المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌باب: ما جاء في رفع اليدين إذا كبر وإذا ركع وإذا رفع - التبيان في تخريج وتبويب أحاديث بلوغ المرام - جـ ٤

[خالد بن ضيف الله الشلاحي]

فهرس الكتاب

- ‌باب صفة الصلاة

- ‌باب: جامع في صفة الصلاة

- ‌باب: ما جاء في دعاء الاستفتاح

- ‌باب: ما جاء في الاستعاذة في الصلاة

- ‌باب: ما جاء في تكبيرة الإحرام

- ‌باب: ما جاء في رفع اليدين إذا كبر وإذا ركع وإذا رفع

- ‌باب: ما جاء في صفة وضع اليدين في الصلاة

- ‌باب: وجوب قراءة الفاتحة في الصلاة

- ‌باب: من قال بترك قراءة البسملة أو الجهر بها في الصلاة

- ‌باب: من قال إن البسملة آية من الفاتحة

- ‌باب: الجهر بالتأمين في الصلاة

- ‌باب: ما يجزئ الأمي والأعجمي من القراءة

- ‌باب: القراءة في الظهر والعصر

- ‌باب: ما جاء في القراءة في صلاة المغرب والعشاء والفجر

- ‌باب: ما يقرأ في صلاة الفجر يوم الجمعة

- ‌باب: الدعاء في الصلاة

- ‌باب: ما يقال في الركوع والسجود

- ‌باب: ما يقول المصلي بعد الاعتدال من الركوع

- ‌باب: أعضاء السجود

- ‌باب: هيئة السجود

- ‌باب: ما جاء في صلاة القاعد، وبيان صفة قعوده

- ‌باب: الدعاء بين السجدتين

- ‌باب: جلسة الاستراحة

- ‌باب: استحباب القنوت في جميع الصلاة إذا نزلت بالمسلمين نازلة

- ‌باب: ما جاء في ترك القنوت

- ‌باب: ما جاء في صفة دعاء القنوت

- ‌باب: ما جاء في وضع اليدين قبل الركبتين وبيان الخلاف في ذلك

- ‌باب: ما جاء في الإشارة في التشهد

- ‌باب: ما جاء في صيغ التشهد

- ‌باب: الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم في التشهد

- ‌باب: الدعاء في التشهد

- ‌باب: ما جاء في صفة التسليم من الصلاة

- ‌باب: الذكر عقب الصلاة المفروضة

- ‌باب: ما جاء في استحباب قراءة آية الكرسي دبر كل صلاة

- ‌باب: جامع في الأمر بالاقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم في الصلاة وغيرها

