الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
باب: ما يقرأ في صلاة الفجر يوم الجمعة
291 -
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: كان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يَقرأُ في صلاة الفجرِ يومَ الجُمعةِ {الم (1) تَنْزِيلُ} السجدة، و {هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنْسَانِ} متفق عليه.
رواه البخاري (891) ومسلم 1/ 599 والنسائي 2/ 159 وابن ماجه (823) والبيهقي 2/ 201 والبغوي في "شرح السنة" 3/ 80 - 81 كلهم من طريق سعد بن إبراهيم عن عبد الرحمن الأعرج عن أبي هريرة، به.
* * *
292 -
وللطبراني من حديث ابن مسعود: يديم ذلك.
رواه الطبراني في "الصغير"(988) وفي "الأوسط" كما في "مجمع البحرين" 2/ 206 قال حدثنا محمد بن بشر بن يوسف الأموي الدمشقي حدثنا دُحيم عبد الرحمن بن إبراهيم حدثنا الوليد بن مسلم حدثنا ثور بن يزيد عن عمرو بن قيس الملائي، عن أبي إسحاق الهمداني عن أبي الأحوص عن عبد الله بن مسعود: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ في صلاة الصبح يوم الجمعة {الم} السجدة و {هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنْسَانِ} يديم ذلك.
قال الطبراني في "الصغير" ص 410: لم يروه عن عمرو بن قيس إلا ثور ولا عن ثور إلا الوليد بن مسلم، تفرد به دُحيم، ولا كتبناه إلا عن محمد بن بشر. اهـ.
وقال الهيثمي في "مجمع الزوائد" 2/ 168: رجاله موثقون. اهـ.
قلت: شيخ الطبراني لم أجد له ترجمه، وباقي رجاله لا بأس بهم إلا أن أبا إسحاق السبيعي وصف بالتدليس.
ورواه ابن ماجه (824) حدثنا إسحاق بن منصور، أنبأ إسحاق بن سليمان أنبأ عمرو بن أبي قيس عن أبي فروة عن أبي الأحوص به بنحوه، وليس فيه "يديم ذلك".
قلت: إسناده لا بأس به، وأبو فروة هو مسلم بن سالم النهدي وثقه ابن معين.
وقال أبو حاتم: صالح الحديث ليس له بأس. اهـ. وذكره ابن حبان في "الثقات".
وأما أبو الأحوص فهو عوف بن مالك الجشمي وهو ثقة من رجال مسلم.
وقد صحح إسناده البوصيري في تعليقه على "زوائد ابن ماجه".
ورواه الترمذي في "العلل الكبير" 1/ 279 قال: حدثنا محمد بن حميد الرازي نا أبو تميلة قال: نا الحسين بن واقد عن عاصم بن بهدلة عن أبي وائل عن عبد الله: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ في الفجر بـ {الم (1) تَنْزِيلُ} السجدة، و {هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنْسَانِ} وقال الحارث بن
نبهان: حدثني عاصم بن بهدلة عن مصعب بن سعد عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم، فسألت محمدًا فقال: حديث الحسين بن واقد عن عاصم عن أبي وائل عن عبد الله أصح، قال محمد: والحارث بن نبهان منكر الحديث ضعيف.
ثم قال الترمذي: حدثنا محمد بن عبد الأعلى نا عمران بن عيينة نا أبو فروة الجهني عن أبي الأحوص عن عبد الله بن مسعود
…
فذكره.
ثم قال الترمذي: سألت محمدًا عن هذا الحديث، فقال: روى عمرو بن أبي قيس عن أبي فروة عن أبي الأحوص عن عبد الله.
وروى سفيان الثوري عن أبي فروة عن أبي الأحوص عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلًا، فكان هذا أشبه، قلت له: فإن زائدة روى عن أبي فروة عن أبي الأحوص عن عبد الله، فلم يعرف حديث زائدة ولا حديث عمران بن عيينة. انتهى كلام الترمذي.
وقال الدارقطني في "العلل" 5 / رقم (923) عن هذا الحديث: يرويه أبو فروة مسلم بن سالم الجهني عن أبي الأحوص واختلف عنه.
فرواه عمران بن عيينة وعبد الله بن الأجلح ومسعر وسليمان التيمي وعمرو بن أبي قيس وحمزة بن أبي قيس وحمزة الزيات ومحمد بن جابر عن أبي فروة عن أبي الأحوص عن عبد الله متصلًا.
وكذلك قال حجاج بن نصير: عن شعبة عن أبي إسحاق عن أبي فروة.
وقال شعبة: فلقيت أبا فروة فحدثني به.
وخالفه أصحاب شعبة غندر ومعاذ وابن مهدي وغيرهم.
فرووه عن شعبة عن أبي فروة عن أبي الأحوص مرسلًا.
وكذلك رواه الثوري وزهير وزائدة عن أبي فروة عن أبي الأحوص مرسلًا.
وكذلك قال ابن عيينة وسفيان: مرسلًا وقيل: عنه متصلًا.
ورواه حماد بن شعيب عن أبي فروة عن سعيد بن جبير عن ابن عباس، ووهم فيه والصحيح مرسل. انتهى كلام الدارقطني.
