الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
باب: جامع في صفة الصلاة
تنبيه: ذكر الحافظ ابن حجر مجموعة أحاديث، وسوف أذكرها بتخريجها وسيأتي ذكرها ضمن أبواب كما سيأتي.
267 -
وعن أبي هريرة رضي الله عنه أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: "إذا قُمتَ إلي الصَّلاةِ فأَسبغِ الوُضوءَ، ثم استَقبلِ القِبلَةَ، فكَبِّرْ، ثم اقرأْ ما تَيسَّرَ معكَ مِن القُرآنِ، ثم اركعْ حتى تَطمَئِنَّ راكِعًا، ثم ارفعْ حتى تعتدل قائمًا، ثم اسجدْ حتى تطمئِنَّ ساجدًا، ثم ارفعْ حتَّى تطمئن جالسًا، ثم اسجدْ حتى تَطمئِنَّ ساجِدًا، ثم افعلْ ذلكَ في صلاتِكَ كُلِّها" أخرجه السبعة، واللفظ للبخاري ولابنِ ماجه بإسنادِ مُسلمٍ "حتى تَطمئِنَّ قائمًا".
رواه البخاري (793) ومسلم 1/ 298 وأبو داود (856) والنسائي 2/ 124 والترمذي (303) وأحمد 2/ 437 وابن خزيمة 1/ 235 والبيهقي 2/ 371 - 372 كلهم من طريق يحيى بن سعيد الأنصاري عن عبيد الله قال: حدثني سعيد بن أبي سعيد عن أبيه عن أبي هريرة به مرفوعًا
…
فذكره بطوله.
ورواه مسلم 1/ 298 وابن ماجه (1060) كلاهما من طريق أبي بكر بن أبي شيبة ثنا عبد الله بن نمير عن عبيد الله بن عمر عن سعيد بن أبي سعيد به وليس فيه عن أبيه.
وقد تابع ابن نمير أبا أسامة عند مسلم ولم يذكر اللفظ مسلم بل أشار أن لفظه كسابقه.
وذكر ابن ماجه أيضًا اللفظ بمثله غير أنه قال فيه: "ثم ارفع حتى تطمئن قائمًا
…
".
قال الدارقطني فيما نقله عنه الحافظ ابن حجر في "الفتح" 2/ 277: خالف يحيي القطان أصحاب عبيد الله كلهم في هذا الإسناد، فإنهم لم يقولوا: عن أبيه، ويحيي حافظ، فيشبه أن يكون عبيد الله حدَّث به على الوجهين، وقال البزار: لم يتابع يحيي عليه، ورجَّح الترمذي رواية يحيي. ثم قال الحافظ: لكل من الروايتين وجه مرجح، أما وواية يحيي، فللزيادة من الحافظ، وأما الرواية الأخرى، فللكثرة، ولأن سعيدًا لم يوصف بتدليس، وقد ثبت سماعه من أبي هريرة، ومن ثم أخرج الشيخان الطريقين اهـ.
* * *
268 -
ومثله في حديث رِفاعةَ بن رافِعٍ عندَ أحمدَ وابنِ حِبّان "حتَّى تَطمئِنَّ قائِمًا" ولأحمد "فأقِمْ صُلبَكَ حتى ترجِعَ العِظامُ" وللنسائي وأبي داود من حديث رِفاعة بن رافع: "إنَّها لا تَتِمُّ صلاةُ أحدِكم حتى يُسبغَ الوُضوءَ، كما أمرَه اللهُ تعالي، ثم يُكَبِّرَ اللهَ تعالى ويَحمَدَهُ ويُثنِي عليه" وفيها "فإنْ كان معكَ قرآنٌ فاقرأْ
وإلا فاحمَدِ اللهَ وكَبِّرهُ وهَلِّلهُ" ولأبي داود "ثم اقرأْ بأُمِّ الكتابِ وبما شاءَ الله" ولابن حبان "بما شِئتَ".
