولم يذكر فيه مالكًا، وصححه على شرط مسلم!

ثم وجدت لعبد الرحمن بن خالد الرقي -شيخ المؤلف في إسناده الثاني- متابعًا قويًّا، فقال ابن حبان في "صحيحه" (889 - الإحسان): أخبرنا أبو العباس أحمد بن عيسى بن السُّكَيْنِ البَلَدي -بواسط- قال: حدثنا أبو الحسبن أحمد بن سليمان بن أبي شيبة الرَّهَاوي قال: حدثنا زيد بن الحُبَاب قال: حدثنا مالك بن مغول

به؛ وزاد في آخره:

وإذا رجل يقرأ في جانب المسجد، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

"لقد أُعْطِيَ مزمارًا من مزامير آل داود"؛ وهو عبد الله بن قيس.

قال: فقلت له: يا رسول الله! أُخْبِرُهُ؟ فقال:

"أخْبِرْهُ". فأخبرت أبا موسى، فقال: لن تزال لي صديقًا.

قلت: وهذا إسناد صحيح إلى زيد بن الحباب؛ الرهاويُّ ثقة حافظ من شيوخ النسائي.

وأبو العباس البلدي ثقة أيضًا، مات سنة (323)، كما في "تاريخ بغداد"(4/ 280 - 281).

ص: 231

قلت: فتحديث زيد بن الحباب عن مالك ثابت برواية هذين الثقتين عنه؛ فالظاهر أنه سمعه منه بعد أن سمعه بالواسطة عنه. والله أعلم.

بل تابعهما أحمد؛ فقال في "المسند"(5/ 359): ثنا زيد بن الحباب: أخبرني مالك بن مغول

به دون قضية الدعاء.

ثم أخرجه (5/ 349): ثنا عثمان بن عمر: أنا مالك عن ابن بريدة

بتمامه.

وروى الدارمي (2/ 473) جملة المزامير.

وأخرجها مسلم (2/ 192 - 193)، وابن أبي شيبة (10/ 463 / 9987)، وأحمد أيضًا (5/ 351)، وابن سعد في "الطبقات"(2/ 344)، وعبد الرزاق في "المصنف"(2/ 485 / 4178)، وعنه الرُّوياني (ق 3/ 1)، والطحاوي في "مشكل الآثار"(2/ 59) من طرق أخرى عن مالك

به.

وتابعه الحسن بن واقد: حدثنا عبد الله بن بريدة

به: أخرجه البخاري في "الأب المفرد"(805)، والحاكم (4/ 282) -وصححه- ووافقه الذهبي. وزاد عبد الرزاق: قال أبو موسى:

لو علمت أن رسول الله يستمع لقراءتي؛ لحبَّرْتها تحبيرًا.

وهي عند البيهقي في "سننه"(10/ 230 - 231) من حديث أبي موسى نفسه، وسنده جيد على شرط مسلم.

وقد أخرجه في "صحيحه"(2/ 193) دون الزيادة.

وكذلك البخاري (5048)؛ لكن من طريق أخرى عنه مختصرًا.

وابن أبي شيبة، وابن سعد (2/ 344 - 345) من طريق أنس عنه بالزيادة.

ص: 232

وسنده صحيح على شرط مسلم.

وأبو يعلى (7279)، والحاكم (3/ 466) عن أبي موسى -وصححه- ووافقه الذهبي! وسنده ضعيف.

1342 -

عن أنس:

أنه كان مع رسول الله صلى الله عليه وسلم جالسًا، ورجلٌ يصلي، ثم دعا: اللهم!

إني أسألك بأن لك الحمد، لا إله إلا أنت، المنَّان، بديع السماوات والأرض، يا ذا الجلال والإكرام! يا حي يا قيوم! فقال النبي صلى الله عليه وسلم:

"لقد دعا الله باسمه العظيم؛ الذي إذا دُعِيَ به أجاب، وإذا سُئلَ به أعطى".

(قلت: حديث صحيح، وصححه ابن حبان والحاكم والذهبي).

إسناده: حدثنا عبد الرحمن بن عبيد الله الحلبي: ثنا خلف بن خليفة عن حفص -يعني: ابن أخي أنس- عن أنس.

