المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌361 - باب في الاستغفار - صحيح سنن أبي داود ط غراس - جـ ٥

[ناصر الدين الألباني]

فهرس الكتاب

- ‌294 - باب إذا أدرك الإمام ولم يصلِّ ركعتي الفجر

- ‌295 - باب من فاتته؛ متى يقضيها

- ‌296 - باب الأربع قبل الظهر وبعدها

- ‌297 - باب الصلاة قبل العصر

- ‌298 - باب الصلاة بعد العصر

- ‌299 - باب من رَخَّص فيهما إذا كانت الشمس مرتفعةً

- ‌300 - باب الصلاة قبل المغرب

- ‌301 - باب صلاة الضحى

- ‌302 - باب في صلاة النهار (1)

- ‌303 - باب صلاة التسبيح

- ‌304 - باب ركعتي المغرب؛ أين تُصَلَّيَانِ

- ‌305 - باب الصلاة بعد العشاء

- ‌306 - باب نسخ قيام الليل والتيسير فيه

- ‌307 - باب قيام الليل

- ‌308 - باب النعاس في الصلاة

- ‌309 - باب من نام عن حزبه

- ‌310 - باب من نوى القيام فنام

- ‌311 - باب أيُّ الليل أفضلُ

- ‌312 - باب وقت قيام النبي صلى الله عليه وسلم من الليل

- ‌313 - من باب افتتاح صلاة الليل بركعتين

- ‌314 - باب صلاة الليل: مثنى مثنى

- ‌315 - باب رفع الصوت بالقراءة في صلاة الليل

- ‌316 - باب في صلاة الليل

- ‌317 - باب ما يؤمَرُ به من القصد في الصلاة

- ‌318 - باب في قيام شهر رمضان

- ‌319 - باب في ليلة القدر

- ‌320 - باب فيمن قال: ليلة إحدى وعشرين

- ‌321 - باب من روى أنها ليلة سبع عشرة

- ‌322 - باب من روى: في السبع الأواخر

- ‌323 - باب من قال: سبع وعشرون

- ‌324 - باب من قال: هي في كل رمضان

- ‌325 - باب في كم يقرأ القرآن

- ‌326 - باب تحزيب القرآن

- ‌327 - باب في عدد الآي

- ‌328 - باب تفريع أبواب السجود، وكم سجدة في القرآن

- ‌329 - باب مَنْ لم يَرَ السجودَ في المُفَصَّلِ

- ‌330 - باب من رأى فيها السجود

- ‌331 - باب السجود في (إذا السماء انشقت) و (اقرأ)

- ‌332 - باب السجود في (ص)

- ‌333 - باب في الرجل يسمع السجدة وهو راكب أو في غير الصلاة

- ‌334 - باب ما يقول إذا سجد

- ‌335 - باب فيمن يقرأ السجدة بعد الصبح

- ‌336 - استحباب الوتر

- ‌337 - باب فيمن لم يوتر

- ‌338 - باب كم الوتر

- ‌339 - باب ما يُقرَأ في الوتر

- ‌340 - باب القنوت في الوتر

- ‌341 - باب في الدعاء بعد الوتر

- ‌342 - باب في الوتر قبل النوم

- ‌343 - باب في وقت الوتر

- ‌344 - باب في نقض الوتر

- ‌345 - باب القنوت في الصلاة

- ‌346 - باب في فضل التطوُّعِ في البيت

- ‌347 - باب طول القيام

- ‌348 - باب الحَثِّ على قيام الليل

- ‌349 - باب في ثواب قراءة القرآن

- ‌350 - باب فاتحة الكتاب

- ‌351 - باب من قال: هي من الطُّوَلِ

- ‌352 - باب ما جاء في آية الكُرْسِيِّ

- ‌353 - باب في سورة (الصمد)

- ‌354 - باب في المعوِّذتين

- ‌355 - باب استحباب الترتيل في القراءة

- ‌356 - باب التشديد فيمن حفظ القرآن ثم نسيَه

- ‌357 - باب "أنزل القرآن على سبعة أحرف

- ‌358 - باب الدعاء

- ‌359 - باب التسبيح بالحصى

- ‌360 - باب ما يقول الرجل إذا سلَّم

- ‌361 - باب في الاستغفار

- ‌362 - باب النهي عن أن يَدْعُوَ الإنسانُ على أهله وماله

- ‌363 - باب الصلاة على غير النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌364 - باب الدعاء بظهر الغيب