وفي الباب عن ابن عباس وسعد بن أبي وقاص وعلي بن أبي طالب.
أولًا: حديث ابن عباس رواه مسلم 2/ 599 والنسائي 2/ 159 وأبو داود (1074 - 1075) وابن ماجه (821) والترمذي (520) والبيهقي 3/ 201 كلهم من طريق مخوَّل بن راشد عن مسلم بن بطين عن سعيد بن جبير عن ابن عباس: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ في صلاة الفجر {الم (1) تَنْزِيلُ} السجدة، و {هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنْسَانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ} ، وأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ في صلاة الجمعة سورة الجمعة والمنافقين.
قال الترمذي 2/ 143. حديث ابن عباس، حديث حسن صحيح، وقد رواه سفيان الثوري وشعبة وغير واحد عن مخوَّل. اهـ.
ثانيًا: حديث سعد بن أبي وقاص رواه ابن ماجه (822) حدثنا أزهر بن مروان ثنا الحارث بن نبهان ثنا عاصم بن بهدلة عن مصعب
ابن سعد عن أبيه، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ في صلاة الفجر، يوم الجمعة:{الم (1) تَنْزِيلُ} ، و {هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنْسَانِ} .
قلت: إسناده ضعيف، لأن فيه الحارث بن نبهان الجرمي.
قال الإمام أحمد عنه: رجل صالح، لم يكن يعرف الحديث، ولا يحفظ، منكر الحديث. اهـ. وقال ابن معين: ليس بشيء. اهـ. وقال في موضع آخر: لا يكتب حديثه. اهـ. وقال ابن المديني: كان ضعيفًا، ضعيفًا. اهـ. وقال أبو زرعة: ضعيف الحديث، في حديثه وهن. اهـ. وقال أبو حاتم: متروك الحديث، ضعيف الحديث منكر الحديث. اهـ. وقال البخاري: منكر الحديث. اهـ. وقال النسائي: متروك الحديث. اهـ. ولهذا ضعفه البوصيري في تعليقه على "زوائد ابن ماجه" وقال: لاتفاقهم على ضعفط الحارث بن نبهان. اهـ.
ثالثًا: حديث علي بن أبي طالب رواه الطبراني في "الأوسط" كما في "مجمع البحرين" 2/ 205 قال: حدثنا إسماعيل بن نميل الخلال البغدادي، نا محمد بن بكار بن الريان ثنا حفص بن سليمان الغاضري، عن منصور بن حيان عن أبي الهياج الأسدي عن علي بن ربيعة الوالبي عن علي بن أبي طالب: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقرأ في صلاة الفجر يوم الجمعة في الركعة الأولى: بـ {الم (1) تَنْزِيلُ} السجدة، وفي الركعة الثانية {هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنْسَانِ} .
قال الطبراني عقبه: لا يروى عن علي إلا بهذا الإسناد، تفرد به محمد. اهـ.
قلت: إسناده ضعيف، لأن حفص بن سليمان الغاضري، متروك الحديث.
قال ابن معين: ليس بثقة. اهـ. وقال ابن المديني: ضعيف الحديث، وتركته على عمد. اهـ. وقال البخاري: تركوه. اهـ. وقال مسلم: متروك. اهـ. وكذا قال النسائي. وقال أبو حاتم: لا يكتب حديثه، وهو ضعيف الحديث لا يصدق، متروك الحديث. اهـ. وقال أبو علي الصراف عن عبد الله بن أحمد عن أبيه: صالح. اهـ.
وقال ابن أبي حاتم عن عبد الله عن أبيه: متروك الحديث. اهـ.
وكذا قال حنبل بن إسحاق عن أحمد. وقال حنبل عن أحمد مرة أخرى: ما به بأس. اهـ.
قلت: والمحفوظ عن أحمد تضعيفه في روايتين.
ولهذا قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" 2/ 169: فيه حفص بن سليمان الغاضري، وهو متروك لم يوثقه غير أحمد بن حنبل في رواية، وضعفه في روايتين، وضعفه خلق. اهـ.
وروى أيضًا الطبراني في "الأوسط" كما في "مجمع البحرين" 2/ 206 من طريق ليث بن أبي سليم عن عمرو بن مرة عن الحارث عن علي بلفظ: أن النبي صلى الله عليه وسلم سجد في صلاة الصبح في تنزيل السجدة.
قال الطبراني عقبه: لم يروه عن عمرو إلا ليث، ولا عنه إلا معتمر، تفرد به عمرو بن علي، ولم يروه عن عمرو بن مرة عن الحارث، إلا هذا. اهـ.
قلت: إسناده أيضًا ضعيف، لأن فيه ليث بن أبي سليم وهو صدوق اختلط ولم يتميز حديثه فترك وسبق الكلام عليه (1).
وأيضًا في إسناده الحارث بن عبد الله الأعور وهو ضعيف، وسبق الكلام (2) عليه أيضًا.
* * *
(1) راجع باب: صفة المضمضة والاستنشاق
(2)
راجع باب: جواز اغتسال الرجل بفضل المرأة.