الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
باب: التشديد على تارك الجماعة، أو تأخير الصلاة عن وقتها
399 -
وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال: "والذي نفسي بيدِه لقد هممتُ أن آمُرَ بحَطَب فيُحتَطَبَ، ثم آمرَ بالصلاة فيؤذَّن لها، ثم آمُرَ رجلًا فيؤُمَّ الناسَ ثم أخالُفَ إلى رجالٍ لا يشهدون الصَّلاة فأحَرِّقَ عليهم بيهوتَهُم، والذي نفسِي بيده لو يَعلمُ أحدُهُمْ أنَّهُ يَجدُ عَرْقًا سَمِينًا أو مِرْماتينِ حَسنتَينِ لَشَهِدَ العِشاءَ" متفق عليه واللفظ للبخاري.
رواه البخاري (644) ومسلم 1/ 451 ومالك في "الموطأ" 1/ 129 - 130 والنسائي 2/ 107 والبيهقي 3/ 55 والبغوي في "شرح السنة" 3/ 344 كلهم من طريق أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة به مرفوعًا.
ورواه البخاري (657) ومسلم 1/ 451 وأبو داود (548) وابن ماجه (791) والبيهقي 3/ 55 كلهم من طريق الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة به مرفوعًا.
وللحديث طرق أخرى عن أبي هريرة.
* * *
400 -
وعنه رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أثقلُ الصلاةِ على المنافقينَ صلاةُ العِشاءِ وصلاة الفَجرِ، ولو يعلَمون ما فيهما لأتوْهُما ولو حَبْوًا" متفق عليه.
رواه البخاري (657) ومسلم 1/ 451 وأحمد 2/ 424 وابن ماجه 7971) والبيهقي 3/ 55 والبغوي في "شرح السنة" 3/ 346 كلهم من طريق الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة به مرفوعًا.
وهو أصل حديث أبي هريرة السابق كما صنع البخاري ومسلم حيث زادا: "ولقد هممت أن آمر رجلًا فتقام، ثم آمر رجلًا فيصلي بالناس، ثم أنطلق معي برجال معهم حزم من حطب إلى قوم لا يشهدون الصلاة، فأحرق عليهم بيوتهم بالنار" واللفظ لمسلم.
* * *
401 -
وعنه: أتى النبيَّ صلى الله عليه وسلم رجل أعمَى فقال: يا رسولَ الله! ليس لي قائدٌ يقودُنِي إلى المسجدِ، فرخَّصَ لَه، فلمَّا وَلَّى دعاهُ، فقال:"هل تسمع النِّداء بالصلاةِ؟ " قال: نعم، قال:"فأجب" رواه مسلم.
رواه مسلم 1/ 452 وأبو عوانة 2/ 6 والبيهقي 3/ 57 كلهم من طريق مروان الفزاري عن عبيد الله بن الأصم قال: حدثنا يزيد بن الأصم عن أبي هريرة، قال: أتى النبي صلى الله عليه وسلم
…
فذكره. الحديث.
402 -
وعن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "مَن سمعَ النِّداءَ فلم يأتِ فلا صلاةَ له إلا مِن عُذْرٍ" رواه ابن ماجه والدارقطني وابن حبان والحاكم وإسناده على شرط مسلمٍ لكن رجَّح بعضُهُم وَقْفَه.
رواه ابن ماجه (793) والدارقطني 1/ 420 والحاكم 1/ 372 وابن حبان 3/ 253 (2061) والطبراني في "الكبير" 11 / رقم (12265) والبغوي في "شرح السنة" 3/ 347 كلهم من طريق هشيم عن شعبة عن عدي بن ثابت عن سعيد بن جبير عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم.
قلت: رجال هذا الإسناد ثقات، وقد صرح هشيم بالتحديث عند الحاكم والبيهقي وقد رواه عن هشيم، عبد الحميد بن بيان الواسطي وهو من رجال مسلم وهو صدوق وقد تابعه عمرو بن عون عند الحاكم وهو ثقة ثبت.
