الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
باب: جلسة الاستراحة
304 -
وعن مالك بن الحُوَيرِثِ رضي الله عنه: أنَّه رأَى النبيَّ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي، فإذا كانَ في وتْرٍ في صلاتِهِ لم يَنهَضْ حتى يَستَويَ قاعِدًا. رواه البخاري.
رواه البخاري (823) والترمذي (287) والنسائي 2/ 234 وغيرهم كلهم من طريق خالد الحذاء عن أبي قلابة عن مالك بن الحويرث به، وهو حديث طويل، فيه قصة قدومهم على النبي صلى الله عليه وسلم، وسبق التوسع في تخريجه في كتاب الأذان، وفي بعض أبواب صفة الصلاة.
ورواه البخاري (824) من طريق أيوب عن أبي قلابة قال: جاءنا مالك بن الحويرث فصلى بنا في مسجدنا هذا، فقال: إني لأصلي بكم وما أريد الصلاة، ولكن أريد أن أريكم كيف رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يُصلي، قال أيوب: فقلت لأبي قلابة. وكيف كانت صلاته؟ قال: مثيل صلاة شيخنا هذا -يعني عمرو بن سلمة- قال أيوب: وكان ذلك الشيخ يتم التكبير، وإذا رفع رأسه عن السجدة الثانية جلس واعتمد على الأرض، ثم قام.
وفي الباب عن أبي هريرة كما في حديث المسيء، وقد سبق تخريجه في أول كتاب الصلاة، والشاهد منه ما رواه البخاري (6251) قال: حدثنا إسحاق بن منصور أخبرنا عبد الله بن نمير حدثنا عبيد الله عن سعيد بن أبي سعيد المقبري عن أبي هريرة:
…
ذكر الحديث بطوله وفيه قال: "ثم اسجد حتى تطمئن ساجدًا، ثم ارفع حتى تطمئن جالسًا، ثم اسجد حتى تطمئن ساجدًا ثم ارفع حتى تطمئن جالسًا، ثم افعل ذلك في صلاتك كلها" وموضع الشاهد منه "حتى تطمئن جالسًا".
وخالف عبد الله بن نمير أبو أسامة، ولهذا قال البخاري عقبه 11/ 36: وقال أبو أسامة في الأخير: "حتى تستوي قائمًا" وهكذا رواه أيضًا البخاري (6667) مسندًا من طريق أبي أسامة حدثنا عبيد الله به.
قال الحافظ في "الفتح" 11/ 37: أراد البخاري أن يبين أن راويها خولف فذكر رواية أبي أسامة مشيرًا إلى ترجيحها. اهـ.
واختلف على أبي أسامة، فرواه البيهقي 2/ 126 من طريق إسحاق بن إبراهيم قال: قلت لأبي أسامة: أحدثكم عبيد الله به، وفيه ذكر جلسة الاستراحة.
وأشار البيهقي إلى تضعيفها فقال 2/ 126. والصحيح رواية عبيد الله بن سعيد أبي قدامة ويوسف بن موسى عن أبي أسامة "ثم اسجد حتى تطمئن ساجدًا ثم ارفع رأسك حتى تستوي وتطمئن جالسًا ثم اسجد حتى تطمئن ساجدًا ثم ارفع رأسك حتى تستوي قائمًا ثم افعل ذلك في صلاتك كلها
…
" اهـ.
قلت: لكن على فرض عدم ثبوتها عن أبي أسامة فإنه لم يتفرد أبو أسامة بذكرها، بل وافقه ابن نمير كما سبق، ولهذا إثبات جلسة الاستراحة في حديث المسيء فيه قوة. والله أعلم.