الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
باب: أعضاء السجود
298 -
وعن ابن عباس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أُمِرْتُ أن أَسجُدَ على سبعةِ أَعظُمٍ: على الجبهةِ -وأشارَ بيده إلى أنِفه- واليدَينِ والركبتَينِ وأطرافِ القدمَينِ" متفق عليه.
رواه البخاري (812) ومسلم 1/ 354 وابن ماجه (884) والنسائي 2/ 209 وابن خزيمة 1/ 321 والدارمي 1/ 302 وأبو عوانة 2/ 182 - 183 والبغوي في "شرح السنة" 3/ 136 كلهم من طريق عبد الله بن طاووس عن أبيه عن ابن عباس به مرفوعًا.
ورواه البخاري (809 - 810) ومسلم 1/ 354 وأبو داود (889 - 890) والترمذي (273) والنسائي 2/ 208 وابن ماجه (883) وأحمد 1/ 255، 279 والبيهقي 2/ 108 وابن خزيمة 1/ 321 والدارمي 1/ 302 وأبو عوانة 2/ 182 كلهم من طريق عمرو بن دينار عن طاووس به.
وفي الباب عن العباس بن عبد المطلب وأبي سعيد الخدري والبراء بن عازب وأبي حميد الساعدي وابن عباس وعائشة وسعد بن أبي وقاص.
أولًا: حديث العباس بن عبد المطلب رواه مسلم 1/ 355 والترمذي (272) وابن ماجه (885) والنسائي 2/ 208 والبيهقي 2/ 101
كلهم من طريق ابن الهاد عن محمد بن إبراهيم عن عامر بن سعد عن العباس بن عبد المطلب، أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول "إذا سجد العبد سجد معه سبعة أطراف: وجهه وكفاه وركبتاه وقدماه".
وقد صححه أبو حاتم كما في "العلل"(201).
ثانيًا: حديث أبي سعيد الخدري رواه البخاري (813) وغيره من طريق يحيى عن أبي سلمة قال: انطلقت إلى أبي سعيد الخدري، فقلت: ألا تخرج بنا إلى النخل نتحدث؟ فخرج، فقال: قلت حدِّثني ما سمعت من النبي صلى الله عليه وسلم في ليلة القدر؟ قال: اعتكف رسول الله صلى الله عليه وسلم العشر الأول من رمضان واعتكفنا معه
…
فذكر الحديث بطوله وفيه قال: "وإني رأيتُ كأني أسجد في طين وماءٍ" وكان سقف المسجد جريد النخل وما نرى في السماء شيئًا، فجاءت قزعة فأمطرنا، فصلى بنا النبي صلى الله عليه وسلم حتى رأيت أثر الطين والماء على جبهةِ رسول الله صلى الله عليه وسلم وأرنبته تصديق رؤياه.
وسيأتي تخريج هذا الحديث موسعًا في كتاب الاعتكاف.
ثالثًا: حديث البراء بن عازب سيأتي تخريجه في الباب القادم.
رابعًا: حديث أبي حميد الساعدي رواه الترمذي (270) وأبو في داود (734) وابن خزيمة 1/ 322 والبيهقي 2/ 85، 112، 121 كلهم من طريق فليح بن سليمان حدثني عباس بن سهل عن أبي حميد السَّاعدي: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا سجد أمكن أنفه وجبهته من الأرض، ونحَّى يديه عن جنبيه، ووضع كفيه حذو منكبيه.
قال الترمذي 1/ 365: حديث حسن صحيح. اهـ.
قلت: رجاله ثقات غير أن فليح بن سليمان بن أبي المغيرة فيه كلام مع أنه قد أخرج له الجماعة. قال ابن معين: ضعيف ما أقربه من أبي أويس. اهـ. وفي رواية الدوري عن ابن معين قال: ليس بالقوي، ولا يحتج بحديثه. اهـ. وقال أبو حاتم: ليس بقوي. اهـ. وقال النسائي: ضعيف. اهـ. وقال مرة: ليس بالقوي. اهـ. وقال ابن عدي: لفليح أحاديث صالحة يروي عن الشيوخ من أهل المدينة أحاديث مستقيمة وغرائب، وقد اعتمده البخاري في "صحيحه"، وروى عنه الكثير وهو عندي لا بأس به. اهـ.
قلت: لعل البخاري انتقى أحاديثه كما هي عادته فيمن تكلم فيه، وإلا فإن الناظر في كلام الأئمة يحكم بضعفه، والله أعلم.