- ‌365 - باب ما يقول الرجل إذا خاف قومًا

- ‌366 - باب في الاستخارة

- ‌367 - باب في الاستعاذة

- ‌3 - كتاب الزكاة

- ‌1 - باب ما تجب فيه الزكاة

- ‌2 - باب العُروض إذا كانت للتجارة؛ هل فيها زكاة

- ‌3 - باب الكنز؛ ما هو؟ وزكاة الحلي

- ‌4 - باب في زكاه السائمة

- ‌5 - باب رضا المصَدّق

- ‌6 - باب دعاء المُصَدِّق لأهل الصدقة

- ‌7 - باب تفسير أسنان الإبل

- ‌8 - باب أين تُصَدَّقُ الأموال

- ‌9 - باب الرجل يبتاع صدقته

- ‌10 - باب صدقة الرقيق

- ‌11 - باب صدقة الزرع

- ‌12 - باب زكاة العسل

- ‌13 - باب في خرص العنب

- ‌14 - باب في الخرص

- ‌15 - باب متى يخرص التمر

- ‌16 - باب ما لا يجوز من الثمرة في الصدقة

- ‌17 - باب زكاة الفطر

- ‌18 - باب متى تؤدى

- ‌19 - باب كم يؤدِّي في صدقة الفطر

- ‌20 - باب من روى: نصف صاع من قمح

- ‌21 - باب في تعجيل الزكاة

- ‌22 - باب في الزكاة، هل تُحَمْلُ من بَلَدٍ إلى بَلَدٍ

- ‌23 - باب من يُعْطَى الصَّدَقَةَ؟ وحَدِّ الغنى

- ‌24 - باب من يجوز له أخذ الصدقة وهو غني

- ‌25 - باب كم يُعْطَى الرجلُ الواحدُ من الزكاة

- ‌26 - باب ما تجوز فيه المسألة

- ‌27 - باب كراهية المسألة

- ‌28 - باب في الاستعفاف

- ‌29 - باب الصدقة علي بني هاشم

- ‌30 - باب الفقير يُهْدِي للغنيِّ من الصدقة

- ‌31 - باب من تَصَدَّقَ بصدقة، ثم وَرِثَها

- ‌32 - باب في حقوق المال

- ‌33 - باب حَقِّ السائل

- ‌34 - بابُ الصَّدَقةِ على أهل الذمَّةِ

- ‌35 - باب ما لا يجوز منعه

- ‌36 - باب المسألة في المساجد

- ‌37 - باب كراهية المسألة بوجه الله تعالى

- ‌38 - باب عَطِيَّةِ مَنْ سأل بالله

- ‌39 - باب الرجل يُخْرِجُ من ماله

- ‌40 - باب في الرخصة في ذلك

- ‌41 - باب في فضل سقي الماء

- ‌42 - بابٌ في المَنِيحَةِ

- ‌43 - باب أجر الخازن

- ‌44 - باب المرأة تتصدق من بيت زوجها

- ‌45 - باب في صلة الرحم

- ‌46 - باب في الشُّحِّ

- ‌4 - كتاب اللُّقَطَةِ

- ‌1 - باب التعريف باللقطة

- ‌1 - باب فرض الحج

- ‌2 - باب في المرأة تَحُجُّ بغير مَحْرَمٍ

- ‌3 - باب "لا صرورة في الإسلام

- ‌4 - باب التزود في الحج

- ‌5 - باب التجارة في الحج

- ‌6 - باب

- ‌7 - باب الكَرِيّ

- ‌8 - باب في الصبيِّ يَحُجُّ

- ‌9 - باب في المواقيت

- ‌10 - باب الحائض تُهِلُّ بالحج

- ‌11 - بابُ الطِّيبِ عند الإحرام

- ‌12 - باب التَّلْبِيدِ

- ‌13 - باب في الهدي

- ‌14 - باب في هَدْيِ البقر

الفصل: ‌361 - باب في الاستغفار

إسناده: حدثنا إبراهيم بن موسى: أخبرنا عيسى عن الأوزاعي عن أبي عمار عن أبي أسماء عن ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم.

قلت: وهذا إسناد صحيح على شرط مسلم؛ وإبراهيم بن موسى: هو أبو إسحاق الفَرَّاء.

وعيسى: هو ابن يونس.

