الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
باب: جاء في فضل صلاة الجماعة
396 -
عن عبد الله بن عُمرَ رضي الله عنهما أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال: "صلاةُ الجَماعةِ أفضلُ مِن صلاةِ الفَذ بسَبعِ وعشرينَ درجةً" متفق عليه.
رواه البخاري (645) ومسلم 1/ 450 والنسائي 2/ 103 وأحمد 2/ 65 - 112 والبيهقي 3/ 59 وأبو عوانة 2/ 2 والبغوي في "شرح السنة" 3/ 339 - 340 كلهم من طريق مالك عن نافع عن ابن عمر به مرفوعًا.
وتابع مالك عبيد الله بن عمر وعبد الله بن نافع وأيوب السختياني عن نافع به.
وخالفهم عبد الله بن عمر العمري عن نافع به بلفظ: خمس وعشرين درجة، كما عند عبد الرزاق 1/ 524 ووقع عنده "عبيد الله" ويظهر أنه تصحيف، والعمري ضعيف كما سبق (1)، وعلى التسليم أن الصواب "عبيد الله" فإن رواية عبد الرزاق عنه فيها ضعف.
قال الحافظ ابن حجر في "الفتح" 2/ 132: لم يختلف فيه -يعني ابن عمر- في ذلك -يعني قوله: "سبع وعشرين"- إلا ما وقع عند
(1) راجع باب: فضل الصلاة في أول وقتها، وباب: التكبير لسجود التلاوة.
عبد الرزاق عن عبد الله العمري عن نافع، فقال: فيه "خمس وعشرون" لكن العمري ضعيف. اهـ.
ورواه مسلم 1/ 451 من طريق يحيى عن عبيد الله قال أخبرني نافع عن ابن عمر مرفوعًا بلفظ: "صلاة الرجل في الجماعة تزيد على صلاته وحده سبعًا وعشرين".
ورواه الترمذي (215) من طريق عبدة عن عبيد الله به مرفوعًا زاد في آخره "درجة" وقد اتفق أصحاب عبيد الله بن عمر على قوله: "سبع وعشرين درجة" إلا أبا أسامة فوقع في حديثه "خمس وعشرين" فقد رواه أبو عوانة 2/ 3 قال: حدثنا الحارث ثنا أبو أسامة عن عبيد الله عن نافع عن ابن عمر قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "صلاة الرجل في جماعة تزيد على صلاته وحده بخمس وعشرين درجة" ويظهر أنها شاذة.
قال الحافظ ابن حجر في "الفتح" 2/ 132: ووقع عند أبي عوانة في "مستخرجه" من طريق أبي أسامة عن عبيد الله بن عمر عن نافع، فإنه قال فيه "بخمس وعشرين" وهي شاذة مخالفة لرواية الحفاظ من أصحاب نافع وإن كان راويها ثقة. اهـ.
* * *
397 -
ولهما عن أبي هريرة "بخَمسٍ وعشرينَ جُزْءًا".
رواه البخاري (648) ومسلم 1/ 450 كلاهما من طريق أبي اليمان قال: أخبرنا شعيب عن الزهري قال: أخبرني سعيد وأبو سلمة،
أن أبا هريرة قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "تفضل صلاة الجميع
…
" فذكره. الحديث. وفيه أيضًا: "وتجتمع ملائكة الليل وملائكة النهار في صلاة الفجر" قال أبو هريرة: اقرؤوا إن شئتم: {وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا} [الإسراء: 78].
وروى مسلم 1/ 450 قال: حدثني هارون بن عبد الله ومحمد بن حاتم قالا: حدثنا حجاج بن محمد قال: قال ابن جريج: أخبرني عمر بن عطاء عن أبي الخوار، أنه بينا هو جالس مع نافع بن جبير بن مطعم إذ مر بهم أبو عبد الله، ختن زيد بن زبان مولى الجهنيين، فدعاه نافع فقال: سمعت أبا هريرة يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "صلاة مع الإمام أفضل من خمسٍ وعشرين صلاة يُصليها وحده".
