الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
باب: المرأة تؤم النساء
423 -
وعن أُمِّ وَرَقَةَ رضي الله عنهما: أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم أمرَها أنْ تَؤُمَّ أهلَ دارِها. رواه أبو داود وصححه ابن خزيمة.
رواه أبو داود (592) قال: حدثنا الحسن بن حماد الحضرمي ثنا محمَّد بن فضيل عن الوليد بن جُميع عن عبد الرحمن بن خلاد عن أم ورقة بنت عبد الله بن الحارث به.
ورواه أبو داود (591) قال: حدثنا عثمان بن أبي شيبة ثنا وكيع بن الجراح ثنا الوليد بن عبد الله بن جميع قال: حدثتني جدتي وعبد الرحمن بن خلاد الأنصاري به.
ورواه ابن خزيمة 3/ 89 من طريق عبد الله بن داود عن الوليد بن جميع عن ليلى بنت مالك عن أبيها وعن عبد الرحمن بن خلاد عن أم ورقه به.
ورواه الدارقطني 1/ 403 من طريق الوليد بن جميع حدثتني جدتي عن أم ورقة به.
ورواه عبد العزيز بن أبان عن الوليد عن عبد الرحمن بن خلاد عن أبيه عن أم ورقة كما في "تحفة الأشراف" 13/ 110.
ورواه أحمد 6/ 405 قال: حدثنا أبو نعيم قال: ثنا الوليد بن جميع قال: حدثتني جدتي عن أم ورقة بنت عبد الرحمن بن الحارث بنحوه.
ورواه الحاكم 1/ 320 من طريق عبد الله بن داود الخريبي ثنا الوليد بن جميع عن ليلى بنت مالك وعبد الرحمن بن خلاد الأنصاري عن أم ورقة الأنصارية به.
قال الحاكم: قد احتج مسلم بالوليد بن جميع، وهذه سنة غريبة لا أعرف في الباب حديثًا مسندًا غير هذا
…
ووافقه الذهبي.
وقال المنذري في "مختصره" 1/ 307: الوليد بن جميع، فيه مقال، وقد أخرج له مسلم ونقله عنه الزيلعي في "نصب الراية" 2/ 32 وقال أيضًا: وقال ابن القطاد في "كتابه": الوليد بن جميع، وعبد الرحمن بن خلاد، لا يعرف حالهما -قلت: أي الزيلعي-: ذكرهما ابن حبان في "الثقات". اهـ.
قلت: عبد الرحمن بن خلاد الأنصاري مجهول الحال كما قال الحافظ ابن حجر في "التقريب"(3855) وابن القطان أيضًا.
وأما الوليد بن عبد الله بن جميع ليس بمجهول وقد ينسب إلى جده كما قال الحافظ ابن حجر في "تهذيب التهذيب" 11/ 122 وقد قال أحمد وأبو داود: ليس به بأس. اهـ.
وقال ابن معين والعجلي ثقة. اهـ. وقال أبو زرعة: لا بأس به. اهـ.
وقال أبو حاتم: صالح الحديث. اهـ. وذكره ابن حبان في "الثقات" ووثقه ابن سعد.
قلت: الحديث وقع في إسناده اختلاف، وجدة الوليد بن عبد الله بن جميع اسمها ليلى بنت مالك، فيها جهالة.
قال الحافظ ابن حجر في "التقريب"(8813) الوليد بن عبد الله بن جُميع عن جدته عن أم ورقة، هي ليلى بنت مالك، لا تعرف، من الثالثة ووقع في بعض الروايات: عن جدته أم ووقه، والأول أثبت. اهـ. وقال أيضًا في "تهذيب التهذيب" 12/ 508 في ترجمة أم ورقه: روى حديثها الوليد بن عبد الله بن جميع عن جدته وقيل عن أمها أم ورقة وقيل عن الوليد عن جدته ليلى بنت مالك عن أبيها عن أم ورقة وقيل عن الوليد عن جده عن أم ورقة، وليس بينهما أحد، والوليد عن عبد الرحمن بن خلاد عن أم ورقة، وقيل عن عبد الرحمن بن خلاد عن أبيه عن أم ورقة
…
اهـ.
قال الحاكم: لا أعرف في الباب حديثًا مسندًا غير هذا. اهـ.
قلت: فيه حديث أسماء الآتي لكن لا يصح.