- ‌باب: ما جاء في صلاة المريض

- ‌باب سجود السهو وغيره

- ‌باب: جامع في سجود السهو في حال الزيادة أو النقص

- ‌باب: من شك في صلاته فلم يدرِ كم صلى

- ‌باب: جامع

- ‌فصل في سجود التلاوة وسجود الشكر

- ‌باب: ما جاء في سجدة الانشقاق والعلق

- ‌باب: ما جاء في سجدة {ص}

- ‌باب: ما جاء في سجدة سورة النجم

- ‌باب: ما جاء في سجدتي سورة الحج

- ‌باب: ما جاء في سجدة سورة النحل وأن السجود غير واجب

- ‌باب: التكبير للسجود

- ‌باب: سجود الشكر

- ‌باب صلاة التطوع

- ‌باب: في السنن والرواتب، وفضل التطوع

- ‌باب: الصلاة قبل العصر

- ‌باب الصلاة قبل المغرب

- ‌باب: ما جاء في تخفيف ركعتي الفجر وما يقرأ فيهما

- ‌باب: ما جاء في الاضطجاع بعد ركعتي الفجر

- ‌باب: ما جاء في أن صلاة الليل والنهار مثنى مثنى

- ‌باب: الحث على قيام الليل

- ‌باب: ما جاء في عدد الوتر

- ‌باب: ما جاء أن الوتر سنة

- ‌باب: ما جاء في وجوب الوتر

- ‌باب: ما جاء في عدد الوتر والحث عليه

- ‌باب: ما جاء فيما يقرأ في الوتر

- ‌باب: ما جاء في وقت الوتر وقضائه

- ‌باب: ما جاء في مشروعية صلاة الضحى

- ‌باب: ما جاء فيمن أنكر شرعية صلاة الضحى

- ‌باب: ما جاء في وقت صلاة الضحى

- ‌باب: ما جاء في عدد ركعات الضحى

- ‌باب صلاة الجماعة والإمامة

- ‌باب: جاء في فضل صلاة الجماعة

- ‌باب: التشديد على تارك الجماعة، أو تأخير الصلاة عن وقتها

- ‌باب: ما جاء في إعادة الصلاة لسبب

- ‌باب: الأمر باتباع الإمام في أفعاله

- ‌باب: استحباب صلاة النافلة في بيته

- ‌باب: تخفيف الإمام في القيام، وإتمام الركوع والسجود

- ‌باب: من أحق بالإمامة

- ‌باب: ما جاء في تسوية الصف وإتمامه

- ‌باب: فضل الصف الأول

- ‌باب ما جاء في موقف المأمومين في الصلاة

- ‌باب: جواز صلاة المنفرد خلف الصف

- ‌باب: ما جاء في عدم جواز صلاة المنفرد خلف الصف

- ‌باب: استحباب إتيان الصلاة بسكينة ووقار والنهي عن إتيانها سعيًا

- ‌باب: الاثنين فما فوقهما جماعة

- ‌باب: المرأة تؤم النساء

- ‌باب: ما جاء في إمامة الأعمى

- ‌باب: إمامة البر والفاجر

- ‌باب: المسبوق ببعض صلاته يصنع كما يصنع الإِمام

الفصل: ‌باب: ما جاء في رفع اليدين إذا كبر وإذا ركع وإذا رفع

‌باب: ما جاء في رفع اليدين إذا كبر وإذا ركع وإذا رفع

275 -

وعن ابن عمر رضي الله عنهما: أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم كان يرفَعُ يَدَيهِ حَذْوَ مَنْكِبَيهِ إذا افتتحَ الصَّلاةَ وإذا كَبَّرَ للرُّكوعِ، وإذا رَفَعَ رأسَهُ من الركوعِ. متفق عليه.

رواه البخاري (735) ومسلم 1/ 292 وأبو داود (721 - 722) والترمذي (255) والنسائي 2/ 221 وأحمد 2/ 8 والبيهقي 2/ 23 وابن خزيمة 1/ 232 وعبد الرزاق 2/ 67 كلهم من طريق ابن شهاب أخبرني سالم بن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما وفي آخره زيادة وقال: "سمع الله لمن حمده ربنا ولك الحمد".

* * *

276 -

وفي حديث أبي حُمَيِد عند أبي داود: يرفَعُ يَدَيهِ حتى يُحاذِيَ بهما مَنكِبَيهِ، ثم يُكَبِّرُ.

رواه أبو داود (730) والترمذي (304 - 305) وابن ماجه (1061) والنسائي 3/ 2 - 3 وأحمد 5/ 424 والبيهقي 2/ 72 كلهم من طريق عبد الحميد بن جعفر قال: أخبرني محمد بن عمرو بن عطاء قال: سمعت أبا حميد السَّاعديَّ في عشرة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم -

