المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌باب: من قال إن البسملة آية من الفاتحة - التبيان في تخريج وتبويب أحاديث بلوغ المرام - جـ ٤

[خالد بن ضيف الله الشلاحي]

فهرس الكتاب

- ‌باب صفة الصلاة

- ‌باب: جامع في صفة الصلاة

- ‌باب: ما جاء في دعاء الاستفتاح

- ‌باب: ما جاء في الاستعاذة في الصلاة

- ‌باب: ما جاء في تكبيرة الإحرام

- ‌باب: ما جاء في رفع اليدين إذا كبر وإذا ركع وإذا رفع

- ‌باب: ما جاء في صفة وضع اليدين في الصلاة

- ‌باب: وجوب قراءة الفاتحة في الصلاة

- ‌باب: من قال بترك قراءة البسملة أو الجهر بها في الصلاة

- ‌باب: من قال إن البسملة آية من الفاتحة

- ‌باب: الجهر بالتأمين في الصلاة

- ‌باب: ما يجزئ الأمي والأعجمي من القراءة

- ‌باب: القراءة في الظهر والعصر

- ‌باب: ما جاء في القراءة في صلاة المغرب والعشاء والفجر

- ‌باب: ما يقرأ في صلاة الفجر يوم الجمعة

- ‌باب: الدعاء في الصلاة

- ‌باب: ما يقال في الركوع والسجود

- ‌باب: ما يقول المصلي بعد الاعتدال من الركوع

- ‌باب: أعضاء السجود

- ‌باب: هيئة السجود

- ‌باب: ما جاء في صلاة القاعد، وبيان صفة قعوده

- ‌باب: الدعاء بين السجدتين

- ‌باب: جلسة الاستراحة

- ‌باب: استحباب القنوت في جميع الصلاة إذا نزلت بالمسلمين نازلة

- ‌باب: ما جاء في ترك القنوت

- ‌باب: ما جاء في صفة دعاء القنوت

- ‌باب: ما جاء في وضع اليدين قبل الركبتين وبيان الخلاف في ذلك

- ‌باب: ما جاء في الإشارة في التشهد

- ‌باب: ما جاء في صيغ التشهد

- ‌باب: الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم في التشهد

- ‌باب: الدعاء في التشهد

- ‌باب: ما جاء في صفة التسليم من الصلاة

- ‌باب: الذكر عقب الصلاة المفروضة

- ‌باب: ما جاء في استحباب قراءة آية الكرسي دبر كل صلاة

- ‌باب: جامع في الأمر بالاقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم في الصلاة وغيرها

