الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
باب: ما جاء في دعاء الاستفتاح
270 -
وعن علي بن أبي طالب رضي الله عنه عن رسولِ الله صلى الله عليه وسلم أنه كانَ إذا قامَ إلى الصلاةِ، قال:"وَجَّهتُ وَجهِيَ للذي فَطَرَ السمواتِ والأرضَ -إلى قوله: من المسلمين، اللهمَّ أنتَ المَلِكُ لا إله إلا أنتَ، أنتَ رَبِّي وأنا عَبُدكَ- إلي آخِرِه" رواه مسلم، وفي رواية له:"إنَّ ذلك في صَلاةِ الليلِ".
رواه مسلم 1/ 534 وأبو داود (760) والنسائي 2/ 129 - 130 وابن ماجه (1054) والدارمي 1/ 282 وابن خزيمة 1/ 236 والبيهقي 2/ 33 والبغوي في "شرح السنة" 3/ 34 كلهم من طريق عبد الرحمن الأعرج عن عبيد الله بن أبي رافع عن علي بن أبي طالب قال: فذكره مرفوعًا بطوله، وفي أوله قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قام إلى الصلاة قال:
…
فذكره الحديث.
* * *
271 -
وعن أبي هريرة قال: كان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم إذا كَبَّرَ للصلاةِ سكتَ هُنَيَّةً، قبلَ أن يقرأَ، فسألته، فقال: "أقول: اللهمَّ باعِدْ بيني وبينَ خَطاياي كما باعدتَ بين المشرِقِ
والمغرِبِ، اللَّهُمَّ نَقِّنِي مِن خَطايايَ، كما يُنَقَّي الثوبُ الأبيضُ مِن الدَّنَسِ، اللهمَّ اغسِلْنِي مِن خَطايايَ بالماءِ والثلجِ والبَرَدِ" متفق عليه.
رواه البخاري (744) ومسلم 1/ 419 وأبو داود (781) والنسائي 2/ 138 وابن ماجه (805) وأحمد 2/ 231، 494 والدارمي 1/ 284 - 283 والبيهقي 2/ 195 وابن خزيمة 1/ 237 والبغوي في "شرح السنة" 3/ 39 - 40 وابن حبان 3/ 133 - 134 (1772 - 1775) كلهم من طريق عمارة بن القعقاع عن أبي زرعة بن عمرو عن أبي هريرة رضي الله عنه قال:
…
فذكره الحديث.
* * *
272 -
وعن عمر رضي الله عنه كان يقول: "سُبحانَكَ اللهمَّ وبِحَمدِكَ وتبارَكَ اسمُكَ، وتَعالى جَدُّكَ، ولا إلهَ غيرُكَ" رواه مسلم بسند منقطع، ورواه الدارقطني موصولًا وموقوفًا.
رواه مسلم 1/ 299 قال: حدثنا محمد بن مهران الرَّازي، حدثنا الوليد بن مسلم حدَّثنا الأوزاعي عن عبدة: أن عمر بن الخطاب كان يجهر بهؤلاء الكلمات يقول:
…
فذكره.
قلت: إسناده فيه انقطاع، فإن عبدة بن لبابة لم يدرك عمر بن الخطاب.
قال ابن عبد الهادي في "التنقيح" 2/ 790: هو منقطع فإن عبدة وهو ابن لبابة لم يدرك عمر، وإنما رواه مسلم لأنه سمعه من حديث غيره فرواهما جميعًا وإن لم يكن هذا على شرطه. اهـ.
وقال ابن عبد الهادي في "المحرر" 1/ 182: ذكره مسلم في "صحيحه" مع غيره، وليس هو على شرطه فإن عبدة بن أبي لبابة لم يدرك عمر بل ولم يسمع من أبيه، إنما رواه رواية.
وقال ابن كثير "في مسند الفاروق" 1/ 167: فعبدة بن أبي لبابة لم يدرك عمر بن الخطاب، وإنما لقي ابنه عبد الله بن عمر كما قاله الإمام أحمد بن حنبل وهو من ثقات المسلمين وأئمتهم، وهذا الأثر ثابت عن أمير المؤمنين من غير وجه. اهـ.