قال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين. اهـ. ووافقه الذهبي.
وقال الألباني في "الإرواء" 2/ 337 وهو كما قالا. اهـ.
وقال الشيخ محمد بن الوهاب كما في "مجموع مؤلفاته" 9/ 30: رواه ابن ماجه بإسناد صحيح. اهـ.
وقال الشيخ عبد العزيز بن باز كما في "الفتاوى" 4/ 149، 353: إسناده صحيح. اهـ.
وقال أيضًا في موضع آخر من "الفتاوى" 4/ 197، 357: رواه ابن ماجه والدارقطني وابن حبان والحاكم وإسناده على شرط مسلم. اهـ.
ورواه الدارقطني 1/ 420 والحاكم 1/ 245 والبيهقي 3/ 57 والبغوي في "شرح السنة" 3/ 348 من طرق عن قراد أبي نوح عن شعبة به.
ورواه أبو داود (551) قال: ثنا جرير عن أبي جناب عن مغراء العبدي عن عدي بن ثابت به مرفوعًا.
ورواه البيهقي 3/ 75 والدارقطني 1/ 420 والحاكم 1/ 245 والطبراني في "الكبير" 11 / رقم (12266) كلهم من طريق جرير به.
قلت: أبو جناب اسمه يحيى بن أبي حيه كما قاله ابن الجوزي في "التحقيق" وقد ضعف لكثرة تدليسه وكان يحيى بن القطان يقول: لا أستحل أن أروي عنه. اهـ.
وقال ابن معين: هو صدوق لكنه يدلس. اهـ.
وضعفه الدارمي والنسائي والدارقطني وغيرهم.
لهذا قال الحافظ ابن حجر في "تلخيص الحبير" 2/ 31: أبو جناب ضعيف ومدلس وقد عنعن. اهـ.
وقال النووي في "الخلاصة" 2/ 655: رواه أبو داود من رواية أبي جناب -بالجيم- يحيى بن حي، وهو مدلس ضعيف
…
اهـ.
وقال في "المجموع" 4/ 205: رواه أبو داود وغيره وفي إسناده رجل ضعيف مدلس، وقال أيضًا في "المجموع" 4/ 191: رواه أبو داود بإسناد ضعيف. اهـ.
ورواه الدارقطني 1/ 420 قال: حدثنا ابن مبشر وآخرون قالوا: نا عباس بن محمد الدوري ثنا قراد عن شعبة بإسناده نحوَه مرفوعًا.
قلت: وقد اختلف في رفع الحديث فأكثر أصحاب شعبة الأجلاء يروونه موقوفًا، فقد رواه ابن أبي شيبة 1/ 345 من طريق وكيع، وابن الجعد في "مسنده" 1/ 388.
والبيهقي 3/ 174 من طريق وهب بن جرير كلهم رووه عن شعبة عن عدي به موقوفًا، قال الدارقطني: رفعه هشيم وقراد شيخ من البصريين مجهول. اهـ.
وقال الحاكم 1/ 372: هذا حديث قد أوقفه غندر، وأكثر أصحاب شعبة، وهو صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه وهشيم وقراد أبو نوح ثقتان فإذا وصلاه فالقول فيه قولهما. اهـ.
قلت: إن كان قد أوقف الحديث غندر فإن هشيمًا لا يمكن أن تقدم روايته على رواية غندر فهو وإن كان ثقة إلا أن رواية غندر لها ثقلها ووزنها العلمي خصوصًا عن شعبة، مع أن هشيمًا تكلم في تدليسه وأكثر الأصول هنا على أنه لم يصرح بالتحديث اللهم بإسناد عند الحاكم وهو يحتاج إلى تحرير أكثر، وأما رواية عبد الرحمن بن غزوان أبو نوح المعروف بقراد فهو وإن كان ثقة إلا أن الأئمة
تكلموا في أفراده، وهذا والله أعلم منها، لهذا قال ابن حبان: كان يخطئ. اهـ. وقال الدارقطني: ثقة وله أفراد. اهـ.