رواه أحمد 4/ 340 وابن حبان "الموارد"(484) كلاهما من طريق يزيد بن هارون أخبرنا محمد بن عمرو عن علي بن يحيى بن خلاد الزرقي عن رفاعة بن رافع الزرقي وكان من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قال: جاء رجل ورسول الله صلى الله عليه وسلم جالس في المسجد، فصلي قريبًا منه، ثم انصرف إلي رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: رسول الله صلى الله عليه وسلم "أعد صلاتك، فإنك لم تصل" قال: فرجع فصلى كنحو مما صلى ثم انصرف إلي رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال له:"أعد صلاتك فإنك لم تصل" فقال: يا رسول الله، علمني كيف أصنع، قال:"إذا استقبلت القبلة فكبر ثم اقرأ بما شئت، فإذا ركعت فاجعل راحتيك على ركبتيك وامدد ظهرك ومكن لركوعك، فإذا رفعت رأسك فأقم صلبك حتى ترجع العظام إلي مفاصلها، وإذا سجدت فمكن لسجودك، فإذا رفعت رأسك فاجلس على فخذك اليسرى - ثم اصنع ذلك في كل ركعة وسجدة".
قلت: رجاله ثقات، وإسناده قوي، ومحمد بن عمرو بن علقمة الأصل فيه أنه حسن الحديث، وقد قواه أبو حاتم فقال: صالح. اهـ.
وقال النسائي: ليس به بأس. اهـ.
وقال ابن معين: ما زال الناس يتقون حديثه، قيل له: وما علة ذلك؟ قال: كان يحدث مرة عن أبي سلمة بالشيء من رأيه ثم يحدث به مرة أخرى عن أبي سلمة عن أبي هريرة. اهـ.
ورواه أيضًا أحمد 4/ 340 وابن حبان "الموارد"(484) كلاهما من طريق يحيى بن سعيد القطان عن ابن عجلان عن علي بن يحيى بن خلاد عن أبيه عن عمه رفاعة بن رافع وكان بدريًّا، قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في المسجد فدخل رجل فصلى في ناحية المسجد، فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يرمقه، ثم جاء فسلم فردَّ عليه، وقال:"ارجع فصل، فإنك لم تصل" فرجع فصلى، ثم جاء فسلم، فرد عليه وقال:"ارجع فصل، فإنك لم تُصَلِّ" قال: مرتين أو ثلاثًا، فقال له في الثالثة أو في الرابعة: والذي بعثك بالحق، لقد أجهدت نفسي فعلمني، وأرني، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم:"إذا أردت أن تصلي فتوضأ فأحسن وضوءك ثم استقبل القبلة ثم كبر ثم اقرأ ثم اركع حتى تطمئن راكعًا ثم ارفع حتى تطمئن قائمًا ثم اسجد حتى تطمئن ساجدًا تم ارفع حتى تطمئن جالسًا، ثم اسجد حتى تطمئن ساجدًا، ثم قم فإذا أتممت صلاتك على هذا فقد أتممتها، وما انتقصمت من هذا من شيء فإنما تنقصه من صلاتك".
قلت: رجاله ثقات، وإسناده قوي، والإسنادان مدارهما على يحيى بن خلاد بن رافع بن مالك الزرقي، وهو له رؤية وقد قيل: أُتي به النبي صلى الله عليه وسلم فحنكه، كما ذكره الحافظ ابن حجر في "الإصابة" 6/ 356.
وذكره ابن حبان في "ثقات التابعين".
قلت: إن ثبت تحنيك النبي صلى الله عليه وسلم له ينبغي أن يُعَدَّ من صغار الصحابة. والله أعلم.
ورواه أبو داود (858) قال: حدثنا الحسن بن علي ثنا هشام بن عبد الملك والحجاج بن منهال، قالا. ثنا همام، ثنا إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة عن علي بن يحيى بن خلاد عن أبيه عن عمه رفاعة بن رافع بمعناه، قال: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إنها لا تتم صلاة أحدكم حتى يسبغ الوضوء كما أمره الله عز وجل، فيغسل وجهه ويديه إلى المرفقين
…
".
قلت: رجاله لا بأس بهم.
ورواه أبو داود (857) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل ثنا حماد عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة عن علي بن يحيى بن خلاد عن عمه ولم يذكر فيه يحيى بن خلاد، ولفظه، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "إنه لا تتم صلاة لأحد من الناس حتى يتوضأ فيضع الوضوء -يعني مواضعه- ثم يكبر ويحمد الله عز وجل ويثني عليه، ويقرأ بما تيسر من القرآن
…
".
