الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
باب: ما جاء في صيغ التشهد
315 -
وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: التفتَ إلينا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم فقال: "إذا صَلَّى أحدُكم فليَقُلْ: التحياتُ للهِ، والصلواتُ والطيباتُ، السلامُ عليكَ أيُّها النبيُّ ورحمةُ الله وبركاتُه، السلامُ علينا وعلى عبادِ الله الصالحينَ، أشهدُ أنَّ لا إلهَ إلا اللهُ وحدَه لا شريكَ له، وأشهدُ أن محمدًا عبدُهُ ورسولُهُ، ثم لِيَتَخَيَّرْ من الدُّعاءِ أعجبَهُ إليه، فيدعو" متفق عليه، واللفظ للبخاري، وللنسائي: كنّا نقول قبلَ أنْ يُفرَضَ علينا التشهُّدُ. ولأحمد: أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم علَّمَه التشهُّدَ وأمَره أن يُعلِّمهُ الناسَ.
رواه البخاري (831) ومسلم 1/ 302 وأبو داود (968) والنسائي في "الكبرى" 1/ 378 و"الصغرى" 3/ 41 وابن ماجه (899) وأحمد 1/ 382 والبيهقي 2/ 138 كلهم من طريق الأعمش عن شقيق بن سلمة عن عبد الله بن مسعود به.
ولفظ النسائي: كنا نقول في الصلاة قبل أن يفرض علينا التشهد: السلام على الله، السلام على جبريل، وميكائيل فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تقولوا هكذا، فإن الله هو السلام، ولكن قولوا: التحيات لله
…
" وكذا عند البقية وليس في "الصحيحين" قوله: قبل أن
يفرض علينا التشهد. وبهذا اللفظ صححه البيهقي والدارقطني والحافظ ابن حجر في "الفتح" 2/ 358.
وللحديث طرق أخرى عند مسلم والنسائي في "الصغرى".
* * *
316 -
ولمسلم عن ابن عباس قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يُعلِّمُنا التشهُّدَ "التحياتُ المُباركاتُ الصلواتُ الطَّيِّباتُ
…
" إلى آخره.
رواه مسلم 1/ 302 والنسائي 2/ 242 وأبو داود (974) وابن ماجه (900).
والترمذي (290) وأحمد 1/ 292 والبيهقي 2/ 140 كلهم من طريق الليث بن سعد عن أبي الزبير عن سعيد بن جبير وطاووس عن ابن عباس أنه قال: فذكره
…
وفي الباب عن أبي موسى وابن عمر وابن مسعود وجابر وأثر عن عمر وعائشة وابن عمر.
أولًا: حديث أبي موسى الأشعري رواه مسلم 1/ 404 وأبو داود (972) والنسائي 2/ 242 وابن ماجه (901) وأحمد 4/ 409 والبيهقي 2/ 140 كلهم من طريق قتادة عن يونس بن جبير عن حطان بن عبد الله الرقاشي، قال: صليت مع أبي موسى الأشعري صلاة وفي آخره قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "
…
وإذا كان عند
القَعدَةِ، فليكُنْ من أولِ قولِ أحدِكم: التحياتُ الطيباتُ الصلواتُ لله، السلامُ عليكَ أيُّها النبيُّ ورحمةُ اللهِ وبركاتُه، السلامُ علينا وعلى عبادِ الله الصالحين، أشهدُ أنَّ لا إله إلا اللهُ وأشهد أن محمدًا عبده ورسولُه".
ثانيًا: حديث ابن عمر رواه أبو داود (971) والدارقطني 1/ 351 كلاهما من طريق نصر بن علي حدثني أبي ثنا شعبة عن أبي بشر سمعت مجاهدًا يحدث عن ابن عمر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في التشهد: "التحياتُ لله، الصلواتُ الطيباتُ، السلامُ عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته -قال: قال ابن عمر: زدتُ فيها وبركاتُه- السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، أشهد أن لا إله إلا الله -قال ابن عمر: زدت فيها: وحدَه لا شريك له- وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله".
قلت رجاله ثقات، لكن أعل بأن أبا بشر جعفر بن إياس اليشكري لم يسمع من مجاهد.
قال أحمد: كان شعبة يضعف حديث أبي بشر عن مجاهد، قال: لم يسمع منه شيئًا. اهـ.
وقال ابن معين: طعن شعبة في حديثه عن مجاهد، قال: من صحيفه. اهـ.
قال الدارقطني 1/ 351: هذا إسناد صحيح، وقد تابعه على رفعه ابن أبي عدي عن شعبة، ووقفه غيرهما. اهـ. وقد اختلف في إسناده.