- ‌باب: ما جاء في صلاة المريض

- ‌باب سجود السهو وغيره

- ‌باب: جامع في سجود السهو في حال الزيادة أو النقص

- ‌باب: من شك في صلاته فلم يدرِ كم صلى

- ‌باب: جامع

- ‌فصل في سجود التلاوة وسجود الشكر

- ‌باب: ما جاء في سجدة الانشقاق والعلق

- ‌باب: ما جاء في سجدة {ص}

- ‌باب: ما جاء في سجدة سورة النجم

- ‌باب: ما جاء في سجدتي سورة الحج

- ‌باب: ما جاء في سجدة سورة النحل وأن السجود غير واجب

- ‌باب: التكبير للسجود

- ‌باب: سجود الشكر

- ‌باب صلاة التطوع

- ‌باب: في السنن والرواتب، وفضل التطوع

- ‌باب: الصلاة قبل العصر

- ‌باب الصلاة قبل المغرب

- ‌باب: ما جاء في تخفيف ركعتي الفجر وما يقرأ فيهما

- ‌باب: ما جاء في الاضطجاع بعد ركعتي الفجر

- ‌باب: ما جاء في أن صلاة الليل والنهار مثنى مثنى

- ‌باب: الحث على قيام الليل

- ‌باب: ما جاء في عدد الوتر

- ‌باب: ما جاء أن الوتر سنة

- ‌باب: ما جاء في وجوب الوتر

- ‌باب: ما جاء في عدد الوتر والحث عليه

- ‌باب: ما جاء فيما يقرأ في الوتر

- ‌باب: ما جاء في وقت الوتر وقضائه

- ‌باب: ما جاء في مشروعية صلاة الضحى

- ‌باب: ما جاء فيمن أنكر شرعية صلاة الضحى

- ‌باب: ما جاء في وقت صلاة الضحى

- ‌باب: ما جاء في عدد ركعات الضحى

- ‌باب صلاة الجماعة والإمامة

- ‌باب: جاء في فضل صلاة الجماعة

- ‌باب: التشديد على تارك الجماعة، أو تأخير الصلاة عن وقتها

- ‌باب: ما جاء في إعادة الصلاة لسبب

- ‌باب: الأمر باتباع الإمام في أفعاله

- ‌باب: استحباب صلاة النافلة في بيته

- ‌باب: تخفيف الإمام في القيام، وإتمام الركوع والسجود

- ‌باب: من أحق بالإمامة

- ‌باب: ما جاء في تسوية الصف وإتمامه

- ‌باب: فضل الصف الأول

- ‌باب ما جاء في موقف المأمومين في الصلاة

- ‌باب: جواز صلاة المنفرد خلف الصف

- ‌باب: ما جاء في عدم جواز صلاة المنفرد خلف الصف

- ‌باب: استحباب إتيان الصلاة بسكينة ووقار والنهي عن إتيانها سعيًا

- ‌باب: الاثنين فما فوقهما جماعة

- ‌باب: المرأة تؤم النساء

- ‌باب: ما جاء في إمامة الأعمى

- ‌باب: إمامة البر والفاجر

- ‌باب: المسبوق ببعض صلاته يصنع كما يصنع الإِمام

الفصل: ‌باب: من قال إن البسملة آية من الفاتحة

‌باب: من قال إن البسملة آية من الفاتحة

282 -

وعن نُعَيم المُجْمِرِ قال: صليتُ وراءَ أبي هريرة رضي الله عنه فقرأ {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} ثم قرأ بأُمِّ القرآنِ، حتى إذا بلغَ قال: آمين. ويقول كلما سجد، وإذا قام من الجلوس: الله أكبر، ثم يقول إذا سَلَّم: والذي نفسي بيده إني لأشبَهُكُم صلاةً برسولِ الله صلى الله عليه وسلم. رواه النسائي وابن خزيمة.

رواه النسائي 2/ 134 وابن خزيمة 1/ 251 والبيهقي 2/ 58 والدارقطني 1/ 305 - 306 والحاكم 1/ 357 والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 199 وابن عبد البر في "الإنصاف"(33) كلهم من طريق الليث بن سعد قال: أخبرني خالد بن يزيد عن سعيد بن أبي هلال عن نعيم المُجمر، قال: صليت وراء أبي هريرة

فذكره.

قلت: أعله ابن حزم بسعيد بن أبي هلال الليثي مولاهم فقال في "المحلى" 2/ 269: ليس بالقوي. اهـ.

وتعقبه الحافظ في "التقريب"(2410) فقال: لم أر لابن حزم في تضعيفه سلفًا إلا أن الساجي حكى عن أحمد أنه اختلط. اهـ.

وتضعيف ابن حزم لعله بناه على ما نُقِل عن الإمام أحمد آنفًا كما نص الحافظ في "التهذيب".

ص: 74

وأنكر الحافظ في "هدي الساري" ثبوته عن الإمام أحمد فقال ص 462: سعيد بن أبي هلال، ذكره الساجي بلا حجة ولم يصح عن أحمد تضعيفه. اهـ.

قلت: وقد وثق سعيد بن أبي هلال، كلٌّ من ابن خزيمة وابن حبان والدارقطني والبيهقي والخطيب وابن عبد البر وغيرهم.

فالحديث إسناده قوي.

قال الدارقطني 1/ 306: هذا صحيح ورواته كلهم ثقات. اهـ.

وقال الحاكم 1/ 357: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه اهـ.

وقال البيهقي 2/ 46: هو إسناد صحيح وله شاهد. اهـ.

ونقل الزيلعي في "نصب الراية" 1/ 335 عن البيهقي في "الخلافيات" أنه قال: رواته كلهم ثقات، مجمع على عدالتهم، محتج بهم في "الصحيح". اهـ.

ونقله عنه ابن عبد الهادي في "تنقيح تحقيق أحاديث التعليق" 1/ 356 وقال أيضًا ابن عبد الهادي: واعتمد عليه الخطيب في مسألة الجهر بالبسملة -وقال: هذا الحديث ثابت صحيح لا يتوجه عليه تعليل في اتصال إسناده وثقة رجاله، وقد اعتمد أكثر من صنف في الجهر على هذا الحديث، وليس هو تصريح في الجهر .. اهـ.

