الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
باب: ما جاء في وقت الوتر وقضائه
385 -
وعن أبي سعيد الخدريِّ رضي الله عنه أن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال: "أَوتروا قَبْلَ أن تُصبحوا" رواه مسلم.
رواه مسلم 1/ 519 والترمذي (468) والنسائي 3/ 231 وابن ماجه (1189) وأحمد 3/ 37 والبيهقيّ 2/ 478 وعبد الرَّزاق 3/ 8 والحاكم 1/ 442 كلهم من طريق يَحْيَى بن أبي كثير عن أبي نضرة عن أبي سعيد الخدري به مرفوعًا.
* * *
386 -
ولابن حبان "من أدركَ الصُّبحَ ولم يُوترْ فلا وتْرَ له".
ورواه ابن حبان (674) والحاكم 1/ 443 والبيهقيّ 2/ 478 وابن خزيمة 2/ 148 كلهم من طريق هشام بن أبي عبد الله الدستوائي عن قتادة عن أبي نضرة عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من أدرك الصبح ولم يوتر فلا وتر له".
قال الحاكم 1/ 443: هذا حديث صحيح على شرط مسلم، ولم يخرجاه. اهـ.
قلت: رجال هذه الزيادة لا بأس بهم لكن الذي يظهر من صنيع مسلم أنَّه أعرض عنها، واختار رواية يحيى بن أبي كثير.
ولهذا أشار البيهقي 2/ 478 إلى إعلالها فقال: رواية يَحْيَى بن أبي كثير كأنها أشبه. اهـ.
وفي الغالب أن البُخاريّ ومسلم لا يعرضا عن زيادة إلا لأمر حملهما على ذلك خصوصًا إذا أخرجا أصل الحديث لهذا قال ابن رجب في "رسالة الرد على من اتبع غير المذاهب الأربعة" ص 25 في أثناء كلامه على "الصحيحين": فقلَّ حديث تركاه إلا وله علة خفية؛ لكن لعزة من يعرف العلل كمعرفتهما وينقده، وكونه لا يتهيأ الواحد منهم إلَّا في الأعصار المتباعدة، صار الأمر في ذلك إلى الاعتمار على كتابيهما، والوثوق بهما والرجوع إليهما ثم بعدهما إلى بقية الكتب المشار إليهما. اهـ.
* * *
387 -
وعنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مَن نامَ عن الوتْرِ أو نَسيَهُ فَلْيُصَلِّ إذا أصبحَ أو ذَكَر" رواه الخمسة إلَّا النَّسائيّ.
رواه أبو داود (1431) والترمذي (465) وابن ماجة (1188) وأحمد 3/ 44 والبيهقيّ 2/ 480 والحاكم 1/ 443 كلهم من طريق زيد بن أسلم عن أبيه عن عطاء بن يسار عن أبي سعيد الخدري به مرفوعًا.
قلت: وقد رواه عن زيد بن أسلم ابنه عبد الرحمن بن زيد بن أسلم كما هو عند التِّرمذيِّ وابن ماجة وأحمد.
وإسناده ضعيف لأن فيه عبد الرحمن بن زيد بن أسلم، كما سبق الكلام عليه (1).
ولهذا قال التِّرمذيُّ 2/ 111: سمعت محمَّد بن إسماعيل البُخاريّ يذكر عن علي بن عبد الله: أنَّه ضعف عبد الرحمن بن زيد بن أسلم، وقال: عبد الله بن زيد بن أسلم ثقة. اهـ.
لكنَّه لم يتفرد به بل تابعه أبو غسان محمَّد بن مطرف المديني عن زيد بن أسلم به، كما هو عند أبي داود والحاكم والبيهقيّ، وهو ثقة من رجال الجماعة.
ولهذا قال الحاكم 1/ 444: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه. اهـ. ووافقه الذهبي، فالحديث بهذه المتابعة إسناده قوي.
* * *
388 -
وعن جابر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مَن خافَ أن لا يقول مِن آخرِ الليلِ فليُوترْ أَوَّلَهُ، ومَن طَمعَ أن يقومَ آخرَه فليُوترْ آخِرَ الليلِ فإن صلاةَ آخِرِ الليلِ مشهودَةٌ، وذلك أفضلُ" رواه مسلم.
رواه مسلم 1/ 520 والترمذي (456) وابن ماجة (1187) وأحمد 3/ 389 وابن خزيمة 2/ 146 والبيهقي 3/ 35 كلهم من طريق الأعمش عن أبي سفيان عن جابر به مرفوعًا.
(1) راجع باب: طهارة ميتة الحوت والجراد.
389 -
وعن ابن عمر رضي الله عنهما عن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم قال: "إذا طَلَعَ الفجرُ فقد ذهبَ كلُّ صلاةِ الليلِ والوتْرِ، فأَوترُوا قَبلَ طلوعِ الفجرِ" رواه التِّرمذيُّ.
رواه التِّرمذيُّ (469) والحاكم 1/ 443 والبيهقيّ 4/ 478 كلهم من طريق ابن جريج عن سليمان بن موسى عن نافع عن ابن عمر به مرفوعًا.
قال التِّرمذيُّ 2/ 111: سليمان بن موسى قد تفرد به على هذا اللفظ. اهـ.