وقد تابعه ابن حلحلة عن محمد بن عمرو بن عطاء كما عند البيهقي 2/ 102.
وصحح الحديث الإِمام أحمد كما في "فتح الباري" لابن رجب 6/ 337.
قال الألباني في "الإرواء" 2/ 16 ولما ذكر الإسناد الأول: هو على شرط الشيخين، لكن فليح بن سليمان، فيه ضعف من قبل حفظه لكنه لم ينفرد به
…
اهـ. ثم ذكر متابعه ابن حلحلة.
خامسًا: حديث ابن عباس رواه الدارقطني 1/ 348 قال: حدثنا عبد الله بن سليمان بن الأشعث ثنا الجراح بن مخلد أبو قتيبة ثنا
شعبة عن عاصم الأحول عن عكرمة عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لا صلاة لمن لم يضع أنفه على الأرض".
ورواه أيضًا الدارقطني 1/ 348 - 349 قال: ثنا عبد الله بن سليمان ثنا الجراح بن مخلد ثنا أبو قتيبة ثنا سفيان الثوري ثنا عاصم الأحول به بلفظ "لا صلاة لمن لا يصيب أنفه من الأرض ما يصيب الجبين".
قال الدارقطني 1/ 348 عن طريق أبي قتيبة عن شعبة: رواه غيره عن شعبة عن عاصم مرسلًا، ثم قال عن الطريق الآخر: قال أبو بكر بن أبي في داود: لم يسنده عن سفيان وشعبة إلا أبو قتيبة عن عاصم عن عكرمة مرسلًا. اهـ.
وتعقبه ابن الجوزي في "التحقيق" 1/ 392 فقال: هو ثقة، أخرج له البخاري، والرفع زيادة، وهي من الثقة مقبولة. اهـ. وتعقب ابن عبد الهادي ابن الجوزي في "التنقيح" 2/ 889، بقول الدارقطني، فقال: قال الدارقطني في هذا الحديث: الصواب عن عاصم عن عكرمة مرسلًا، ورواه الحاكم في "المستدرك". اهـ.
وقد أخرجه الحاكم في "المستدرك" من طريقين، فقد رواه 1/ 404 من طريق أبي قتيبة ثنا سفيان الثوري عن عاصم الأحول عن عكرمة عن ابن عباس مرفوعًا.
وأيضًا رواه 1/ 404 من طريق الجراح بن مخلد ثنا أبو قتيبة موقوفًا.
وروى أبو نعيم في "أخبار أصبهان" 1/ 192 - 193 عن حميدة بن مسعدة ثنا حرب بن ميمون عن خالد عن عكرمة عن ابن عباس: أن النبي صلى الله عليه وسلم أتى على رجل يسجد على وجهه، ولا يضع أنفه فقال:"ضع أنفك يسجد معك".
قلت: في إسناده حرب بن ميمون وهو متروك.
لهذا قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 4/ 198 - 199 هذا إسناد ضعيف جدًّا، حرب بن ميمون وهو الأصغر متروك كما قال الحافظ، وقد رواه البيهقي 2/ 104 من طريقه معلقًا وقال: قال أبو عيسى الترمذي: حديث عكرمة عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلًا أصح. قلت: وهو مرسل صحيح الإسناد، وقد وصله الدارقطني والبيهقي من طريق أبي قتيبة ثنا شعبة والثوري عن عاصم الأحول عن عكرمة عن ابن عباس به بنحوه، وقال البيهقي: قال أبو بكر عبد الله بن سليمان بن الأشعث: لم يسنده عن سفيان وشعبة إلا أبو قتيبة، والصواب عن عاصم عن عكرمة مرسلًا، ثم، قلت: سلم صدوق من رجال البخاري في "صحيحه" ولم ينفرد بوصله، فقد أخرجه الطبراني في "الكبير" رقم:(11917) من طريق الضحاك بن حمزة عن منصور عن عاصم البجلي عن عكرمة به ولفظه: "من لم يلزق أنفه مع جبهته بالأرض إذا سجد لم تجز صلاته" والضحاك هذا مختلف فيه وقد حسن له الترمذي، وفيه ضعف لا يمنع من الاستشهاد به، وبالجملة، فالحديث صحيح عندي، لأن مع مرسله الصحيح هذه
الأسانيد المتصلة، وأصله في "الصحيحين" من طريق أخرى عن ابن عباس
…
انتهى ما نقله وقاله الألباني حفظه الله.