وللحديث طرق أخرى تأتي بعد قليل، وذكر الدارقطني في "العلل" 8 / رقم (1412) 9 / رقم (1681) أوجه الاختلاف في إسناده.
* * *
398 -
وكذا للبخاري عن أبي سعيد: وقال "درجةً".
رواه البخاري (646) قال: حدثنا عبد الله بن يوسف أخبرنا الليث حدثني ابن الهاد عن عبد الله بن خبّاب عن أبي سعيد الخدري أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "صلاة الجماعة تفضل صلاة الفذ بخمس وعشرين درجة".
ورواه أبو داود (560) وابن ماجه (788) كلاهما من طريق أبي معاوية عن هلال بن ميمون عن عطاء بن يزيد عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الصلاة في جماعة تعدل خمسًا وعشرين صلاة، فإذا صلاها في فلاة فأتم ركوعها وسجودها بلغت خمسين صلاة" هذا لفظ أبي داود.
وعند ابن ماجه بلفظ: "صلاة الرجل في جماعة تزيد على صلاته في بيته خمسًا وعشرين درجة".
وفي الباب عن أبي هريرة وعبد الله بن مسعود وأبي موسى وعائشة وأبي بردة وأُبي بن كعب وأثر عن أبي الدرداء ومعاذ وزيد بن ثابت.
أولًا: حديث أبي هريرة رواه البخاري 6471) ومسلم 1/ 459 وأبو داود (559) وابن ماجه (786) كلهم من طريق الأعمش قال: سمعت أبا صالح يقول سمعت أبا هريرة يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "صلاة الرّجل في الجماعة تُضعَّف على صلاته في بيته وفي سوقه خمسًا وعشرين ضِعْفًا، وذلك أنه إذا توضَّأ فأحسن الوضوء، ثم خرج إلى المسجد لا يخرجه إلا الصلاة، لم يَخْطُ خطوة إلا رُفعت له بها درجة وحُطَّ عنه بها خطيئة فإذا صلَّى لم تزل الملائكة تُصلِّي ما دام في صلاة: اللهم صلِّ عليه، اللهم ارحمه ولا يزال أحدكم في صلاة ما انتظر الصلاة".
ثانيًا: حديث عبد الله بن مسعود رواه مسلم 1/ 453 قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا محمد بن بشر العبدي حدثنا زكريا بن
أبي زائدة حدثنا عبد الملك بن عمير عن أبي الأحوص قال: قال عبد الله: لقد رأيتنا وما يتخلف عن الصلاة إلا مُنافق قد علم نفاقه أو مريض، إنْ كان المريض يمشي بين رجلين حتى يأتي الصلاة، وقال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم علمنا سننَ الهُدى، وإن من سُنَنِ الهدى الصلاة في المسجد الذي يؤذن فيه.
ورواه أبو داود (550) وابن ماجه (777) والنسائي 2/ 108 كلهم من طريق أبي الأحوص.
ثالثًا: حديث أبي موسى رواه البخاري (651) ومسلم 1/ 460 كلاهما من طريق أبي أسامة عن بُريد بن عبد الله عن أبي بردة عن أبي موسى قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "أعظم الناس أجرًا في الصلاة أبعدهم فأبعدهم ممشى، والذي ينتظر الصلاة مع الإمام أعظم أجرًا من الذي يصلي ثم ينام".
رابعًا: حديث عائشة رواه البخاري (664) قال: حدثنا عمر بن حفص بن غياث قال: حدثني أبي قال: حدثنا الأعمش عن إبراهيم قال: الأسود قال: كنا عند عائشة رضي الله عنها فذكرنا المواظبة على الصلاة والتعظيم لها قالت: لما مرض رسول الله صلى الله عليه وسلم مرضه الذي مات فيه فحضرت الصَّلاة فأُذن لها، فقال: "مُروا أبا بكرٍ فليصلِّ بالناس
…
" وفيه: فخرج أبو بكر فصلى فوجد النبي صلى الله عليه وسلم من نفسه خِفَّة، فخرج يُهادى بين رجلين، كأني أنظر إلى رجليه تَخُطان من الوجع فأراد أبو بكر أن يتأخر فأومأ إليه النبي صلى الله عليه وسلم أن مكانك ثم أُتي به حتى جلس إلى جنبه. الحديث مختصر.