وقال النووي في "الخلاصة" 1/ 561 - 562: رواه التِّرمذيُّ بإسناد صحيح. اهـ.
قلت: سليمان بن موسى الأموي، مولاهم، وثقه دحيم وابن معين.
وقال أبو حاتم: محله الصدق، وفي حديثه بعض الاضطراب، ولا أعلم أحدًا من أصحاب مكحول أفقه منه ولا أثبت منه. اهـ. وقال البُخاريّ: عنده مناكير. اهـ.
وقال النَّسائيّ: أحد الفقهاء وليس بالقوي في الحديث. اهـ.
وقال في موضع آخر: في حديثه شيء. اهـ. لهذا قال عبد الحق الإشبيلي في "الأحكام الوسطى" 2/ 46: تفرد به سليمان بن موسى عن نافع عن ابن عمر، وسليمان هذا تكلم فيه البُخاريّ من أجل أحاديث تفرد بها هذا منها. اهـ. وروي موقوفًا.
فقد رواه أبو عوانة 2/ 310 وابن الجارود في "المنتقى"(143) والحاكم 1/ 302 والبيهقيّ 2/ 478 من طريق سليمان بن موسى ثنا نافع عن ابن عمر أنَّه كان يقول: من صلى من الليل فليجعل آخر صلاته وترًا، فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر بذلك، فإذا كان الفجر فقد ذهب كل صلاة الليل والوتر، فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال. "أوتروا قبل الفجر". قال الحاكم: إسناده صحيح. اهـ. ووافقه الذهبي.
وقال الألباني حفظه الله في "الإرواء" 2/ 154: وهو كما قالا. اهـ.
وفي الباب عن ابن عمر وجابر وأبي سعيد الخدري وعبادة بن الصامت وأثر عن ابن مسعود وابن عباس
أولًا: حديث ابن عمر رواه البُخاريّ (1137) قال: حدَّثنا أبو اليمان قال أخبرنا شعيب عن الزُّهريّ قال أخبرني سالم بن عبد الله أن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: إن رجلًا قال: يا رسول الله كيف صلاة الليل؟ قال: "مثنى مثنى، فإذا خفت الصُّبحَ فأوتر بواحدة".
رواه مسلم 1/ 518 قال: حدَّثنا أبو كريب وهارون بن عبد الله قالا: حدَّثنا أبو أسامة عن الوليد بن كثير، قال: حدثني عبيد الله بن عبد الله بن عمر أنَّ ابن عمر حدثهم: .. فذكر الحديث، وفيه قال:"فإن أحسنَ أن يصبح، سجد سجدة، فأوترت له ما صَلَّى".
وروى التِّرمذيُّ (467) وأبو داود (1436) كلاهما من طريق يَحْيَى بن زكريا بن أبي زائدة قال: حدَّثنا عبيد الله عن نافع عن ابن عمر أن النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: "بادروا الصبح بالوتر".
قلت: إسناده قوي.
ثانيًا: حديث جابر رواه مسلم 1/ 520 قال: حدثني سلمة بن شبيب حدَّثنا الحسن بن أعين حدَّثنا معقل وهو ابن عبيد الله عن أبي الزُّبير عن جابر، قال: سمعت النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم يقول: "أيكم خاف أنَّ لا يقوم الليل فليوتر، ثم ليرقد، ومن وثق بقيام من الليل فليوتر من آخره، فإن قراءة آخر الليل محضورة وذلك أفضل".
ثالثًا: حديث أبي سعيد الخدري رواه مسلم 1/ 519 من طريق معمر عن يَحْيَى بن أبي كثير عن أبي نضرة عن أبي سعيد أن النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: "أوتروا قبل أن تصبحوا"، وسبق تخريجه في باب: ما جاء في وجوب الوتر.
رابعًا: أثر عبادة بن الصَّامت رواه مالك في "الموطأ" 1/ 126 عن يَحْيَى بن سعيد، أنَّه قال: كان عبادة بن الصامت يؤم قومًا فخرج يومًا إلى الصُّبح، فأقام المؤذن صلاة الصبح، فأسكته عبادة حتَّى أوتر، ثم صَلَّى بهم الصبح.
قلت: إسناده منقطع فإن يَحْيَى بن سعيد لم يدرك عبادة.
خامسًا: حديث خارجة بن حذافة سبق تخريجه برقم (371).
سادسًا: أثر ابن مسعود رواه مالك في "الموطأ" 1/ 126 عن هشام بن عروة عن أبيه، أنَّ عبد الله بن مسعود قال: ما أبالي لو أقيمت صلاة الصبح، وأنا أوتر.
قلت: رجاله ثقات، لكن عروة بن الزُّبير لم يدرك ابن مسعود أو أنه أدركه وهو صغير ولا يصح تحمله، لأن عبد الله بن مسعود مات سنة اثنتين وثلاثين وعروة بن الزُّبير مولده في أوائل خلافة عثمان.
سابعًا: أثر ابن عباس رواه عبد الرَّزاق 3/ 10 عن معمر عن عبد الكريم الجزري عن عطاء: أن ابن عباس أوتر بعد طلوع الفجر.
قلت: رجاله ثقات، وأمَّا عطاء الذي يظهر أنَّه ابن أبي رباح.
* * *