الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
299 - باب من رَخَّص فيهما إذا كانت الشمس مرتفعةً
1156 -
عن علي:
أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم نهى عن الصلاة بعد العصر؛ إلا والشمسُ مرتفعةٌ.
(قلت: إسناده صحيح، وكذلك قال الحافظان العراقي والعسقلاني، وصححه ابن حبان أيضًا وابن حزم).
إسناده: حدثنا مسلم بن إبراهيم: ثنا شعبة عن منصور عن هلال بن يِساف عن وَهْبِ بن الأجْدَعِ عن علي.
قلت: وهذا إسناد صحيح، رجاله ثقات رجال مسلم؛ غير وهب بن الأجدع، وهو ثقة اتفاقًا. ولذلك صحح الحديث: ابن حبان والعراقي والعسقلاني. وأعله البيهقي بما ليس بعلة قادحة.
وترى تفصيل ذلك في "سلسلة الأحاديث الصحيحة"(200). وذكرت له ثمة طريقًا أخرى عن علي، وشاهدًا حسنًا من حديث أنس؛ فراجعه فإنه مهم.
1157 -
عن ابن عباس قال: شهد عندي رجال مرضيُّون -فمهم عمر ابن الخطاب، وأرضاهم عندي عمر- أن نبي الله صلى الله عليه وسلم قال:
"لا صلاة بعد صلاة الصبح حتى تطلع الشمس، ولا صلاة بعد العصر حتى تغرب الشمس".
(قلت: إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجاه وأبو عوانة في "صحاحهم". وصححه الترمذي).
إسناده: حدثنا مسلم بن إبراهيم: ثنا أبان: ثنا قتادة عن أبي العالية عن ابن عباس.
قلت: وهذا إسناد صحيح على شرط الشيخين؛ وقد أخرجاه كما يأتي.
والحديث أخرجه الطحاوي (1/ 179) من طريق أخرى عن مسلم بن إبراهيم
…
به.
وأخرجه أحمد (1/ 18 و 39) من طرق أخرى عن أبان
…
به.
وأخرجه هو (1/ 20 - 21 و 39 و 50) والبخاري (1/ 100)، ومسلم (2/ 207)، وأبو عوانة (1/ 380)، والنسائي (1/ 95)، والترمذي (1/ 343)، والدارمي (1/ 333)، وابن ماجة (1/ 377)، والطحاوي (1/ 179) أيضًا، والبيهقي من طرق أخرى عن قتادة
…
به. وقال الترمذي:
"حديث حسن صحيح".
وله شاهد عن أبي سعيد الخدري: عند أحمد (3/ 60 و 71)، والشيخين وغيرهما.
وعن سعد: عند ابن حبان (620).
1158 -
عن عمرو بن عَبَسَةَ السُّلَمِيِّ: أنه قال: قلت:
يا رسول الله! أيُّ الليلِ أسمعُ؟ قال:
"جَوْفُ الليل الآخر، فَصلِّ ما شئت؛ فإن الصلاة مشهودة مكتوبة حتى تصلي الصبح، ثم أقصر حتى تطلع الشمس، فترتفع قِيسَ رُمْحٍ أو رُمحين؛ فإنها تطلع بين قَرْنَيْ شيطان، وتصلِّي لها الكفارُ، ثم صلِّ ما
شئت؛ فإنَّ الصلاة مشهودة مكتوبة حتى يَعْدِلَ الرمحَ ظِلُّهُ، ثم أقْصِرْ؛ فإن جهنم تُسْجَرُ وتفتَح أبوابها، فإذا زاغت الشمس؛ فصلِّ ما شئت؛ فإن الصلاة مشهودة حتى تصلِّيَ العصر، ثم أقصِر حتى تغرب الشمس؛ فإنها تغرب بين قَرْنَيْ شيطان، ويصلي لها الكفار
…
"، ومضى حديثًا طويلًا.