خامسًا: حديث أبي بن كعب رواه مسلم 1/ 460 وأبو داود (557) كلاهما من طريق سليمان التيمي عن أبي عثمان النهديِّ عن أبي بن كعب قال: كان رجل، لا أعلم أبعد من المسجد منه، وكان لا تخطِئُه صلاة، قال: فقيل له: أو قلت له: لو اشتريت حمارًا ترْكبه في الظَّلماء وفي الرَّمْضاء، قال: ما يسرني أنَّ منزلي إلى جنب المسجد، إني أُريد أنْ يُكتب لي ممشاي إلى المسجد ورجوعي إذا رجعت إلى أهلي، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"قد جمع الله لك ذلك كله".
سادسًا: أثر أبي الدرداء رواه البخاري (650) قال: حدثنا عمر بن حفص قال: حدَّثنا أبي قال: حدثنا الأعمش قال: سمعت سالمًا قال: سمعت أم الدَّرداء تقول: دخل على أبو الدّرداء وهو مغضب، فقلت: ما أغضبك؟ فقال: والله ما أعرف من أمة محمد صلى الله عليه وسلم شيئًا إلا أنهم يصلون جميعًا.
سابعًا: أثر معاذ بن جبل رواه إسحاق كما في "المطالب"(399) قال: أخبرنا أبو عامر عبد الملك بن عمرو العقدي ثنا أيوب بن سيار الزهري عن يعقوب بن زيد عن أبي بحرية قال: دخلت مسجد حمص فإذا أنا بفتى والناس حوله، جعد قطط، فإذا تكلم كأنما يخرج من فيه نور ولؤلؤ فقلت: من هذا؟ قالوا: معاذ بن جبل رضي الله عنه فسمعته يقول: من سَرّه أن يأتي الله تعالى، آمنًا فليأت هذه الصلوات الخمس حيث يؤذن لها، فإنهن من سنن الهدى، ومما سنه لكم نبيكم صلى الله عليه وسلم، ولا يقل: إن لي مصلى في بيتي
فأصلي فيه، فإنكم إن فعلتم ذلك تركتم سنة نبيكم صلى الله عليه وسلم ولو تركتم سنة نبيكم لضللتم والذي نفسي بيده لقد رأيتنا في زمن النبي صلى الله عليه وسلم وما يتخلف عنها إلا منافق بين النفاق، حتى كان الرجل المريض يهادى بين الرجلين حتى يقام في الصف.
قلت: إسناده ضعيف جدًّا، لأن فيه أيوب بن سيار منكر الحديث ....
ثامنًا: أثر زيد بن ثابت رواه مسدد كما في "المطالب"(401) قال: حدثنا عيسى بن يونس ثنا الأعمش عن ثابت بن عبيد قال: دخلت على زيد بن ثابت أعوده وهو مريض، وعنده ابناه، فأقيمت الصلاة، فقال: اذهبا إلى الصلاة، فإن صلاة الرجل في الجماعة تفضل على صلاته وحده خمسًا وعشرين درجة.
قلت: رجاله ثقات لكن الأعمش مدلس ولم يصرح بالتحديث.
وتابعه حجاج بن أرطاة كما عند ابن أبي شيبة 2/ 480 وهو أيضًا ضعيف مدلس كما سبق (1).
وروى عبد الرزاق 1/ 529 (2025) وابن أبي شيبة 2/ 481 من طريق محمد بن سيرين عن كثير بن أفلح قال: دخل علينا زيد بن ثابت رضي الله عنه بيت المال، فصلى بنا العصر ثم قال: إن صلاة الجميع تفضل على صلاة الرجل وحده بضعًا وعشرين.
قلت: رجاله ثقات وإسناده ظاهره الصحة.
(1) راجع باب: ما جاء أن الوتر سنة.