والحديث أخرجه مسلم (2/ 94)، وأبو عوانة (2/ 242)، والترمذي (1/ 61)، والنسائي (1/ 196)، وأحمد (5/ 275 و 279 - 280) من طرق أخرى عن الأوزاعي

به. وقال الترمذي:

"حديث حسن صحيح".

‌361 - باب في الاستغفار

1356 -

عن الأغَرِّ المُزَنِيِّ -وكانت له صحبة- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

"إنه لَيُغَانُ على قلبي، وإني لأستغفرُ اللهَ في كل يوم مِئةَ مرةٍ".

(قلت: إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه مسلم في "صحيحه").

إسناده: حدثنا سليمان بن حرب ومسدد قالا: ثنا حماد عن ثابت عن أبي بُرْدَةَ عن الأغرِّ المزني -قال مسدد في حديثه: وكانت له صحبة-.

قلت: وهذا إسناد صحيح على شرط الشيخين؛ فإن حمادًا هنا: هو ابن زيد؛ فإنه الذي يروي عنه مسدد. وأما سليمان بن حرب؛ فروى عنه وعن حماد بن سلمة أيضًا، وكل من الحمادين يروي عن ثابت.

وقد رواه عنه ابن سلمة أيضًا كما يأتي.

ص: 247

والحديث أخرجه مسلم (8/ 72)، وأحمد (4/ 211 و 260) من طرق أخرى عن حماد بن زيد

به.

وقال أحمد: ثنا حماد -يعني: ابن سلمة- قال: أنا ثابت

به.

1357 -

عن ابن عمر قال:

إنْ كُنَّا لَنَعُدُّ لرسول الله صلى الله عليه وسلم في المجلس الواحد مئةَ مرةٍ:

"ربِّ! اغفر لي وتُبْ عليَّ؛ إنك أنت التواب الرحيم".

(قلت: إسناده صحيح على شرط الشيخين، وصحه ابن حبان والترمذي).

إسناده: حدثنا الحسن بن علي: ثنا أبو أسامة عن مالك بن مِغْوَلٍ عن محمد ابن سُوقَةَ عن نافع عن ابن عمر.

قلت: وهذا إسناد صحيح على شرط الشيخين.

والحديث أخرجه الترمذي (2/ 254)، وابن ماجة (2/ 222) من طريق المُحَارِبي عن مالك

به. وقال الترمذي:

"حديث حسن صحيح".

وتابعه سفيان عن محمد بن سوقة

به: أخرجه ابن حبان (2459).

1358 -

عن زيد مولى النبي صلى الله عليه وسلم: أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "من قال: أستغفر الله الذي لا إله إلا هو الحيَّ القيومَ، وأتوبُ إليه؛ غُفِرَ له وإن كان فَرَّ من الزَّحْفِ".

(قلت: حديث صحيح، وجَوَّدَ المنذريُّ إسناده! ).

ص: 248

إسناده: حدثنا موسى بن إسماعيل: ثنا حفص بن عمر الشَّنِّيُّ: حدثني أبي عمر بن مُرَّة قال: سمعت هلال بن يسار بن زيد مولى النبي صلى الله عليه وسلم قال: سمعت أبي يحدثنيه عن جدي أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول

قلت: وهذا إسناد ضعيف؛ هلال -ويقال: بلال- بن يسار وأبوه مجهولان، كما قال الحافظ؛ لأنه لم يرو عن الأب غير ابنه، ولا عن هذا غير عمر بن مرة.

وحفص بن عمر الشني وأبوه نحوهما؛ وإن كانا قد وثقا.

والحديث أخرجه الترمذي (3572)

بهذا الإسناد، وقال:

"حديث غريب من هذا الوجه".

وأما المنذري؛ فقال في "الترغيب"(2/ 269) -بعد قول الترمذي المذكور-:

"وإسناده جيد متصل؛ فقد ذكره البخاري في "تاريخه الكبير" أن بلالًا سمع من أبيه يسار، وأن يسارًا سمع من أبيه زيد مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم"!

قلت: وهذا لا يقتضي جودة إسناده لمجرد اتصاله كما لا يخفى! فلا بد إلى ذلك من ثقة رجاله، وهذا مفقود كما عرفت مما سبق. والبخاري نفسه -حينما ترجم لبلال وأبيه وحفص بن عمر وأبيه- لم يوثقهم!

لكن الحديث صحيح؛ فإن له شواهد من حديث ابن مسعود: عند الحاكم (1/ 511).