(قلت: إسناده صحيح. وأخرج طرفه الأول في جوف الليل: الترمذي والحاكم وصححاه، وأخرج مسلم وأبو عوانة، وأخرجه الحاكم بإسناد المصنف).
إسناده: حدثنا الربيع بن نافع: ثنا محمد بن الهاجر عن العباس بن سالم عن أبي سلام عن أبي أمامة عن عمرو بن عبسة.
قال العباس: هكذا حدثني أبو سلام عن أبي أمامة؛ إلا أن أخطئ شيئًا لا أريده، فأستغفر الله وأتوب إليه.
قلت: وهذا إسناد صحيح، رجاله كلهم ثقات رجال مسلم؛ غير العباس بن سالم وهو ثقة.
وظاهر كلام ابن أبي حاتم يدل على أن أبا سلام -واسمه ممطور- سمع من أبي أمامة؛ فإنه قال (4/ 1 / 431):
"روى عن ثوبان والنعمان بن بشير وأبي أمامة وسلمى مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم. وروى عن عمرو بن عَبَسَةَ مرسل".
ونقل الحافظ في "التهذيب" عنه ما قد يخالفه؛ فقال:
"وقال ابن أبي حاتم: سمعت أبي يقول: روى ممطور عن ثوبان وعمرو بن
عبسة والنعمان وأبي أمامة مرسل. فسألت أبي: هل سمع من ثوبان؟ فقال: لا أدري"!
قلت: وأنا أظن أن لفظ: "مرسل" مقحم من بعض النساخ؛ لأنه لو كان من قول أبي حاتم؛ لكان معناه أن جميع من روى عنهم ممطور لم يسمع منهم، وفيهم ثوبان، فما معنى سؤاله إياه بعد ذلك: هل سمع من ثوبان؟ ! فتأمل.
ثم وجدت تصريحه بالسماع من أبي أمامة.
والحديث أخرجه البيهقي (2/ 455) من طريق المصنف.
والحاكم (1/ 163 - 165)
…
بإسناده.
وأخرجه أحمد (4/ 111) من طريق يحيى بن أبي عمرو السيْبَانِي عن أبي سلام الدمشقي وعمرو بن عبد الله أنهما سمعا أبا أمامة الباهلي يحدث عن حديث عمرو بن عَبَسَةَ السُّلَمِيِّ.
قلت: فذكر القصة من أولها؛ ولم يسقها بكاملها، ومنه هذا القدر الذي ساقه المصنف.
وهذا إسناد صحيح؛ وفيه تصريح أبي سلام بسماعه من أبي أمامة.
وقد تابعه جماعة عن أبي أمامة
…
به مقتصرًا على طرفه الأول؛ وزاد:
"فإن استطعت أن تكون ممن يذكر الله في تلك الساعة فَكنْ".
أخرجه الحاكم (1/ 309) عنهم، والترمذي (2/ 277 - بولاق) عن واحد منهم، وقال:
"حسن صحيح". والحاكم:
"صحيح على شرط مسلم"، ووافقه الذهبي، وهو كما قالوا.
وأخرج سائر الحديث مع القصة: مسلم (8/ 202)، وأبو عوانة (1/ 386 - 387) -ولم يسقها- والبيهقي من طرق أخرى عن أبي أمامة
…
به.
1159 -
عن يسار -مولى ابن عمر- قال:
رآني ابن عمر وأنا أصلي بعد طلوع الفجر، فقال: يا يسار! إن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج علينا ونحن نصلي هذه الصلاة، فقال:
"ليبلِّغْ شاهدكم غائِبَكم؛ لا تصلّوا بعد الفجر إلا سجدتين".
(قلت: حديث صحيح).
إسناده: حدثنا مسلم بن إبراهيم: ثنا وهيب: ثنا قُدَامة بن موسى عن أيوب ابن حُصَيْنٍ عن أبي علقمة عن يسار مولى ابن عمر.
قلت: وهذا إسناد ضعيف، رجاله كلهم ثقات رجال مسلم؛ غير يسار مولى ابن عمر، وهو ثقة.