وقال النووي في "شرح مسلم": قال أبو علي النسائي: هكذا وقع "عن عبدة أن عمر" وهو مرسل، يعني أن عبدة وهو ابن أبي لبابة لم يسمع من عمر. اهـ. ثم ذكر النووي أن مسلمًا إنما أورد هذا الأثر عرضًا لا قصدًا، ولذلك تسامح بإيراده.
ورواه الدارقطني 1/ 299 من طريق عبد الله بن شبيب حدثني إسحاق بن محمد عن عبد الرحمن بن عمر بن شيبة عن أبيه عن نافع عن ابن عمر عن عمر به مرفوعًا، وزاد في آخره: وإذا تعوذ قال: "أعوذ بالله من همز الشيطان ونفخه ونفثه".
قلت: عبد الرحمن بن عمر لم أجد له ترجمة ووهم ابن الجوزي في ادعاء إخراج البخاري له.
وكذلك في إسناده عبد الله بن شبيب اتهمه عبد الرحمن بن خراش.
وقال ابن حبان: يقلب الأخبار. اهـ.
وقال أبو أحمد الحاكم: ذاهب الحديث. اهـ.
وقال الذهبي في "الميزان" 3/ 438: واه. اهـ.
وإسحاق بن محمد هو ابن إسماعيل أخرج له البخاري.
وقال أبو حاتم: كان صدوقًا، ولكن ذهب بصره فربما لقن وكتبه صحيحة. اهـ.
وقال مرة: يضطرب اهـ.
وقال الآجري: سألت أبا داود عنه فوهاه جدًّا. اهـ.
وقال النسائي: متروك. اهـ.
وقال الدارقطني: ضعيف، وقد روى عنه البخاري ويوبخونه في هذا. اهـ.
وقال أيضًا: لا يترك. اهـ.
ولهذا قال ابن عبد الهادي في "التنقيح" 2/ 790: عبد الله بن شبيب تكلم فيه غير واحد، وإسحاق روي عنه البخاري في "صحيحه" وله مناكير، وعبد الرحمن بن عمر غير معروف ولم يرو له البخاري، والصحيح أن ابن عمر كان يقول ذلك. اهـ.
وقال الدارقطني عقبه: رفعه هذا الشيخ -يعني عبد الرحمن- عن أبيه عن نافع عن ابن عمر عن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم والمحفوظ عن
عمر من قوله كذلك رواه إبراهيم عن علقمة والأسود عن عمر، وكذلك رواه يحيى بن أيوب، عن عمر بن شيبة عن نافع عن ابن عمر عن عمر من قوله وهو الصواب. اهـ.
قلت: رواه الدارقطني 1/ 299 من طريق يحيى بن أيوب حدثني عمر بن شيبة عن نافع عن ابن عمر عن عمر به موقوفًا.
وهو عند ابن أبي شيبة من طريق نافع به.
وصححه الألباني في "الإرواء" 2/ 49.
ورواه أيضًا الدارقطني 1/ 300 والحاكم 1/ 361 والطحاوي 1/ 117 والبيهقي 2/ 34 كلهم من طريق أبي معاوية ثنا الأعمش عن إبراهيم عن الأسود قال: سمعت عمر بمثله موقوفًا.
وزاد ابن أبي شيبة "ثم يتعوذ".
وقال ابن عبد الهادي في "التنقيح" 2/ 790: وقد رواه الإمام أحمد من رواية علقمة والأسود وأبي وائل وغيرهم عن عمر. اهـ.
قلت: لم أعثر على هذه الرواية في "المسند" بعد بحث، في الطبعة الميمنية.
قال الألباني في "الإرواء" 2/ 49: إسناده صحيح وصححه الحاكم والذهبي.
لكن رواه الدارقطني 1/ 300 من طريق إبراهيم عن علقمة أنه انطلق إلى عمر بن الخطاب قال: فرأيته قال حين افتتح الصلاة:
…
فذكره.