قال الترمذي في "العلل الكبير" 1/ 226 سألت محمدًا عن هذا الحديث فقال: روى شعبة عن أبي بشر عن مجاهد عن ابن عمر وروى سيف عن مجاهد عن أبي معمر عن عبد الله بن مسعود، قال محمد: وهو المحفوظ عندي، قلت: فإنه يروى عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم ويروى عن ابن عمر عن أبي بكر الصديق قال محمد: يحتمل هذا وهذا. اهـ. وللحديث طرق أخرى عن ابن عمر.
ثالثًا: حديث جابر رواه النسائي 2/ 243 وابن ماجه (902) والحاكم 1/ 399 كلهم من طريق أيمن بن نابل قال: حدثني أبو الزبير عن جابر قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمنا التشهد كما يعلمنا السورة من القرآن: "بسم الله وبالله، التحيات لله والصلوات والطيبات السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله أسأل الله الجنة وأعوذ بالله من النار"، قال الحاكم 1/ 399: صحيح من شرط البخاري. اهـ.
قلت: أيمن بن نابل روى له البخاري في المتابعات كما قال ابن عدي.
وقد وثقه ابن معين، وقال يعقوب بن شعيبة: مكي صدوق وإلى ضعف ما هو. اهـ.
وقال أبو حاتم: شيخ. اهـ. وقال النسائي: لا بأس به. اهـ.
وقال الدارقطني: ليس بالقوي خالف الناس. اهـ. وقد ضعف الحديث جمع من الحفاظ.
قال الزيلعي في "نصب الراية" 1/ 421 لما نقل كلام الحاكم: قال النووي "الخلاصة": وهو مردود، فقد ضعفه جماعة من الحفاظ هم أجلُّ من الحاكم، وأتقن، وممن ضعفه البخاري والترمذي والنسائي والبيهقي، قال الترمذي: سألت البخاري عنه، فقال: هو خطأ. اهـ.
وقال ابن الجنيد في "سؤالاته" ليحيى بن معين (31): قلت ليحيى بن معين: حديث الليث بن سعد عن أبي الزبير عن طاووس وعن سعيد بن جبير عن ابن عباس: كان يعلمنا التشهد، قلت: ورواه معتمر بن سليمان عن أيمن بن نابل عن أبي الزبير عن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله؟ قال يحيى: هذا خطأ، الحديث حديث الليث بن سعد. اهـ.
قلت: ووجه الخطأ هو أن أيمن بن نابل خالف الليث بن سعد فرواه عن أبي الزبير وجعله من مسند جابر، وأما الليث بن سعد فقد رواه عن أبي الزبير فجعله من مسند ابن عباس كما سبق وهو الصواب.
قال البيهقي 2/ 142: قال أبو عيسى. سألت البخاري عن هذا الحديث فقال: هو خطأ والصواب ما رواه الليث بن سعد عن أبي الزبير عن سعيد بن جبير وطاووس عن ابن عباس، وهكذا رواه عبد الرحمن بن حميد الرُّؤَاسي عن أبي الزبير مثل ما روى الليث بن سعد، وقال في إحدى الروايتين: عن عمر وابن عمر وعائشة. اهـ.
وقال مسلم في كتابه "التمييز" ص 188: عن هذه الرواية من التشهد: والتشهد غير ثابت الإسناد والمتن جميعًا، والثابت ما رواه
الليث وعبد الرحمن بن حميد
…
ثم ذكر حديث ابن عباس، وقال: فقد اتفق الليث وعبد الرحمن بن حميد الرؤاسي عن أبي الزبير عن طاووس، وروى الليث، فقال؛ عن سعيد بن جبير، وواحد كل من هذين عند أهل الحديث أثبت في الرواية من أيمن. اهـ.
وقال ابن عبد الهادي في "تنقيح تحقيق أحاديث التعليق" 1/ 413: وقد أنكره الدارقطني عن أيمن بن نابل، وقيل: إن المحفوظ ما رواه الليث عن الزبير عن سعيد بن جبير وطاووس عن ابن عباس، وقال النسائي: ولا نعلم أحدًا تابع أيمن على هذا الحديث وخالفه الليث بن سعد في إسناده، وأيمن عندنا لا بأس به والحديث خطأ. اهـ.
وأعل الحديث أيضًا عبد الحق الإشبيلي فقال في "الأحكام الوسطى" 1/ 409: أحسن حديث أبي الزبير عن جابر ما ذكر فيه سماعه منه ولم يذكر السماع في هذا فيما أعلم. اهـ. وتعقبه ابن القطان في كتابه "بيان الوهم والإيهام" 4/ 298.
وسبق الكلام على حديث أبي الزبير عن جابر.
وقال الترمذي في "العلل الكبير" 1/ 228 سألت محمدًا عن هذا الحديث، فقال: هو غير محفوظ هكذا يقول: أيمن بن نابل عن أبي الزبير عن جابر وهو خطأ.
والصحيح ما رواه الليث بن سعد عن أبي الزبير عن ابن جبير وطاووس عن ابن عباس، وهكذا رواه عبد الرحمن الرؤاسي عن أبي الزبير مثل رواية الليث بن سعد. اهـ.