وقال الذهبي في "الميزان" 2/ 581: كان يحفظ وله مناكير. اهـ.
وقال الحافظ ابن حجر في "التقريب"(2977): ثقة له أفراد. اهـ.
فلا يمكن لمن هذا حاله أن يقدم على غندر عن شعبة، لهذا قال البيهقي 3/ 57: رواه الجماعة عن سعيد موقوفًا على ابن عباس ورواه مغراء العبدي عن عدي بن ثابت مرفوعًا وروي عن أبي موسى الأشعري مسندًا وموقوفًا والموقوف أصح والله أعلم. اهـ.
وأيضًا لما ذكر الحافظ إسناد عبد الحميد بن بيان عن هشيم به مرفوعًا قال في "تلخيص الحبير"2/ 32: إسناده صحيح، لكن قال الحاكم: وقفه غندر وأكثر أصحاب شعبة. اهـ. فكأنه رحمه الله توقف عند مخالفه غندر لرواية هشيم.
ورواه الحاكم 1/ 373 من طريق أبي سليمان داود بن الحكم ثنا شعبة عن عدي بن ثابت عن سعيد بن جبير عن ابن عباس بمثله مرفوعًا.
قلت: أبو سليماد داود بن الحكم قال المزي كما في "ذيل الميزان" ص 219 و"اللسان" 2/ 416: لا يعرف. اهـ. ورواه ابن حزم في "المحلى" 4/ 190 والبيهقي 3/ 173 من طريق إسماعيل بن إسحاق القاضي ثنا سليمان بن حرب ثنا شعبة عن حبيب بن أبي ثابت عن سعيد بن جبير عن ابن عباس مرفوعًا، وخولف إسماعيل بن إسحاق في سنده فروي موقوفًا.
فقد رواه الطبراني في "الكبير" 12 / رقم (1244) من طريق أحمد بن عمرو القطواني ثنا سليمان بن حرب به موقوفًا.
قال الطبراني: هكذا رواه القطواني عن سليمان موقوفًا ورواه إسماعيل بن إسحاق القاضي عن سليمان بن حرب مرفوعًا. اهـ.
ورواه البيهقي 3/ 174 من طريق إسماعيل بن حرب القاضي ثنا حفص بن عمر الحوضي وسليمان بن حرب قالا ثنا شعبة به موقوفًا.
ورواه الطبراني في "الأوسط" كما في "مجمع البحرين" 2/ 34 قال: ثنا موسى بن هارون ثنا العباس بن الحسين القنطري ثنا مبشر بن إسماعيل عن جعفر بن برقان عن ميمون بن مهران عن ابن عباس قال: من سمع حيَّ على الفلاح، فلم يجب فقد ترك سنة محمد.
قلت: رجاله ثقات، قال الهيثمي في "المجمع" 2/ 43: رجاله رجال الصحيح. اهـ.
ولما نقل الألباني في "الإراوء" 2/ 337: قول الحافظ في "البلوغ": إسناده على شرط مسلم، لكن رجح بعضهم وقفه، تعقبه فقال: لا مبرر لهذا الترجيح فإن الذين رفعوه جماعة الثقات تابعوا هشيمًا عليه، منهم قراد وأسمه عبد الرحمن بن غزوان عند الدارقطني والحاكم وسعيد بن عامر وأبو سليمان داود بن الحكم
…
اهـ.
وفي الباب عن أبي بن كعب وابن أم مكتوم وعبد الله بن مسعود وأيضًا عن أبي هريرة وأبي الدرداء وجابر وأثر عن عبد الله بن مسعود.