وأبي هريرة: عند أبي نعيم في "أخبار أصبهان"(1/ 303).

وأبي بكر الصديق: عند ابن عدي في "الكامل"(ق 260/ 1).

وأبي سعيد الخدري وأنس بن مالك: عند ابن عساكر في "التاريخ"

ص: 249

(14/ 353 / 1 - 2 و 358/ 2).

وقد تكلمت على إسناد ابن مسعود في "تخريج الترغيب"(2/ 269)، وصححه الحاكم والذهبي، وفي هذه الأحاديث كلها زيادة:"ثلاث مرات".

1359 -

عن عبد العزيز بن صهيب قال:

سأل قتادة أنسًا: أيَّ دعوةٍ كان يدعو بها رسول الله صلى الله عليه وسلم أكثرَ؟ قال:

كان أكثرَ دعوة يدعو بها:

"اللهم ربَّنا! آتنا في الدنيا حسنةً، وفي الآخرة حسنةً، وَقِنَا عذاب النار".

(زاد في رواية:

وكان أنس إذا أراد أن يدعُوَ بدَعوةٍ دعا بها، وإذا أراد أن يدعُوَ بدعاء دعا بها فيها).

(قلت: إسناده صحيح على شرط البخاري. وقد أخرجه هو ومسلم).

إسناده: حدثنا مسدد: ثنا عبد الوارث: وثنا زياد بن أيوب: ثنا إسماعيل -المعنى- عن عبد العزيز بن صهيب.

وهذا إسناد صحيح على شرط البخاري.

والحديث أخرجه البخاري (11/ 159 - فتح)، وفي "الأدب المفرد"(682)

بإسناد المصنف الأول دون الزيادة.

وأخرجه مسلم (8/ 68 - 69)، وأحمد (3/ 101) عن إسماعيل -وهو ابن عُلَيَّةَ

به.

ص: 250

وهو، وأحمد أيضًا (3/ 208 و 209)، والبخاري في "الأدب"(677)، وابن حبان (533 - الإحسان) من طريق شعبة عن ثابت عن أنس

به؛ ولم يذكر مسلم الزيادة.

وتابعه حماد بن سلمة عن ثابت

به أتم منه: رواه ابن حبان (934).

1360 -

عن سهل بن حُنَيْفٍ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

"من سأل الشهادة صادقًا. بَلَّغَهُ الله منازلَ الشهداءِ؛ وإن مات على فراشه".

(قلت: إسناده صحيح. وأخرجه مسلم. وحسنه الترمذي، وصححه ابن حبان (3182)، والحاكم والذهبي).

إسناده: حدثنا يزيد بن خالد الرملي: ثنا ابن وهب: ثنا عبد الرحمن بن شُرَيْحٍ عن أبي أمامة بن سهل بن حُنَيْفٍ عن أبيه.

قلت: وهذا إسناد صحيح؛ الرملي ثقة، ومن فوقه كذلك، وهم من رجال مسلم؛ وقد أخرجه في "صحيحه" كما يأتي.

والحديث أخرجه مسلم (6/ 48)، وابن ماجة (2/ 184)، والحاكم (2/ 77) من طرق أخرى عن ابن وهب

به. وقال الحاكم.

"صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه"! ووافقه الذهبي، مع إخراج مسلم إياه!

وتابعه القاسم بن كثير: سمعت عبد الرحمن بن شريح

به: أخرجه الدارمي (2/ 205)، والترمذي (1653)، وقال:

"حديث حسن غريب".

ص: 251

1361 -

عن علي رضي الله عنه قال:

كنت رجلًا إذا سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثًا؛ نفعني الله منه بما شاء أن ينفعني، وإذا حدَّثني أحدٌ من أصحابه استحْلَفْته، فإذا حلف لي صَدَّقته. قال: وحدثني أبو بكر -وصدق أبو بكر رضي الله عنه أنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:

"ما من عبد يُذْنِبُ ذنبًا، فيُحْسِن الطُّهور، ثم يقومُ فيصلي ركعتين، ثم يستغفرُ الله؛ إلا غفر الله له"؛ ثم قرأ هذه الآية: {والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله

} إلى آخر الآية.

(قلت: إسناده صحيح، وصححه ابن حبان، وحسَّنه الترمذي).

