الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وللحديث طرق أخرى عن كريب وعن ابن عباس، وقد مضى بعضها في الكتاب رقم (1124 - 1229 و 1234).
317 - باب ما يؤمَرُ به من القصد في الصلاة
1238 -
عن عائشة رضي الله عنها: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
"اكْلَفُوا من العمل ما تطيقون؛ فإن الله لا يَمَلُّ حتى تَمَلُّوا، وإنَّ أحبَّ العمل إلى الله أدْوَمُهُ وإن قلَّ"؛ وكان إذا عمل عملًا أثْبَتَهُ.
(قلت: إسناده حسن صحيح. وأخرجه الشيخان وأبو عوانة بأسانيد أخرى عنها نحوه).
إسناده: حدثنا قتيبة بن سعيد: ثنا الليث عن ابن عجلان عن سعيد المَقْبُرِي عن أبي سلمة عن عائشة.
قلت: وهذا إسناد حسن، رجاله كلهم ثقات رجال الشيخين؛ غير محمد بن عجلان، فأخرج له مسلم في الشواهد، وقد توبع كما يأتي؛ فالحديث صحيح.
والحديث أخرجه النسائي (1/ 124)
…
بإسناد المصنف هذا؛ وفيه بيان سبب الحديث؛ فكأن المصنف اختصره.
وكذلك أخرجه أحمد (6/ 40): ثنا سفيان عن ابن عجلان
…
به.
ثم أخرجه (6/ 61 و 176 و 180 - 181 و 241 و 267) من طرق أخرى عن أبي سلمة
…
به مطولًا ومختصرًا. وإسناد بعضها صحيح على شرطهما.
وقد أخرجه البخاري (4/ 223) مختصرًا، ومسلم (2/ 188 - 189)، وأبو عوانة (2/ 298)، وابن ماجة (4237) -مطولًا-.
وله عند البخاري (1/ 18 - 19 و 4/ 299 - 291) طريق أخرى عنها.
وللجملة الوسطى منه طريق أخرى: عند مسلم (2/ 189).
وللجملة الأولى منه شاهد من حديث أبي هريرة مرفوعًا
…
به.
أخرجه البخاري (2/ 490)، ومسلم (3/ 133 - 134)، وابن ماجة (4240)، وأحمد (2/ 231 و 257 و 316 و 350 و 418 و 495 - 496).
وعنده الجملة الثالثة في رواية، وهي رواية ابن ماجة؛ وسندها جيد في الشواهد.
(تنبيه): أورد السيوطي الحديث في "الجامع" بلفظ:
"ليتكلَّفْ أحدُكم من العمل ما يُطيق؛ فإن الله تعالى لا يَمَلُّ حتى تَمَلُّوا، وقاربوا وسددوا"! وقال:
"رواه أبو نعيم في "الحلية" عن عائشة"!
وأقول: لم أره في فهرس "الحلية"، ولا وجدت هذه الزيادة:"وقاربوا وسددوا" في شيء من طرق الحديث المذكورة! وإنما هي في حديث آخر لعائشة بلفظ:
"سدِّدوا وقاربوا، واعلموا أنه لن يُدْخِلَ أحدَكُم عملُهُ الجنةَ، وإنَّ أحبَّ الأعمال إلى الله أدْوَمُها وإن قلَّ".
أخرجه البخاري في "الرقاق" ومسلم قُبَيْلَ "الجنة".
وقد ثبت من حديث ابن عمرو أيضًا، وهو مخرج في "الأحاديث الصحيحة"(115)(*).
(*) هذا حديث ثوبان، أما حديث ابن عمرو فقد خرجه رحمه الله في "الإرواء" تحت الرقم (412). (الناشر).
وروى ابن ماجة (4241) عن عيسى بن جارية عن جابر بن عبد الله قال:
مَرَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم على رجل يصلِّي على صخرة، فأتى ناحية مكة، فمكث مَلِيًّا، ثم انصرف فوجد الرجل يصلي على حاله، فقام فجمع يديه، ثم قال:
"يا أيها الناس! عليكم القصدَ (ثلاثًا)؛ فإن الله لا يَمَلُّ حتى تَمَلُّوا".
قلت: وهذا إسناد حسن في الشواهد.
وأخرجه أبو يعلى أيضًا في "مسنده"(ق 98/ 2) من هذا الوجه.
ويأتي الحديث مختصرًا من طريق أخرى عن علقمة عن عائشة
…
به (رقم 1240).
ورواه الترمذي (2/ 139) من طريق أبي هاشم الرفاعي: حدثنا ابن فُضَيْل عن الأعمش عن أبي صالح قال:
سُئِلَتْ عائشة وأم سلمة: أيُّ العمل كان أحبَّ إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قالتا:
ما دِيمَ عليه وإن قلَّ. وقال:
"حسن غريب"!
وأبو هاشم هذا ضعيف، وذِكْرُ أم سلمة فيه غريب.