أولًا: حديث أبي بن كعب رواه أبو داود (554) قال: حدثنا حفص بن عمر ثنا شعبة عن أبي إسحاق عن عبد الله بن أبي بصير عن أبي بن كعب قال: صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما الصبح فقال: "أشاهد فلان؟ " قالوا: لا، قال:"أشاهد فلان؟ " قالوا: لا، قال:"إن هاتين الصلاتين أثقل الصلوات على المنافقين، ولو تعلمون ما فيهما لأتيتموهما ولو حبوًا على الركب، وإن الصف الأول على مثل صف الملائكة، ولو علمتم ما فضيلته لابتدرتموه، وإن صلاة الرجل مع الرجل أزكي من صلاته وحده، وصلاته مع الرجلين أزكى من صلاته مع الرجل وما كثر فهو أحب إلى الله عز وجل".
ورواه أحمد 5/ 140 من طريق محمد بن جعفر ثنا شعبة به.
قلت: رجاله وثقوا، قال عبد الحق في "الأحكام الوسطى" 1/ 279: في إسناده عبد الله بن أبي بصير عن أبيه عن أبي بن كعب، وليس بالمشهور فيما أعلم لا هو ولا أبوه، ولم يذكره أبو داود إلا من حديث عبد الله عن أبي بن كعب خاصة. اهـ.
وقال النووي في "الخلاصة" 2/ 650: رواه أبو داود وابن ماجه بإسناد صحيح، إلا عبد الله بن أبي بصير الراوي عن أُبي، فسكتوا عنه، ولم يضعفه أبو داود وأشار علي بن المديني والبيهقي وغيرهما إلى صحته. اهـ. كما سيأتي، وقد وثقه ابن حبان والعجلي.
لكن الحديث وقع فيه اختلاف فقد رواه النسائي 2/ 204 وأحمد 5/ 140 كلاهما من طريق خالد بن الحارث عن شعبة عن أبي
إسحاق أنه أخبرهم عن عبد الله بن أبي بصير عن أبيه قال شعبة: وقال أبو إسحاق: وقد سمعته منه ومن أبيه قال: سمعت أبي بن كعب به مرفوعًا.
ورواه ابن خزيمة 2/ 366 من طريق يحيى بن آدم ثنا زهير عن أبي إسحاق عن عبد الله بن أبي بصير عن أبيه قال: قدمت المدينة فلقيت أُبي بن كعب:
…
فذكره الحديث.
قال ابن خزيمة 2/ 367: ورواه شعبة والثوري عن أبي إسحاق عن عبد الله بن أبي بصير عن أبي بن كعب ولم يقولا: عن أبيه. اهـ.
ورواه البيهقي 3/ 61 من طريق إبراهيم بن طهمان عن أبي إسحاق الهمداني عن عبد الله بن أبي بصير عن أبي بن كعب قال:
…
فذكره.
وقال الحافظ ابن حجر في "تهذيب التهذيب" 5/ 141 في ترجمة عبد الله بن أبي بصير: ذكر يحيى بن سعيد وغيره عن شعبة قال: قال أبو إسحاق: سمعت -يعني الحديث المخرج له في فضل صلاة الجماعة- عن عبد الله بن أبي بصير وعن أبيه عن أبي بن كعب وكذا حكى ابن معين وعلي بن المديني عن شعبة وفي الحديث اختلاف على أبي إسحاق، فرواه شعبة في قول الجمهور عنه عن أبي إسحاق عن عبد الله بن أبي بصير عن أبيه عن أبي وتابعه زهير بن معاوية وغير واحد منهم الثوري في المشهور عنه عن أبي إسحاق، ورواه ابن المبارك عن شعبة عنه عن عبد الله عن أبي، ليس فيه عن أبيه وكذا قال: إسرائيل وغيره عن أبي إسحاق ورواه أبو الأحوص عن أبي إسحاق، ورواه أبو إسحاق الفزاري عن
الثوري عن أبي إسحاق عن العيزار بن حريث عن أبي بصير وكذا رواه معمر الرقي عن حجاج عن أبي إسحاق عن عاصم بن ضمرة عن عبد الله بن أبي بصير. قال الذهلي: والروايات فيه محفوظة إلا حديث أبي الأحوص فإني لا أدري كيف هو. قلت -أي الحافظ ابن حجر-: تترجح الرواية الأولى للكثرة. اهـ.