رابعًا: حديث ابن مسعود رواه أحمد 1/ 437 قال: ثنا محمد بن جعفر ثنا شعبة قال: سمعت أبا إسحاق يحدث عن أبي الأحوص عن عبد الله بن مسعود أنه قال: إن محمدًا صلى الله عليه وسلم علم فواتح الخير وجوامعه وخواتمه فقال: "إذا قعدتم في كل ركعتين: فقولوا التحيات لله والصلوات والطيبات السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين: أشهد أن لا إله الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، ثم ليتخير أحدكم من الدعاء أعجبه إليه فليدع به ربه عز وجل
…
" ومن طريق أبي إسحاق رواه النسائي والبيهقي.
قلت: إسناده قوي ظاهره الصحة، وأبو إسحاق هو السبيعي وقد اختلط إلا أن شعبة سمع منه قديمًا.
ورواه أيضًا أحمد (3877) قال: حدثنا عبد الرزاق حدثنا معمر عن أبي إسحاق به بمثله.
وصححه أحمد شاكر في تعليقه على "المسند".
وقال الألباني في "الإرواء" 2/ 23: هذا إسناد صحيح على شرط مسلم. اهـ.
خامسًا: أثر عمر بن الخطاب رواه مالك في "الموطأ" 1/ 91 عن ابن شهاب عن عروة بن الزبير عن عبد الرحمن بن عبد القَارِيِّ، أنه سمع عمر بن الخطاب وهو على المنبر يعلم الناس التشهد، يقول: قولوا: التحيات لله، الزاكيات لله، الطيبات الصلوات لله، السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته، السلام علينا وعلى عباد الله
الصالحين، أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله.
قلت: إسناده صحيح كما قال الزيلعي في "نصب الراية" 1/ 422.
وقال النووي في "الأذكار" ص 52: رواه مالك في "الموطأ" والبيهقي وغيرهما بالأسانيد الصحيحة. اهـ. وقال في "الخلاصة" 1/ 432: رواه مالك في "الموطأ" بإسناده الصحيح. اهـ. وقد اختلف في إسناده لكن الترجيح فيه ممكن
فقد سئل الدراقطني في "العلل" 2 / رقم (203) عن حديث عبد الرحمن بن عبدٍ القاريِّ عن عمر أنه كان يعلم الناس التشهد فذكره فقال: هو حديث رواه الزهري وهشام بن عروة عن عروة فاختلفا فيه على عروة فجوَّد إسناده الزهري.
ورواه عن عروة عن عبد الرحمن بن عبدٍ عن عمر.
ورواه هشام بن عروة عن أبيه عن عمر، لم يذكر بينهما عبد الرحمن بن عبدٍ، وقول الزهري أولى بالصواب والله أعلم.
ولم يختلفوا في أن الحديث موقوف على عمر.
ورواه بعض المتأخرين عن إسماعيل بن أبي أويس عن مالك عن الزهري عن عروة عن ابن عبدٍ عن عمر مرفوعًا، ووهم في رفعه والصواب موقوف.
وروى هذا الحديث ابن عيينة عن الزهري وهشام بن عروة جمع بينهما وحمل حديث هشام على حديث الزهري، فقال عن عروة
عن عبد الرحمن بن عبد عن عمر، وهذا إسناد الزهري، وهشام لا يذكر في الإسناد عبد الرحمن بن عبدٍ. انتهى كلام الدارقطني.
سادسًا: أثر عائشة رواه مالك في "الموطأ" 1/ 91 عن عبد الرحمن بن القاسم، عن أبيه عن عائشة، أنها كافت تقول، إذا تشهدت: التحيات الطيبات الصلوات الزاكيات لله، أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدًا عبده ورسوله، السلام عليكم.
ورواه أيضًا مالك في "الموطأ" 1/ 91 عن يحيى بن سعيد الأنصاري عن القاسم بن محمد به.
قلت: رجاله ثقات، وإسناده قوي، قال النووي في "الأذكار" ص 52: رواه مالك في "الموطأ" والبيهقي وغيرهما بإسناد صحيح. اهـ. وقال في "الخلاصة" 1/ 432: رواه البيهقي وإسناده صحيح. اهـ.
سابعًا: أثر ابن عمر رواه مالك في "الموطأ" 1/ 91 عن نافع عن ابن عمر كان يتشهد فيقول: بسم الله، التحيات لله، الصلوات لله، الزاكيات لله، السلام على النبي ورحمة الله وبركاته، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، شهدت أن لا إله إلا الله، شهدت أن محمدًا رسول الله، يقول هذا في الركعتين الأوليين، ويدعو، إذا قضى تشهده، بما بدا له، فإذا قضى تشهده، وأراد أن يسلم، قال: السَّلام على النبي ورحمة الله وبركاته، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين.
قلت: إسناده صحيح.