ص: 39

منهم أبو قتادة قال أبو حميد: أنا أعلمكم بصلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم، قالوا: فلم؟ فو الله ما كنت بأكثرنا له تبعةً ولا أقدمنا له صحبة، قال: بلى، قالوا: فاعْرِضْ، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قام إلى الصلاة يرفع يديه حتى يحاذي بهما منكبيه، ثم يكبر حتى يقر كل عظمٍ في موضعه معتدلا، ثم يقرأ ثم يكبر، فيرفع يديه حتى يحاذي بهما منكبيه، ثم يركع ويضع راحتيه على ركبتيه، ثم يعتدل فلا يَصُبُّ رأسَه ولا يُقْنِعُ ثم يرفع رأسه، فيقول:"سمع الله لمن حمده"، ثم يرفع يديه حتى يحاذي بهما منكبيه معتدلًا، ثم يقول:"الله أكبر" ثم يهوي إلى الأرض فيجافي يديه عن جنبيه، ثم يرفع رأسه ويثني رجله اليسرى فيقعد عليها، ويفتخ أصابع رجليه إذا سجد، ويسجد ثم يقول:"الله أكبر"، ويرفع رأسه ويثني رجله اليسرى فيقعد عليها حتى يرجع كل عظمٍ إلى موضعه، ثم يصنع في الأخرى مثل ذلك، ثم إذا قام من الركعتين كبر ورفع يديه حتى يحاذي بهما منكبيه كما كبر عند افتتاح الصلاة، ثم يصنع ذلك في بقية صلاته، حتى إذا كانت السجدة التي فيها التسليم أخر رجله اليسرى وقعد متوركًا على شقه الأيسر، قالوا: صدقت، هكذا كان يصلي صلى الله عليه وسلم. واللفظ لأبي داود.

ورواه البخاري (828) وأبو داود (731) والبيهقي 2/ 84 والبغوي في "شرح السنة" 3/ 14 كلهم من طريق محمد بن عمرو بن حلْحَلَةَ عن محمد بن عمرو بن عطاء أنه كان جالسًا مع نفر من أصحاب

ص: 40

رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال أبو حميد الساعدي

فذكره وقد سبق ذكر لفظه بطوله في الحديث الثالث من كتاب صفة الصلاة.

والشاهد منه قوله: "رأيته إذا كبر جعل يديه حِذاءَ منكِبَيه".

* * *

277 -

ولمسلِم عن مالِكِ بن الحوَيرِثِ نحوُ حديث ابن عُمرَ لكن قال: حتى يُحاذِيَ بهما فُروعَ أُذُنَيهِ.

رواه مسلم 1/ 293 وأبو داود (745) والنسائي 2/ 122 - 123 وأحمد 3/ 436، 437 والبيهقي 2/ 25 وأبو عوانة 2/ 94 والدارقطني 1/ 292 والدارمي 1/ 285 كلهم من طريق قتادة عن نصر بن عاصم عن مالك بن الحويرث: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا كبر رفع يديه حتى يحاذي بهما أُذنيه، وإذا ركع رفع يديه حتى يحاذي بهما أُذنيه، وإذا رفع رأسه من الركوع، فقال:"سمع الله لمن حمده" فعل مثل ذلك. واللفظ لمسلم وغيره.

وفي رواية له: أنه رأى نبي الله صلى الله عليه وسلم

وقال: حتى يحاذي بهما فروع أذنيه.

زاد النسائي: وإذا رفع رأسه من السجود فعل مثل ذلك.

قال الألباني في "الإرواء" 2/ 67: سنده صحيح. اهـ.

ورواه البخاري (737) ومسلم 1/ 293 والبيهقي 2/ 27 وأبو عوانة 2/ 94 كلهم من طريق خالد بن عبد الله عن خالد -يعني

ص: 41

الحذاء- عن أبي قلابة أنه رأى مالك بن الحويرث، إذا صلى كبر، ثم رفع يديه، وإذا أراد أن يركع رفع يديه، وإذا رفع رأسه من الركوع رفع يديه، وحدث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يفعل هكذا.

وفي الباب عن وائل بن حجر وعلي بن أبي طالب وأنس بن مالك وأبي هريرة وجابر وعبد الله بن الزبير والأعرابي.

أولًا: حديث وائل بن حجر رواه أبو داود (226، 287، 728) والنسائي 2/ 126 وأحمد 4/ 318 والدارمي 1/ 314 والبيهقي 2/ 27 كلهم من طريق عاصم بن كليب عن أبيه عن وائل بن حجر قال: قلت: لأنظرن إلى صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم كيف يصلي، قال: فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم فاستقبل القبلة فكبر فرفع يديه حتى حاذى أذنيه ثم أخذ شماله بيمينه، فلما أراد أن يركع رفعهما مثل ذلك، ثم وضع يديه على ركبتيه، فلما رفع رأسه من الرُّكوع رفعهما مثل ذلك، فلما سجد وضع رأسه بذلك المنزل من بين يديه ثم جلس فافترش رجله اليسرى ووضع يده اليسرى على فخذه اليسرى وحدَّ مرفقه الأيمن على فخذه اليمنى وقبض ثنتين وحلق حلقة.