وقال الحافظ ابن حجر في "تهذيب التهذيب" 2/ 97: وقد حسن الدارقطني حديث أم ورقه في كتاب "السنن" وأشار أبو حاتم إلى جودته. اهـ.
قلت: لم أقف على تحسين الدارقطني، والحديث موجود في "سننه" كما ذكرنا آنفًا لكن لم أقف على تعليق له عليه.
وفي الباب عن أسماء بنت أبي بكر وأثر عن عائشة وابن عباس وأم سلمة وعلي.
أولًا: حديث أسماء بنت أبي بكر رواه البيهقي 1/ 408 وابن عدي في "الكامل" وأبو الشيخ الأصبهاني كما نقله عنه الزيلعي في
"نصب الراية" 2/ 32 كلهم من طريق الحكم بن عبد الله بن سعد الأيلي عن القاسم بن محمَّد عن أسماء بنت أبي بكر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ليس على النساء أذان ولا إقامة ولا جمعة ولا اغتسال ولا تتقدمهن امرأة، ولكن تقوم وسطهن"
قلت: إسناده ضعيف لأن فيه الحكم بن عبد الله بن سعد الأيلي.
قال الإِمام أحمد: أحاديث الحكم بن عبد الله كلها موضوعة. اهـ.
وقال البخاري: تركوه. اهـ. وقال ابن معين: ليس بثقة، ولا مأمون. اهـ.
وقال النسائي: متروك الحديث، وكان ابن المبارك يوهنه. اهـ.
وبه أعله ابن عدي والزيلعي في "نصب الراية" 2/ 32.
وذكر النووي الحديث في "الخلاصة" 2/ 680 في قسم الضعيف.
ثانيًا: أثر عائشة رواه الحاكم 1/ 320 والبيهقي 1/ 408، 3/ 131 كلاهما من طريق عبد الله بن إدريس عن ليث عن عطاء عن عائشة أنها كانت تؤذن وتقيم وتؤم النساء وتقوم وسطهن.
قلت: إسناده ضعيف لأن فيه ليثًا الذي يظهر أنه ابن أبي سليم، لأنه يروي عنه عبد الله بن إدريس، وليث ضعيف، قال عبد الله بن أحمد عن أبيه. مضطرب الحديث. اهـ. وقال ابن معين: ضعيف الحديث. اهـ. وقال ابن أبي حاتم: سمعت أبي وأبا زرعة يقولان: ليث لا يشتغل به هو مضطرب الحديث. اهـ.
وقد تابعه ابن أبي ليلى كما عند ابن أبي شيبة 2/ 89، وابن أبي ليلى ضعيف كما سبقا (1).
وروى عبد الرزاق في "مصنفه" كما ذكر الزيلعي في "نصب الراية" 2/ 31 ولم أعثر عليه، قال: أخبرنا سفيان الثوري عن ميسرة بن حبيب النهدي عن ريطة الحنفية أن عائشة أمَّتْهُنَّ وقامت بينهن في صلاة مكتوبة.
ورواه ابن حرم 4/ 219 من طريق سفيان به ولم يذكر وقامت بينهن.
ورواه الدارقطني 1/ 404 والبيهقي 3/ 131 وعبد الرزاق 3/ 141 (5086) كلهم من طريق سفيان به وفيه: فقامت بينهن في الصلاة المكتوبة.
زاد البيهقي في آخره "وسطًا".
وقد صححه النووي في "الخلاصة" 2/ 680: فقال سنده صحيح. اهـ. ونقله عنه الزيلعي في "نصب الراية" 2/ 31 وصححه أيضًا النووي في "المجموع" 4/ 199.
قلت: ريطة الحنفية إن كانت هي ريطة بنت حريث فهي مجهولة.
قال الحافظ في "التقريب"(8592): لا تعرف. اهـ. وإن كان غيرها فلا أدري من هي، ولما ذكر الألباني في "تمام المنة" ص 154 قول الحافظ في "التقريب" عن رائطة بنت مسلم: لا تعرف قال
(1) راجع باب: المني يصيب الثوب، وباب: لحم الصيد للمحرم.
الألباني: فمن المحتمل أن تكون هي هذه أو غيرها، فأنى لإسنادها الصجة. اهـ.
وذكر الزيلعي في "نصب الراية" 2/ 31 طريقًا آخر عن عائشة لكن فيه ضعف.