لكن أخرجه أحمد (6/ 319) من طريق أخرى عن أبي سلمة عن أم سلمة
…
به نحوه.
وسنده صحيح، وصححه ابن حبان (637).
وللشطر الأول من الحديث شاهد من حديث عمران بن حصين: عند الطبراني في "المعجم الكبير"(18/ 228 / 568) بسند جيد.
1239 -
عن عائشة:
أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث إلى عثمان بن مظعون، فجاءه فقال:
"يا عثمان! أرَغِبْتَ عن سُنَّتِي؟ ! ".
قال: لا والله يا رسول الله! ولكِنْ سُنَّتَكَ أطْلُبُ! قال:
"فإنِّي أنام وأصلِّي، وأصوم وأُفْطِرُ، وأنكِحُ النساء، فاتَّقِ الله يا عثمان! فإن لأهلك عليك حقًّا، وإن لضيفك عليك حقًّا، وإن لنفسك عليك حقًّا؛ فصُمْ وأفطِرْ، وصَلِّ ونَمْ".
(قلت: حديث صحيح، وصححه ابن حبان).
إسناده: حدثنا عبيد الله بن سعد: ثنا عمي: ثنا أبي عن ابن إسحاق عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة.
قلت: وهذا إسناد رجاله ثقات؛ لولا أن ابن إلسحاق مدلس، وقد عنعنه؛ لكنه قد صرح بالتحديث عند أحمد كما يأتي؛ فثبت الحديث.
وعم عبيد الله بن سعد اسمه يعقوب بن إبراهيم بن سعد الزهري المدني.
والحديث أخرجه أحمد (6/ 268): ثنا يعقوب قال: حدثنا أبي عن ابن إسحاق قال: حدثني هشام بن عروة
…
به.
قلت: وهذا إسناد حسن، صرَّح فيه ابن إسحاق بالتحديث.
ورواه عنه: يونس بن بُكَيْرٍ: حدثني ابن إسحاق: حدثني الزهري عن سعيد ابن المسيب عن سعد بن أبي وقاص قال:
لما كان من أمر عثمان بن مظعون الذي كان مِن تَرْكِ النساء؛ بعث إليه
رسول الله صلى الله عليه وسلم
…
الحديث نحوه.
أخرجه الدارمي (2/ 133).
ويونس بن بكير صدوق يخطيء؛ فلعله وهم في إسناده.
ويرجح الأول: أن ابن حبان أخرجه (1288) من طريق معمر عن الزهري عن عروة عن عائشة
…
به.
قلت: ورجاله ثقات رجال الشيخين، غير ابن أبي السَّرِي -وهو محمد بن المتوكل العسقلاني؛ فيه ضعف من قبل حفظه.
لكن تابعه إسحاق بن إبراهيم بن عَبَّاد الدَّبَرِيُّ، فقد رواه عن عبد الرزاق عن معمر
…
به في "المصنف"(6/ 167/ 10375).
فالإسناد بهما حسن.
وله شاهد من حديث أبي موسى
…
نحو حديث الترجمة وأتم منه.
أخرجه ابن حبان (1287) من طريق أبي يعلى: حدثنا محمد بن الخَطَّاب البَلَدِيُّ الزاهد
…
بسنده عنه.
والبلدي هذا لم أعرفه!
ومن فوقه موثقون؛ إلا أن أبا إسحاق -وهو السبيعي- مدلس مختلط. لكن قال الهيثمي (4/ 302):
"رواه أبو يعلى والطبراني بأسانيد، وبعض أسانيد الطبراني رجالها ثقات".
وهو في "مسند أبي يعلى"(13/ 216 / 7242).
ثم وجدت لابن أبي السَّرِي متابعًا قويًّا، فقال البزار في "مسنده"
(2/ 174 / 1458): حدثا أحمد بن منصرر بن سَيَّار: ثنا عبد الرزاق
…
بسنده المتقدم.
فصح الإسناد والحمد لله؛ لأن ابن منصور هذا ثقة حافظ، مترجم في "التهذيب" وغيره.
1240 -
عن علقمة قال: سألت عائشة:
كيف كان عملُ رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ ! هل كان يخصُّ شيئًا من الأيام؟ قالت:
لا؛ كان كلُّ عمله دِيمةً، وأيُّكم يستطيع ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يستطيع؟ !
(قلت: إسناده صحيح على شرط الشيخين في "صحيحيهما". وقد أخرجاه وابن حبان في "صحاحهم").
إسناده: حدثنا عثمان بن أبي شيبة: ثنا جرير عن منصور عن إبراهيم عن علقمة.
قلت: وهذا إسناد صحيح على شرط الشيخين؛ وقد أخرجاه كما يأتي.
والحديث أخرجه مسلم (2/ 189)، وابن حبان (5/ 262 / 3639) من طريق أخرى عن جرير
…
به.
وأخرجه البخاري (1/ 495)، وأحمد (6/ 55 و 189 و 278) من طرقٍ عن منصور
…
به.