ونقل المنذري في "مختصر السنن" 1/ 293 عن البيهقي أنه قال: أقام إسناده شعبة والثوري وإسرائيل في آخرين، وعبد الله بن أبي بصير سمعه من أُبي مع أبيه، وسمعه أبو إسحاق منه ومن أبيه، قاله شعبة وعلي بن المديني. اهـ.
وقال الحافظ ابن حجر في "تلخيص الحبير" 2/ 27: صححه ابن السكن والعقيلي والحاكم وذكر الاختلاف فيه وبسط ذلك، وقال النووي: أشعار علي بن المديني إلى صحته وعبد الله بن أبي بصير قيل: لا يعرف لأنه ما روى عنه غير أبي إسحاق السبيعي، لكن أخرجه الحاكم من وواية العيزار بن حريث عنه فارتفعت جهالة عينه. اهـ.
وقال الشيخ عبد العزيز بن باز في "الفتاوى" 4/ 358: أخرجه أبو داود وغيره بإسناد حسن. اهـ.
ثانيًا: حديث ابن أم مكتوم رواه أبو داود (552) قال: حدثنا سليمان بن حرب ثنا حماد بن زيد عن عاصم بن بهدلة عن أبي رزين عن ابن أم مكتوم أنه سأل النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، إني
رجل ضرير البصر شاسع الدار ولي قائد لا يلاومني (1)، فهل لي رخصة أن أصلي في بيتي؟ قال:"هل تسمع النداء؟ " قال: نعم، قال:"لا أجد لك رخصة".
ورواه ابن ماجه (792) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ثنا أبو أسامة عن زائدة عن عاصم به.
ورواه البيهقي 3/ 58 من طريق سفيان الثوري عن عاصم به.
قلت: الحديث رجاله لا بأس بهم، لكن أبا رزين اسمه مسعود بن مالك الأسدي قال العلائي في "جامع التحصيل" ص 279: قال ابن معين: أبو رزين عن عمرو بن أم مكتوم مرسل. اهـ.
وقال النووي في "المجموع" 4/ 191: رواه أبو داود بإسناد صحيح أو حسن. اهـ.
وقد رواه أبو داود (553) من طريق آخر عن ابن أم مكتوم فقال: حدثنا هارون بن زيد بن أبي الزرقاء ثنا أبي ثنا سفيان عن عبد الرحمن بن عابس عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن ابن أم مكتوم قال: يا رسول الله، إن المدينة كثيرة الهوام والسباع، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:"أتسمع حي على الصلاة، حي على الفلاح؟ فحي هلا".
قلت: رجاله ثقات وإسناده قوي ظاهره الصحة.
(1) قال الخطابي: هكذا يروى في الحديث، والصواب، لا يلائمني، أي لا يوافقني ولا يساعدني، فأما الملاومة فإنها مفاعلة من اللوم، وليس هذا موضعه.
قال النووي في "الخلاصة" 2/ 653: رواه أبو داود والنسائي بإسناد حسن. اهـ.
وقال الألباني في "الإرواء" 2/ 247 ورواه أبو داود (552 - 553) وغيره بإسنادين صحيحين عنه، لكن نقل المزي في "تحفة الأشراف" 8/ 171 عن النسائي أنه قال: قد اختلف على ابن أبي ليلى، في هذا الحديث فرواه بعضهم مرسلًا. اهـ.
ونقله أيضًا ابن عبد الهادي في "تنقيح تحقيق أحاديث التعليق" 1/ 7 والمنذري في "مختصر السنن" 1/ 292، لكن للحديث شاهد عن أبي هريرة عند مسلم كما سبق.