ورواه أيضًا الدارقطني 1/ 300 من طريق أبي وائل عن الأسود بن يزيد قال: رأيت عمر بن الخطاب
…
فذكره.
وللحديث طرق أخرى.
وفي الباب عن ابن عباس وعائشة وأنس بن مالك وابن عمر وحذيفة وأبي سعيد الخدري.
أولًا: حديث ابن عباس رواه البخاري (1120) ومسلم 1/ 532 كلاهما من طريق طاووس عن ابن عباس؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول إذا قام إلى الصلاة من جوف الليل: "اللهم لك الحمد، أنت نور السماوات والأرض، ولك الحمد، أنت قيَّوم السماوات والأرض ولك الحمد، أنت ربُّ السماوات والأرض، ومن فيهن، أنت الحقُّ ووعدك الحق، وقولك الحقُّ ولقاؤك حق والجنة حق والنار حقٌّ، اللهم والساعة حقٌّ، اللهم! لك أسلمت وبك آمنت وعليك توكلت، وإليك أنبت، وبك خاصمت، وإليك حاكمت، فاغفر لي، ما قدمت وأخرت، وأسررت وأعلنت أنت إلهي لا إله إلا أنت" واللفظ لمسلم.
ثانيًا: حديث عائشة رواه مسلم 1/ 534 قال. حدَّثنا محمد بن المثنى ومحمد بن حاتم وعبد بن حميد وأبو معن الرّقاشِي قالوا حدَّثنا عمر بن يونس، حدَّثنا عكرمة بن عمَّار حدثنا يحيى بن أبي كثير، حدثنا أبو سلمة بن عبد الرحمن بن عوف، قال: سألت عائشة أم المؤمنين: بأي شيء كان نبي الله صلى الله عليه وسلم يفتتح صلاته إذا قام من الليل؟ قالت كان إذا قام من الليل افتتح صلاته. "اللهم رب
جبرائيل وميكائيل وإسرافيل، فاطر السماوات والأرض، عالم الغيب والشهادة أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون، اهدني لما اختلف فيه من الحق بإذنك، إنك تهدي من تشاءُ إلى صراط مستقيم".
وروى مسلم 1/ 534 وأبو داود (767) والنسائي 3/ 212 وأحمد 6/ 156 كلهم من طريق عكرمة بن عمَّار حدَّثنا يحيى بن أبي كثير حدثني أبو سلمة عن عبد الرحمن بن عوف قال: "سألت عائشة أم المؤمنين: بأيِّ شيءٍ كان نبيُّ الله صلى الله عليه وسلم يفتتح صلاته إذا قام من الليل؟ قالت: كان إذا قام من الليل افتتح صلاته: "اللهُمَّ! رب جبرائيل وميكائيل وإسرافيل، فاطر السماوات والأرض، عالم الغيب والشهادة، أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون، اهدني لما اختلف فيه من الحق إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم".
وروى الترمذي (243) وابن ماجه (806) والبيهقي 2/ 34 كلهم من طريق حارثة بن أبي الرجال عن عمرة عن عائشة قالت: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا افتتح الصلاة، قال: "سبحانك
…
".
قلت: إسناده ضعيف، لأن فيه حارثة بن أبي الرجال وسبق الكلام عليه.
قال الترمذي 1/ 326: هذا الحديث لا نعرفه من حديث عائشة إلا من هذا الوجه، وحارثة قد تُكلم فيه من قبل حفظه وأبو الرجال اسمه، محمد بن عبد الرحمن المديني. اهـ.
ونحوه قال البيهقي.
ورواه أبو داود (776) والحاكم 1/ 235 والبيهقي من طريق طلق بن غنام ثنا عبد السلام بن حرب الملائي عن بديل بن ميسرة عن أبي الجوزاء عن عائشة.
قال الحاكم: صحيح الإسناد. اهـ. ووافقه الذهبي.
قلت: رجاله لا بأس بهم لكن في إسناده انقطاع بين أبي الجوزاء وعائشة كما سبق (1).