وإنما علته أيوب بن حصين -ويقال: محمد بن الحصين-؛ قال الذهبي:
"لا يعرف". وقال الدارقطني:
"مجهول". وكذا قال الحافظ في "التقريب":
"مجهول".
وإنما أوردت حديثه هنا؛ لأن له شواهد يتقوى بها، خرجتها في "إرواء الغليل"(478)؛ فلتطلب ثَمَّ.
والحديث أخرجه الدارقطني (161) من طريق المصنف.
وأخرجه أحمد (2/ 103): ثنا عفان: حدثنا وهيب
…
به.
وأخرجه البيهقي (2/ 465) من طرق أخرى عن وهيب
…
به.
وأخرجه هو، والترمذي (2/ 278 - 279)، وابن نصر في "قيام الليل"(ص 79)، والدارقطني من طريق عبد العزيز بن محمد الدراوردي عن قدامة بن موسى
…
به؛ إلا أنه قال: محمد بن الحصين. واختلف العلماء؛ فرجح بعضهم هذا، ورجح بعضهم الأول -أعني: أيوب بن الحصين.
وأيًّا ما كان؛ فالرجل مجهول كما عرفت. وقال الترمذي:
"حديث غريب، لا نعرفه إلا من حديث قدامة بن موسى".
قلت: فإنْ أراد الغرابة النسبية -أي: لا يعرفه في هذا الوجه إلا من حديث قدامة- فمسلَّم.
وإن أراد الغرابة المطلقة فمردود؛ فقد ذكر له الزيلعي في "نصب الراية"(1/ 256) طريقين آخرين عن ابن عمر، ثم قال:
"وكل ذلك يعكِّر على الترمذي قوله: لا نعرفه إلا من حديث قدامة".
1160 -
عن الأسود ومسروق قالا: نشهد على عائشة رضي الله عنها أنها قالت:
ما من يوم يأتي على النبي صلى الله عليه وسلم؛ إلا صلى بعد العصر ركعتين.
(قلت: إسناده صحيح على شرط الشيخين. وقد أخرجاه وكذا أبو عوانة في "صحاحهم").
إسناده: حدثنا حفص بن عمر: ثنا شعبة عن أبي إسحاق عن الأسود ومسروق.
قلت: وهذا إسناد صحيح على شرط الشيخين؛ وقد صرح أبو إسحاق -وهو السبيعي- بالتحديث في بعض الروايات كما سأذكره.
والحديث أخرجه البخاري (1/ 102)، ومسلم (2/ 211)، وأبو عوانة (2/ 263)، والنسائي (1/ 67)، والدارمي (1/ 334)، والطحاوي (1/ 177)، والبيهقي (2/ 458)، وأحمد (6/ 134 و 176) من طرق عن شعبة
…
به؛ وصرح أبو إسحاق بالسماع: عند البخاري والنسائي والدارمي وأحمد في رواية.
وتابعه إسرائيل عن أبي إسحاق
…
به.
وتابعه عبد الرحمن بن الأسود عن أبيه عنها قالت:
صلاتان ما تركهما رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيتي قط -سرًّا، ولا علانية-: ركعتين قبل الفجر، وركعتين بعد العصر.
أخرجه مسلم وأبو عوانة والنسائي والطحاوي وأحمد (6/ 159).
وتابعه عنده (6/ 241): أبو الضحى عن مسروق قال: حدثتني الصديقة بنت الصديق حبيبة حبيب الله المبرأة:
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يصلي ركعتين بعد العصر؛ فلم أكذبها.
وإسناده صحيح على شرط الشيخين.
وتابعه محمد بن المنتشر عن مسروق
…
به مختصرًا: أخرجه الطحاوي.
وله عنده، وكذا أحمد (6/ 50 و 84 و 109 و 199 و 169 و 200 و 253) طرق أخرى، أحدها عند مسلم والدارمي وكذا أبي عوانة.