الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قلت: في "التهذيب" أنه سأل سعد بن أبي وقاص مسألة في الزكاة.
وللحديث شاهد قوي من حديث أبي هريرة:
أن النبي صلى الله عليه وسلم أبصر رجلًا يدعو بإصبعيه جميعًا، فنهاه وقال:
"بإحداهما وباليمنى".
أخرجه ابن حبان في "صحيحه"(881 - الإحسان) بسند صحيح عنه، رجاله كلهم ثقات من رجال "التهذيب"؛ غير شيخه أحمد بن الحسن بن عبد الجبار الصوفي؛ وهو ثقة مترجم في "تاريخ بغداد" وغيره.
على أنه لم يتفرد به، فقد أخرجه أبو يعلى في "مسنده"(10/ 421 / 6033) من طريق أخرى، ومدار الطريقين على حفص بن غياث عن هشام عن ابن سيرين عن أبي هريرة.
وهذا إسناد صحيح على شرط الشيخين.
359 - باب التسبيح بالحصى
1345 -
عن يُسَيْرَةَ: أن النبي صلى الله عليه وسلم أمرهُنَّ أن يُرَاعِينَ بالتكبير والتقديس والتهليل، وأن يَعْقِدْنَ بالأنامل؛ فإنهن مسؤولات مستنطقات.
(قلت: حديث حسن، وصححه ابن حبان (839)، والذهبي).
إسناده: حدثنا مسدد: ثنا عبد الله بن داود عن هانئ بن عثمان عن حُمَيْضَةَ بنت ياسر عن يُسَيْرَةَ.
قلت: وهذا إسناد رجاله ثقات؛ غير حميضة بنت ياسر؛ قال الذهبي:
"تفرد عنها ابنها هانئ".
قلت: ولم يوثقها غير ابن حبان، لكن صحح لها من يأتي ذكره.
والحديث أخرجه الترمذي (2/ 278)، وابن حبان (2333)، والحاكم (1/ 547)، وأحمد (6/ 370 - 371)، وعبد بن حميد في "المنتخب"(1568) من طرق أخرى عن هانئ
…
به. وعلقه عنه البخاري في "التاريخ"(4/ 2 / 232).
وقال الترمذي:
"حديث غريب".
وأما الحاكم فليس في النسخة المطبوعة من كتابه تصريحه بالتصحيح! ولكن وقع في "تلخيصه" للذهبي قوله:
"صحيح". فلم يتبين لي هل هو من قول الحاكم؟ ! أم الذهبي؟ ! أم هو متابع له فيه، كما هو الغالب عليه؟ !
وإنما حسنت الحديث؛ لأن له شاهدا موقوفًا على عائشة، خرجته في غير هذا الموضع -وأظنه في ردي على "التعقُّب الحثيث" للشيخ الحبشي (1) -؛ مع تصحيح من ذكرنا إياه. والله أعلم.
1346 -
عن عبد الله بن عمر وقال:
رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يَعْقِدُ التسبيح -قال ابن قدامة: بيمينه-.
(قلت: إسناده صحيح، وصححه ابن حبان، وحسنه الترمذي).
إسناده: حدثنا عبيد الله بن عمر بن ميسرة ومحمد بن قدامة -في آخرين- قالوا: ثنا عَثَّامٌ عن الأعمش عن عطاء بن السائب عن أبيه عن عبد الله بن عمرو.
(1) ثم وجدته فيه (ص 63).
قلت: وهذا إسناد صحيح، رجاله كلهم ثقات؛ وعطاء بن السائب -وإن كان قد اختلط-؛ فقد ذهب الحافظ في كتابه "نتائج الأفكار" إلى أن الأعمش سمع منه قبل الاختلاط؛ وليس يحضرني الآن كلامه في هذا لأنقله! ومع ذلك؛ فقد تابعه شعبة كما يأتي، وهو ممن نصّوا على أنه سمع منه قبل الاختلاط. فالحديث صحيح على كل حال.
والحديث أخرجه الترمذي (2/ 248 و 262)، والنسائي (1/ 199)، والحاكم (1/ 547) من طرق أخرى عن عَثَّام بن علي
…
به؛ دون زيادة محمد بن قدامة.
وقال الترمذي:
"حديث حسن غريب".
وتابعه شعبة عن عطاء بن السائب
…
به.