ورواه الترمذي في "العلل الكبير" 1/ 222 من طريق عبدة عن عاصم الأحول عن عكرمة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لا تجزئ صلاة إلا بمس الأنفس من الأرض ما يمس الجبين".
ورواه أيضًا من طريق خالد الحذاء عن عكرمة عن ابن عباس بنحوه مرفوعًا.
ثم قال الترمذي: وحديث عكرمة عن النبي صلى الله عليه وسلم أصح. اهـ.
سادسًا: حديث عائشة رواه الدارقطني 1/ 348 قال: حدثنا أبو عبد الله النهدي ثنا الحسن بن علي بن خلف الله الدمشقي (ح) وحدثنا محمد بن الحسين بن سعد الهمداني ثنا أبو عبد الملك أحمد بن إبراهيم القرشي بدمشق قالا: نا سليمان بن عبد الرحمن نا ناشب ابن عمرو الشيباني ثنا مقاتل بن حيان عن عروة عن عائشة قالت: أبصر رسول الله صلى الله عليه وسلم امرأة من أهله تصلي ولا تضع أنفها بالأرض، فقال:"ما هذه؟ ضعي أنفكِ بالأرض، فإنه لا صلاة لمن لم يضع أنفه بالأرض مع جبهته في الصلاة".
قلت: إسناده ضعيف.
قال الدارقطني 1/ 348: ناشب ضعيف، ولا يصح مقاتل عن عروة. اهـ.
وتعقبه ابن الجوزي في "التحقيق" 1/ 392 فقال: ما قدح فيه غيره، ولا يقبل التضعيف حتى يتبين. اهـ.
قلت: وفيما قاله نظر.
ولهذا تعقب ابن عبد الهادي ابن الجوزي في "التنقيح" 2/ 888 فقال: هذا الكلام يدل على قلة علم المؤلف بالدارقطني، فإن الدارقطني قلّ أن يضعف رجلًا ويكون فيه طب، ولا يطلب بيان السبب في التضعيف إلا إذا عارضه تعديل، وقد تكلم البخاري في ناشب أيضًا وقال: هو منكر الحديث. اهـ.
سابعًا: حديث سعد بن أبي وقاص رواه ابن أبي شيبة كما في "المطالب"(511) ومن طريقه عبد بن حميد كما في "المنتخب" 1/ 194 (156) قال: ابن أبي شيبة حدثنا محمد بن عمر ثنا عبد الله بن جعفر عن إسماعيل بن محمد عن عامر بن سعد عن أبيه رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا سجد العبد سجد على سبعة آراب: وجهه وكفيه وركبتيه وقدميه، فما لم يصنع فقد انتقص".
قلت: إسناده ضعيف جدًّا، لأن فيه محمد بن عمر الواقدي وهو ضعيف كما سبق (1).
لكنه توبع قال الحافظ ابن حجر في تعليقه على "المطالب": محمد بن عمر هو الواقدي ضعيف جدًّا، إلا أنه لم ينفرد به
…
اهـ.
ثم ذكر ما رواه أبو يعلى قال: حدثنا موسى بن محمد بن حيان ثنا محمد بن أبي الوزير أبو المطرف عن عبد الله بن جعفر بنحوه.
(1) راجع باب: ما جاء في الأكل يوم الفطر.
ثم أعله الحافظ ابن حجر، فقال: وتفرد به عبد الله بن جعفر وهو والد علي بن المديني، وهو ضعيف، وقد أخطأ في إسناده وإنما رواه عامر بن سعد عن العباس بن عبد المطلب رضي الله عنه هكذا أخرجه مسلم، وأصحاب السنن. اهـ.
قلت: سبق الكلام على عبد الله بن جعفر وبيان ضعفه (1).
وفي إسناده أيضًا موسى بن محمد بن حيان ضعفه أبو زرعة وغيره.
وبه أعله الهيثمي في "مجمع الزوائد" 2/ 124.
وأيضًا اختلف في رفعه فقد رواه أبو يعلى كما في "مسنده" 2/ 61 (702) قال: حدثنا موسى بن محمد بن حيان حدثنا محمد بن أبي الوزير أبو المطرف عن عبد الله بن جعفر به موقوفًا بلفظ: "أمر العبد أن يسجد .. ".
ورواه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 255 قال: حدثنا أبو بكرة قال: ثنا إبراهيم بن أبي الوزير قال: ثنا عبد الله بن جعفر به بمثله.
* * *
(1) راجع باب: السواك عند الوضوء.