الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
باب: استحباب صلاة النافلة في بيته
406 -
وعن زيد بن ثابت رضي الله عنه قال: "احْتَجَرَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم بِخَصَفَةٍ، فصلَّى فِيها، فتَتَبَّعَ إليه رجالٌ، وجاؤوا يُصلُّون بصلاته
…
الحديث وفيه: "أفضلُ صلاةِ المَرْءِ في بيتِهِ إلا المكتوبةَ" متفق عليه.
رواه البخاري (731) ومسلم 1/ 539 - 540 وأبو داود (1044) والنسائي 3/ 198 والترمذي (450) والبيهقي 2/ 494 كلهم من طريق سالم أبو النضر مولى عمر بن عبيد الله عن بسر بن سعيد عن زيد بن ثابت به مرفوعًا.
وفي الباب عن ابن عمر وجابر وأبي هريرة وأبي موسى وعمر بن الخطاب وعبد الله بن سعد وسهيل.
أولًا: حديث ابن عمر رواه البخاري (432) ومسلم 1/ 538 وأبو داود (1043) والترمذي (451) وابن ماجه (1377) كلهم من طريق عبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "اجعلوا من صلاتكم في بيوتكم ولا تتخذوها قبورًا" واللفظ لمسلم.
ورواه النسائي 3/ 197 من طريق الوليد بن أبي هشام عن نافع به.
ثانيًا: حديث جابر رواه مسلم 1/ 539 قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وأبو كريب قالا: حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن أبي سفيان عن جابر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا قضى أحدكم الصلاة في مسجده فليجعل لبيته نصيبًا من صلاته، فإن الله جاعلٌ في بيته من صلاته خيرًا".
واختلف في سنده، فرواه ابن ماجه (1376) من طريق سفيان عن الأعمش عن أبي سفيان عن جابر بن عبد الله عن أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وسلم
…
فذكره.
ومن هذا الوجه رواه البيهقي 2/ 189 والبغوي في "شرح السنة" 4/ 133.
قال الترمذي في "العلل الكبير" 1/ 265 عن حديث سفيان: هذا أصح، ولم يحفظ أبو معاوية أبا سعيد. اهـ.
ثالثًا: حديث أبي هريرة رواه مسلم 1/ 539 قال: حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا يعقوب وهو ابن عبد الرحمن القاريُّ عن سهيل عن أبيه عن أبي هريرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"لا تجعلوا بُيوتكم مقابر إن الشيطان ينفر من البيت الذي تُقرأ فيه سورة البقرة".
رابعًا: حديث أبي موسى الأشعري رواه مسلم 1/ 539 قال: حدثنا عبد الله بن براد الأشعري ومحمد بن العلاء قالا: حدثنا أبو أسامة عن بُريدٍ عن أبي بُردة عن أبي موسى عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "مثل البيت الذي يُذكر الله فيه، والبيت الذي لا يذكر الله فيه مثل الحي والميت".
وقد وضعته في هذا الباب كما فعل مسلم رحمه الله استدلالًا بعموم الحديث، وأصل الحديث عند البخاري (6407) قال: حدثنا محمد بن العلاء حدثنا أبو أسامة به بلفظ "مثل الذي يذكر ربه والذي لا يذكر ربه مثل الحي والميت".
خامسًا: حديث عمر بن الخطاب رواه ابن ماجه (1375) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ثنا أبو الأحوص عن طارق عن عاصم بن عمرو قال: خرج نفر من أهل العراق إلى عمر، فلما قدموا عليه، قال لهم: ممن أنتم؟ قالوا: من أهل العراق، قال: فبإذنٍ جئتم؟ قالوا: نعم قال: فسألوه عن صلاة الرجل في بيته، فقال عمر: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: "أما صلاة الرجل في بيته فنورٌ فنوِّروا بيوتكم".
قلت: عاصم بن عمرو البجلي لم يلق عمر لكن رواه ابن ماجه (1375) من طريق عاصم بن عمرو عن عمير مولى عمر بن الخطاب عن النبي صلى الله عليه وسلم نحوه
ورواه أحمد 1/ 14 قال: ثنا محمد بن جعفر ثنا شعبة قال: سمعت عاصم بن عمرو البجلي يحدث عن رجل من القوم الذين سألوا عمر بن الخطاب
…
فذكر نحوه.