إسناده: حدثنا مسدد: ثنا أبو عوانة عن عثمان بن المغيرة عن علي بن ربيعة الأسَدِي عن أسماء بن الحكم الفَزَارِيِّ قال: سمعت عليًّا.

قلت: وهذا إسناد صحيح، رجاله ثقات رجال البخاري؛ غير أسماء بن الحكم الفزاري، وهو ثقة؛ على خلاف فيه لا يضر.

والحديث أخرجه ابن حبان (2454) من طريق مسدد

به.

ورواه الترمذي (406 و 3009)، وأحمد (1/ 10) من طريقين آخرين عن أبي عوانة

به، وقال الترمذي:

"حديث حسن، لا نعرفه إلا من هذا الوجه من حديث عثمان بن المغيرة. ورواه عنه شعبة وغير واحد، فرفعوه مثل حديث أبي عوانة. ورواه سفيان الثوري ومسعر؛ فأوقفاه ولم يرفعاه إلى النبي صلى الله عليه وسلم. وقد روي عن مسعر موفوعًا أيضًا".

قلت: وكذلك رواه الثوري مرفوعًا أيضًا، فقال الإمام أحمد (1/ 2): حدثنا

ص: 252

وكيع قال: حدثنا مسعر وسفيان عن عثمان بن المغيرة

به.

وكذلك أخرجه ابن ماجة (1/ 424) من طريقين آخرين عن وكيع

به.

وأما حديث شعبة؛ فوصله أحمد (1/ 8 - 9 و 9) من وجهين عنه.

وجملة القول: أن الحديث قد رواه جمع من الثقات عن الثقفي مرفوعًا، ولم أره عنه موقوفًا، فإن ثبت ذلك عنه؛ فالمرفوع أرجح؛ لاتفاق الجماعة عليه. والله أعلم.

1362 -

عن معاذ بن جبل:

أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخذ بيده، وقال:

"يا معاذُ! والله! إني لأُحِبُّكَ، والله! إني لأُحِبُّكَ". فقال:

"أوصيك يا معاذ! لا تدعَنَّ في دُبُرِ كل صلاة تقول: اللهم! أعِنِّي على ذِكرِكَ وشُكْرِكَ وحُسْنِ عبادتك".

وأوصى به الصُّنَابحي أبا عبد الرحمن.

(قلت: إسناده صحيح، وصححه ابن خزيمة وابن حبان (2017)).

إسناده: حدثنا عبيد الله بن عمر بن ميسرة: ثنا عبد الله بن يزيد المقرئ: ثنا حيوة بن شُريْحٍ قال: سمعت عقبة بن سسلم يقول: حدثني أبو عبد الرحمن الحُبُلِيُّ عن الصُّنَابِحِيِّ عن معاذ بن جبل.

قلت: وهذا إسناد صحيح، رجاله كلهم ثقات رجال الشيخين؛ غير عقبة بن مسلم التُّجِيبي، وهو ثقة.

والحديث أخرجه أحمد (5/ 244 - 245)، وابن خزيمة في "صحيحه"

ص: 253

(751)

، وكذا ابن حبان (2345)، وأبو نعيم في "الحلية"(1/ 241 و 5/ 130) من طرق أخرى عن عبد الله بن يزيد المقرئ

به؛ وزادوا:

وأوصى أبو عبد الرحمن عُقْبَةَ بن مسلم. وزاد أبو نعيم:

وأوصى عقبةُ حيوةَ، وأوصى حيوةُ أبا عبد الرحمن المقرئَ، وأوصى أبو عبد الرحمن المقرئ بِشْرَ بنَ موسى، وأوصى بشرُ بن موسى محمدَ بن أحمد بن الحسن، وأوصاني محمد بن أحمد بن الحسن.

قال أبو نعيم رحمه الله: وأنا أوصيكم به.

قلت: وهذا الحديث من المسلسلات المشهورة المروية بالمحبة، وقد أجازني بروايته الشيخ الفاضل راغب الطباخ رحمه الله، وحدثني به

وساق إسناده هكذا مسلسلًا بالمحبة.

ثم الحديث أخرجه أحمد (5/ 247): ثنا أبو عاصم: ثنا حيوة

به.

1363 -

عن عقبة بن عامر قال:

أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أقرأ بالمعوِّذات دُبُرَ كلِّ صلاة.

(قلت: إسناده صحيح، وصححه ابن خزيمة وابن حبان، وحسنه الترمذي).

