الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
باب: ما جاء في عدد الوتر
368 -
وعن أبي أيوبَ الأنصاريِّ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "الوتْرُ حَقٌّ على كُلِّ مسلمٍ، مَن أحبَّ أن يُوترَ بخمسٍ فليفعَلْ، ومَن أحبَّ أن يُوتِرَ بثلاثٍ فليفعَلْ، ومَن أحبَّ أن يُوتِرَ بواحدةٍ فليفعَلْ" رواه الأربعة إلَّا التِّرمذيُّ وصححه ابن حبان ورجَّح النسائيُّ وَقْفَهُ.
رواه أبو داود (1422) وابن ماجة (1190) والنَّسائيُّ 3/ 238 والدراقطني 2/ 22 وابن حبان "الموارد"(670) كلهم من طريق الزُّهريّ عن عطاء بن يزيد الليثي عن أبي أيوب الأنصاري به مرفوعًا.
قلت: رجاله ثقات، وقد رواه عن الزُّهريّ جمع من الثقات منهم الأوزاعي وسفيان وغيرهما، لكن أعل بالوقف.
قال الحافظ ابن حجر في "تلخيص الحبير" 2/ 14: صحح أبو حاتم والذهلي والدارقطني في "العلل" والبيهقيّ وغير واحد وقفه، وهو الصواب. اهـ.
وقد رواه أبو معبد وسفيان عن الزُّهريّ به موقوفًا كما عند النَّسائيّ 3/ 238 - 239.
وفي الباب عن عائشة وأم سلمة وأبي هريرة وابن عباس وعلي بن أبي طالب.
أولًا: حديث عائشة رواه مسلم 1/ 508 من طريق هشام عن أبيه عن عائشة قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلِّي من الليل ثلاث عشرة ركعة يوتر من ذلك بخمس، لا يجلس في شيء إلَّا في آخرها، وأصله في البُخاريّ وسيأتي تخريجه بعد عدة أبواب.
ثانيًا: حديث أم سلمة رواه أحمد 6/ 290 والنَّسائيُّ 3/ 239 وابن ماجة (1192) كلهم من طريق منصور عن الحكم عن مقسم عن أم سلمة، قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يوتر بسبع أو بخمس، لا يفصل بينهن بتسليم ولا كلام.
قلت: رجاله ثقات، وإسناده قوي.
قال في "الفتح الرباني" 4/ 297: سنده جيد. اهـ. لكن قال ابن أبي حاتم في العلل (450): سألت أبي عن حديث رواه علي بن ميمون الرقي عن مخلد بن يزيد الحراني عن سفيان عن منصور عن الحكم عن مقسم عن ابن عباس عن أم سلمة قالت: كانت رسول الله صلى الله عليه وسلم يوتر بسبع وخمس ولا يفصل بينهن بتسليم ولا بكلام قال أبي: هذا حديث منكر اهـ. هكذا قال في الإسناد: عن ابن عباس عن أم سلمة.
ثالثًا: حديث أبي هريرة رواه ابن حبان "الموارد"(680) والدارقطني 2/ 24 والبيهقيّ 3/ 31 كلهم من طريق عبد الله بن وهب حدثنا سليمان بن بلال عن صالح بن كيسان عن عبد الله بن الفضل عن أبي سلمة بن عبد الرحمن وعبد الرحمن الأعرج عن أبي هريرة؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "لا توتروا بثلاث أوتروا بخمس أو سبع ولا تشبهوا بصلاة المغرب"
قلت: رجاله ثقات وإسناده قوي.
وقد رواه البيهقي 3/ 32 والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 292 كلاهما من طريق جعفر بن ربيعة عن عراك بن مالك عن أبي هريرة موقوفًا.
لكن قال الحافظ ابن حجر في "تلخيص الحبير" 2/ 15: رجاله كلهم ثقات، ولا يضره وقف من أوقفه. اهـ.
رابعًا: حديث ابن عباس رواه البُخاريّ (1138) قال: حدَّثنا مسدد قال حدثني يَحْيَى عن شعبة قال حدثني أبو جبرة عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: كانت صلاة النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم ثلاث عشرة ركعة، يعني بالليل.
خامسًا: حديث علي بن أبي طالب رواه التِّرمذيُّ (460) قال: حدَّثنا هناد حدَّثنا أبو بكر بن عياش عن أبي إسحاق عن الحارث عن علي قال: كان النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم يوتر بثلاث، يقرأ فيهن بتسع سُور من المفصِّل، يقرأ في كل ركعة بثلاث سور، آخرهن {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} .
قلت: إسناده ضعيف لأن فيه الحارث الأعور، وسبق الكلام عليه (1).
وبه أعله ابن الجوزي فقال في "التحقيق مع التنقيح" 1/ 512: فيه الحارث الأعور، قال الشعبي وابن المديني: هو كذاب. اهـ.
(1) راجع باب: جواز اغتسال الرجل بفضل المرأة.