ورأيته يقول هكذا، وحلق بشر -ابن المفضل- الإبهام والوسطى وأشار بالسبابة. هذا لفظ أبو داود، وله ألفاظ أخرى.

قلت: رجاله ثقات، وإسناده قوي.

وروى مسلم 1/ 301 من طريق همام قال: حدثنا محمد بن جحادة حدثني عبد الجبار بن وائل عن علقمة بن وائل ومولى لهم،

ص: 42

أنهما حدثاه عن أبيه وائل بن حجر، أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم رفع يديه حين دخل في الصلاة، كبر -وصف همام حيال أذنيه- ثم التحف بثوبه ثم وضع يده اليمنى على اليسرى، فلما أراد أن يركع أخرج يديه من الثوب، ثم رفعهما، ثم كبَّر فركع، فلما قال:"سمع الله لمن حمده" رفع يديه فلما سجد، سجد بين كفيه.

وروى الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 224 عن خالد بن عبد الله والبيهقي 2/ 81 من طريق جرير كلاهما عن حصين بن مرة قال: دخلت مسجد حضرموت، فإذا علقمة بن وائل يحدث عن أبيه أن رسول صلى الله عليه وسلم كان يرفع يديه قبل الركوع وبعده.

قلت: اختلف في إسناده.

قال عبد الله بن الإمام أحمد في "العلل"(1058): سألت أبي عن حديث هشيم عن حصين عن عمرو بن مرة عن علقمة بن وائل عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم في الرفع، قال: رواه شعبة عن عمرو بن مرة عن أبي البختري عن عبد الرحمن اليحصبي عن وائل عن النبي صلى الله عليه وسلم، خالف حصين شعبة فقال: شعبة أثبت في عمرو بن مرة من حصين، القول قول شعبة من أين يقع شعبة على أبي البختري عن عبد الرحمن اليحصبي عن وائل. اهـ.

ثانيا: حديث علي بن أبي طالب رواه أبو داود (744) وابن ماجه (864) وابن خزيمة 1/ 294 - 295 والبيهقي 1/ 287 والدارقطني 1/ 287 كلهم من طريق عبد الرحمن بن أبي الزناد عن موسى بن

ص: 43

عقبة عن عبد الله بن المفضل عن عبد الرحمن الأعرج عن عبيد الله بن أبي رافع عن علي بن أبي طالب عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه كان إذا قام إلى الصلاة المكتوبة كبر ورفع يديه حذو منكبيه ويصنع مثل ذلك إذا قضى قراءته وأراد أن يركع، ويصنعه إذا رفع من الركوع ولا يرفع يديه في شيء من صلاته وهو قاعد، وإذا قام من السجدتين رفع يديه كذلك وكبر.

قلت: إسناده لا بأس به.

وقد صححه الإمام أحمد. قال الحافظ ابن حجر في "تلخيص الحبير" 1/ 222: صححه أحمد فيما حكاه الخلال اهـ.

وقال الزيلعي في "نصب الراية" 1/ 412: قال الشيخ في "الإمام": ورأيت عن "علل الخلال" عن إسماعيل بن إسحاق الثقفي قال: سئل أحمد عن حديث عليّ هذا، فقال: صحيح. قال الشيخ: وقوله فيه: وإذا قام من السجدتين، يعني الركعتين. اهـ.

ونقل أيضًا عن النووي أنه قال في "الخلاصة" وقع: في لفظ أبي داود: السجدتين، وفي الترمذي: الركعتين، والمراد بالسجدتين الركعتان

اهـ.