وبه أعله الحافظ ابن حجر في "تلخيص الحبير".
وقال أبو داود: هذا الحديث ليس بالمشهور عن عبد السلام بن حرب، لم يروه إلا طلق بن غنام وقد روى قصة الصلاة عن بديل جماعة لم يذكر فيه شيئًا من هذا. اهـ.
لهذا قال النووي في "الأذكار" ص 35. رواه الترمذي وأبو داود وابن ماجه بأسانيد ضعيفة، وضعفه أبو داود والترمذي والبيهقي وغيرهم. اهـ. ونحوه قال في "الخلاصة".
ثالثًا: حديث أنس بن مالك رواه مسلم 1/ 419 قال: حدثني زهير بن حرب حدثنا عفان، حدثنا حماد أخبرنا قتادة وثابت وحميد عن أنس، أن رجلًا جاء فدخل الصَّفَّ وقد حفزه النفس، فقال: الحمد لله حمدًا كثيرا طيبًا مباركا فيه، فلما قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال. "أيكم المتكلم بالكلمات؟ " فأرمَّ القوم، فقال: "أيّكم
(1) راجع باب ما جاء في تكبيرة الإحرام.
المتكلم بها؛ فإنه لم يقل بأسًا" فقال رجل: جئت وقد حفزني النفس فقلتها، فقال: "لقد رأيت اثنى عشر ملكًا يَبتدِرونَها، أيُّهم يرفَعُها".
ورواه أبو داود (763) قال: حدَّثنا موسى بن إسماعيل ثنا حماد عن قتادة وثابت وحميد به.
ورواه أحمد 3/ 106 من طريق ابن أبي عدي وسهيل بن يوسف عن حميد به.
رابعًا: حديث ابن عمر رواه مسلم 1/ 420 والنسائي 2/ 125 وأحمد 2/ 14 كلهم من طريق الحجاج بن أبي عثمان عن أبي الزبير عن عون بن عبد الله بن عتبة عن ابن عمر قال: بينما نحن نصلي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ قال رجل من القوم: الله أكبر كبيرًا والحمد لله كثيرًا وسبحان الله بكرة وأصيلًا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم. "من القائل كلمة كذا وكذا؟ " قال رجل من القوم: أنا يا رسول الله! قال: "عَجِبْتُ لَهَا، فُتِحَت لها أبواب السماء".
قال ابن عمر: فما تركتهن منذ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ذلك.
خامسًا: حديث حذيفة رواه أحمد 5/ 398 وأبو داود (874) والبيهقي 2/ 121 كلهم من طريق شعبة عن وجل من بني عبس عن حذيفة أنه رأى رسول الله يصلي من الليل، فكان يقول:"الله أكبر ثلاثًا ذو الملكوت والجبروت والكبرياء والعظمة" ثم استفتح فقرأ البقرة
…
فذكر الحديث بطوله.
قلت: ورد عند البيهقي 2/ 122 أن الرجل الذي من عبس شعبة يرى أنه صلة بن زفر، فعلى هذا يكون الإسناد صحيحًا.
وصححه الألباني في "صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم".
ورواه أحمد 5/ 400 والطبراني في "الأوسط"2/ 111 - 112 كلاهما من طريق العلاء بن المسيب عن عمرو بن مرة عن طلحة بن يزيد الأنصاري عن حذيفة:
…
فذكره.
قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" 2/ 107: رجاله موثقون. اهـ.
سادسا: حديث أبي سعيد الخدري رواه أحمد 3/ 50 وأبو داود (775) وابن ماجه (804) والنسائي 2/ 132 والبيهقي 2/ 34 - 35 كلهم من طريق جعفر بن سليمان الضُّبعي حدثني علي بن علي الرفاعي عن أبي المتوكل الناجي عن أبي سعيد الخدري قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قام من الليل كبَّر ثم يقول: "سبحانك اللهم وبحمدك وتبارك اسمك ولا إله غيرك."
سيأتي تخريجه ضمن الباب القادم.
* * *