الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
باب: ما جاء في وجوب الوتر
373 -
وعن عبد الله بن بُرَيدَةَ رضي الله عنه عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الوتْرُ حَق، فمَن لَم يُوتر فليس مِنّا" أخرجه أبو داود بسَنَدٍ لَيِّنٍ، وصحَّحَه الحاكمُ.
رواه أبو داود (1419) وأحمد 5/ 357 والبيهقيّ 2/ 469 - 470 والحاكم 1/ 448 كلهم من طريق أبي المنيب عبيد الله بن عبد الله العتكي عن عبد الله بن بريدة عن أبيه به مرفوعًا.
قال الحاكم 1/ 448: هذا حديث صحيح، وأبو المنيب العتكي مروزي ثقة يجمع حديثه، ولم يخرجاه. اهـ.
وتعقبه الذهبي في "التلخيص" فقال: قال البُخاريّ: عنده مناكير. اهـ.
وعده في "الميزان" 3/ 11 من مناكيره، قلت: وقال النَّسائيّ عنه: ضعيف. اهـ.
وفي رواية وثقه، ووثقه أيضًا ابن معين في رواية الدورقي.
وقال ابن أبي حاتم: سمعت أبي يقول: هو صالح الحديث، وأنكر على البُخاريّ إدخاله في "الضعفاء". اهـ. وقال العقيلي: لا يتابع على حديثه. اهـ.
وقال أبو أحمد: ليس بالقوي عندهم. اهـ. وقال ابن حبان: يتفرد عن الثقات بالأشياء المقلوبات. اهـ. وقال البيهقي: لا يحتج به. اهـ.
لهذا قال ابن الجوزي في "التحقيق مع التنقيح" 1/ 505: أما حديث بريدة ففي إسناده عبيد الله العتكي، قال البُخاريّ: عنده مناكير، وقال النَّسائيّ: ضعيف، وقد وثقه يَحْيَى في رواية. اهـ.
وتعقبه ابن عبد الهادي في "التنقيح" 1/ 505: رواه الحاكم وصححه وقال: أبو المنيب ثقة، يعني عبيد الله العتكي.
ووثقه يَحْيَى بن معين أيضًا، وقال عبد الرحمن بن أبي حاتم: سمعت أبي يقول: هو صالح الحديث، وأنكر على البُخاريّ إدخاله في كتاب "الضعفاء" وقال: يحول، وقد تكلم فيه أيضًا النَّسائيّ وابن حبان والعقيلي وقال ابن عدي: هو عندي لا بأس به.
والحديث ضعفه الألباني في "الإرواء" 2/ 146.
* * *
374 -
وله شاهد ضعيف عن أبي هريرة رضي الله عنه عند أحمد.
رواه أحمد 2/ 443 قال: حدَّثنا وكيع قال: ثنا خليل بن مرَّة عن معاوية بن مرَّة عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من لم يوتر فليس منا".
قلت: إسناده ضعيف، لأن فيه الخليل بن مرَّة الضبعي البصري.
قال أبو حاتم: ليس بقوي. اهـ. وقال البُخاريّ: منكر الحديث. اهـ.
وقال في موضع آخر: لا يصح حديثه. اهـ. وقال النَّسائيّ: ضعيف. اهـ.
وأعل أيضًا بالانقطاع، فقد قال الزيلعي في "نصب الراية" 2/ 113. هو منقطع، قال أحمد: لم يسمع معاوية بن قرة من أبي هريرة شيئًا، ولا لقيه، والخليل بن مرَّة ضعفه يَحْيَى والنَّسائيُّ، وقال البُخاريّ: منكر الحديث. اهـ.
وقال الحافظ ابن حجر في "الدراية"(113): إسناده ضعيف. اهـ.
وفي الباب عن أبي سعيد الخدري وابن عمر ومعاذ بن جبل وأبي أيوب وعمرو بن شعيب.
أولًا: حديث أبي سعيد الخدري رواه مسلم 1/ 519 قال: حدَّثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدَّثنا عبد الأعلى بن عبد الأعلى عن معمر عن يَحْيَى بن أبي كثير عن أبي نضرة عن أبي سعيد، أن النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم قال:"أوتروا قبل أن تصبحوا".
ثانيًا: حديث ابن عمر رواه مسلم 1/ 517 - 518 قال: حدَّثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدَّثنا أبو أسامة (ح) وحدثنا ابن نمير حدثني أبي (ح) وحدثني زهير بن حرب وابن المثني قالا: حدَّثنا يَحْيَى، كلهم عن عبيد الله عن نافع عن ابن عمر عن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم قال:"اجعلوا آخر صلاتكم بالليل وترًا".