وقد أشار الزيلعي في "نصب الراية" 1/ 336 - 337 إلى الجواب عن الحديث بأمور لا يثبت منها شيء.

ص: 75

وقد ذكر هذه الوجوه أبو الفضل محمد بن طاهر المقدسي في رسالته "توضيح المسألة وتحقيق الحق في الجهر بالبسملة" ص 98 - 99 فقال: وقد أجيب عنه "أي الحديث" بأجوبة:

أحدها: بأنه ليس صريحًا في الجهر لاحتمال أن يكون سمعها في حال إخفائها، ولا يخفى ما فيه، فإن أبا هريرة قد قال: فما أسمعنا رسول الله أسمعناكم، وما أخفى منا أخفيناه منكم.

ثانيًا: أن الحديث معلول بتفرد نعيم به، قلت -أي المقدسي-: لا يضر، فإن نعيمًا ثقة.

ثالثًا: أن المشابهة لا يشترط أن تكون في جميع أفعال الصلاة بل يكفي غالبها، قلت: الظاهر أن المشابهة تعود إلى جميعها، ولا سيما ما كان، يُلفتُ الانتباه مثل الجهر وغيره، وأيضًا حديث أبي هريرة المتقدم يرد عليه. اهـ.

* * *

283 -

وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا قرأتُم الفاتحةَ فاقرؤوا بسم الله الرحمن الرحيم، فإنها إحدى آياتها". رواه الدارقطني وصوَّب وَقْفَه.

رواه الدارقطني 1/ 312 قال: حدثنا يحيى بن محمد بن صاعد ومحمد بن مخلد قالا: نا جعفر بن مكرم ثنا أبو بكر الحنفي ثنا عبد الحميد بن جعفر أخبرني نوح بن أبي بلال عن سعيد بن أبي

ص: 76

سعيد المقبري، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا قرأتم {الْحَمْدُ لِلَّهِ} فاقرؤوا {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} إنها أم القرآن وأم الكتاب والسبع المثاني؛ و {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} أحد آياتها قال أبو بكر الحنفي: ثم لقيت نوحًا فحدثني عن سعيد بن أبي سعيد المقبري عن أبي هريرة بمثله، ولم يرفعه.

قلت: أعله ابن الجوزي بعبد الحميد بن جعفر.

فقال في "التحقيق" 1/ 347: كان يحيى بن سعيد والثوري يُضعفان عبد الحميد. اهـ.

قلت: نقل ابن معين عن يحيى بن سعيد أنه كان يوثقه.

ونقل ابن المديني عن يحيى بن سعيد أنه قال: كان سفيان يحمل عليه، وما أدري، ما شأنه وشأنه. اهـ.

وقد وثقه ابن معين.

وقال أبو حاتم: محله الصدق. اهـ.

وقال أحمد: ثقة ليس به بأس، سمعت يحيى بن سعيد يقول: كان سفيان يضعفه من أجل القدر. اهـ. وقال النسائي: ليس به بأس. اهـ. وقال أبو حاتم: محله الصدق. اهـ.

قلت: الذي يظهر أن عبد الحميد بن جعفر لا بأس به لكن رفعه للحديث غير محفوظ، والصواب فيه الوقف.

قال الزيلعي في "نصب الراية" 1/ 343: قال عبد الحق في "أحكامه الكبرى": رفع هذا الحديث عبد الحميد بن جعفر وهو ثقة،

ص: 77

وثقه أحمد وابن معين، وكان سفيان الثوري يضعفه ويحمل عليه، ونوح ثقة مشهور. اهـ.

ثم قال الزيلعي: الصواب فيه الوقف، قال الدارقطني في "علله": هذا حديث يرويه نوح بن أبي بلال، واختلف عليه فيه، فرواه عبد الحميد بن جعفر عنه، واختلف عنه، فرواه المعافي بن عمران عن عبد الحميد عن نوح بن أبي بلال عن المقبري عن أبي هريرة مرفوعًا، ورواه أسامة بن زيد وأبو بكر الحنفي عن نوح بن أبي بلال عن المقبري عن أبي هريرة موقوفًا، وهو الصواب. اهـ.