ورواه ابن حزم في "المحلى" 4/ 219 من طريق يحيى بن سعيد القطان ثنا زياد بن لاحق عن تميمة بنت سلمة عن عائشة أم المؤمنين أنها أمت النساء في صلاة المغرب فقامت وسطهن وجهرت بالقراءة.
قلت: زياد بن لاحق فيه جهالة، وتميمة لم أجد من ذكرها.
ورواه عبد الرزاق 3/ 141 (5087) عن ابن جريج قال: أخبرني يحيى بن سعيد: أن عائشة كانت تؤم النساء في التطوع تقوم معهن في الصف.
قلت: إسناده منقطع لأن يحيى بن سعيد لم يدرك عائشة.
ثالثًا: أثر ابن عباس رواه عبد الرزاق في "مصنفه" 3/ 140 رقم (5083) قال: أخبرنا إبراهيم بن محمَّد عن داود بن الحصين عن عكرمة عن ابن عباس قال: تؤم المرأة النساء، تقوم في وسطهن.
قلت: إسناده واهٍ لأن فيه إبراهيم بن محمَّد هو ابن أبي يحيى كما صرح باسمه البيهقي 3/ 131 وهو متروك، قال علي بن المديني عن يحيى بن سعيد: كذاب. اهـ.
وقال المعطى عن يحيى بن سعيد: كنا نتهمه بالكذب. اهـ.
وقال البخاري: جهمي تركه ابن المبارك والناس، كان يرى القدر. اهـ.
وقال ابن معين: ليس بثقة. اهـ.
وقال فيه مرة: كان فيه ثلاث خصال كان كذابًا وكان قدريًّا وكان رافضيًّا. اهـ.
وقال النسائي: متروك الحديث. اهـ. وقال علي بن المديني: كذاب. اهـ.
رابعًا: أثر أم سلمة رواه عبد الرزاق 3/ 140 (5082) والدارقطني 1/ 405 والبيهقي 3/ 131 وابن حزم في "المحلى" 4/ 220 والشافعي في "مسنده"(315) كلهم من طريق سفيان بن عيينة عن عمار الدهني عن امرأة من قومه يقال لها حجيرة عن أم سلمة أنها أمتهن فقامت وسطًا.
وقد صحح هذا الإسناد النووي في "الخلاصة" 2/ 680. قلت: فيه نظر فإن إسناده ضعيف، لأن فيه حجيرة بنت حصين وهي مجهولة، لكن تابعتها أم الحسن البصري فقد رواه ابن أبي شيبة 2/ 88 من طريق علي بن مسهر وابن حزم في "المحلى" 4/ 219 من طريق يحيى بن سعيد القطان كلاهما عن سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن أم الحسن أنها رأت أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم تؤم النساء تقوم معهن في الصف.
قلت: أم الحسن ذكرها ابن حبان في "الثقات" 4/ 216.
وقال الحافظ ابن حجر في "التقريب" مقبولة. اهـ. وروى لها مسلم والأربعة.
وروى عنها ولداها الحسن وسعيد وأيضًا علي بن زيد بن جدعان ومعاوية بن قرة وحفصة بنت سيرين.
قال ابن حزم في "المحلى" 4/ 220 عن أم الحسن. هي خيرة، ثقة من الثقات، وهذا إسناد كالذهب. اهـ. وصححه النووي في "المجموع" 4/ 199.
قال الألباني في "تمام المنة" ص 154: هذا إسناد صحح رواته ثقات معروفون من رجال الشيخين غير أم الحسن هذه وهو البصري، واسمها خيرة مولاة أم سلمة، وقد روي عمها جمع من الثقات، ورمز لها في "التهذيب" بأنها ممن روى لها مسلم، وذكرها ابن حبان في "الثقات" 4/ 216، وبالجملة، فهذه الآثار صالحة للعمل بها، ولا سيما وهي مؤيدة بعموم قوله صلى الله عليه وسلم:"إنما النساء شقائق الرجال". اهـ.
خامسًا: أثر علي رواه ابن أبي شيبة 2/ 89 في باب: من كره أن تؤم المرأة النساء من طريق ابن أبي ذئب عن مولى لبني هاشم عن علي رضي الله عنه أنه قال: لا تؤم المرأة.
قلت: إسناده ضعيف؛ لأن فيه رجلًا لم يسم وهو مولى لبني هاشم.
* * *