قلت: وهذا إسناد رجاله صدوقون؛ غير أن خلف بن خليفة كان اختلط في الآخر، لكنه قد توبع كما يأتي؛ فالحديث صحيح.

والحديث أخرجه النسائي (1/ 191)، والطحاوي في "المشكل"(1/ 62)، وابن حبان (2382)، والحاكم (1/ 503 - 504)، وأحمد (3/ 158 و 245) من طرق عن خلف بن خليفة

به. وقال الحاكم:

"صحيح على شرط مسلم"! ووافقه الذهبي!

وحفص ابن أخي أنس ليس من رجال مسلم!

ص: 233

ثم أخرجه هو، والطحاوي، وأحمد (3/ 265) -من طريق إبراهيم بن عُبَيْدِ بن رفاعة-، وهذا أيضًا (3/ 120)، وابن ماجة (2/ 227) -عن أبي خزيمة عن أنس ابن سيرين-، والترمذي (3538)، -عن سعيد بن زرْبِيٍّ عن عاصم الأحول وثابت -كلهم قالوا: عن أنس

به نحوه. وقال الترمذي:

"غريب من حديث ثابت عن أنس".

1343 -

عن أسماء بنت يزيد: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:

"اسم الله الأعظم في هاتين الآيتين: {وإلهكم إلهٌ واحدٌ لا إله إلا هو الرحمنُ الرحيمُ}، وفاتحة سورة (آل عمران): {الم. الله لا إله إلا هو الحيُّ القيومُ} ".

(قلت: حديث حسن، وصححه الترمذي)

إسناده: حدثنا مسدد: ثنا عيسى بن يونس: ثنا عبيد الله بن أبي زياد عن شهر بن حوشب عن أسماء بنت يزيد.

قلت: وهذا إسناد ضعيف؛ شهر بن حوشب ضعيف.

وعبيد الله بن أبي زياد -وهو القَدَّاح- فيه ضعف.

والحديث أخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف"(10/ 272 / 9412) قال: حدثنا عيسى بن يونس

به.

وأخرجه الترمذي (2/ 260)، والدارمي (2/ 450)، وابن ماجة (2/ 227)، والطحاوي (1/ 64)، والبيهقي في "الأسماء والصفات"(ص 102)، وأحمد (6/ 461) من طرق عن عبيد الله

به. وقال الترمذي:

ص: 234

"حديث حسن صحيح"!

كذا قال! وهو من تساهله الذي عرف به. وقد أشار المنذري في "الترغيب"(2/ 274 - 275) إلى ردِّه.

نعم؛ للحديث شاهد من حديث أبي أمامة

مرفوعًا نحوه. فهو به حسن، وقد خرجته في "سلسلة الأحاديث الصحيحة"(746).

1343 / م-عن حبيب بن أبي ثابت عن عطاء عن عائشة قالت:

"سُرقت ملحفة لها، فجعلت تدعو على من سرقها

" (*).

1344 -

عن سعد بن أبي وقاص قال:

مرَّ عليَّ النبي صلى الله عليه وسلم وأنا أدعو بأُصْبُعَيَّ، فقال:

"أحِّدْ، أحِّدْ"؛ وأشار بالسبابة.

(قلت: إسناده صحيح على شرط الشيخين، وكذلك قال الحاكم والذهبي).

إسناده: حدثنا زهير بن حرب: ثنا أبو معاوية: ثنا الأعمش عن أبي صالح عن سعد بن أبي وقاص.

قلت: وهذا إسناد صحيح على شرط الشيخين.

والحديث أخرجه النسائي (1/ 187)، والحاكم (1/ 536) من طرق أخرى عن أبي معاوية

به. وقال الحاكم:

"صحيح على شرطهما؛ إن كان أبو صالح السمان سمع من سعد".

(*) هذا الحديث أشار الشيخ رحمه الله إلى نقله من "الضعيف" إلى هنا، ولكن فاتنا نقله -والله المستعان-؛ فانظر هناك تخريجه والتحقيق (برقم 263).

ص: 235