وفي الباب عن أبي هريرة وعن علي بن أبي طالب وعمار جميعًا وعن علي بن أبي طالب وحده وعن ابن عباس والنعمان بن بشير والحكم بن عمير.

أولًا: حديث أبي هريرة رواه الدارقطني 1/ 307 قال حدثنا محمد بن إسماعيل الفارسي ثنا أبو زرعة الدمشقي ثنا أبو نعيم ثنا خالد بن إلياس عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أمني جبريل عليه السلام، فقرأ بسم الله الرحمن الرحيم".

قلت: إسناده ضعيف جدًّا، لأن في إسناده خالد بن إلياس العدوي.

قال أحمد: متروك الحديث. اهـ. وقال ابن معين: ليس بشيء ولا يكتب حديثه. اهـ.

وقال أبو حاتم: ضعيف الحديث ما منكر الحديث، قيل له: يكتب حديثه فقال: زحفًا. اهـ.

ص: 78

وقال أبو زرعة: ضعيف ليس بقوي، سمعت أبا نعيم يقول: لا يسوى حديثه، وسكت، ثم قال: لا يسوى حديثُه فَلْسين. اهـ.

وقال البخاري: منكر الحديث، ليس بشيء. اهـ.

وقال النسائي: متروك الحديث. اهـ.

وسئل الدارقطني في "العلل" 8 / رقم (1458) عن حديث المقبري عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم في الجهر: بـ "بسم الله الرحمن الرحيم" فقال: يرويه خالد بن إلياس عن المقبري عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم، واختلف عن أبي معشر، فروي عن هشيم عن أبي معشر عن المقبري عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال ذلك الحسن بن محمد بن عنبر عن يحيى عن أيوب عن هشيم، وقال غيره: عن هشيم عن أبي معشر عن المقبري عن أبي هريرة موقوفًا، وهو الصواب عن أبي معشر. اهـ.

وروى البيهقي 2/ 47 من طريق عقبة بن مكرم ثنا يونس بن بكير عن مسعر عن محمد بن قيس عن أبي هريرة قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجهر في الصلاة: ببسم الله الرحمن الرحيم فترك الناس ذلك.

ورواه الدارقطني 1/ 307 من طريق عقبة بن مكرم به إلا أنه قال: "أبو معشر" بدل "مسعر"، وقال الدارقطني 1/ 307: والصواب أبو معشر. اهـ.

وكذا رجحه البيهقي 2/ 47.

قلت: فعلى هذا فالإسناد ضعيف لأن أبا معشر اسمه نجيح السندي ضعيف، ضعفه أحمد وابن معين.

ص: 79

وقال البخاري: منكر الحديث. اهـ. وقال أبو داود والنسائي: ضعيف. اهـ.

وكذا قال الدارقطني، وتركه القطان.

ثانيًا: حديث علي بن أبي طالب وعمار جميعًا رواه الحاكم 1/ 438 قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد بن عقبة الشيباني ثنا إبراهيم بن أبي العنبس القاضي، ثنا سعيد بن عثماد الخرَّاز ثنا عبد الرحمن بن سعيد المؤذن ثنا فطر بن خليفة عن أبي الطفيل عن علي وعمار: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يجهر في المكتوبة ببسم الله الرحمن الرحيم ..

قال الحاكم 1/ 439: هذا حديث صحيح الإسناد، ولا أعلم في رواته منسوبًا إلى الجرح. اهـ.

قلت: ليس كما قال فقد تعقبه الذهبي في "تلخيصه"، فقال: بل خبر واهٍ كأنه موضوع، لأن عبد الرحمن صاحب مناكير ضعفه ابن معين. وسعيد إن كان الكريزي فهو ضعيف، وإلا فهو مجهول. اهـ.

وقال الزيلعي في "نصب الراية" 1/ 344: فطر بن خليفة، قال السعدي: غير ثقة، روى له البخاري مقرونًا بغيره والأربعة، وتصحيح الحاكم لا يعتد به، لا سيما في هذا الموضع، فقد عرف تساهله في ذلك، وقال ابن عبد الهادي: هذا حديث باطل، ولعله أُدخل عليه. اهـ.

قلت: الحديث معلول بما سبق لكن في إعلاله بفطر بن خليفة نظر لأنه وثقه الإمام أحمد بن حنبل وابن معين ويحيى القطان وغيرهم، كما سيأتي.