ورواه أبو داود (860) ومن طريقه البيهقي 2/ 133 - 134 كلاهما عن محمد بن إسحاق قال: حدثني علي بن يحيى بن خلاد بن رافع عن أبيه عن عمه رفاعة بن رافع، فذكر قصة المسيء صلاته وفيه قال له النبي صلى الله عليه وسلم:"إذا أنت قمت في صلاتك فكبر الله عز وجل ثم اقرأ ما تيسر عليك من القرآن" وقال فيه: "فإذا جلست في وسط الصلاة فاطمئن وافترش فخذك اليسرى
…
".
قلت: في إسناده ابن إسحاق وسبق الكلام عليه (1).
وقال الألباني حفظه الله في "الإرواء" 2/ 44: هذا إسناد حسن رجاله كلهم ثقات غير ابن إسحاق وقد صرح بالتحديث، وفي حفظه شيء، ولذلك لا يرقي حديثه إلى درجة الصحة، بل الحسن فقط. اهـ.
قلت: والذي يظهر أن المحفوظ ذكر يحيى بن خلاد بن رافع في الإسناد وهكذا رواه الأئمة، وقد توسع المزي رحمه الله بجمع طرق الحديث في "تحفة الأشراف" 4/ 169، فليراجع للأهمية، وقد صححه النووي فقال في "الخلاصة" 1/ 406: رواه أبو داود والبيهقي بإسنادين صحيحين. اهـ.
ورواه النسائي في "الكبرى" 1/ 507 قال: أنبا علي بن حجر قال: حدثنا إسماعيل حدثنا يحيى بن علي بن يحيى بن خلاد بن رافع الزرقي عن أبيه عن جده عن رفاعة بن رافع به وذكر القصة وفيه قال النبي صلى الله عليه وسلم: "إذا قمت إلي الصلاة فتوضأ كما أمرك الله ثم تشهد فأقم ثم كبر فإن كان معك قرآن فاقرأ به، وإلا فاحمد الله وكبره وهلله ثم اركع
…
".
ورواه أبو داود (861) قال: حدثنا عباد بن موسى الختلي ثنا إسماعيل -يعني ابن جعفر- به بنحوه.
* * *
(1) باب: ما جاء في الاستنجاء بالماء من التبرز.
269 -
وعن أبي حُمَيدٍ السَّاعِدِيِّ رضي الله عنه قال: رأيتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم إذا كَبَّرَ جعلَ يديهِ حَذْوَ مَنكِبَيه، وإذا ركعَ أمكنَ يَدَيهِ مِن رُكْبَتَيهِ، ثم هَصَرَ ظَهرَه، فإذا رفعَ رأسه استوي حتى يعودَ كلُّ فقارٍ مكانَه، فإذا سجدَ وضعَ يدَيهِ غيرَ مُفترِشٍ ولا قابِضِهِما، واستقبلَ بأطرافِ أصابعِ رِجلَيه القِبلَةَ، وإذا جَلَسَ في الركعتَينِ جَلَسَ واستقبلَ علي رِجلِه اليُسرَى ونَصبَ اليُمنَى، وإذا جلس في الرَّكعَةِ الأخيرَةِ قدَّم رِجلَهُ اليُسرَى ونصبَ الأُخرَى، وقعدَ على مقعدَتِهِ. أخرجه البخاري.
رواه البخاري (828) وأبو داود (731) والبيهقي 2/ 84 والبغوي في "شرح السنة" 3/ 14 كلهم من طريق محمد بن عمرو بن حلْحَلَة عن محمد بن عمرو بن عطاء: أنه كان جالسًا مع نفر من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، فذكرنا صلاة النبي صلى الله عليه وسلم، فقال أبو حميد الساعدي: أنا كنت أحفظكم لصلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم: رأيته إذا كبر .. فذكره.
ورواه الترمذي (304 - 405) والنسائي 2/ 187 وابن ماجه (1061) وأبو داود (730) وأحمد 5/ 424 والبيهقي 2/ 72 كلهم من طريق عبد الحميد بن جعفر ثنا محمد بن عمرو بن عطاء قال: سمعت أبا حميد الساعدي فذكر نحوه.
* * *