الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وقال الحاكم:
"صحيح على شرط الشيخين"، ووافقه الذهبي.
340 - باب القنوت في الوتر
1281 -
عن أبي الحَوْرَاءِ قال: قال الحسن بن علي رضي الله عنهما:
عَلَّمَنِي رسول الله صلى الله عليه وسلم كلماتٍ أقولُهن في الوتر -قال ابن جَوَّاس: في قنوت الوتر-:
"اللهم! اهْدِني فيمن هديتَ، وعافِني فيمن عافيتَ، وتولني فيمن تولَّيتَ، وبارك لي فيما أعطيتَ، وقِنِي شرَّ ما قضيت؛ إنك تقضي ولا يُقْضَى عليك، وإنه لا يَذِلُّ من وَالَيْتَ [ولا يعزُّ من عاديت] (*)، تبارَكْتَ ربنا! وتعاليتَ".
(قلت، حديث صحيح، وصححه ابن خزيمة وابن حبان، وحسنه الترمذي).
إسناده: حدثنا قتيبة بن سعيد وأحمد بن جَوَّاس الحنفي قالا: ثنا أبو الأحوص عن أبي إسحاق عن بُرَيْدِ بن أبي مريم عن أبي الحوراء
…
حدثنا عبد الله بن محمد النُّفَيْلِي: ثنا زهير: ثنا أبو إسحاق
…
بإسناده ومعناه؛ قال في آخره: قال: هذا يقول في الوتر في القنوت؛ ولم يذكر: أقولهن في الوتر. أبو الحوراء: ربيعة بن شيبان.
(*) زيادة استدركت من طبعة الدعاس وغيرها، وفي أصل الشيخ رحمه الله دونها؛ تبعًا للطبعة التازية. (الناشر).
قلت: وهذا إسناد رجاله ثقات؛ غير أن أبا إسحاق -وهو السبيعي- مختلط ومدلس، وقد عنعنه؛ لكنه قد توبع؛ فالحديث صحيح، وقد صححه وحسنه من ذكر آنفًا، وقد خرجته في "الإرواء" رقم (429)؛ فأغنى عن الإعادة.
1282 -
عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه.
أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول في آخر وتره:
"اللهم! إني أعوذ برضاك من سَخَطِكَ، وبمعافاتك من عقوبتك، وأعوذ بك منك، لا أحصي ثناءً عليك، أنت كما أثْنَيْتَ على نفسك".
(قلت: إسناده صحيح، وحسنه الترمذي).
إسناده: حدثنا موسى بن إسماعيل: ثنا حماد عن هشام بن عمرو الفَزَارِي عن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام عن علي بن أبي طالب.
قال أبو داود: "هشام أقدم شيخ لحماد، وبلغني عن يحيى بن معين أنه قال: لم يَرْوِ عنه غير حماد بن سلمة".
قلت: ومع ذلك؛ فقد قال ابن معين في تمام كلامه المذكور:
"وهو ثقة". وقال أبو حاتم:
"ثقة شيخ قديم".
ووثقه أحمد أيضًا، وابن حبان.
والحديث أخرجه بقية أصحاب "السنن" وغيرهم من طرق عن حماد بن سلمة
…
به. وقال الترمذي:
"حديث حسن غريب". وقد خرجته في "الإرواء"(430).
1283 -
عن أبي بن كعب:
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قنت -يعني: في الوتر- قبل الركوع.
(قلت: علقه المصنف؛ وأعله بالمخالفة! والراجح عندي أنه محفوظ، وقد وصله النسائي وغيره بإسناد صحيح).
إسناده معلق؛ قال أبو داود: "روى عيسى بن يونس عن سعيد بن أبي عَرُوبةَ عن قتادة عن سعيد بن عبد الرحمن بن أبزى عن أبيه عن أبي بن كَعْب".
قلت: وصله النسائي، فقال (1/ 248): أخبرنا إسحاق بن إبراهيم قال: أنبأنا عيسى بن يونس
…
به.
وبهذا الإسناد: أخرجه ابن نصر (126 و 131)؛ ولفظ الحديث عندهما نحو ما تقدم في الكتاب (1279)؛ وليس عند ابن نصر في روايته ذكر للقنوت. وهو رواية النسائي.
وأخرجه الدارقطني (ص 174)، وعنه البيهقي (3/ 39) من طريق المسيب بن واضح: ثنا عيسى بن يونس
…
به.
قلت: وهذا إسناد صحيح على شرط الشيخين كلهم؛ وعيسى بن يونس: هو ابن أبي إسحاق السَّبيعي، ثقة مأمون كما قال الحافظ؛ فزيادته مقبولة، لا سيما وقد توبع عليها كما يأتي.