ص: 80

ورواه الدارقطني 1/ 302 من طريق عمرو بن شمر عن جابر عن أبي الطفيل عن علي وعمار رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يجهر في المكتوباب: ببسم الله الرحمن الرحيم.

قلت: إسناده أضعف من سابقه، لأن فيه عمرَو بن شمر (1) وجابرًا الجعفي وسبق الكلام عليهما (2).

لهذا قال الزيلعي في "نصب الراية" 1/ 344: كلاهما لا يجوز الاحتجاج به، لكن عمرو أضعف من جابر، قال الحاكم: عمرو بن شمر كثير الموضوعات عن جابر، وغيره، وإن كان جابر مجروحًا، فليس يروى تلك الموضوعات الفاحشة غير عمرو بن شمر، فوجب أن يكون الحمل فيها عليه، وقال الجوزجاني: عمرو بن شمر زائغ كذاب، وقال البخاري: منكر الحديث، وقال النسائي والدارقطني والأزدي: متروك الحديث، وقال ابن حبان: كان رافضيًّا يسبُّ الصحابة، وكان يروي الموضوعات عن الثقات، لا يحل حديثه إلا على جهة التعجب. اهـ.

كذلك أيضًا في إسناده أبو الطفيل قال ابن الجوزي في "التحقيق" 1/ 355. وأما أبو الطفيل: فكان مغيرة يكره الرواية عنه. اهـ.

ثالثًا: حديث ما علي بن أبي طالب رواه الدارقطني 1/ 302 قال: حدثنا أحمد بن محمد بن سعيد ثنا يحيى بن زكريا بن شيبان ثنا

(1) راجع باب: تراسيل الأذان.

(2)

راجع باب: ما جاء في الوضوء من لحوم الإبل، وباب صلاة المريض.

ص: 81

محفوظ بن نصر ثنا عيسى بن عبد الله بن محمد بن عمر بن علي بن أبي طالب قال: حدثني أبي عن أبيه عن جده عن علي: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجهر ببسم الله الرحمن الرحيم في السورتين جميعًا.

قلت: عيسى بن عبد الله اتهم.

لهذا قال الزيلعي في "نصب الراية" 1/ 345: عيسى هذا والد أحمد بن عيسى المتهم بوضع حديث ابن عمر، هو وضاع، قال ابن حبان والحاكم: روى عن آبائه أحاديث موضوعة لا يحل الاحتجاج به اهـ.

رابعًا: حديث ابن عباس رواه الحاكم 1/ 326 قال: أخبرنا أبو محمد عبد الله بن إسحاق بن إبراهيم العدل ببغداد، ثنا أحمد بن إسحاق بن صالح الوزان، ثنا عبد الله بن عمرو بن حسان ثنا شريك عن سالم عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجهر ببسم الله الرحمن الرحيم.

قال الحاكم 1/ 326: قد احتج البخاري بسالم هذا وهو ابن عجلان الأفطس، واحتج مسلم بشريك، وهذا إسناد صحيح وليس له علة ولم يخرجاه. اهـ. وصححه أيضًا النووي في "الخلاصة" 1/ 369 - 371.

قلت: فيما قالاه نظر، فإن عبد الله بن عمرو بن حسان الواقفي اتهمه بالوضع علي بن المديني.

وقال أبو حاتم: ليس بشيء، كان يكذب. اهـ.

ص: 82

ثم أيضًا: شريك لم يحتج به مسلم إلا في المتابعات.

ورواه الدارقطني 1/ 303 من طريق أبي الصلت الهروي ثنا عباد بن العوام ثنا شريك به.

قلت: أبو الصلت الهروي ضرب أبو زرعة على حديثه.

وقال أبو حاتم: ليس عندي بصدوق. اهـ. وقال أبو زرعة: لا أحدث عنه ولا أرضاه. اهـ.

وذكر الدارقطني أنه اتهم بوضع حديث "تعريف الإيمان؟ ".

وقال الزيلعي في "نصب الراية" 1/ 345: وكان هذا الحديث -والله أعلم- مما سرقه أبو الصلت من غيره، وألزقه بعباد بن العوام وزاد فيه: أن الجهر في الصلاة. فإن غير أبي الصلت رواه عن عباد فأرسله وليس فيه: أنه في الصلاة اهـ.

