الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
باب: ما جاء في سجدتي سورة الحج
344 -
وعن خالد بن معدان رضي الله عنه قال: "فُضِّلَت سورةُ الحجِّ بسجدتين" رواه أبو داود في "المراسيل".
رواه أبو داود في كتابه "المراسيل"(78) قال: حدثنا أحمد بن عمرو بن السرح أنبأنا ابن وهب عن معاوية بن صالح عن عامر بن جشيب عن خالد بن معدان أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال "فضلت سورة الحج على القرآن بسجدتين".
وقال أبو داود عقبه: وقد أسند هذا ولا يصح. اهـ. ونقله عنه البيهقي 2/ 317 مختصرًا.
قلت: رجاله ثقات غير معاوية بن صالح أبو عمرو ويقال. أبو عبد الرحمن الحمصي قاضي الأندلس صدوق له أوهام.
والحديث إسناده مرسل لأن خالد بن معدان الكلاعي من الثالثة وهو ثقة عابد يرسل كثيرًا، وقد رواه البيهقي 2/ 317 من طريق أبي داود به.
* * *
345 -
ورواه أحمد والترمذي موصولًا من حديث عقبة بن عامر وزاد: "فمَنْ لَمْ يَسجدْهما فلا يقرأهما" وسنده ضعيف.
رواه أحمد 4/ 151 وأبو داود (1402) والترمذي (578) والبيهقي 2/ 317 والدارقطني 1/ 408 والحاكم 1/ 343 كلهم من طريق ابن لهيعة عن مشرح بن هاعان عن عقبة بن عامر قال: قلت: يا رسول فضلت سورة الحج بأن فيها سجدتين؟ قال: "نعم ومن لم يسجدهما فلا يقرأهما".
قال الحاكم: هذا حديث لم نكتبه مسندًا إلا من هذا الوجه وعبد الله بن لهيعة بن عقبة الحضرمي أحد الأئمة إنما نقم عليه اختلاطه آخر عمره
…
اهـ.
قلت: إسناده ضعيف لأن فيه ابن لهيعة وهو ضعيف كما سبق (1).
ولهذا قال عبد الحق الإشبيلي في "الأحكام الوسطى" 2/ 92: في إسناده عبد الله بن لهيعة وهو ضعيف جدًّا. اهـ. وبه أعله ابن الجوزي في "التحقيق"(746).
ولهذا قال الترمذي 2/ 176: إسناده ليس بذاك القوي. اهـ.
وقال النووي في "الخلاصة" 2/ 625: رواه أبو داود والترمذي، وضعفه وهو من رواية ابن لهيعة، وهو ضعيف بالاتفاق لاختلال ضبطه. اهـ.
وقال النووي في "المجموع" 4/ 63: رواه أبو داود والترمذي وقالا: ليس إسناده بالقوي وهو من رواية ابن لهيعة وهو متفق على ضعف روايته. اهـ.
(1) راجع باب: نجاسة دم الحيض.
وقال الشيخ محمد بن عبد الوهاب 9/ 17: رواه أحمد واحتج به. وفي إسناده ابن لهيعة. اهـ
وأما مشرح بن هاعان المعافري أبو مصعب المصري نقل حرب عن أحمد أنه قال: معروف. اهـ. ونقل عثمان الدارمي عن ابن معين أنه قال: ثقة. اهـ.
وقال ابن حبان في "الثقات": يخطئ ويخالف. اهـ. وقال أيضًا في "الضعفاء": يروي عن عقبة مناكير لا يتابع عليها فالصواب ترك ما انفرد به. اهـ. وقال ابن عدي: أرجو أنه لا بأس به. اهـ. لهذا قال المنذري في "مختصر السنن" 2/ 117: في إسناده عبد الله بن لهيعة ومشرح بن هاعان ولا يحتج بحديثهما. اهـ وقد استنكر متن الحديث الشيخ عبد العزيز بن باز فقال كما في "التبيان في سجدات القرآن" للشيخ عبد العزيز السدحان ص 82: ومن نكارة المتن قوله: "ومن لم يسجدهما فلا يقرأهما". اهـ. وقد ضعف الحديث الألباني كما في "ضعيف الترمذي"(64).
وفي الباب عن عمرو بن العاص وآثار عن عمر بن الخطاب وابنه وأبي الدرداء وابن عباس وعبد الله بن عمرو بن العاص.
أولًا: حديث عمرو بن العاص رواه أبو داود (1401) وابن ماجه (157) والدارقطني 1/ 458 والحاكم 1/ 223 والبيهقي 2/ 316 من طريق الحارث بن سعيد العُتقي عن عبد الله بن منين عن عمرو بن العاص رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أقرأه خمس عشرة سجدة في القرآن: منها ثلاث في المفصل وفي سورة الحج سجدتان.
قال النووي في "المجموع" 4/ 60: رواه أبو داود والحاكم بإسناد حسن. اهـ. وكذا قال في "الخلاصة" 1/ 620.
قلت: الحارث بن سعيد العتقي وعبد الله بن منين اليحصبي فيهما جهالة.
فأما الأول فقال الحافظ عنه في "التقريب": مقبول. اهـ.
وأما الآخر فقد ورد عن يعقوب بن سفيان توثيقه.
ولهذا أعل الحديث عبد الحق الإشيبلي في "الأحكام الوسطى" 2/ 92 فقال: عبد الله بن منين لا يحتج به. اهـ.