ثالثًا: حديث معاذ بن جبل رواه عبد الله بن الإمام أحمد في "المسند" 5/ 242 قال: حدَّثنا هارون بن معروف ثنا ابن وهب أخبرني يَحْيَى بن أيوب عن عبيد الله بن زحر عن عبد الرحمن بن رافع التنوخي قاضي إفريقية: أن معاذ بن جبل قدم الشَّام وأهل الشَّام لا يوترون فقال لمعاوية، ما لي أرى أهل الشَّام لا يوترون، فقال معاوية: وواجب ذلك عليهم؟ قال: نعم، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:"زادني ربي عز وجل صلاة وهي الوتر وقتها ما بين العشاء إلى طلوع الفجر".
قلت: إسناده ضعيف، لأن فيه عبيد الله بن زحر وعبد الرحمن بن رافع وهما ضعيفان، قال ابن الجوزي في "التحقيق" 1/ 455: فيه عبد الله بن زحر، قال يَحْيَى: ليس بشيء. وقال ابن حبان: يروي الموضوعات عن الأثبات. وفيه عبد الرحمن بن رافع، قال البُخاريّ: في حديثه مناكير. اهـ.
وأعله ابن عبد الهادي بالانقطاع فقال في "التنقيح" 2/ 1048: حديث معاذ، لا يثبت لأن في إسناده ضعفًا وانقطاعًا، فإن عبد الرحمن بن رافع التنوخي قاضي إفريقية لم يدرك معاذًا والله أعلم. اهـ.
رابعًا: حديث أبي أيوب رواه الدارقطني 2/ 22 قال: حدَّثنا إسماعيل بن العباس الوراق حدَّثنا محمَّد بن حسان الأزرق ثنا سفيان بن عيينة عن الزُّهريّ عن عطاء بن يزيد عن أبي أيوب عن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم قال: "الوتر حق واجب فمن شاء أوتر بثلاث فليوتر، ومن شاء أن يوتر بواحدة فليوتر بواحدة".
قال الدارقطني 2/ 22: قوله: "وأخبرنا ليس بمحفوظ" لا أعلم تابع ابن حسان عليه أحد. اهـ.
وقال ابن الجوزي في "التحقيق" 1/ 454: محمَّد بن حسان ضعفوه. اهـ.
وتعقبه ابن عبد الهادي في "التنقيح" 2/ 1046 فقال: قوله: محمَّد بن حسَّان قد ضعفوه، ليس بصحيح ولا نعلم أحدًا ضعف محمَّد بن حسَّان، بل قال عبد الرحمن بن أبي حاتم: سمعت منه مع أبي وهو صدوق ثقة. اهـ.
قلت: روى الحديث أبو داود (1422) وابن ماجة (1190) وأحمد 5/ 418 كلهم من طريق الزُّهريّ عن عطاء بن يزيد الليثي عن أبي أيوب؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "الوتر حق، على كل مسلم فمن أخبرنا أن يوتر بخمس فليفعل ومن أحب أنَّ يوتر بثلاث فليفعل ومن أحب أنَّ يوتر بواحدة فليفعل".
ولم يذكر أحمد في لفظه قوله: "حق"، ولم يذكر ابن ماجة في لفظه "على كل مسلم".
ورواه عن الزُّهريّ: عند أبي داود بكر بن وائل.
وعند ابن ماجة: الأوزاعي، وعند أحمد: سفيان بن حسين.
والحديث اختلف في لفظه كما بينا وفي إسناد لهذا قال ابن عبد الهادي في "التنقيح" 2/ 1046: سئل عنه الدارقطني فقال: رواه أبو بكر بن وائل والأوزاعي والزبيدي ومحمد بن أبي حفصة
وسفيان بن حسين ومحمد بن إسحاق عن الزُّهريّ مرفوعًا إلى النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم.
واختلف عن يونس فرواه حرملة عن ابن وهب عن يونس مرفوعًا.
وخالفه ابن أخي ابن وهب عن عمه عن يونس فوقفه.
وتابعه عثمان بن عمر عن يونس.
واختلف عن معمر فرفعه عدي بن الفضل عن معمر.
ووقفه حماد بن زيد وابن علية وعبد الأعلى وعبد الرَّزاق.
واختلف عن ابن عيينة، فرفعه محمَّد بن حسان الأزرق عنه.
ووقفه الحميدي وقتيبة وسعيد بن منصور والذين وقفوه عن معمر أثبت ممن رفعه. انتهى كلام الدارقطني.
خامسًا: حديث عمرو بن شعيب سبق ضمن أحاديث الباب السابق.
* * *