ورواه أيضًا الدارقطني 1/ 304 من طريق عمر بن حفص المكي عن ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس: أن النبي صلى الله عليه وسلم: لم يزل يجهر في السورتين ببسم الله الرحمن الرحيم حتى قبض.

قلت: إسناده ضعيف لأجل عمر بن حفص.

لهذا قال ابن الجوزي في "التحقيق" 1/ 355: عمر بن حفص، قد أجمعوا على ترك حديثه. اهـ.

ولحديث ابن عباس طرق أخرى ذكرها الزيلعي في "نصب الراية" 1/ 345 - 349 وبين ضعفها رحمه الله وأتركها اختصارًا، وما ذكرته أشهر طرقه.

ص: 83

خامسًا: حديث النعمان بن بشير رواه الدارقطني 1/ 309 قال: حدثنا أحمد بن محمد بن سعيد ثنا يعقوب بن يوسف بن زياد الضبي ثنا أحمد بن حماد الهمداني عن فطر بن خليفة عن أبي الضحى عن النعمان بن بشير قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أمني جبرئيل عليه السلام عند الكعبة فجهر ببسم الله الرحمن الرحيم".

قلت: حديث باطل.

لهذا قال الزيلعي في "نصب الراية" 1/ 349: هذا حديث منكر، بل موضوع، ويعقوب بن يوسف الضبي ليس بمشهور، وقد فتشت عليه في عدة كتب من الجرح والتعديل فلم أر له ذكرًا أصلًا، ويحتمل أن يكون هذا الحديث مما عملته يداه، وأحمد بن حماد ضعفه الدارقطني، وسكوت الدارقطني والخطيب، وغيرهما من الحفاظ عن مثل هذا الحديث بعد روايتهم له قبيح جدًّا، ولم يتعلق ابن الجوزي في هذا الحديث إلا على فطر بن خليفة، وهو تقصير منه، إذ لو نسب إليه لكان حديثًا حسنًا، وكأنه اعتمد على قول السعدي فيه: هو زائغ غير ثقه، وليس هذا بطائل فإن فطر بن خليفة روى له البخاري في "صحيحه" ووثقه أحمد بن حنبل ويحيى القطان وابن معين. اهـ.

سادسًا: حديث الحكم بن عمير رواه الدارقطني 1/ 310 قال حدثنا أبو القاسم الحسن بن محمد بن بشر الكوفي ثنا أحمد بن موسى بن إسحاق الحَمَّار، نا إبراهيم بن حبيب ثنا موسى بن أبي حبيب الطائفي عن الحكم بن عمير وكان بدريًّا قال: صليت خلف

ص: 84

النبي صلى الله عليه وسلم فجهر في الصلاة ببسم الله الرحمن الرحيم في صلاة الليل، وفي صلاة الغداة، وصلاة الجمعة.

قلت: إسناده ضعيف جدًّا من وجوه:

أن الحكم بن عمير ليس بدريًّا، ولا في البدريين أحد اسمه الحكم بن عمير، بل لا يعرف له صحبه، فإن موسى بن حبيب الراوي عنه لم يلق صحابيًّا، بل هو مجهول، كما نص على هذا الزيلعي في "نصب الراية" 1/ 349.

وقال أبو حاتم في "الجرح والتعديل" 3/ 125: الحكم بن عمير روى عن النبي صلى الله عليه وسلم لا يذكر سماع ولا لقاء، أحاديثَ منكرة من رواية ابن أخيه موسى بن أبي حبيب

اهـ.

وقال الزيلعي في "نصب الراية" 1/ 350: الراوي عن موسى هو إبراهيم بن إسحاق الصيني الكوفي، قال الدارقطني: متروك الحديث وقال الأزدي: يتكلمون فيه، ويحتمل أن يكون هذا الحديث صنعه، فإن الذين رووا نسخة موسى عن الحكم لم يذكروا هذا الحديث فيها، كبقي بن مخلد وابن عدي والطبراني، وإنما رواه -فيما علمنا- الدارقطني، ثم الخطيب، ووهم الدارقطني، فقال: إبراهيم بن حبيب، وإنما هو إبراهيم بن إسحاق، وتبعه الخطيب وزافى وهما ثانيًا، فقال: الضبي -بالضاد والباء وإنما هو الصيني- بصاد مهملة ونون. اهـ.

* * *

ص: 85