وتعقبه ابن القطان في كتابه "بيان الوهم والإيهام" 3/ 158 فقال لما نقل قوله: لم يزد على هذا وإنما معنى قوله في عبد الله بن منين: لا يحتج به، أنه مجهول فإنه لا يعرف، والمجهول لا يحتج به، وقد وقع في نسبة اسم أبيه اختلاف وتصحف على ابن أبي حاتم فقال فيه: منير -بالراء- وإنما هو مُنين -بضم الميم ونونين- وقال فيه: من بني عبد الدار وصوابه أنه من بني عبد كلال، كذلك هو مبين في "كتاب أبي داود" وفي "تاريخ البخاري"، ولا يعرف روى عنه إلا الرجل الذي من أجله ذكرناه الآن، لإعراض أبي محمد عنه، وهو الحارث بن سعيد العتقي وهو رجل لا تعرف له حال، وروى عنه ابن لهيعة ونافع بن يزيد
…
فالحديث من أجله لا يصح ولو كان ابن منين معروفًا. اهـ هـ
والحديث قواه ابن عبد الهادي في "تنقيح تحقيق أحاديث التعليق" 1/ 455 فقال: إسناد الحديث لا بأس به، لكن عبد الله بن منين فيه
جهالة لم يرو عنه غير الحارث. اهـ. لهذا ضعف الحديث الألباني حفظه الله كما في "ضعيف سنن ابن ماجه"(78).
وقال في "تمام المنة" ص 269: ليس بحسن لأن فيه مجهولين .. ثم نقل قول الحافظ ابن حجر في "تلخيص الحبير": فيه عبد الله بن منين وهو مجهول والراوي عنه الحارث بن سعيد العتقي وهو لا يعرف أيضًا، وقال ابن ماكولا: ليس له غير هذا الحديث. اهـ.
ثانيًا: أثر عمر بن الخطاب رواه البيهقي 2/ 317 قال: أخبرنا محمد بن عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا محمد بن إسحاق الصغاني ثنا يزيد بن هارون وسعيد بن عامر قالا ثنا شعبة عن سعد بن إبراهيم عن عبد الله بن ثعلبة: أنه صلى مع عمر رضي الله عنه الصبح فسجد في الحج سجدتين.
قلت: رجاله ثقات، وإسناده صحيح.
قال البيهقي 2/ 317 عن هذه الرواية: رواية صحيحة موصولة. اهـ.
وللأثر طرق أخرى عن عمر عند البيهقي 2/ 317 وعبد الرزاق 3/ 341 - 342.
ثالثًا: أثر ابن عمر رواه عبد الرزاق 3/ 341 - 342 عن مالك عن عبد الله بن دينار قال: رأيت ابن عمر يسجد في الحج سجدتين.
قلت: إسناده صحيح.
ورواه الشافعي -كما في "مسنده"(360) - عن مالك عن نافع عن ابن عمر.
وروى عبد الرزاق 3/ 341 عن معمر عن أيوب عن نافع: أن عمر وابن عمر كانا يسجدان في الحج سجدتين، قال: وقال ابن عمر لو سجدت فيها واحدة كانت السجدة الآخرة أحب إلي، قال: وقال ابن عمر: إن هذه السورة فضلت بسجدتين.
قلت: إسناده صحيح.
رابعًا: أثر أبي الدرداء رواه ابن أبي شيبة 1/ 463 قال: حدثنا وكيع عن شعبة عن يزيد بن ضمير عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير عن أبيه: أن أبا الدرداء سجد في الحج سجدتين.
قلت: إسناده لا بأس به، ويزيد بن ضمير الصواب أنه ابن خمير، بالخاء المعجمة كما في "التقريب"(7709) و"الجرح والتعديل" 9/ 258 وهو ثقة.
ورواه البيهقي 2/ 317 من طريق عاصم بن علي ثنا شعبة به، وفية قال: يزيد بن خمير بالخاء المعجمة، وروي عن أبي الدرداء حديث مرفوع ولا يصح.
وروى ابن ماجه (1055) مختصر والحاكم واللفظ له ومن طريقه البيهقي 2/ 313 من طريق عثمان بن فائد عن عاصم بن رجاء عن المهدي بن عبد الرحمن حدثتني أم الدرداء عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال: سجدت مع النبي صلى الله عليه وسلم إحدى عشرة سجدة ليس فيها من المفصل شيء، الأعراف والرعد والنحل وبني إسرائيل ومريم والحج سجدة والفرقان والنمل والسجدة وص وسجدة الحواميم.
قلت: إسناده معلول لأن فيه عثمان بن فائد وهو ضعيف.
وبه أعله البوصيري فقال في تعليقه على "زوائد ابن ماجه"(165): إسناد حديث أبي الدرداء ضعيف لضعف عثمان بن فائد. اهـ.
وأيضًا في إسناده المهدي بن عبد الرحمن وهو مجهول. قال الذهبي في "الميزان" 4/ 195: لا يعرف. اهـ.
ولهذا ضعف الحديث الألباني كما في "ضعيف ابن ماجه"(77).
خامسًا: أثر ابن عباس رواه ابن أبي شيبة 1/ 463 قال: حدثنا حفص عن عاصم عن أبي العالية عن ابن عباس قال: في سورة الحج سجدتان.
ورواه البيهقي 2/ 318 من طريق عمر بن حفص بن غيات ثنا أبي عن عاصم به.
قلت: إسناده صحيح.
سادسًا: أثر عبد الله بن عمرو رواه ابن أبي شيبة 1/ 463 قال: حدثنا وكيع عن أبي داود عن رجل من أهل الطائف عن عبد الله بن عمرو: أنه سجد في الحج سجدتين.
قلت: إسناده ضعيف لأن فيه رجل لم يسم وباقي رجاله ثقات.
* * *