أخرجه الحاكم -هكذا- مختصرًا، والمصنف وغيره مطولًا. وسيأتي في أواسط "الأدب" إن شاء الله تعالى، ونذكر له هناك متابعين آخرين؛ منهم حماد بن زيد: عند ابن حبان (539) وغيره.
1347 -
عن ابن عباس قال:
خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم من عند جويرية -وكان اسمها بَرَّةَ، فحَوَّلَ اسمها-، فخرج وهي في مصلاها، فقال:
"لم تَزَالِي في مصلاك هذا؟ ! ". قالت: نعم. قال:
"قد قلتُ بعدك أربع كلمات -ثلاث مرات-، لو وُزِنَتْ بما قُلْتِ لَوَزَنَتْهُنَّ: سبحان الله وبحمده: عَدَدَ خَلْقِهِ، ورِضا نفسِهِ، وزِنَةَ عرشِهِ، ومدادَ كلماتِهِ".
(قلت: إسناده صحيح. وأخرجه مسلم في "صحيحه". وصححه الترمذي وابن حبان (829)).
إسناده: حدثنا داود بن أمية: ثنا سفيان بن عيينة عن محمد بن عبد الرحمن مولى آل طلحه عن كُريْبٍ عن ابن عباس.
قلت: وهذا إسناد صحيح، رجاله ثقات على شرط مسلم؛ غير داود بن أمية، وهو ثقة، وقد توبع.
والحديث أخرجه مسلم (8/ 83) من طرق أخرى عن سفيان
…
به.
وتابعه سفيان الثوري عن محمد بن عبد الرحمن
…
به؛ إلا أنه جعله من (مسند جويرية)، وهو أصح: أخرجه أحمد (1/ 258).
وأخرجه هو (1/ 353)، ومسلم، والترمذي (2/ 273)، والنسائي (1/ 198 - 199) من طرق أخرى عن محمد بن عبد الرحمن
…
به. وقال الترمذي:
"حسن صحيح".
1348 -
عن أبي هريرة قال: قال أبو ذر:
يا رسول الله! ذهب أصحاب الدُّثورِ بالأجور، يصلُّون كما نصلِّي، ويصومون كما نصوم، ولهم فُضُولُ أموال يتصدقون بها، وليس لنا مال نتصدق به! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"يا أبا ذر! الا أعلِّمك كلماتٍ، تُدْرِكُ بهن من سبقك، ولا يلحقك من خلفك؛ إلا من أخذ بمثل عملك؟ ! ".
قال: بلى يا رسول الله! قال:
"تكبِّرُ الله عز وجل دُبُرَ كل صلاة ثلاثًا وثلاثين، وتحمدُهُ ثلاثًا وثلاثين، وتسبحه ثلاثًا وثلاثين، وتختمها بـ: لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، وهو على كل شيء قدير؛ غُفِرَتْ له ذنوبُهُ، ولو كانت مثلَ زبَدِ البحر".
(قلت: إسناده صحيح؛ لكن قوله: "غفرت له ذنوبه
…
" ليس في هذا الحديث! وقد أخرجه ابن حبان وأحمد والدارمي من هذا الوجه بدون هذه الزيادة، وإنما هي في حديث آخر من وجه آخر عن أبي هريرة مرفوعًا بلفظ:
"من سبَّح [الله] دبر كل صلاة ثلاثًا وثلاثين، وكبَّر ثلاثًا وثلاثين، وحمَّد ثلاثًا وثلاثين، وختم المئة بـ: لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، وهو على كل شيء قدير؛ غفرت
…
". رواه مسلم وأبو عوانة في "صحيحيهما"، وأحمد).
إسناده: حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم: ثنا الوليد لن مسلم: ثنا الأوزاعي: حدثني حَسَّان بن عَطِيةَ قال: حدثني محمد بن أبي عائشة قال: حدثني أبو هريرة.
قلت: وهذا إسناد صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين؛ غير محمد بن أبي عائشة، فمن رجال مسلم وحده.
وعبد الرحمن بن إبراهيم -وهو الملقب بـ (دُحَيْم)؛ فهو من رجال البخاري فقط، وهو ثقة متقن اتفاقًا؛ إلا أن قوله في آخر الحديث: "غفرت له ذنوبه
…
" -مع عدم إنسجامه بما قبله- فهو شاذ، لم يذكره أحد من الثقات في هذا السياق فيما علمت، فقال الإمام أحمد (2/ 238): ثنا الوليد: ثنا الأوزاعي
…
فذكره بدون هذه الزيادة.