ثالثًا: حديث أنس بن مالك رواه ابن ماجه (866) والدارقطني 1/ 290 كلاهما من طريق عبد الوهاب ثنا حميد عن أنس. أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يرفع يديه إذا دخل في الصلاة وإذا ركع.

وقد أعله الدارقطني بالوقف فقال 1/ 290: لم يروه عن حميد مرفوعًا غير عبد الوهاب، والصواب من فعل أنس. اهـ.

ص: 44

ونقل الزيلعي في "نصب الراية" 1/ 413 عن ابن دقيق العيد تقويته، فقال: قال: الشيخ في "الإمام": ورجاله رجال الصحيح، قال: وقد رواه البيهقي في "الخلافيات" من جهة ابن خزيمة عن محمد بن يحيى بن فياض عن عبد الوهاب الثقفي به، وزاد فيه؛ وإذا رفع رأسه من الركوع. ورواه البخاري في كتابه المفرد في "رفع اليدين" حدثنا محمد بن عبيد الله بن حوشب ثنا عبد الوهاب به. أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يرفع يديه عند الركوع. قال الطحاوي: وهم يضعفون هذا، ويقولون: تفرد برفعه عبد الوهاب، والحفاظ يوقفونه على أنس. اهـ.

رابعًا: حديث أبي هريرة رواه ابن ماجه (860) قال: حدثنا عثمان بن أبي شيبة وهشام بن عمَّار قالا: ثنا إسماعيل بن عياش عن صالح بن كيسان عن عبد الرحمن الأعرج عن أبي هريرة قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يرفع يديه في الصلاة حذو منكبيه حين يفتح الصلاة وحين يركع وحين يسجد.

قلت: أعل الحديث الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 227 بأن فيه إسماعيل بن عياش وقد روى عن غير الشاميين فلا يحتج به.

ورواه أبو داود (738) قال: حدثنا عبد الملك بن شعيب بن الليث حدثني أبي عن جدي عن يحيى بن أيوب عن عبد الملك بن عبد العزيز بن جريج عن ابن شهاب عن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام عن أبي هريرة أنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا

ص: 45

كبر للصلاة جعل يديه حذو منكبيه وإذا ركع فعل مثل ذلك، وإذا رفع للسجود فعل مثل ذلك، وإذا قام من الركعتين فعل مثل ذلك.

قال النووي في "المجموع" 3/ 474 وفي "الخلاصة" 1/ 352: رواه أبو داود بإسناد صحيح، فيه رجل فيه أدنى كلام، وقد وثقه الأكثرون وقد روى له البخاري في "صحيحه". اهـ.

قلت: رجاله ثقات وكلهم أخرج لهم مسلم عدا شعيب بن الليث بن سعد الفهمي وفي إسناده عبد الملك بن جريج وهو ثقة لكنه مدلس مكثر ولم يصرح بالتحديث.

وقد نقل الزيلعي في "نصب الراية" 1/ 414 عن ابن دقيق أنه قال: هؤلاء كلهم رجال الصحيح، وقد تابع يحيى بن أيوب على هذا المتن عثمان بن الحكم الجذامي عن ابن جريج ذكره الدارقطني في "علله" وكذلك تابعه صالح بن أبي الأخضر عن ابن جريج، ورواه ابن أبي حاتم في "علله" أيضًا لكن ضعف الدارقطني الأول، وأبو حاتم: الثاني، قال الدارقطني: وقد خالفه عبد الرزاق، فرواه عن ابن جريج بلفظ التكبير في دون الرفع، وهو الصحيح.

وقال ابن أبي حاتم عن 107: سألت أبي عن حديث رواه صالح بن أبي الأخضر عن أبي بكر بن الحارث قال: صلى بنا أبو هريرة، فكان يرفع يديه إذا سجد

فقال أبو هريرة: إني أشبهكم صلاة برسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال أبي: هذا خطأ، إنما هو كان يكبر فقط ليس فيه رفع اليدين. اهـ.