إسناده: حدثنا محمد بن سَلَمَةَ المرادي: ثنا ابن وهب عن الليث بن سعد أن حُنَيْنَ بن أبي حَكِيمٍ حدثه عن علَيِّ بن رَبَاحٍ اللَّخْمِي عن عقبة بن عامر.

قلت: وهذا إسناد صحيح، رجاله ثقات رجال مسلم؛ غير حنين، وهو ثقة، وقد توبع كما يأتي.

ص: 254

والحديث أخرجه النسائي (3/ 68 - القلم)

بإسناد المؤلف.

وأحمد (4/ 201) من طريق أخرى عن ابن وهب.

وابن خزيمة (755)، وعنه ابن حبان (2347) من طرق أخرى عن الليث.

وأحمد أيضًا (5/ 155)، والترمذي (2905) من طريق أخرى عن عُلَيِّ بن رباح

به. وقال الترمذي "حسن غريب".

وقد مضى الحديث من طريق أخرى أتم منه رقم (1315).

1364 -

عن أسماء بنت عُمَيْسٍ قالت: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم:

"ألا أعلمُكِ كلماتٍ تقولينهنّ عند الكرب -أو في الكرب-: اللهُ، الله ربي، لا أشرك به شيئًا".

(قلت: إسناده صحيح).

إسناده: حدثنا مسدد: ثنا عبد الله بن داود عن عبد العزيز بن عمر عن هلال عن عمر بن عبد العزيز عن ابن جعفر عن أسماء بنت عُمَيْسٍ.

قلت: وهذا إسناد صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين؛ غير هلال -وهو مولى عمر بن عبد العزيز، يكنى بأبي طُعْمَةَ، وهو بها أشهر-؛ وثقه ابن عمار الموصلي، وروى عنه جمع. وأما الحافظ فقال.

"مقبول

ولم يثبت أن مكحولًا رماه بالكذب"!

والحديث أخرجه أحمد وابن ماجة، وهو مخرج في "تخريج الترغيب"(3/ 43)، و "الصحيحة"(2755) مطولًا.

ص: 255

1365 -

عن أبي موسى الأشعري قال:

كنت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر، فلما دنونا من المدينة؛ كَبَّرَ الناسُ ورفعوا أصواتهم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

"يا أيها الناس! إنكم لا تَدْعُون أصمَّ، ولا غائبًا؛ إن الذي تَدْعُونَهُ بينكم وبين أعناق ركابكم". ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

"يا أبا موسى! ألا أدلك على كنز من كنوز الجنة؟ ! "، فقلت: وما هو؟ قال:

"لا حول ولا قوة إلا بالله".

(قلت: إسناده صحيح على شرط مسلم. وقد أخرجه هو والبخاري؛ دون قوله: "إن الذي تدعونه بينكم وبين أعناق ركابكم"؛ وهذا منكر).

إسناده: حدثنا موسى بن إسماعيل: ثنا حماد عن ثابت وعلي بن زيد وسعيد الجُريرِي عن أبي عثمان النهدي: أن أبا موسى الأشعري

قلت: وهذا إسناد صحيح على شرط مسلم؛ لكن قوله:

"إن الذي تدعونه بينكم وبين أعناق ركابكم"! منكر بهذا اللفظ؛ لروايات الثقات الآتية وغيرهم، وقد تفرد به علي بن زيد -وهو ابن جدعان-، وهو سيئ الحفظ، كما حققت ذلك في "تخريج السنة" رقم (618)، فلا داعي للإعادة.

والحديث أخرجه البخاري في "الدعوات"(11/ 156 و 178) وغيره، ومسلم (8/ 73 - 74)، وأحمد (4/ 394 و 402 و 407 و 417 - 418 - 419)، والمصنف -فيما يأتي- من طرق أخرى عن أبي عثمان

به؛ دون الزيادة المذكورة.

ص: 256

1366 -

وفي رواية عنه:

أنهم كانوا مع النبي صلى الله عليه وسلم وهم يتصعَّدون في ثَنِيَّةٍ، فجعل رَجُلٌ كلَّما علا الثنية، نادى: لا إله إلا الله، والله أكبر! فقال النبي صلى الله عليه وسلم:

"إنكم لا تنادون أصمَّ ولا غائبًا". ثم قال:

"يا عبد الله بن قيس!

"، فذكر معناه.

(قلت: إسناده صحيح على شرط البخاري. وقد أخرجه هو ومسلم في "صحيحيهما").