وعاصم بن عمرو البجلي ذكره البخاري في كتاب "الضعفاء" ص 94 وقال: لم يثبت حديثه. اهـ. وقال ابن أبي حاتم: سألت أبي عمه فقال: صدوق، كتبه البخاري في كتاب "الضعفاء" فسمعت أبي يقول: يحول من هناك. اهـ.
وذكره العقيلي في "الضعفاء" وقد ذكره ابن حبان في "الثقات".
ورواه أبو يعلى كما في "المطالب"(600) وفي "المقصد"(246) قال: حدثنا عثمان -هو ابن أبي شيبة- ثنا أبو خالد -هو الأحمر- ثنا زياد عن معاوية بن قرة حدثني الثلاثة الرهط الذين سألوا عمر بن الخطاب رضي الله عنه عن الصلاة في المسجد فقال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الفريضة في المسجد والتطوع في البيت".
قلت: في إسناده أبو خالد الأحمر وزياد الجصاص وفيهما كلام.
سادسًا: حديث عبد الله بن سعد رواه ابن ماجه (1378) قال: حدثنا أبو بشر بكر بن خلف ثنا عبد الرحمن بن مهدي عن معاوية بن صالح عن العلاء بن الحارث عن حرام بن معاوية عن عمه عبد الله بن سعد قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم: أيما أفضل؟ الصلاة في بيتي أو الصلاة في المسجد؟ قال: "ألا ترى إلى بيتي؟ ما أقربه من المسجد! فلأن أصلي في بيتي أحب إليَّ من أن أصلي في المسجد، إلا أن يكون صلاة مكتوبة".
ورواه أحمد 4/ 342 والطحاوي 1/ 200 والبيهقي 2/ 412 كلهم من طريق معاوية بن صالح به.
قلت: رجاله لا بأس بهم، وحرام بن معاوية هو حرام بن حكيم بن خالد الأنصاري، ويقال: حرام بن معاوية ووهم الخطيب البخاري في التفريق بين حرام بن حكيم وحرام بن معاوية لأنه رجل واحد اختلف على معاوية بن صالح في اسم أبيه وتبع البخاري ابن
أبي حاتم وابن ماكولا وأبو أحمد العسكري، وقد نقل عن الدارقطني توثيقه.
وقال الحافظ ابن حجر في "تهذيب التهذيب" 2/ 195: وقد ضعفه ابن حزم في "المحلى" بغير مستند، وقال عبد الحق عقب حديثه: لا يصح هذا، وقال في موضع آخر: حرام ضعيف، فكأنه تبع ابن حزم، وأنكر عليه ذلك ابن القطان الفاسي فقال: بل مجهول الحال، وليس كما قالوا: ثقة كما وثقه العجلي وغيره. اهـ. وقد وثقه ابن حبان فهو رحمه الله من كبار التابعين فالذي يظهر أن حاله لا بأس بها.
لهذا قال الحافظ ابن حجر في "التقريب"(1162): حرام بن حكيم بن خالد بن سعد الأنصاري، ويقال العنسي بالنون، الدمشقي، وهو حرام بن معاوية، كان معاوية بن صالح يقوله على الوجهين ووهم من جعلهما اثنين، وهو ثقة. اهـ. وقال في "الزوائد": هذا إسناد صحيح، رجاله ثقات اهـ. ووافقه الألباني في "الإرواء" 2/ 190.
تنبيه: عبد الله بن سعد الأنصاري عم حرام بن حكيم صحابي شهد القادسية.
سابعًا: حديث سهيل رواه القاضي إسماعيل المالكي في "فضل الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم" ص 38 (30) قال: حدثنا إبراهيم بن حمزة قال: ثنا عبد العزيز بن محمد عن سهيل قال: جئت أسلم على النبي صلى الله عليه وسلم وحسن بن حسين يتعشى في بيت عند النبي صلى الله عليه وسلم قال: إذا
دخلت المسجد فسلم عليه ثم قال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "صلوا في بيوتكم ولا تجعلوا بيوتكم مقابر، لعن الله يهود اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد وصلوا علي فإن صلاتكم تبلغني حيثما كنتم".
قلت: إسناده فيه قوة وقد صححه الألباني في تحقيقه للكتاب.
وروى عبد الرزاق 3/ 577 (6726) عن الثوري عن ابن عجلان عن رجل يقال له سهيل عن الحسن بن الحسن بن علي قال: رأى قومًا عند القبر فنهاهم وقال: إن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لا تتخذوا
…
" فذكر نحوه، وللحديث عن الحسن طرق عدة.
* * *