قال أبو داود: "روى عيسى بن يونس هذا الحديث أيضًا عن فِطْرِ بن خليفة عن زُبَيْدٍ عن سعيد بن عبد الرحمن بن أبزى عن أبيه عن أبي عن النبي صلى الله عليه وسلم
…
مثله".
قلت: وصله الدارقطني (145)، وعنه البيهقي (3/ 40) من طريق علي بن خَشْرَمٍ: ثنا عيسى بن يونس
…
به.
قلت: وهذا إسناد صحيح على شرط مسلم. ثم قال المصنف:
"وروى عن حفص بن غياث عن مِسْعَرٍ عن زُبَيْد عن سعيد بن عبد الرحمن ابن أبزى عن أبيه عن أُبيّ بن كعب: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قنت قبل الركوع".
قلت: وهذه متابعة قوية من مسعر لفِطْرٍ عن زُبَيْدٍ -وهو ثقة ثبت- وكذا الراويان عنه ثقتان: مسعر من رجال الشيخن، وفطر من رجال البخاري. ولكني لم أجد الآن من وصله من هذا الوجه!
ثم رأيت البيهقي (3/ 40 - 41) قد وصله من طريق محمد بن يونس عن عمر ابن حفص بن غياث: ثنا أبي عن مسعر
…
به.
ومحمد بن يونس: هو الكُديمِي، متهم.
لكني وجدت متابعة أخرى، فقال للنسائي (1/ 248): أخبرنا علي بن ميمون قال: حدثنا مَخْلَدُ بن يزيد عن سفيان عن زبيد
…
به بتمامه.
وبهذا الإسناد: أخرجه ابن ماجة مقتصرًا على ذكر القنوت فقط، كما تقدم هناك (1279).
وأزيد هنا فأقول: أخرجه أيضًا الضياء المقدسي في "الأحاديث المختارة"(1/ 400 - 401) من طريق النسائي وغيره عن علي بن ميمون
…
به.
قلت: وهذا إسناد صحيح، رجاله كلهم ثقات رجال الشيخين؛ غير علي بن ميمون، وهو ثقة كما في "التقريب". وقد صححه الحافظ العراقي كما تقدم.
قال أبو داود: "حديث سعيد عن قتادة، رواه يزيد بن زُريع عن سعيد عن قتادة عن عَزْرة عن سعيد بن عبد الرحمن بن أبزى عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم
…
لم يذكر للقنوت، ولا ذكر أُبيًّا. وكذلك رواه عبد الأعلى ومحمد بن بِشرِ العَبْدِي؛ وسماعه بالكوفة مع عيسى بن يونس
…
ولم يذكروا القنوت".
قلت: وصله النسائي (1/ 248 - 249 و 253)، وأحمد (3/ 406) من طريقين آخرين عن سعيد
…
به.
قال المصنف: وقد رواه أيضًا هشام الدَّستَوَائي وشعبة عن قتادة
…
ولم يذكرا القنوت".
قلت: وصله عن هشام: النسائي (1/ 253). وعن شعبة: هو (1/ 252)، وأحمد (3/ 406).
قال: "وحديث زُبَيْد؛ رواه سليمان الأعمش وشعبة وعبد الملك بن أبي سليمان وجَرير بن حازم كلهم عن زبيد
…
لم يذكر أحد منهم القنوت؛ إلا ما روي عن حفص بن غياث عن مسعر عن زبيد؛ فإنه قال في حديثه: إنه قنت قبل الركوع".
قال أبو داود: "وليس هو بالمشهور من حديث حفص؛ نخاف أن يكون عن حفص غير مسعر"!
قال أبو داود: "وروي أن أُبَيًّا كان يقنت في النصف الآخر من رمضان"!
قلت: فاتته رواية سفيان عن زبيد المتقدمة من طريق النسائي؛ ففيها القنوت أيضًا.
وجملة القول: أن أكثر الرواة عن سعيد عن قتادة وعن زبيد لم يذكروا القنوت، ولكن الذين ذكروه ثقات؛ وهم: سفيان وفِطْرٌ ومِسْعَرٌ وعيسى بن يونس؛ فتوهيم هؤلاء جميعًا مما لا يطمئن القلب إليه. فالأقرب أن يؤخذ بزيادتهم، وأن الآخرين لم يذكروها اختصارًا، كما فعل بعضهم في الزيادة الآتية (1284):
كان إذا سلَّم في الوتر قال: "سبحان الملك القدوس"؛ فإنه من تمام الحديث عند آخرين عما يأتي بيانه.