ص: 46

خامسًا: حديث جابر رواه ابن ماجه (868) قال حدثنا محمد بن يحيى ثنا أبو حذيفة ثنا إبراهيم بن طهمان عن أبي الزبير عن جابر بن عبد الله: كان إذا افتتح الصلاة رفع يديه، وإذا ركع، وإذا رفع رأسه من الرُّكوع فعل مثل ذلك، ويقول: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فعل مثل ذلك ورفع إبراهيم بن طهمان يديه إلى أذنيه.

قال البوصيري في تعليقه على "زوائد ابن ماجه" 1/ 108: رجاله ثقات. اهـ.

قلت: أبو حذيفة اسمه موسى بن مسعود النهدي.

قال ابن معين: ضعيف اهـ.

وقال الأثرم لأحمد: أليس هو من أهل الصدق قال: أما من أهل الصدق فنعم. اهـ.

وقال عبد الله: سمعت أبي يقول: قبيصة أثبت منه حديثًا في سفيان، أبو حذيفة شبه لا شيء وقد كتبت عنهما جميعا. اهـ. ووثقه العجلي.

وقال أبو حاتم: صدوق معروف بالثوري، وكان يصحف. اهـ.

وقال الترمذي: يضعف في الحديث. اهـ.

وقال الزيلعي في "نصب الراية" 1/ 414: قال الشيخ في "الإمام": وذكر ابن عبد البر في "التمهيد" أن الأثرم رواه عن أبي حذيفة به، فلم يذكر فيه: الرَّفع من الركوع. وأخرجه البيهقي في "الخلافيات" عن سفيان الثوري عن أبي الزبير عن جابر، قال:

ص: 47

رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في صلاة الظهر يرفع يديه إذا كبر، وإذا رفع رأسه من الركوع. ثم أخرجه عن إبراهيم بن طهمان عن أبي الزبير به وفيه: إذا ركع قال: هكذا رواه ابن طهمان، وتابعه زياد بن سوقه، وهو حديث صحيح ورواته عن آخرهم ثقات. اهـ.

وروى أحمد بن منيع كما في "المطالب"(459) قال: شهدت سلمة بن صالح يحدث عن ابن المنكدر عن جابر رضي الله عنه قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم: يرفع يديه إذا افتتح الصلاة وإذا ركع وإذا رفع رأسه من الركوع.

قلت: سلمة بن صالح لا أدري من هو (1).

سادسًا: حديث عبد الله بن الزبير رواه أحمد في "مسنده" 4/ 3، ورواه أحمد بن منيع كما في "المطالب" (461) قال: حدثنا عبد القدوس بن بكر بن خنيس أنا الحجاج عن عامر بن عبد الله بن الزبير عن أبيه رضي الله عنه قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم افتتح الصلاة، فرفع يديه، حتى تجاوز بهما أذنيه.

قلت: إسناده ضعيف لضعف الحجاج بن أرطاة كما سبق (2).

وهو أيضًا لم يسمع من عامر فالإسناد منقطع.

(1) استدراك: انظر ترجمته في "لسان الميزان" 4/ 118 (3567): سلمة بن صالح الأحمر، واسطي عن ابن المنكدر وغيره، يكنى أبا إسحاق، كان قاضي واسط. قال فيه ابن معين: ليس بشيء، وقال النسائي ضعيف.

(2)

راجع باب: ما جاء أن الوتر سنة.

ص: 48

سابعًا: حديث الأعرابي رواه أحمد 5/ 6 والحارث كما في "المطالب"(518) كلاهما من طريق سليمان بن المغيرة عن حميد بن هلال قال: حدثني من سمع الأعرابي قال: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يصلي، قال: فرفع رأسه من الركوع ورفع كفيه حتى حاذتا أو بلغتا فروع أذنيه كأنهما مروحتان.

قلت: إسناده ضعيف لجهالة الراوي عن الأعرابي، وبه أعله البوصيري في "الإتحاف".

وقال الهيثمي في "مجمع الزوائد" 2/ 101: رواه أحمد وفيه رجل لم يسم. اهـ.

وروي أيضًا مرسلًا كما قال الحافظ ابن حجر في "تلخيص الحبير" 1/ 220.

* * *

ص: 49