ثالثًا: حديث عبد الله بن مسعود رواه مسلم 1/ 452 قال: حدثنا أحمد بن عبد الله بن يونس حدثنا زهير حدثنا أبو إسحاق عن أبي الأحوص سمعه منه عن عبد الله، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لقوم يتخلفون عن الجمعة:"لقد هممت أن آمر رجلًا يصلي بالناس، ثم أحرق على رجال يتخلفون عن الجمعة بيوتهم".
ورواه ابن خزيمة 3/ 74 من طريق زهير به.
رابعًا: حديث أبي هريرة رواه مسلم 1/ 453 قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا أبو الأحوص عن إبراهيم بن المهاجر عن أبي الشعثاء، قال: كنا قعودًا في المسجد مع أبي هريرة فأذن المؤذن، فقام رجل من المسجد يمشي، فأتبعه أبو هريرة بصره حتى خرج من المسجد، فقال أبو هريرة: أما هذا فقد عصى أبا القاسم صلى الله عليه وسلم.
خامسًا: حديث أبي الدرداء رواه أحمد 5/ 196 وأبو داود (547) والنسائي 2/ 106 وابن خزيمة 2/ 371 كلهم من طريق السائب بن حبيش عن معدان بن أبي طلحة اليعمري عن أبي الدرداء قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "ما من ثلاثة في قرية ولا بدوٍ لا تقام فيهم الصلاة إلا قد استحوذ عليهم الشيطان فعليك بالجماعة فإنما يأكل الذئب القاصية".
قلت: رجاله لا بأس بهم إلا أن السائب بن حبيش لم تظهر حاله جليًّا، فقد قال عبد الله بن أحمد: قلت لأبي: أثقة هو، قال: لا أدري. اهـ.
وقد ذكره ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 4/ 244 ولم يورد فيه إلا قول الإمام أحمد هذا. وقال العجلي: ثقة. اهـ. وقال الدارقطني: صالح الحديث من أهل الشام لا أعلم حدث عنه غير زائدة. اهـ. وذكره ابن حبان في "الثقات".
وقد صححه ابن خزيمة والحاكم 1/ 374 وقال: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه. اهـ. ووافقه الذهبي.
وقال النووي في "الخلاصة" 2/ 655: رواه أبو داود والنسائي بإسناد صحيح. اهـ. وكذا قال في "المجموع" 4/ 183، ونقله عنه الزيلعي في "نصب الراية" 2/ 24.
سادسًا: حديث جابر رواه أبو داود الطيالسي (1717) قال: حدثنا طلحة بن عمرو عن محمد بن المنكدر عن جابر - رضي الله
عنه- رفعه: "لقد هممت أن آمر صارخًا بالصلاة ثم أتخلف على رجال يتخلفون عن الصلاة فأحرق عليهم بيوتهم".
قلت: إسناده ضعيف جدًّا، لأن فيه طلحة بن عمرو الحضرمي وهو متروك.
وروي عن جابر مرفوعًا بمعنى حديث الباب.
فقد روى الدارقطني 1/ 419 - 420 من طريق محمد بن سكين الشقري المؤذن أخبرنا عبد الله بن بكر الغنوي عن محمد بن سوقة عن محمد بن المنكدر عن جابر مرفوعًا: "لا صلاة لجار المسجد إلا في المسجد" قلت: إسناده ضعيف، لأن فيه محمد بن سكين، قال أبو حاتم: هو مجهول، والحديث منكر. اهـ. كأنه يشير إلى هذا الحديث.
وقال أيضًا الذهبي: لا يعرف، وخبره منكر. اهـ.
وقال الحافظ ابن حجر في "تلخيص الحبير" 1/ 31: ليس له إسناد ثابت. اهـ.
وذكره النووي في "الخلاصة" 2/ 655 - 656 في قسم الضعيف.
سابعًا: أثر عبد الله بن مسعود وقد سبق تخريجه في الباب السابق.
* * *