إسناده: حدثنا مسدد: ثنا يزيد بن زُريع: ثنا سليمان التيمي عن أبي عثمان عن أبي موسى الأشعري.

قلت: وهذا إسناد صحيح، رجاله كلهم ثقات وهم من رجال الشيخين؛ غير مسدد، فهو من رجال البخاري وحده، وقد توبع كما يأتي.

والحديث أخرجه مسلم (8/ 73): حدثنا أبو كامل فُضَيْلُ بن حسين: حدثنا يزيد بن زُرَيعٍ

به.

وأخرجه البخاري من طريق أخرى عن التيمي

به.

1367 -

وفي أخرى عنه

بهذا الحديث؛ وقال فيه: فقال النبي صلى الله عليه وسلم:

"يا أيُّها الناسُ! ارْبَعُوا على أنفسكم".

(قلت: إسناده صحيح. وقد أخرجاه).

إسناده: حدثنا أبو صالح محبوب بن موسى: أخبرنا أبو إسحاق الفَزَارِيّ عن عاصم عن أبي عثمان عن أبي موسى.

ص: 257

قلت: وهذا إسناد صحيح، رجاله كلهم ثقات من رجال الشيخين؛ غير محبوب بن موسى، وهو ثقة.

والحديث أخرجه البخاري في "الجهاد"(6/ 101)، ومسلم (8/ 73) من طرق أخرى عن عاصم

به؛ وفيه الزيادة.

وتابعه عليها خالد الحذاء عن أبي عثمان

به؛ وزاد:

"إن الذي تدعون أقرب إلى أحدكم من عُنُقِ راحلته".

أخرجه أحمد (4/ 402)، ومسلم.

وهذه الزيادة -فيما يبدو- أخطأ في روايتها علي بن زيد بن جدعان، فرواها بلفظ آخر منكر كما تقدم. والله أعلم.

1368 -

عن أبي سعيد الخدري: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:

"من قال: رَضِيتُ بالله ربًّا، وبالإسلام دينًا، وبمحمد رسولًا؛ وجبت له الجنة".

(قلت: إسناده صحيح، وصححه ابن حبان والحاكم والذهبي).

إسناده: حدثنا محمد بن رافع: ثنا أبو الحسين زيد بن الحُبَابِ: ثنا عبد الرحمن ابن شُرَيْحٍ الإسكندراني: حدثني أبو هانئٍ الخولاني أنه سمع أبا علي الجَنْبِي: أنه سمع أبا سعيد الخدري.

قلت: وهذا إسناد صحيح، رجاله كلهم ثقات على شرط مسلم؛ غير أبي علي الجَنْبِي -واسمه عمرو بن مالك-، وهو ثقة، ورمز له في "التقريب" بأنه من رجال مسلم أيضًا! وأظنه خطأً.

ص: 258

والحديث أخرجه ابن حبان (2368)، والحاكم (1/ 518) من طرق أخرى عن زيد بن الحباب

به. وقال الحاكم:

"صحيح الإسناد"، ووافقه الذهبي.

1369 -

عن أبي هريرة: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:

"من صلى عليَّ واحدةً؛ صلى الله عليه عشرًا".

(قلت: إسناده صحيح على شرط مسلم. وقد أخرجه في "صحيحه".

وصححه الترمذي وابن حبان (903)).

إسناده: حدثنا سليمان بن داود العَتَكِيُّ: ثنا إسماعيل بن جعفر عن العلاء ابن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي هريرة.

قلت: إسناده صحيح على شرط مسلم؛ وقد أخرجه كما يأتي.

والحديث أخرجه مسلم (2/ 17)، والنسائي (1/ 191)، والترمذي (485) -وصححه-، والدارمي (2/ 317)، وأحمد (2/ 372 و 335) من طرق عن إسماعيل

به.

وأحمد (2/ 485) من طريق زهير عن العلاء

به.

وله شاهد: عند النسائي في "عمل اليوم والليلة"(165/ 16) من طريق المغيرة ابن مسلم الخراساني عن أبي إسحاق عن أنس بن مالك أن النبي صلى الله عليه وسلم قال

فذكره؛ وزاد في أوله:

"من ذُكِرْتُ عنده؛ فليصلِّ عليَّ

".

ومن هذا الوجه: أخرجه ابن السُّنِّيِّ في "عمله"(123/ 374).

ص: 259